الأربعاء، 29 أبريل 2015

انفاسي الاخيرة بوحا و حبرا..

Said Elmrabet
بقلم " سعيد المرابط"

وحدي.. فقط ازفر انفاسي الاخيرة بوحا و حبرا..
مستميتا أحاول رسم ابتسامة على ملامحي الضائعة في دوامة خيالية كثقب اسود لا نهاية له...لا الحلم يرحمني ولا الكوابيس تعتقني ,أغمض عيني متسولا إغفاءة تأخذني بعيدا عن هذا الألم..في تفكير عميق أحاول أن أجد تفسيرا لإدماني الحزن و تلذذي بالألم ! تنضب حروفي و يجف حبري وتنكمش الأوراق ,تنتابني هلوسات..فخوف يتضاعف من فراق من يهمني أمرهم ,فأبدأ بإبعادهم عن تفاصيلي اليومية في شبه ذهول ,مدركا اني أعانق حلما سريع الزوال..و أنهم سيرحلون ,سيتركونني.. كعادة الأشياء دوما.. لا شيء يجيء ولا يرحل,سيتركونني كما تترك الأوراق أغصانها ذات خريف ,حينها فقط ستتمرد أشواقي,وغالبا ستعلن العصيان..يكسر عبراتي طوقا من جمود..يغرقني...ليتهم يدركون مدى عمق الجراح التي زرعوها بأعماقي
أنا لم أخلق أبدا للحزن.. هكذا تقول أمي.. و لكني أرغمت على تبنيه ,لم أبحث عن الألم ,لكني مجبر على معايشته..حزين أنا حتى الثمالة...حاولت ذات فرحة يتيمة أن أشيد قصرا على شاطئ الأحلام ,لكن لغبائي لم أبني حاجزا يقيه شر موجة تأتي بخيانة الهدم...
وحيدا..نعم.. وحيدا.. جلست أشاهد اندثار حلم نصبت له من أحاسيسي معبدا وقدمت له من أيام عمري قربانا..
لا أزال منهكا ,أبحث عن بداية تليق بحجم الأرق الذي يستوطن ليالي ,عن مفردات تذيب كل الأوجاع المكبوتة بداخلي..و للبوح صفحات بيضاء تنتظر ملئ فراغاتها..

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

نل شرف التلويح...


لمَ تتباكى لمَ تنتحب ??
قبِّل المجد بين الجبين
إن التحقت بالرَكب
و اطلب المغفرة.
انحنيت , سمعت اطعت خضعت
لم تقل يوما لا لمن قالوا نعم
وَدِّع المجد
و نل شرف التلويح مرة
فمن أكفك ابيضت الرُكَب
أنظر للأفق غفلة
عسى يَنفضُّ عن قفاك ذلْ اعشوشب
لا تبكي لا تندب
ما لم تصنع و تصن من مكسب

