الأربعاء، 30 سبتمبر 2015
قراءة أخرى لزيارة ملك المغرب الى فرنسا.
![]() |
| حدمين مولود سعيد كاتب صحراوي |
هل يُعقل أن مولودا جديدا عند أخت ملك المغرب كاف كي يُفسر او يُبرر سفر ملك المغرب الى دولة فرنسا؟
أيام قليلة فقط بعد إنتهاء زيارة الرئيس الفرنسي الى المغرب ها هو الملك المغربي يرحل نحو حبيبة المغرب-.
إن فوز السيد جيريمي كوربين على رأس حزب العمال البريطاني له تأثير مُباشر على جارته فرنسا، لأنه يُمثل عاملا جديدا في السياسة الخارجية العملاقة للملكة المتحدة و لأن القارة السمراء تعتبر حقلا للمنافسة بين فرنسا و انكلترا.
و لا شك أن فوز السيد جيريمي كوربين، كونه فقط عاملا جديدا سيكون من ضمن المسائل التي تحدث عنها ملك المغرب مع الرئيس الفرنسي.
هناك عوامل أخرى لا علاقة لها بالمولود الجديد تُفسر، بطريقة أفضل، السفر المستعجل للملك نحو فرنسا.
ان موقف السيد جيريمي كوربين و رفضه لإحتلال الصحراء الغربية من طرف المغرب يزيد الخناق على موقف فرنسا.
ان موقف السيد جيريمي كوربين يعطي للسيد "كريستوفر الروس" قوة جديدة للقيام بمهامه في اتجاه تقرير المصير.
و ان موقف السيد "جيريمي كوربين" يعطي شحنة جديدة للبلدان الانجلوفونية في افريقيا و يُزودها قوةً في المنتظم الدولي و خاصةً في الأمم المتحدة و مع الأمين العام و الأخطر من ذلك، امام البيت الأبيض الأمريكي.
و ان اضفنا الى كل هذا إمكانية حصول تغيير جذري في الخريطة السياسية الاسبانية بمناسبة الانتخابات المقبلة، التي ستُمكن احزابا جديدة من التحكم بزمام الامور في اسبانيا، سنجد سيناريو مُرعب بالنسبة للمغرب و هو، بالضبط، المحرك الأساسي لسفر ملك المغرب الى فرنسا. لأن الرئيس الفرنسي وضع الملك في الصورة الكاملة لهذه التغيرات.
و لا شك ان الدور الدولي الجديد الذي أصبحت تلعبه "روسيا"، خصوصا في الشرق الأوسط و ميلان الإدارة الامريكية نحو ايران و ضعف السعودية، كلها عوامل تُجبر فرنسا على إخبار عشيقها ان شهر العسل قد شارف على نهايته.
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015
المغرب يرد على القرار السويدي ... اين ردودنا نحن؟
![]() |
| حمدي حمادي |
المشكل ليس في ردة فعل المغرب على القرار السويدي , المشكل في ردنا نحن على التحركات المغربية , في داخل دولتنا , في مناطقنا المحتلة , و المحررة و في الشتات , اين الدعم الشعبي السّبّاق و المحاذي و الموازي للقرارات الشجاعة من الاحرار و الاصدقاء , هذا هو المشكل دائما الانتظار و ترك الاصدقاء يجابهون الامر ّوحيدين في الواجهة , و كأن الامر يعنيهم هم وحدهم و قضيتهم هم و ليس نحن,,,
اين نحن ؟
من تحريك يعطي للامر الزخم الذي يستحق , اين قلم المثقف و الكاتب و صوت المطرب و حركة الجمعيات و حديث الناس اين الفرحة على الوجوه و تثمين القيادات للانتصارات اين الخطابات الحماسية و الندوات الفكرية و الحركة الشعبية و التحركات على مستوى الاعلام الخاص و العام و على مستوى الخارجية بل كل واحد منّا على مستواه ؟
هل يكفي ما نراه الآن ؟؟؟
اين من يكشف خطط العدو ؟
و يتتبع خطاه و ينبه لمؤامراته؟
اين من يعري ضعفه عن مواجهة الحقيقة الصارخة ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حقيقة لا غبار عليها و لا يمكن القفز على الحق و ان الكذب حبله قصير ؟
اين من يعري ضعف حججهم و هشاشة "حق القوة" امام "قوة الحق" ؟
اين من يقول لمذا السويد و غيرها من احرار العالم معنا و ليسوا مع المغرب؟
اين تلك الالسنة التي تمدح و تهول زيارة هزيلة لبلد ك "الجابون " لملك المغرب؟
اين منهم افريقيا كلها تقف وقفة رجل واحد تنافح و تكافح عن بلد اسمه الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية متأصل في جوانح و عروق و عقل و وجدان قارة ؟
اين من يحمل تلك الانتصارات الى اين يجب ان تصل؟
أننتظر حتى تطفأ الجذوة , ثم نخرج نلعن حالنا و الركوض و العجز و عادة جلد الذات
البغيضة , و السب و الشتم , للقدر و الاقدار و كأننا بمنأى عن تقصيرنا و تهاوننا كلنا.
