السبت، 31 يناير 2015

يوميات طالب...(02)


بقلم : رشيد دحمون 

و نحن نتجول بين أروقة مدرستنا العريقة و التي لا تختلف عن "بـــرج الأبطـــال" في أي شيء, إذ شد انتباهي منظر غريب، منظر أمسى مألوفا على رفات جامعاتنا و شوارعنا... (طالب بهندام جذاب، و تسريحة شعر مدهشة) يرمي كيسا من الفضلات على الأرض، و على بعد خطوات قليلة منه, ترقد سلة مهملات "مهملة"!هنا نطق صديقي المسكين في غيظ شديد مما رأته عيناه، و قال في أسف: (زعما هذا أستاذ...!!!)، إلتفت إليه و قلت:( و هل هاته الأخلاق محصورة على الأستاذ وحده...؟ أعتقد بأنه من المستحسن و الأجدر أن تقول: "زعما هذا إنســــان"!!! فهذا الطالب "إنسان" قبل أن يكون "أستاذا"...)

و بينما نحن منهمكان في إطلاق قنابل اللوم على هذا الطالب الأستاذ, حتى لمحنا أستاذا محاضرا يعرفه كل من كتب له أن يمضي شطرا من حياته بين هاته الأروقة العريقة، يعرفه لشهرته و شهاداته العالية، يمر بقربنا ضاربا الأرض بحذائه الأسود الناصع و كأنه فارس عربي يشق البادية بحوافر فرسه الأصيل، فأول ما جال بخاطرنا حينها أنه سيغرق هذا الطالب بوابل من العتب و التأنيب... لكن الواقع كان غير هذا، فقد كان يتناول سيجارته بكل افتخار و "انتحار"! يستنشق دخانها تارة و ينفخه تارة أخرى، و معه ينفخ جزءا آخر من أجزاء حياته الراسبة بين قلبه و رئتيه... مشى خطوات عدة و إذ به يتناول تلك السيجارة بين أصبعيه ليقذفها على الأرض... ثم يدوسها بذلك الحذاء الأسود اللماع, منظر لا أذكر أني رأيته في حياتي، إلا في أفلام "الكاوبوي" الأمريكية.

ضربت صديقي -الذي كان مشغولا بمتابعة هاته اللقطة السينمائية المشوقة- ضربة خفيفة على كتفه و قلت و في قلبي فسيفساء من الانفعالات المتناقضة:(ذاك الشبل من هذا الأسد)!!! و أردفت قائلا:(هيا لنذهب, فقد مرت عشر دقائق منذ بداية "التطبيق" و أنت تعرف من هو الأستاذ المطبق)!!!

الخميس، 29 يناير 2015

جفاء...

بقلم : غلي 

والله أمر مؤسف لا يبادلنا المحبة أحبة
أحببناهم فلم يحبونا
وكم سعينا لكسب و دخل
وحجزنا لهم بين ضلوعنا مطرحا
فما اهتموا وما شاطرونا
وكم حكاما مجدناهم حبا
عاهدناهم بيعتنا
فما عدلوا وما أنصفونا
نترقب مواكبهم لهفا
وتقتفينا جيوشهم
وقد أعدوا عدتهم ليعدمونا
وكم ضيوفا أكرمناهم
فتحنا لهم أوطاننا
تجبروا واستعمرونا
لم يشفع لنا عندهم كرمنا
ما شكروا و ما استلطفونا....
ولازلنا نمضي في الحياة نتلقن دروسها
فلا خل أحبنا
والحاكم لا ينصفنا
والضيوف من بيتنا طردونا
أذكر بهذا محمدا جاء للعالمين رحمة
وقريش ترميه بالحجارة وتبهته
وما كان محمدا ساحرا ولا مجنونا
أذكر مقامه رفيع الشأن
ومقامهم
رب خل وحاكم وضيف يفهمون





‫في غربة الوطن الجحود‬ !