بقلم "فاطمة احمد

الاثنين، 27 أبريل 2015

التريـــــــــاق


تغتال اليوم سنابل قمحي الأبيض، وتسكب عليها دموع حسرتي ،فتقطع أغصاني المورقة لتقام فيها المنايا ،وبعدها يذبل وردي ،وتهزم فوق أرضها التي شربنا فيها كؤوس العشق المترع نبيذه، فجنونك اختلط بأنفاس الغفران ,فاحترق قلبي من نار الجوى ،وأشتعل عود كبريت الغرام ، فذابت فيه رقائق الجليد، وانطفأت الشموع من لهيبنا، وهي تشهد طقوس عشقنا حين ألبستني ثوب جنونك، وصار وشاحا واحدا يجمعنا، وفي زاوية الهيام سلكنا شوطا حتى كسرت كل المرايا ،وافترشت قلبي قبرا لك ،وبعدها أصبحت عيوني لك مدامع ،فأرتجف قلبك رجفة الزلزال، فأشعلت أنفاسي بعود كبريت خبأته في جوف الجليد .جائر في حبك حين تدنو من هجري ،ساحقا عيونا أحبتك ،ممزقا قلبا تلوى من عشقك.
يا أيها الجازع، كفاك ركضا لأسواري المعلقة ,متشبثا بجدائلي المسدولة واستنشاقك لعطري المبعثر، ولا عجب أن تشهدك الأيام مصرعك، فشفتاك ارتشفت من كأسي علقمي ، فلا مجد أنت بالغه، ولن ترى في زواياك سوى المنايا والشوق يحرق، فهل تذكر حين كسرتني كالزجاجة ،وما سلمت منك جرائري، فبلغ صراعنا ساحة الوغى ،واحتمى فيها الوطيس وحل الشتاء محل الربيع مبجل ،وتسللت لضفافي ملتمسا العفو ,تحتسي من شفاهي خمرة الحب ، ولم يشقك غسق الليل حين ألفت ليالي الأنس بقربي، فتجئني متهجدا في هواي متعبدا سلوى في ظلالي، مترنما في مضجعي، فتفيض دموعك على رماحي حين تراني مقبلة على الفراق غير مدبرة ،فترتمي في جنوني لتصدني نفسي عنك صدودا، ويحضا اللوم بعدها بالعتاب ، فلا سبيل إليك مادمت ملغم السبيل ،فتنتفض أنفاسك فوق طيفي معلنة عويلها، بإعلانها إحراق أوجاعها في ضفافي، وكم مضى عن هجرك لمضجعي ،فأبيت متوسدة خيال طيفك ، ظمآنة إلى عيونك, وفؤادي من الجوى لا يخلو من شوقك، فأهيم في أنفاسك، وفوق جفونك أغفو ،وأشكو الهوى في وجه فراقنا، فهل بعد الهجر وصال، فقد سقاني الوجع من شفاه الغمام سقما أسقي به شفاهي من حرقة الجوى ،فأنت جنتي وعذابي، وإن قطنت في مضجعك صرت أسيرة هواك، من ريقك تمزج لي سما ،و من شفاهك أشتهي ترياقا به أرتوي، لعل سقمي يزول، فمني الوصل ومنك الهجر ،وفيا الوجع وفيك الكبر، ونفسي في منأى عنك، وعيوني تسقيها دموع المكادر، فقد أبلاني الهوى بألوانه ، وما شفت نفسي غليلها ,إلا شق عليها الدرب مضرما نيرانه في قلبي، فأناجي بذلك سهادي ، حين أصبح محرم علي ما كان بالأمس ملكي، وما ملكت صيانة نفسي والترفع عنه حين دنسني الهوى، وأصبح فيا حبك لهيبا حتى نلت مصرعي في خطوب الدرب، وطويت السر المكتوم فتساقطت دموعي سقوط الندى المنحدر على شفاه الورد وكلما عصفتني الرياح حملتني الأحزان شرقا وغربا، وما نلت من عشقي سوى سهاد في دجى الليل ،ورسم العبوس على وجهي، وما طاب لي مقام بين الأحبة ،سوى بقائي لسماع أوجاعي التي تئن، وصار قلبي طوعا للشوق تاركة السرور في ضفاف نهر عذابي واستحال شفائي وأزداد سقمي، فبعد هجري لن يأتي وصالي..
بقلم: حكيمة شكروبة

بقلم حليمة شكروب

صب الخواطر ..

 بقلم: حمدي حمادي


مثل المنابع تلك المدامع...
مثل المآدن و دق الصوامع...
مثل الرصاص من فم المدافع...
صبُ الخواطر صعبٌ يحاصر...
صعب يهدأ او يلجم بحبل مهما تجاسر...
سنابل تنبت رغم الجفاف...
و خبز يقدم رغم الكفاف...
و رغم انين السنين الطوال العجاف...
يظل اليقين دوما رزينا متينا...
قوي الثبات صرحا حصينا...
لن نترك حقا و لا ظلما فيكم او فيهم او فينا...
الا صغناه شعرا او نثرا كلاما مضاءا مضيئا مبينا...
تلك الخواطر تلك المآثر
رغم المخاطر...
دوما ستبقى دينا علينا ...
تحن ترن  تأز  تدق
 شعلة نار تضيئ السنينا...

لو بارودٌ فاح ..

بقلم: حمدي حمادي.