اين تلك الابواق المختصة في التعجيز و تحطيم المعنويات و بث روح الهزيمة و الخذلان , اين اولئك المنظرين المتخصصين في طرق الانحطاط و الانهزام,,,
اين المهمشين و المضعفين لقدرات شعبنا ,اين هم لينورونا , بأفكارهم حول ما يجب فعله الآن لمرافقة , من يرفع علمنا خفاقا ليرفرف فوق الامم المتحدة ,,,
كما رفع و يرتفع حاليا على مقرات الوحدة الافريقية و سفارات الكثير من بلدان العالم .
من لم يساهم في استكمال استقلال و تحرير بقية اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, هو من يغش نفسه بل قل يحرم نفسه من ان يكتب لنفسه تاريخا مجيدا , يحس به بينه و بين نفسه , و يسري في عروقه هو , و يتردد صداه في جوانحه , و للاجيال من بعده,,,
و سينتصر الشعب الصحراوي آجلا او عاجلا , و يقترب الانتصار كلما انتصرنا على انفسنا و اتجهنا جميعا كل يقدم ما يستطيعه لله اولا و اخيرا , و للوطن و للعهد مع من قدم نفسه قربانا , من اجل بيته و ارضه و اهلا و شعبه...
و نقول للمستعمر , انك يمكن ان تربح وقت , و لكن لا يمكن ان تربح كل الوقت,,,
ان تلك المواجهة بين الحق و الباطل اعطت دائما نتيجة و حيدة و وحيدة فقط
انتصار الحق...
و البقية مضيعة وقت...
![]() |
| الشاعر احمد مطر |
ألفُ رُوحٍ أُزهِقَتْ
ذابوا ... فلا مَن يُخبِرُ القِصّةَ
أوْ يسمعُ أقوالَ الشّهودْ
ربّما كانوا بقايا قومِ عادٍ
أُهلِكوا بِالرّيحِ
أوْ قومِ ثمودْ
وَ لأجلِ المَوكبِ المَلعونِ
فَليسقطْ أبي في زَحمةِ الحَجِّ قَتيلا
ولْتَعُدْ اُمّي إلي لطمِ الخُدود
اسْمعُوها جُملةً اَقومُ قِيلا :
اتْرُكوا إِبلِيسَ يَرتاحُ قَليلا
وارْجُموا آلَ سَعُودْ !!
الاثنين، 28 سبتمبر 2015
حمامتي البيضاء
![]() |
| الشاعر الجزائري محمد عطوي |
حمامتي البيضاء حلقي
و جودي بالبياض
و جودي بالبياض
احلولكت حياتنا
والبحر من آلامنا
في حملة انتفاض
والبحر من آلامنا
في حملة انتفاض
فحلقي على قلوبنا بريش ناعم
و لوني محالك السواد
و لوني محالك السواد
طيري حمامتي
وحرري رقابنا من مقمع الأوغاد
وحرري رقابنا من مقمع الأوغاد
و نشري جناحك مرفرفا
على سنابل البوادي
على سنابل البوادي
و قدمي سنبلة
لهذه الهياكل العظمية
و ادخري سنبلة لقادم الأولاد
لهذه الهياكل العظمية
و ادخري سنبلة لقادم الأولاد
لعل في منقارك الكريم يا حمامتي
إزالة الأنا
و محو هذه الأحقاد
إزالة الأنا
و محو هذه الأحقاد
ليس الذي يجرفنا
في عصر ها الشقاوة
معرفة عند أبائنا الأمجاد
في عصر ها الشقاوة
معرفة عند أبائنا الأمجاد
كان الرغيف بيننا
و نحن سبعة
في زمن الأجداد
و نحن سبعة
في زمن الأجداد
ترفرف السكينة التي تحيطنا
على قلوبنا سعيدة
تنثرنا بالحب والأوراد
على قلوبنا سعيدة
تنثرنا بالحب والأوراد
لا نعرف الشقاوة
ولا الضراوة التي تجرفنا للوادي
ولا الضراوة التي تجرفنا للوادي
في زمن الطغاة والعتاة والقساة واللصوص والذئاب والكلاب والجراد
ما كان فينا جائع و جاره شبعان
أو كان فينا ظالم
فيعتدي على بني جلدته
أو يعتدي على البلاد
أو كان فينا ظالم
فيعتدي على بني جلدته
أو يعتدي على البلاد
يفجر المدائن الحزينة
يشرد المواطن
يخرجه من داره
يقتله
منتهكا قداسة الأعراض
يشرد المواطن
يخرجه من داره
يقتله
منتهكا قداسة الأعراض
آه حمامتي لكم أحبك
ملغية حدودنا مع الحداد
ملغية حدودنا مع الحداد
توحدين الكون كله
و آدم يجمعنا
مثل الأصابع بكف واحد،و نعمت الأيادي
و آدم يجمعنا
مثل الأصابع بكف واحد،و نعمت الأيادي
أوّلُ القَطراتِ ما بعْد فصلِ النّسيانِ..