محمد عطوي

[ ردا على أبيات أخي الأصغر _ ميم دين ع _ وهو في المشفى على بعد500كلم ، يشكو فيها الإخوة والأهل والأصحاب ]
يا شاعري ، هذا السعير المضرم
أولى به إحراق هامات الذئابْ
لا أصبعٌ ملكَ البيان هدايةً
للراحلين إلى ظلام الغابْ
سهر الليالي عاصرا أفكاره
نورا على نور من الوهابْ
لا مؤنس في وحشة المشفى سوى
شعر و سيجار و عود من ثقابْ
في غربة الوطن الجحود جراحهُ
نزفت وما جف اليراع عن الكِتابْ
خفق الفؤاد نبيلةً نيّاتُه :
نقدا لأهلٍ غافلينَ وللصحابْ
نطق اللسان فصيحةً كلماتُه
تجري كجري الشهد في الأعصابْ
و الشعر طار جناحه متأبطا
رشدا لمن ضلوا وزاغوا عن صوابْ
فاصدع بما أُلهمتَ ، شعرك بارقٌ
واصدح كما الحسون في إطرابْ
وارقص على سلك الحرير فإنه
مستبرق من جنة الوهابْ
و( اسمسْ1 ) لنا عبر الفضاء قصائدا
تشفِ القلوب ببلسم مِطبابْ
فعزاؤنا شعر وذكر دائم
و تبتّل للقاهر التوابْ
و بلاؤنا بالاصطبار نبزّه
وجزاؤنا عند الحكيم بلا حسابْ
لا إخوةٌ لك يا أخي حييت قلو
بُهمو ، و لا أحدٌ من الأصحابْ
ماتت ضمائرهم ، وأُغلقت العقو
لُ عن الهدى ، وتبددوا ..أحزابْ
فسد العباد ! أصابهم وهنُ الدُّن
يا ، قد نسوا ،ياحسرة يوم الحسابْ
جف الجميع و لم أزل متدفقا
بدم العروبة في الحضور وفي الغيابْ
ذهب الجميع و لم أزل لك راعيا
في القلب حُبُّكمُو إلى يوم المآبْ
أنا لست شيئا إن أكن في غفلة
وأخي يُضام من النوى ومن العذابْ
أنا لست شيئا إن أكن متنكرا
لعروبتي و أصالتي و كتابْ
أنا لست شيئا إن أكن متقوقعا
والقدس في أيدي الجبابرة الكلابْ
أنا نخلة ... صفصافة ... زيتونة
بأصولها غاصت إلى قلب الترابْ
عرجت إلى السموات تبغي عزّةً
عزت بطيبتها مدى الأحقابْ
ليست تهز فروعها ريح الدبو
رِ ، و ما تجرّدها من الأثوابْ
أحدٌ أنا ، نصبت غواربه ، فلا
تقوى عليه زلازل الأغرابْ
وأنا المحيط الأطلسيُّ عُبابُه
متراميَ الأعطاف والأنسابْ
فإذا غضبت على الذين تنكروا
طاف العباب بهم ، و أي عبابْ ؟
قلمُ الرصاص منصّتي ، وصوارخي
صنع العراق ؛ عراقنا الوثابْ !
ومدافعي عملاقة ، وقذائفي
محراقة ، من مارج و شهابْ
وعساكري أمواج دجلتنا الأبي
يّ ، مدجّجا بفراتنا المنسابْ
’’ فالرافدان ’’ إذا هما فاضا معا
طوفان نوح في اضطراب واصطخابْ
فليحذر الأعداء أني لست من
إنسِ ، ولكنْ جئت من جنّ السرابْ
آتي عليهم أجمعينَ ، و بغتةً
كالموت إذْ يأتي ، يجيءُ بلا حسابْ
و ’’ الرافضان ’’ إذا هما نطقا معًا
عنتِ الوجوه لشعرنا المِغضابْ
و ’’ البلبلان ’’ إذا هما غنّا معًا
يصغى الوجود لصوتنا المطرابْ
و ’’ الكوكبان ’’ إذا البلاد تظلمت
طلع النهار بقلبها المتصابْ
فمحمدٌ ، و أخوه مُحيي الدين آ
خرُ ، سبعةٍ ، عسلٌ صفا دون ارتيابْ
نحن ’’ العَطَاوَى ’’ في الجزائر قلبها
متدفق بدم السلام و بالخِذابْ
نحن ’’ العطاوى ’’ في الجزائر روحها
تسري بها كالماء في قلب الترابْ
نحن ’’ العطاوى ’’ في الجزائر لحمها
و لحومها مقطوعة الأسبابْ
نحن ’’ العطاوى ’’ في الجزائر مجدها
و دماؤها و سبيلها لذرى السحابْ
عذرا أخي عن سفرة للقائنا
لا رجلَ تحملني ’’ لوادي البابْ ’’(2)
إني طريحٌ في الفراش ممرّغ
كالشمس غابت إذ توارت بالحجابْ
في غربة الوطن الجحود دماؤنا
جفت ، وما جف اليراع عن الكتابْ
في غرفة الوطن اللعيب (( معلّمٌ ))
كالآلة ،،، مرمية بعد انعطابْ
كالقبر منسيًا على طول المدى
كالبوم ناح على الطلول وكالغرابْ
يا حسرتاه على العبيد بجهلهم !
غار الزمان بهم إلى قعر الجبابْ
فإذا المعلّمُ صادَهُ ظُفْر الزّما
نِ ونابَهُ ، دَبَرَ الجميع إلى غيابْ !
توقيع : محمد عطوي / ماي2010
_________
1-اسمس=أرسلSMS-