الحق بالركب و اسكب الجراح
يَسْلُب ذي اللب فائدات القراح
و احرز ما ستجني
لو ثوريٌ صاح
لو جدارٌ طاح
لو غمامٌ زاح
احرز ما ستبني
لو سلامٌ لاح و حط الجناح على زين البطاح
سخن
كي يطيب تمرٌ
كي يعاش عمرٌ
ود لو استراح
هل برمي القداح؟
هل بكثر النباح؟
او بدمع النواح؟
تسترد ارضٌ
او يصان عرضٌ
هل بغير السلاح؟
اسأل البراري
اسأل الصحاري
هل بغير الارواح؟
يُصنع سلام ٌ
و تُرفع اعلام ٌ
و يسمعُ كلامٌ
لو بارودٌ فاح
لو عدوٌ آح
من صاروخ داح

الأربعاء، 22 أبريل 2015

الأرض والجواد الاصيل

الكاتبة الجزائرية : حكيمة شكروب 
         
 كان ميلادي على هذه الأرض المحروقة بل الملغمة ميلاد الذات للذات ، وفي عتمة الكآبة نشأت وترعرعت ، وفي أحضان الموج الأزرق ولدت أحلامي المشعة بالحياة الجديدة .
          و بذلك قلبي ينحى معبرا جديدا  إنه شعاع الأمل الذي يبيد ظلمات حياتي، ويمحو آثار همومي وأشجاني، برغم بقايا وقع الجروح التي لا تلتئم ، وفقدان الشعور بلذة العيش ،يبدأ الملل يدب في نفسي دبيبا يرج وجداني. فعندها ينفطر فؤادي لحدة الأوجاع كلما شاهدت تلك الأحداث بملئ الأعين . تصبح الحياة لدي جحيما لا يطاق يختفي فيه قوس قزح ويرحل عنده عطر الزهور ، ويبقى جسمي النحيف في زاوية تضيق وتتسع لروح الأمل.
           إن قدماي لم تعدا تأبهان لعمق جراحهما سواء امشت فوق الأشواك السوداء أم الألغام .......فالأمر سيان عندي , لأنه لم يعد بيني وبين الفناء سوى خطوة واحدة ، ويختزل بذلك الزمن و تحرق الأوراق وتقرع الطبول، و تتناثر الأحلام في كل صوب و اتجاه كأوراق الخريف التي تنبئ الكون بميلاد جديد .
         أجبرت أحزاني و انكساراتي أن تتراكب وتموت على الشاطئ ، مخترقة جسدي موجة الغضب ، راسمة على محياي حزنا عميقا...

من (أرض الحب)

آلدا ميريني Alda Merini شاعرة وفيلسوفة من ايطاليا 
ولدت عام 1931



أنا لست في حاجة إلى المال
ولكني أحتاج مشاعرا وأحاسيسا
أحتاج كلمات، كلمات مختارة بعناية
أحتاج زهورا يسمونها أفكارا
وورودا يسمونها حضورا
أحتاج أغنيات ترقص لها التماثيل
ونجوما تهمس في آذان العشاق...
أحتاج شعرا، هذا السحر الذي يحرق ثقل الكلام.
هذا السحر الذي يوقظ المشاعر
ويمنحها حرارة جديدة.
*****
هكذا هي الحقيقة دائما:
شر الناس هو الذي يهوى بك ويحط من قدرك
وهو الذي يبني لك وراء باب موارب
محرابا من الكره.
ولكن حب الناس البسطاء
يلمع أكثر من أي فلسفة.
الفقير فقط يعطيك كل شيء
ولايمن عليك أو يعيرك بجبنك


السبت، 4 أبريل 2015

ْْْْمجنونيْْْْْ...