![]() |
| الشاعر الجزائري رشيد دحمون |
أ (خديـجُ) حَقّا قدْ نَسيتِ الأسْمَرَا
مِـنْ بَـعْـدِ مَـا ألْـهَـمْـتِـهِ فَتَفَـجّـرا؟
مِـنْ بَـعْـدِ مَـا ألْـهَـمْـتِـهِ فَتَفَـجّـرا؟
و سَـقـيـتِـهِ من وجْنَتَـيْـكِ نَـضارةً
فشَدَا لأجْلكِ ذا القَصِيدَ.. ومَا دَرَى
فشَدَا لأجْلكِ ذا القَصِيدَ.. ومَا دَرَى
هُـوَ لمْ يكُـنْ كالمُبـدعـينَ مُعـلّـقا
بِـعُـيُــونِ أنْـثَـى.. إنْ رآهــا أزْهَــرَا
بِـعُـيُــونِ أنْـثَـى.. إنْ رآهــا أزْهَــرَا
أبدًا.. و لَـمْ يُـفْـتـنْ بِـأيّ جـمـيـلةٍ
نـثَـرتْ شِـبـاكَ عُـيُــونـهـا فَـتَـأثّـرا
نـثَـرتْ شِـبـاكَ عُـيُــونـهـا فَـتَـأثّـرا
هُــوَ رغْـم رقّــة حَــرفـه مُـتـكـبّـر
يُخفي البشاشةَ بلْ يظلٌّ مُكَشّرا
يُخفي البشاشةَ بلْ يظلٌّ مُكَشّرا
إنْ باغَـتَـتْـهُ مِـن الظّـبـاءِ شَـقـيّـةٌ
طردَ اللّباقة في الحَديثِ.. و قصّرا
طردَ اللّباقة في الحَديثِ.. و قصّرا
(أهلًا، فشكرًا، بالسّلامَة..) هكَذَا
معـهُ الحديثُ.. مُرتّب.. لا يُشتَرى
معـهُ الحديثُ.. مُرتّب.. لا يُشتَرى
إنّ الـكَـــلامَ إذا تَــمَـــدّدَ حَـبْـلُــهُ
جرفَ الفُؤاد إلى الجُنونِ.. مُـخـدّرا
جرفَ الفُؤاد إلى الجُنونِ.. مُـخـدّرا
و أقـام مِـنْ لفْـظ (السّلام) علاقةً
و سرَى بِنا نحْو العـذابِ.. لنَسْكَرا
و سرَى بِنا نحْو العـذابِ.. لنَسْكَرا
قَلبِي عنيـدٌ ليْـس يُكشفُ سِـرّهُ
و لـكُـلّ قـلْـبٍ كَـبْــوَةٌ.. لَنْ أُنْـكِـرا
و لـكُـلّ قـلْـبٍ كَـبْــوَةٌ.. لَنْ أُنْـكِـرا
و لـكـلّ عـبــدٍ مُـنــذُ آدمَ نِـصْـفـهُ
مِنْ غيْرهِ مَهْمَا سَعَى.. لنْ يَصْبِرَا
مِنْ غيْرهِ مَهْمَا سَعَى.. لنْ يَصْبِرَا
مَـاذا إذا كـانَ الخَلـيـلُ بِـحُـسْـنِـهِ
قمَرًا.. و كانَ الوصْـفُ فِيـهِ مُقصّرا؟
قمَرًا.. و كانَ الوصْـفُ فِيـهِ مُقصّرا؟
مــاذا إذا حَـجّــتْ إلـيـهِ دفـَـاتِـري
و رأتْ بِـذاكَ الوَجْـهِ خَـدّا مُـزهِـرَا؟
و رأتْ بِـذاكَ الوَجْـهِ خَـدّا مُـزهِـرَا؟
مَاذا إذا (...)؟ إنّي تَعِبْتُ و أحْرُفي
مِـنْ وصـف وجْـهٍ إنْ رآنـي أدْبَــرا
مِـنْ وصـف وجْـهٍ إنْ رآنـي أدْبَــرا
لـمْ يَـبْـقَ إلّا أنْ أسِيـرَ مُـطَأطِـئًـا
أُلْقِي فُـؤادي للـقَـضَـاءِ.. مـدمـرا
أُلْقِي فُـؤادي للـقَـضَـاءِ.. مـدمـرا
كَمْ شاعرٍ هـزَمَ الحِسانَ بِشِعْرهِ
لَـكِـنّـه قُـرْبَ الحِسَـانِ.. تَسَـمّـرا
لَـكِـنّـه قُـرْبَ الحِسَـانِ.. تَسَـمّـرا
همْ لمْ يَـرَوا ما قدْ رأيتُ و لنْ يَرَوا