2-باب الوادي  

ذهب الذين نحبهم


 بقلم : نتالي قالمة

ذهب الذين نحبهم ....ذهبوا .....لم تبقى سوى ذكراهم تعبق زوايا بيتنا المهجورة من ظلالهم .....وريحهم العابر لشوارع مدينتنا ، ذهب الذين نحبهم ذهبوا ، لم نعد عائلة متماسكة وإخوة متحابين. تفرق شملنا وأصبحنا شتات ...من يدلني على شمل عائلة بقي ملتئم بعد هبوب عاصفة الإعصار من يدلني؟....تسربت أحلامنا عبر شقوق النوافذ وهجرت مدينتا .....
أذكر شملنا كيف كان مجتمع في شهر يناير حول المدفأة وضحكاتنا تتعالى نحو سقف بيتنا وحين يأتي أغسطس تجدنا مجتمعين في حديقة بيتنا نتسامر متأملين في أشجار التين والكرم .....ذهب حلم الطفولة في مهب الريح اغتالته سهام الخيانة والغدر ولم تبقى سوى أسمائهم عالقة بسقف بيتنا .....ذهب الذين نحبهم ذهبوا ...
أصبح شملنا شتات متفرق ولم يبقى من حبنا سوى وشاحا ممزق وستائر بالية وغاب التوت جف الزمرد من جفائهم واحتضرت ألوان قوس قزح فوق دفاترنا ولم يبقى سوى طيفهم تذكره جدران منزلنا ذهب الذين نحبهم ذهبوا .....
تركوا أماكنهم شاغرة بجروح نازفة وذكريات مبللة بالدموع وقلوبا كسيرة متمزقة من طعنات الظهر الغادرة ....ذهب الذين نحبهم ذهبوا....
أحن لشهر أيلول كم يحن الزهر للغصن والثرى للغيت لتسقط من شجرتنا أخر أوراقها المحملة بذكراهم وأسمائهم البالية وحين يأتي يناير يجدها عارية من بقايا حكايتهم الملغمة بالخداع والكذب والقسوة التي تلف قلوبهم المتحجرة ذهب الذين نحبهم ذهبوا ...
غابت ريحهم واختفت أحلامهم يوم سبتهم وأنطفئ الضوء في ليلتهم وتركوا عبق الأسى ينسكب من جفون كانت لهم يوما موطن ....ذهبت ريحهم ومعها ذهبوا .....أيامهم كانت لي في الحلم بلسم وبالعين التي ترى نور الوضوح علقما إذ كان زمانهم بشرفات منزلنا معبرا أضحى الزمان للشرفات موكبا، وعاما مضى على عين كانت تبصر النور ولم ترى أن البصائر بالجفون كوكب ورأت ما لم يروا بعيننا كانت لهم دفء وموقد ...وبعدها جاءت ليالي سحاب غيثها يهطل ثلجا وبرد واهتزت الجفون وارتعشت لنزول دمعا كان لأحزانها معبرا......

يوميات طالب...(01)

بقلم : رشيد دحمون 

الجامعة, هي "الصابون" الذي ينظف الأمة من نجاسة الجهل و دنس الأمية، هي التي تحمي المجتمع من "بكتيريا" العادات الغريبة التي تتسلل إليه من وراء البحار، هي التي تغسل العقول و تعقمها، و توقظ الضمائر من سباتها، هي البنزين الذي يحرك "قطار" الرقي و الازدهار، و الرياح التي تسير بقارب "الحياة" نحو جزيرة التقدم الحضاري.
فماذا لو صار "الصابون" في حد ذاته مزرعة لـ "البكتيريا" المدمرة، و أمسى "البنزين" الذي يحرك القطار مغشوشا، و انقلبت "الريــاح" "ريحـا" صرصرا عاتية.

هنا سيكون بإمكاننا أن نكبر ثلاثا على نزلاء القطار و ركاب القارب، و أن نضع "ختما" أحمرا على شهادة الوفاة! و أن نخرج لنسير في جنازتنا قبل خروج روحنا من روحها.

الأحد، 25 يناير 2015

أبى صبرنا عزمنا أن يُباد



طالت مخالب البطش و يَدُ المطامع
تحالف اللص علينا و الجلاد
علا صوت الباطل و خَفتَ دوي المدافع
بُعِث فينا فرعون ذي الأوتاد
ارتموا في أحضان ضيعة اللفت كلٌ راكع
نكروا بجرة بيعة الأصل و الاجداد
نثر القوم الكثيبَ وزعوه مقالع
هذا من فضل ربي قالوا : نفاقهم زاد
تُليت صلاة الإنتخاب على منبر الجوامع
إصلاح , حرية ديموقراطية ههه ذر العيون بالرماد
تفقه الجهل إستوزر الكفر شُنِقَ الفكر اللامع
خُُنِقََت (لا) و ساد الاضطهاد
كم حور عين سُحلت كم شهم يافع
تحدى , الى عتمةالمجهول يُقاد
شاب الصبي من هول المواجع
فُجِعت الثكالى في الاكباد
جف دمع النسوة من أغلى المدامع
و أبى صبرنا عزمنا أن يُباد .


بقلم : فاطمة احمد

‏توقيعات من سورة الناس‬!

الشاعر و الاستاذ الجزائري
محمد عطوي

ما ذي الحياة!أم القلوب تضاغنت
الناس قرب،و القلوب تباعدت!
ضاقت عن الحجم الذي خلقت له
فتوسوست،و تسوست،و تباغضت
تسع الأراضي،والعباد جميعهم
لكنها زاغت بهم،و تضايقت !
لا الأخت أخت،لا،و لا لأخ أخ
الكل جمع،والقلوب تفارقت
لا العم عم،لا،ولا الأخوال أخ
وال،تفككت العرى وتفاصمت
لا الصهر صهر،لا،ولا الأصحاب أن
نفسهم توادت إخوة و تآلفت
خلق العباد لبعضهم من بعضهم
لكن تصدعت القلوب،و ما وعت
فكأنما الإسلام دين قطيعة
وقطيعة الأرحام فيه تفاخرت
فالخير طار من القلوب مفارقا
و الشر حطت روحه و تناسلت!
أي القلوب إذن نروم و نبتغي
إلا قلوبا قد عوت و تنابحت؟!