بقلمحكيمة شكروبة

              رتلت في دجى الليل حروف اسم مجنوني ،وبيت أشواقي في مضجعي ، وغفوت فوق جفونه وصرت له لهيبا حين ناداني لأحضانه لأنام في قلبه في ليلة العمر ،وسقاني من رحيق الهوى وبعثني مدادا في دفاتري لأدون بحروف عشقي هويتي ومرجعيتي وصار وطني الجديد.
             لم أغير مسقط رأسي ولا شهادة ميلادي ولا دفاتري . وأستبقيت على جذوري ، وريحه حملتني لأرض البقاء ، فإنصهرت في لهيبه ، و شيدنا بحبنا أسوار قلعتنا التي لن يغزوها غازي. أحبك... أحبك مجنوني وأرى وجهك في وجوه كل الخلق، وأشم ريحك في مهب الإعصار،وتصيرني أنثى بكل الألوان ، فيا مجنوني ، قلبي يرتعش من البرد فألبسني معطفك ، وعيوني تهطل مطرا، فأهديني شمسك .
             لقد قيل لي لا تعبري جسره حتى يأتيك بنبأ سبأ ،ومفتاح بوابة قرطبة وسيف سيدنا عثمان( رضي الله عنه )،وتاج كسرى وملك الروم ،ولم يعلموا بقلبي الكسير الذي أنهكه النظر لبقايا الخراب حين تسربت منه الأحلام عبر شقوق مدينتي.
            فأقبل يا مجنوني، ومعك سرب الحمام الذي هاجر سماء الأندلس لأهديك مجد هوميروس في ليلة العمر، وقبلة سرقتها من شفاه الشمس وفرحة أهداها لي زحل في يوم الميلاد .
فأرضي قفار وحياتي بلون الحداد وعمري مواسمه فصل الشتاء. فأقبل وأبسط يداك التي زرعت أشجار النخيل في سيناء، وأشجار الزيتون في فلسطين .فأطرق باب حصني لأقرأ تفاصيل الحكاية المخبأة في تقاسيم وجهك البريئ ،وتعتلي حروفي قمة جبل" إفرست "وترتحل أشواقي صوب بحيرتك العاجية التي شيدت بدخان الأنهار، وشربت من سحاب السماء، وأضاءت بقناديل مواسم الأحزان .
            فأقبل لتهديني قبلات بريح اللوتس والزمرد فأرضي تشتهي ظلالك لتكون لي زاد فيما تبقى من العمر، وأذكرني كما تذكر السماء الأرض بالغيث.
لتصبح قصتنا أسطورة تروى للأجيال ،وتذكرنا أسراب طيور النورس التي شهدت فرحتنا فوق المروج والتلال، حين ركضنا سويا كالأطفال وراء الفراشات ،وجمعنا فيها الزهور ليشهد من يأتي بعدنا أننا شربنا من نبع رحيقها ،وما أرتوينا وأحرقت كل أحزاننا في لهيب الهيام، وما كنا نفعل كل هذا لو لا نسيم الهوى ورجة الروح في الوجدان .
          يا مجنوني،قد جاءت معك أشجار الزيتون حاملة لي رايات السلام...وقبس النار ....وجماجم الملوك، وقوافل الأشعار وسيوف المغول ورماح الروم وعرش الأتراك ....وترانيم الأبصار فأهديني آنية الفخار و حكاية أمجاد أجدادنا النومديين والرومان ،وأروي لهم بطولات سيفاقس و ماسينيسا والأزمان والأحقاب .. ويا قلبي الجريح ،أفق من السبات وتحرر من القيود ما عادت ذكراك في رف النسيان, وما عادت تنبض بالوحدة والعذاب. فالأيام كلها صارت لك عيدا وأفراح .
             يا نفس توبي توبة لن تتوبي بعدها، ويا روح تطهري من غشاوات الأوهام، وتزيني بثوب الصفاء ولا تحلمي سوى بالإستبرق والولدان.
         فمجنوني سيأتيه يوم يرحل إلى الأبد ، تاركا وراءه أشواقي التي لا تنتهي وأحلامي المنطفئة بعتمة الفراق عندها تتوقف الأرض عن الدوران وتكون بذلك قد تلاشت كل أحلامي ،عندها لن أبقى قابعة في عتبة الآلم .
أذكر جيدا عندما رتعنا أنا ومجنوني في الحقول ورقصنا تحت المطر وصرت أحن له الآن كما يحن الغصن للزهر والثرى للغيث .
               فيا مجنوني ، أحببتك...فالحب وحده لا يكفيك والعشق وحده لا يكفيك، ونحت العمر كله لا يكفيك .فأسقيني من خمرت جنونك فبك أشتعل وبك أنطفئ ،و أحتوني وأرمني في وجه الإعصار ،لأمظي في عيونك مكبلة بريحك ،فلن أكون حرة وأنا أسيرتك، وأجلد عندها فوق صليب جنونك ألف مرة وبكل الألوان، وفي ظلال حبنا نرتوي بملء الأجفان، ومن رحيق الهوى نتعطر ونهيم في ضفاف عشقنا لنحرق الشوق على خط الزمن ونصير أسطورة الأزمان.