وحْدي أنا.. مَـنْ خَالِقِي لِي قَـدّرا
وحْدي أنا.. مَـنْ خَالِقِي لِي قَـدّرا
وحْـدي أنـا ناظَـرْتُ قَافِيـةَ الهَـوَى
و الكحْلَ و الثّغْر الجميـلَ الأحْمَرا
و الكحْلَ و الثّغْر الجميـلَ الأحْمَرا
مِنْ حَـقّ (عبلة)أن تُقَاطِعَ (عَنْتَرًا)
و (خَدِيجُ) أنْ تَنْسَى الغَريبَ الأسْمَرا.
و (خَدِيجُ) أنْ تَنْسَى الغَريبَ الأسْمَرا.
أخاف من الآتي...
![]() |
| الشاعرة و الاديبة الجزائرية نورة سعدي |
أخاف
من الآتي
من
قناص مجهول
يتربص
بي
يكمن
لي في الطرقات
وغول
تسمى الحرب
تدق
أبواب الكون
تقرع
طبولها
تمعن
في الضرب
والوثبات
ها
هي هادمة اللذات
تتقدم
تقفز
تستشري
كالنارفي الهشيم
تتوغل
في الجهات
أخاف
أخاف
من حرب
أرّثها
بنو صهيون
وأذنابهم
أجّجتها
سادنة الظلم
مصّاصة
دم المستضعفين
ناهبة
الثروات
أمريكا
التي طغت
وتجبرت
واستنسرت
بعدما
سلمتموها رقابنا
يا
من ظنناكم أكفأ الحماة
ووضعنا
فيكم ثقتنا
فخذلتمونا
بعتم
كرامتنا بأبخس الأثمان
لقوم
نكرات
عتاة
سامونا سوء العذاب
عاثوا
فسادا في أوطاننا
دكوا
بلادنا دكا
أذاقونا
لوعة الموت
مرارة
الفقد
كآبة
الغربة
وهوان
الشتات
أخاف
أخاف
من غدي
من
الآتي
مما
يخبئه الغيب
من
دمعي
وآهاتي
مما
ينتظرني في اليقظة
والسبات
من
لحظة تحمل في جنونها
فناء
العالم
توقف
نبض الأرض
تطوي
في جحيمها سحرالحياة
نورة
سعدي
ثورة طفلة الصمود والتحدي
![]() |
| بقلم : سالم اطويف العيون المحتلة |
تحت ظلال أشجار الطلح المليئة بالاشواك الراكعة اي المنحنية اتجاه الحقيقة، وعلى العشب الأخضر، كانت تجلس *ثورة* متمسكة بقلمها البني ودفتر الرسم الأخضر. كانت تنظر إلى الشمس المتلألئة في السماء تارة وتارة أخرى إلى هناك، إلى الأمام حيث كل الأحلام الجميلة، حيث الحبّ والشوق والحنين، تحتار ماذا ترسم في دفترها الصغير. دون أي تفكير رسمت ما كانت تنظر إليه، شي عجيب حدث داخل قلبها الصغير جعل قلمها ينثر أسراراً. كانت ترسم على صفحات دفترها رمالا صفراء برّاقة تبهر العيون بلمعانها، وشواطئ جميلة تسر الناظرين وتبهر الزائرين، وأشجار الطلح المباركة رفضت أن تفارقها، وأناسا طيبين يرنون إليها. كل ذلك الحب الكبير كان داخل قلب *ثورة* الصغير، الطفلة التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها. زرعت للصحراء وللعيون الحبيبة كلّ الحب والاشتياق كباقي أطفال الوطن العظيم. سألتها المعلّمة: ما هذا الذي ترسمينه يا *ثورة*؟ إنها الصحراء يا معلمتي الفاضلة.