الباسك و "مقاومة الشتاء"

بقلم : حمدي حمادي

في جبال الباسك العنيدة يتكوم الشتاء متمددا ...

كالماء تماما في الكأس , عندما يجمد يتضاعف حجمه...
و يحجز كالمصاب بالسمنة المقعد كاملا و زيادة ...
كصوت صاخب لماكنة حفر الثقوب الصغيرة...
الفصول الثلاثة... لن تخفي اسلحة مواجهته...
و لن تستطيع ان تكون وسيطا و لم يقبل هو المساومة على العربدة ابدا ...
الثور الاسباني عندما ينطلق في الشوارع سيكمل المشوار حتى النهاية رغم الخسائر و جهل المصير...
هبات البرد التي تتلوى مع الزقاق و الشوارع تلسع كافاعى سامة...
و صوت فحيحها كصفارة حكم باحة , يرفع لك البطاقة الحمراء بعدم النزول الى الميدان...
مؤامرة المطر و الرياح و البرد ,,, يعرفها الجميع , و تشهد عليها الواقيات من المطر الجريحة و المعاطف المعلقة باستمرار عند مداخل البيوت , و العصبان و المصارين المحشية بالبهارات التي تتحول الى شربات دافئة, تشهد عليها انتعاش الصيدليات و الساعات الاضافية للصيادلة, و الاطباء الموسميين ,,,
        ينزل مستوى الدخل كفريق كرة قدم الى اضعف الفرق و في شبكته كبحار يهودي في السبت المحرم تمتلئ بالاسماك , و يخسر اكثر وزنه كمن يقوم بحمية ,,,

        و حدهم اهل الارض الشمالية , يقومون بالمقاومة جدران منازلهم كالدروع , اشجار تبرى اغصانها من الاوراق لتصير سكاكين و حراب حادة تنغرس مؤلمة موجة البرد , التي تبدأ بالبكاء مثل عواء كلب مهزوم , آه لو ترى الاشجار بعد العاصفة بعد المعركة مع البرد الذي يشبه سكرة الموت , اغصانها تتدلى و تسترخي للذة الانتصار المؤقت ,  فقدت الاوراق الضعيفة و الاغصان اليابسة ككل الكرام  عن ما يتخلصون من الذبوب الصغيرة و من علامات الضعف و يستجمعون القوى للمعركة القادمة,,,
       

الجمعة، 23 يناير 2015

كيف تستقبل بعض الاقلام الصحراوية تطورات القضيه الصحراوية على مستوى الاعلام المصري ؟

الكاتبة و الشاعرة الصحراوية
النانة الرشيد

لا ادري كيف تستقبل بعض الاقلام الصحراوية تطورات القضيه الصحراوية على مستوى الاعلام المصري ؟ هل اعترفت مصر في يوم من الايام بالجمهورية الصحراوية و انقلبت ضدها ؟ هل 
دعمت الجبهه في حقبة معينه و اعرضت عنها خلال حقب اخرى ؟ 
هل ظهرت حاجه مصر لمغازله الجزائر حسب تفسيرات بعضهم الان فقط و لم تشهد علاقات البلدين اي توتر على مدى عقود التاريخ الحديث اذا ما استثنينا شغب كرة القدم و صبيانية بعض الانصار ؟ الم تدعم مصر جبهه التحرير الجزائرية و شاركت الجزائر في حرب اكتوبر ؟ 
لم تطرح الجزائر ابدا في يوم من الايام القضية الصحراوية كفزاعه لكل من تهمه علاقات سليمة بها لانها ببساطه قضيه شعب بعينه و الجزائر تدعمه من باب الشرعيه الامميه و لم تكن مصر التي تولي للشعب الصحراوي ظهرها منذ عقود نزاعه الاولى لتعلن ابدا انها ضد الشرعيه الاممية اعلانا اسافرا حسب الاهواء المغربية لهذا فسرت مصر على لسان دبلوماسييها ما ورد في بيان المملكه المغربية عقب زيارة وزير خارجيه مصر ,
ان لم نكن كصحراويين كسبنا من الحراك الاعلامي الاخير لبعض الاقلام الحرة و الصحفيين النبلاء فاننا حتما لم نخسر اي شئ ، و الحقيقه اننا كسبنا لان القضيه الان مطروحه كسؤال على الاقل على مستوى القواعد المصرية بعد ان كانت مجرد معلومه متداوله بضبابية لدى صفوة الصفوة من الاعلاميين و المثقفين المصريين ,
ماذا بعد ورود هذا التصريح على لسان دبلوماسي مصري "الدبلوماسيون، رأوا ضرورة أن تنحى مصر، المنهج المحايد، وأن تتبنى موقف الأمم المتحدة، القاضي بضرورة إجراء مفاوضات وحوارات بين الطرفين لحل النزاع بطريقة سلمية."
اليس موقف الامم المتحدة يقضي بتقرير مصير الشعب الصحراوي و يقر بان الصراع مغربي صحراوي و ليس مغربي جزائري كما تحاول الرباط دائما التسويق ؟
و متى اصلا وجدت القضية و اسم الشعب الصحراوي على مستوى الاعلام المصري و العربي عموما حتى نتضايق من اشكلات التعاطي معها و ماذا فعلنا نحن كصحراويين لطرح قضيتنا بعقلانية و موضوعيه و توازن ام اننا جبلنا على اللوم و العتاب ؟