المعلمة : رغم صغر سنّك، إلا أنك طفلة ذكية نعم، إن حب الوطن أجمل بكثير.
ثورة : لم لا نذهب لزيارتها يا معلمتي، فأنا مشتاقة اليها كثيراً؟
المعلمة : قريباً جداً سنذهب، فها نحن نطالب بها، ولن نيأس طالما كان هناك رجال نفتخر بهم.
ثورة : لم لا نذهب الآن؟
المعلمة : ان شاء الله , غير العدو يمنعنا من ذلك، وقد أقاموا ذلك الجدار المرعب ليعزلوها عنا، ونحن ننتظر حتى يتحقق القرار.
ثورة : لا بأس نذهب أنا وأنت وأبي وباقي الطلبة و نضربهم حتى يهربوا.
ردّت المعلمة مبتسمة: أنت فتاه قوية! حفظك الله ورعاك. لكن تأكدي أننا بصبرنا وإرادتنا و عزمنا سننتصر.
حضنت ثورة ذلك الرسم بقوة وأغمضت عينيها الصغيرتين متمنية أن يتحقق ما قالته المعلمة.
وبعد أن عادت إلى المنزل جلست قرب جدّها، وأطلعته على ما رسمت، فقبل رأسها و قال: بارك الله فيك. إنه أجمل رسم على الإطلاق. وبينما كانت جالسة دار حوار بين عمها أحمد وجدها.
أحمد: ما رأيك بالقرار الجديد الذي تضمن مقترح مراقبة حقوق الا نسان بالصحراء الغربية يا أبي؟
الجد: إنه الحق الذي طالب به أهله. أحمد: ترى هل سيوافقون على هذا القرار ام ان فرنسا ستقوم بمعارضته كعادتها يا أبي؟
الجد: وإن رفضوا سنعيد المطالبة بحقوقنا مرة ومرة ومرة أخرى. لن نيأس حتى لو كان على حساب أرواحنا، فنحن أصحاب القضية.
أحمد: حفظ الله مقاتلينا وحمى أبطال هذا الشعب العظيم ورحم الله شهدائنا.
*ثورة*: عم تتحدثون يا جدي؟
الجد: عن العيون المحتلة وباقي الاراضي المحتلة . ألم تخبريني أنك تتمنين زيارتها؟ *ثورة*: نعم يا جدي. الجد: حسنا، إن شاء الله سيتحقق لك ما ترغبين. ولأن *ثورة*طفلة عنيدة تتمنى دائماً أن تحقق ما تريد قالت لعمها: عمي، دعنا نذهب الآن، وإن رفضوا أن نعبر فارفعني بيديك كي أعبر الجدار وأنت الحق بي. قال العم متبسماً: وكيف ألحق بك؟
*ثورة*: (وبعد تفكير عميق) بالسلّم؛ فلدينا في المدرسة سلّم خشبي صغير. تسَلَقَّه أنت وجدي وأبي. حينها ندخل العيون.
العم: (بعد أن قبلها) أنت ذكية يا ثورة، حفظك الله، لكن أتمنى لو كان بإمكاننا ذلك، اذهبي يا صغيرتي للنوم. لكن تلك الأفكار بالعودة إلى العيون لم تفارق خيال *ثورة* ، وباتت تلك الليلة تحلم بحلول ذلك اليوم و تحقيق الحلم الذي بات يراودها في كل اوقاتها.
فمتى اذا سيتحقق ذلك الحلم؟ ومتى سترى *ثورة* المسكينة العيون و كل الاراضي حرة مستقلة و كما يتمناها عمها وجدها.
السماء الغائمة...
![]() |
| الشاعر الفرنسي شارل بودلير |
كأني بنظراتك يجللها الضباب
| |
وعيناك الغامضتان أهما
| |
زرقاوان خضراوان أم رماديتان؟
| |
وعندما يتعاقب عليهما الحلم والقسوة والحنان
| |
تعكسان اللامبالاة وشحوب السماء
| |
تذكّرين بالأيام البيض الغائمة الفاترة
| |
التي تجعل القلوب المسحورة تذوب دموعاً
| |
عندها تهزأ الأعصاب وهي في ذروة انفعالها بالنعاس
| |
تلك الأعصاب التي روعها وعصرها الم مجهول
| |
تشبهين أحياناً تلك الآفاق الساحرة
| |
التي تضيئها شموس الفصول الغارقة في الضباب
| |
فما أشد تألقك أيها المنظر المخضل
| |
الذي تضيئه أشعة سماء غائمة
| |
أيتها المرأة الخطرة والمناخات الفاتنة المُغرية
| |
أيتاح لي أن أعبد صقيعك وثلوجك
| |
وهل سأعرف كيف أجني من الشتاء الذي لا يرحم
| |
متعاً أكثر حدة وقسوة من الجليد والحديد
| |
*
| |
ترجمها عن الفرنسية
| |
حنّا الطيّار
| |
جورجيت الطيّار
|
الأربعاء، 23 سبتمبر 2015
#سلاسل_الخراب
![]() |
| الاستاذ الشاعر الجزائري محمد عطوي |
دمار دمار دمار
دماء دماء دماء
و هذي طبيعة كل الطغاة
دماء دماء دماء
و هذي طبيعة كل الطغاة
دموع دموع دموع
و موت فموت فموت
و هذي صنيعة كل البغاة
و موت فموت فموت
و هذي صنيعة كل البغاة
رحيل رحيل رحيل
و شعب شريد شريد شريد
و هذي شرور العماة
و شعب شريد شريد شريد
و هذي شرور العماة
براميل موت براميل موت
و حرق فحرق فحرق
و هذي رذيلة كل الزناة
و حرق فحرق فحرق
و هذي رذيلة كل الزناة
تسلسل فينا الخراب
و نجم العروبة فينا
تهاوى
و أمسى النهار بليل الغياب
و نجم العروبة فينا
تهاوى
و أمسى النهار بليل الغياب
و نخوتنا العربية ماعت
وضاعت بحضن الكلاب
وضاعت بحضن الكلاب
عبيد
و خلق مريد
تضخم فيهم أناهم
سطوا بنجاستهم فاستباحوا الهمم
و هم في الحقيقة مثل السراب
و هل في السراب مياه الحياة
و هل من وجود بذاك العدم؟!
و خلق مريد
تضخم فيهم أناهم
سطوا بنجاستهم فاستباحوا الهمم
و هم في الحقيقة مثل السراب
و هل في السراب مياه الحياة
و هل من وجود بذاك العدم؟!
كأني بهم أوجه من لهيب
تفح الغواية فينا
لتهبطنا من شموخ القمم
تفح الغواية فينا
لتهبطنا من شموخ القمم
فيا أيها العابرون الطغاة
على جثث الأبرياء
براءتنا من قبيل القيم
و أنتم نهايتكم من نهاية تلك الأمم:
عتوا ظالمين
فنالوا الوبال
و ذاقوا الألم
على جثث الأبرياء
براءتنا من قبيل القيم
و أنتم نهايتكم من نهاية تلك الأمم:
عتوا ظالمين
فنالوا الوبال
و ذاقوا الألم
فقد علمتنا الحياة:
أن البناء على باطل منهدم
و علمنا الله علم اليقين:
أن جبابرة الأرض في قبضة الله
مندحرون
و منقلبون لشر انقلاب
(20- 9- 2015)
أن البناء على باطل منهدم
و علمنا الله علم اليقين:
أن جبابرة الأرض في قبضة الله
مندحرون
و منقلبون لشر انقلاب
(20- 9- 2015)
فرحة ينقصها اللقاء ....
![]() |
| سالم اطويف العيون المحتلة |
اشرقت شمس الفرحة والسرور باليوم التاسع من ذي الحجة واقتراب العيد، الكل يغمره الشعور بالسعادة و الشوق في ملاقاة الأهل والأحباب ،لتغيب شمسي انا عن السماء وتجعل الكون من حولي في ظلام دامس دون أي ملامح او ألوان.
إنه البعد و الفراق عن الأهل والأحباب و الرفاق ،سبب ذلك العدوان وبطش الاحتلال والقدر الذي لم ينصفنا حتى الآن، شعبي الأعزل لا زال يعاني مرارة اللجوء والبعد والفراق. ... وانا هنا لا أملك من شيء أدافع عنه به سوى التعبير او الكتابة بالقلم و الوقوف في وجه أجهزة القمع و الاحتلال.
عيد مبارك سعيد اذا يا شعبي ،أقولها بكل حزن والم وتدمر الوجدان ،اقولها مستنجدا بالأمل وإنصاف القدر والعالم في اللقاء.