كيوبيد كرسّـام منظر طبيعي

يوهان فولفغانغ غـوته
شاعر الماني


مبكِّـراً جلستُ على رأس صخرة حادّة،
محـدِّقا بعينـيَّ المتصـلِّبـتين في الضَّباب،
الذي تمـدد كخـيمة رمـاديـّة،
مُـغطِّـياً كلَّ شيء سـفلاً وعلـواً.
***
حـطَّ إلى جـانبي صبـيّ، وقال :
ما لكَ تحـدِّق جامدَ النظرات،
هادئـاً، يا صديقي العزيز، في
تلك الخيمة الخـاويـة ؟
هل فقدتَ مُـتـعةَ الرسم وابتداع
الصّـور إلى الأبد ؟
***
نظرتُ إلى الصَّـبيِّ وفكَّـرتُ في نفسي،
أيـريد هـذا الصَّـبيّ ُ الصًّـغير
أن يصيرَ المعلِّمَ!
إذا أردتَ أنْ تبقى متجـهِّماً دوماً وخاملاً،
فلا شيءَ حسـناً ينتج عن ذلك؛ قال الصـّبيّ،
أنظر، سأرسم لك صورة حالاً،
وأعلِّـمكَ كيف ترسم صورة صغيرة جميلة.
***
وصـوَّبَ سـبّـابـته،
التي كانت حمراءَ كوردة،
نحو القماش العريض الممـتدّ،
وبدأ يرسم بإصبـعـه.
***
في الأعلى رسم شمساً جميلة،
شـعّـتْ في عينيَّ بقوة،
وصنع حواشـيَ الغيوم ذهبية،
جاعلاً الأشـعّـةَ تخترق الغيـوم،
ثـمَّ رسـمَ الرؤوسَ اللطيفة لأشجار جديدة غضّـة،
سحب التَّـلال، واحداً فواحداً، خـلفها؛
وفي أسفلها لم يترك الماء بعيداً عنها،
رسم النهرَ طبيعياً جداً،
فَـيُـرى متلألئـاً بأشعَّـة الشمس،
ويُـرى تيّـاره مُـرتـطـماً بضفـافه العـالية.
***
آه، عند النهر تنـتظم الزهـور،
وهناك الألوان على المَـرج،
ذهَب وميـنا وأرجوان وأخضـر،
كلـّـُها مثل زمـرّد وياقـوت!
وأضاف لمعـاناً على السَّـماء
وصيّـر الجبالَ الزرقَ تبعد وتبعد،
حيث أنّي افتـتاناً ذ ُهلتُ وولدتُ من جديد،
نظرتُ فوراً إلى الرسّام، ونظرتُ فوراً إلى الصّورة.
***
هكذا برهنتُ لك حقـّاً،
أنني أفهم حرفة اليد هذه جيداً،
قالها وأكمل :
ولكنَّ الأصعبَ لم يأتِ طبعـاً بعـد.
****
رسم بعد هذا برأس إصبعـه
وبعناية كبيرة عند الغابة الصّـغيـرة،
تمـاماً عند نهـايتها، حيث الشمسُ
تُـعـكَـس بقوة من الأرض اللمّـاعة،
رسم أجملَ الفتـيـات،
بتـكوين قويـم، وملابس أنيـقة،
وجنات متوردة تحت شعر أسمر،
وكانت الوجنات بلون
الإصبع الصّـغيرة التي رسمتها.
***
آه يا فتـايَ، صرختُ،
يا له من معلِّم، هذا الذي
اختارك في مدرستـه،
أنْ تكون بمثل هذه السرعة، ومثل هذه الفطرة،
فتبدأ كلَّ شيء ببراعة وتُـنهيه جيداً ؟
***
بينا أنا لا أزال في قولي، هبّتْ نُـسَـيْمـة
وحرّكتْ قمّـة الجبل،
جعّـدتْ كلَّ أمواج النهر،
نفختْ حجابَ الفتاة المتكاملة،
والذي أدهشني أكثرَ من دهشتي التي أنا فيها،
أنَّ الفتاةَ أخذتْ تُـحرِّك قدميها،
بدأتْ تمشي، واقـتربتْ من البقعـة،
التي كنتُ جالساً مع المعـلِّـم الطلـيق.
***
الآن كلّ ُ شيء، كلّ ُ شيء تحـرَّك،
أشجار، نهر وزهور، والحجاب
والقدم الرقيقة لأجمل المخلـوقات،
هل تعتـقدون حـقـّاً أنني بقيت
على صخرتي هادئـاً كصخرة دون حَـراك ؟
*
ترجمة: د. بهجت عباس
نبذة عن حياة الشاعر:
يوهان فولفجانج فون جوته Johann Wolfgang von Goethe (ولد في مدينة فرانكفورت الواقعة على نهر الماين في 28 أغسطس 1749- مات في فايمار في 22 مارس 1832) يعد من أشهر وأهم الشخصيات الأدبية في تاريخ الأدب الألماني والأدب العالمي. 