إنه البعد و الفراق عن الأهل والأحباب و الرفاق ،سبب ذلك العدوان وبطش الاحتلال والقدر الذي لم ينصفنا حتى الآن، شعبي الأعزل لا زال يعاني مرارة اللجوء والبعد والفراق. ... وانا هنا لا أملك من شيء أدافع عنه به سوى التعبير او الكتابة بالقلم و الوقوف في وجه أجهزة القمع و الاحتلال.
عيد مبارك سعيد اذا يا شعبي ،أقولها بكل حزن والم وتدمر الوجدان ،اقولها مستنجدا بالأمل وإنصاف القدر والعالم في اللقاء.
أشكو الفراق إلى التلاقي.....وإلى الكرى سهر الماقي
وإلى السلو تفجعي....والى التصبر ما ألاقي
وإلى الذي شطت به .....عني النوى طول اشتياقي
وطوت حشاي على الجوى .....لما طوته يد الفراق
صبرا فرب تفرق ....آت بقرب والتقاء ''
"ابن الرومي"
وإلى السلو تفجعي....والى التصبر ما ألاقي
وإلى الذي شطت به .....عني النوى طول اشتياقي
وطوت حشاي على الجوى .....لما طوته يد الفراق
صبرا فرب تفرق ....آت بقرب والتقاء ''
"ابن الرومي"
الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015
ما لا يريد العرب سماعه
| البشير محمد لحسن صحفي و كانتب صحراوي |
اصبحت سيمفونية لوم الحكومات العربية على تقاعسها عن إحتضان الإخوة السوريين، الفارين من القتل و الدمار و الموت جوعا أو برداً في أحسن الأحوال، هي الرائجة هذه الأيام … صحيح أن بعض الحكومات العربية تستحق أكثر من اللوم و العتاب من دون شك، غير أن صورة التقصير لم تكتمل بعد في الإعلام العربي، الذي نسي أو تناسى، مسؤولية المجتمعات العربية، و تقاعسها هي الأخرى عن نصرة و إحتضان إخوة الدم و الدين و اللغة.
صحيح أن اللاجئ السوري يفضل الهجرة الى أوروبا التي قد تضمن له بعضا من حقوقه كإنسان، و هي الحقوق التي افتقدها في بلده، الذي قد لا يختلف بصورة او بأخرى عن معظم إن لم نقل كل البلدان العربية، غير أن تقصير الحكام هو من تقصير المجتمع، فقد خرجت الشعوب الاوروبية و منظمات المجتمع المدني في مظاهرات للترحيب بالوافدين، لتلحق بها بعد ذلك الحكومات، كحالة اسبانيا مثلا، التي ترددت حكومتها اليمينية حتى أعلنت المدن الكبرى و بعض البلديات التي يحكمها اليسار عن ترحيها باللاجئين السوريين، و توفير المأوى لهم.
لا ننكر أبداً أن غالبية الشعوب العربية تعاني من الفقر و قلة ذات اليد، و هي بالكاد تكاد تحصل قوت يومها، لكن اللاجئ الذي فر بحثاً عن الأمان ربما هو أمس حاجة ممن لهم سقف يؤويه على الأقل، و مع ذلك فالتضامن المعنوي قد يوفر بعضاً من الدفء بدلا من الصمت و إنتظار الترحيب الرسمي الذي قد لا يأتي أبداً.
ماذا لو أعلنت مثلاً بعض الأندية الرياضية العربية عن إجراء مباريات خيرية لتوفير بعض المال للمخيمات السورية، أو أن يقوم أي فنان عربي بتنظيم حفل تخصص مداخليه لتغطية بعض احتياجاتهم الأساسية، او إجراء ماراثون تضامني بإحدى العواصم او او او، فإذا لم نبادر على الاقل علينا ان نقوم بتقليد المجتمع المدني الاوروبي، في مبارداته الفريدة للتعاطي مع اللاجئين. غير ان واقع الحال مع كامل الأسف يؤكد أن أغلب المجتمعات هي تابعة لمواقف حكوماتها.
إننا مجتمعات إتكالية ننتظر أن تجود الحكومات علينا بالحريات و الحقوق و غيرها، و أن تشير لنا أن نخرج لنتظاهر دعما لخطة للتدخل هنا او لنصرة هذا او ذاك. يتم تجييش مشاعرنا و إقتيادنا كالقطيع بعد صلاة الجمعة للتظاهر متى ارادت الحكومات… فبدل التنديد في مواقع التواصل الإجتماعي على المؤمنين بقضاياهم الخروج عن صمتهم و الخروج للتظاهر، صحيح أن رد فعل الحكومات القمعية سيكون قاسياً بل و عنيفاً، غير أنها تضحية ضرورية و لابد منها، و إذا لم نكن مستعدين لها، فإننا سنبقى على هذه الحال إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، و لنلقي نظرة و لو بسيطة على تحرك معارضي الحروب في الغرب رغم إنخراط حكوماتهم فيها، أو أنصار البيئة أو غيرهم.