كتب الأشعار والمسرحيات والروايات, واهتم إلى جانب الأدب بالعلوم الفيزيائية, واشتغل بإدارة المسرح والتنظير له, وتقلد مناصب سياسية في فايمار. ويعتبر هو وشيللر قطبي الفترة الكلاسيكية في ألمانيا, التي كان مركزها في فايمار. 

من أعماله
آلام الشاب فيرتر 1774 (رواية في شكل رسائل) 
المتواطئون 1787 (مسرحية هزلية) 
جوتس فون برليشنجن ذو اليد الحديدية 1773 (مسرحية) 
بروميتيوس 1774 (قصائد) 
كلافيجو 1774 (مسرحية مأساوية) 
إيجمونت 1775 (مسرحية مأساوية) 
شتيلا 1776 (مسرحية) 
إفيجينا في تاورس 1779 (مسرحية) 
توركواتو تاسو 1780 (مسرحية) 
فاوست (ملحمة شعرية من جزأين) 
من حياتي..الشعر والحقيقة 1811/ 1831 (سيرة ذاتية) 
الرحلة الإيطالية 1816 (سيرة ذاتية عن رحلته في إيطاليا) 
المرثيات الرومانية 1788/ 1790 (قصائد) 
مواقع للرسم
http://www.befunky.com/create/
http://apps.pixlr.com/editor/
http://www.pizap.com/pizap-app.php?initialstate=photo&width=1366

قليل من كثير يقال عن الكرم...

    
       الكرم تلك الصفة الصحراوية , الانسانية العظيمة التي تجعل الانسان في كثير من الاحيان , يقدم تقريبا كل ما يملك بكل حب و طواعية , بل و يتباهى بفقدان تلك الاملاك التي عمل و اهدر كثيرا من الجهد و الوقت و الروح احيانا من اجل امتلاكها...و التي في نظر غيره نوع من الغباء و قلة العقل و ضعف القدرة على استشراق المستقبل...لعجزهم عن فهم و تفسير الظاهرة و الانسان كما يقال "عدو ما يجهل" ...

ويبقى المتمعن المنصف حائرا امام الظاهرة , التي عجز الآخرون عن فهم مكنوناتها و مطالبون نحن بان نسبر اغوار الظاهرة , القديمة , الجديدة في الثوب الذي تستحقه ؟؟؟
                  يعتبر الكرم من الصفاة الحميدة , التي يفتخر بها الانسان الصحراوي و البدوي بصفة عامة , و تتطاول الاعناق الصحراوية الى التعالى للتباهي بها , في حين كلما نقترب من المدن و الحضر بصفة عامة تتقلص اهمية الظاهرة.
الانسان البدوي و الصحراوي بصفة خاصة يعيش في تجمعات صغيرة مقارنة بالمساحات الشاسعة و في امكنة من الناحية المناخية صعبة و قاسية .
              و تختلف الاسباب و التحليلات لاسباب اختياره لتلك الاماكن و السكن فيها , رغم اتساع الارض و قلة البشر في الكرة الارضية انذاك و هنا يمكن اسقاط ذلك على شعوب اخرى كالاسكيمو و الشعوب الغابية و الجبلية القاسية و بصفة عامة المناخات القاسية ...؟؟؟
                اسئلة تحتاج الى دراسات مستقلة و تحاليل عميقة و اجابات دقيقة لا تتسع المقالة المقتضبة لاحتوائها....

            لقد استطاع الانسان في الصحراء الغربية على مر الاجيال ان يتغلب على اكراهات الحياة و المناخ من الحرارة الشديدة نهارا و البرودة شتاء, و قلة الكلأ و نقل تلك التراكمات المعرفية و التجارب الميدانية جيلا بعد جيل و عبر صور كثيرة متمثلة في العادات و التقاليد و في التراث المعرفي في الشعر و القصة و الرواية و المثل و الالعاب ...الخ
لا نريد ان نقدم او نطرح اشكالية الذكاء الصحراوي على المحك لانه جزء من ذكاء الانسان , لا يخفى اختيار الجمل و استئناسه و لا الخيمة و لا الملبس و لا التجمعات و...الخ في عبقرية و عظمة ذلك الذكاء...
واستطاع الصحراوي ان يطوع المناخ لصالحه و يعيش الهناء و السعادة و الاستقرار و لم يقبل بديلا لتلك البقاع التي اصبحت بذكائه ملكا له و متحكما فيها بل و يهزأ و يعيب المجتمع الزراعي و غيره...في حين تعتبر للاخرين صحاري جرداء و مناطق لا تصلح للحياة... فمثلا استطاع الصحراوي ان يستانس حيوانا يرعى نفسه! و يتنقل عبر الصحاري الواسعة! و ابن البيئة و منه الماكل! و المشرب !و السكن !و النقل! و اشياء اخرى! كثيرة لا يسمح الحال ببسطها , حيوانا واحدا كمتغير وحيد , و قمة الذكاء ترى في تسهيل و تبسيط و تقليل المتغيرات كما يقول اهل المعادلات و الحسابات ....
و لكي يظل يتبع حركة حيواناته التي يعيش عليها من بعيد , كان مضطرا ان ياخذ المعلومات عنها من المارة بجنب اماكن تمركزه... و المارة هؤلاء هم الجزء المهم من الحكاية ...حيث سيكون هو "الضيف" التي تقدم له الضيافة التي هي الكرم موضوع المناقشة..!
و لاخذ المعلومات الدقيقة كان منطقيا تقديم لصاحب المعلومات الثمينة الثمن المستحق الذي هو حسن الضيافة المتمثلة في "الكرم" دون الخوض في تحديد ماهيته, المعلومات عن الابل و عن الارض و اماكن الرعي و تساقط الامطار و حتى اخبار العدوان و الغزو و الامن و الاسعار... و كل امور الحياة التي كان ينقلها راكب لآخر بصدق مسافات شاسعة كفت عن عناء السفر و المجهودات المضنية و الشاقة التي كان سيتكبدها الصحراوي لو لم يجد القادم الثمين...! وهكذا تبدأ الحكاية و لتتجذر القصة التي تتحول فيما بعد و عبر تراكمات زمنية طويلة الى الكرم الصحراوي الذي تحكي عنه كتب التاريخ و الادب و ليعلي الله المكرمة و الصفة الحميدة الى المعاني العظيمة من العطاء الانساني...
و يجبرنا في الاخير الحال , الى اظهار عكس الكرم و هو البخل لاكمال الصورة و الذي ظل يعتبر عيبا و نقصا و جرحا للرجل الصحراوي ... و هذا قليل من كثير يقال في الكرم الذي هو من مميزات الهوية الصحراوية .


بقلم : حمدي حمودي

مصر وقضية الصحراء الغربية...

بقلم : السيد حمدي يحظيه
كاتب من الصحراء الغربية

الكثيرون ينفخون الهواء في البالون المصري ليصير أكبر من حجمه الحقيقي، ويزوقونه ليصبح أجمل، وتصبح حبات عيونهم أكبر حين يقفون أمام أي شيء قادم من مصر مثلما يقفون مندهشين أمام الإهرامات أو أمام أبي الهول أو توت عنخ أمون. فذِكر مصر، بسبب الرهبة التي ترسبت على مدى الزمن من كل ما هو فرعوني، أصبح الكثير يربطها في ذهنه بالفراعين وحضارة الفراعين وبطش الفراعين، وبالتالي فهي، في المخيال الجمعي، صورة للحضارة والرهبة معا. الكثيرون، حتى من غير العرب، يريدون زيارة الاهرامات والوقوف أمامها، والكثيرون تولدت لديهم عقدة أن الإهرامات هي رمز للسياحة، وبسبب الخرافة وكثرة الحديث عن الإهرامات والفراعنة أصبحت مصر هي الإهرامات وهي أبي الهول وتوت عنخ امون. فحتى أم كلثوم، طمعا في أن تصبح أسطورة، كانت تشترط إن يستقبلها رئيس أي بلد عربي ستغني فيه، ووحده بومدين لم يستقبلها فعادت أدراجها من المطار. فحتى أم كلثوم كانت تريد أن تفرض السيطرة الفرعونية على العالم.
في العصر الحديث، ورغم أن مصر لم تقم بأي دور في أي مجال تحرري، أو تتزعم الدول العربية لمواجهة إسرائيل أو على الأقل تتزعم مظاهرة ض إسرائيل إلا انها اكتسبت شهرة كبيرة بفعل غزوها للعالم العربي بمسلسلاتها وبام كثلوم وبالعقاد وطه حسين، أما على الأرض فلم تقم بأي دور يتم ذكره. كانت حفلات هزائمها ورقصها أمام إسرائيل أكثر من حفلات انتصاراتها: أول من طبَّع ووقَّع وركع لأسرائيل وفتح لها سفارة، أول من تم تدمير طيرانه دون رد، أول من وقف ضد غزة ولائحة حفلات الهزائم كثيرة.
الكلاش والمروحيات المصرية لقتل الصحراويين
حين تزور المتحف الصحراوي في المخيمات الآن تقف على جناح مهم في المعرض يظهر ترسانة الأسلحة التي كانت مصر تمد بها النظام المغربي بسخاء وبدون مقابل كي يقتل الصحراويين. ترسانة الأسلحة هذه مختومة بالعلم المصري وبجانبها ترسانة أسلحة أمريكا وفرنسا وترسانة أسلحة الشيطان وترسانة أسلحة الدول التي كانت تريد قتل الصحراويين.
حين اندلعت حرب الصحراء الغربية، كانت مصر قد توصلت إلى اختراعين "مهمين": تقليد الكلاش السوفياتي وصنع الطائرة الحربية المروحية. لكن لمن سيتم بيع الكلاش المصري والمروحية المصرية "الصنع"؟ لن يشتريها أحد. في الصحراء الغربية، كان المغرب يشكو من الكلاش الذي يحارب به الصحراويون، وحين رفض الاتحاد السوفياتي بيعه له توجه إلى مصر السادات. تم تسليح الجيش المصري كله بكلاش مصري ومروحيات مصرية لمواجهة الثوار الصحراويين. الصحراء الغربية حقل تجارب والصحراويون كائنات تجارب لا غير لسلاح مصر "الكبيرة" جغرافيا وسُكانيا.
على مستوى سياسي، كانت مصر تبسط ظلها الوارف على المغرب وتقف دائما، بعناد فرعوني، ضد كل ما هو صحراوي، وتدافع عن المغرب صراحة. حين تولى بطرس غالي أمانة الأمم المتحدة العامة، كانت سنواته هي أصعب سنوات عاشها الصحراويون إطلاقا في تاريخهم، وحشد ضدهم كل الدعم الذي يستطيع أحد حشده كي يوقع بهم، ولو أن بطرس غالي أكمل ثماني سنوات كأمين عام للأمم المتحدة لكان وضعنا سيكون أصعب مما سنتصور. كان ينظر إلى الصحراويين من تحت نظاراته ويتحدث معهم بعقلية الفرعون، ووصل به الأمر إلى حد التصريح انه لا توجد قضية صحراوية إطلاقا وكل ما يوجد هو خلاف جزائري مغربي "بسيط".
ما الذي تغير ؟
لم يتغير أي شيء. بدأت القضية الصحراوية في عهد المنبطح والمهزوم السادات وخلَّفه مبارك وجاء الآن السيسي. الأمور دائما بخواتمها. بمعنى سياسي بسيط نحن الآن في عهد السادات الثالث إذا استثنينا السنة الوحيدة التي حكم فيها مرسي.
إذن، بما أنه لم يتغير أي شيء على رأس الهرم السياسي في مصر ولم يتغير التوجه السياسي، وبما أن السيسي هو أمتداد للسادات ولمبارك فلا يمكن إن نقول أننا نستطيع أن نطلب من ثمرة العلقم أن تصبح بطيخة ومن مصر أن تغير من موقفها. الموقف تغيره معطيات كبيرة، ويغيره توجه مغاير للموقف السابق، أما أن دار السادات لا زالت على حالها فمن المعقول تجنب السخرية المغلفة بصالصا الضحك ومجاملات المسلسلات. مثال معقول: دولة جنوب إفريقيا كانت تدعم المغرب حين كانت عنصرية، لكن بعد انتصار الثورة تغير التوجه والسياسة جذريا واعترفت بالجمهورية الصحراوية. هذا معقول، لكن إن تطلب من مصر السيسي الأنقلابي الذي أطلق سراح مبارك ومعجب بالسادات إن تغير من موقفها فهذا هو طلب المحال أو طلب السخاء من الغراب. لو كان مرسي بقى رئيسا كان يمكن أن نتوجه نحو مصر، لكن لم نفعل، وتوجهنا إليها فقط حين أصبح سجلها ملطخا بالدماء.
السخرية المرة والمريرة والجري وراء البراغماتية
سخرية كبيرة إن نقرأ في عناوين بارزة: شعب الصحراء الغربية يحب السيسي" وسخرية اكبر إن تقف وزيرتان صحراويتان أمام كاميرا مصرية وفي الأخير يقال: "عادات بدو صحراء الجزائر." وسخرية ثالثة إن يقول مصري في تعليق: هو فيه صحراء غربية تانية؟ يقصد انه لا توجد صحراء غربية ما عدا صحرائهم الغربية.
قد يقول البعض إن الاتصال بالمصريين هو جري وراء البرغماتية. صحيح، كلنا برغماتيين، لكن يجب إن نعرف متى ومع منْ يجب أن نكون كذلك. في وجهة نطري التي من الممكن إن يراها البعض ضيقة ومنغلقة، البرغماتية يجب إن لا تتناقض مع المبادئ، ونحن كثورة، وكشعب معروف أننا أصحاب مبادئ، واحتراما لتلك المبادئ فبرغماتيتنا محدودة.. هل إذا طلبت منا إسرائيل أن نفتح لها سفارة في المستقبل في العيون بمقابل إن تفرض هي على المغرب إن يخرج من الصحراء نفعل.؟ في اعتقادي، لا نستطيع لإننا لا يمكن أن نتفق مع دولة تمارس الاحتلال على شعب مظلوم مثلنا مقابل مصالح نفعية. إذن، البرغماتية مع مصر جاءت في غير وقتها: مصر السيسي هي مصر السادات. ما لذي تغير.؟ لا شيء.
وزير الخارجية المصري حين كان في الرباط محاطا بالبخور المغربي والنعناع والكسكسي، صرح إن مصر مع " الوحدة الترابية المغربية"؛ أي مع الاحتلال المغربي للصحراء. بعد عدة أيام فقط، بعد مكالمة تلفونية مع الوزير الجزائري للخارجية نجده يقول: مصر تدعم الأمم المتحدة في الصحراء". الصحافة التي جاءت مسافرة إلينا وقطعت آلاف الكيلومترات وصرفت  آلاف الدولارات مقابل التذاكر، أصبحت الآن تطلب من السيسي زيارة المغرب لرأب الصدع مع المكل المغربي، وتقول أن الصحراء مستنقع.
إذن، يجب إن لا نخلط الانبهار بالرقص والغناء بالانبهار بالسياسة، ومن المعقول دائما التفكير والدراسة قبل التنفيذ.