لم يكن تعاطي كل الحكومات العربية مع محنة اللاجئين السوريين متساوياً، إذ لابد هنا من الإشادة بجهود كل من الأردن و لبنان، على الرغم من تواضع امكانيات البلدين مقارنة ببلدان عربية أخرى. و هو الحال نفسه في أوروبا، فبين التعامل الإنساني الالماني و العنصرية المجرية تختلف مواقف الدول، و تحمسها لإحتضان اللاجئين. و قد لعبت وسائل الاعلام سواء التقليدية او الحديثة الدور الأكثر أهمية، بسردها قصص و معاناة الفارين من الحرب، طبعا مع وجود إستثناءات.
ختاما نقول أن التقاعس العربي عن إكرام و إحتضان إخوتنا من سورية الحبيبة، تتقاسم مسؤوليته المجتمعات العربية، مناصفة مع الحكام، فقد أعطتنا المجتمعات الغربية دروساً، في الإنسانية و إكرام وفادة الإنسان مهما كان دينه أو جنسيته، فما بالك بأهلنا الذين لهم حق علينا حتى و إن تقاعست حكوماتنا، فاليوم هم اللاجئون و المشردون و غداً قد يأتي الدور علينا، فالمثل الإسباني يقول “إذا بدأت لحية جارك بالقص، فقم بتبليل لحيتك”.
صحفي وكاتب من الصحراء الغربية
منقول "راي اليوم"
الأحد، 20 سبتمبر 2015
#قلب_و_قدس...
![]() |
| الاستاذ و الشاعر الجزائري محمد عطوي |
الحب يا سيدتي حررني من نفسي
الحب يا ملهمتي حررني من أمسي
كنت أحيا ما تمليه علي قبيلة [عبس]
كنت أكره [ذبيان]
كم أمضيت لها من فأس
الحب يا ملهمتي حررني من أمسي
كنت أحيا ما تمليه علي قبيلة [عبس]
كنت أكره [ذبيان]
كم أمضيت لها من فأس
و [غزية] زاغت في الحب العربي
كم كانت تحفر من رمس
كم كانت تحفر من رمس
مازلنا سيدتي نهوى علم الرفس
الحب يا سيدتي أجنحة
تأخذنا اليوم إلى القدس
تأخذنا اليوم إلى القدس
الحب فعل ليس قولا،
ليس أحلاما،
لا شيء يا سيدتي
مادام لا يعتقنا من وجع الرأس
ليس أحلاما،
لا شيء يا سيدتي
مادام لا يعتقنا من وجع الرأس
لا شيء إن يبقى لنا الحكام
في شلل الكرسي
في شلل الكرسي
الموت يا سيدتي واحدة من أمس
الموت واحدة
فلم الخوف من الموت في القدس؟!
الموت واحدة
فلم الخوف من الموت في القدس؟!
أحلى موت أن يحفر فيها،يا سيدتي رمسي
القدس (ليلاي)
و أنا أكثر عشقا من(قيس)
و أنا أكثر عشقا من(قيس)
الموت مقدسة،يا سيدتي،تحريرا للنفس
و الموت في حق الأوطان أحلى من عرس!

و الموت في حق الأوطان أحلى من عرس!

صرخة في شعاب الذاكرة (قصة قصيرة)
![]() |
| الشاعرة و الاديبة الجزائرية نورة سعدي |
ليتها
كانت مجرد كلمات عارضة ،هبة غضب في لحظة
انفعال عابر أو ثورة حمية من رجل محب
للقانون ملتزم به غيور عليه ،وقتها كنت
سأعذره ،سأوبخ نفسي آلاف المرات قبل أن
أحكم عليه أو أن أصنفه وفق ما أملاه علي
تصرفه ذاك ،غير أن الصرخة الحانقة التي
انطلقت من حنجرته جعلتني أهتز وأنتفض
كعصفور ذبح دون رحمة فراح الحضور يقلبون
في الطرف مذهولين مستفهمين ماذا يمكن
لفتاة عزلاء مثلك أن تفعل ؟ الصرخة الغضوب
والزأرة المفزعة لم تترك لي أدنى مجال في
حكمي الحاسم عن طوية ذلك المخلوق الغريب
الأطوار المتعجرف الذي لم يكفه أنه جاء
متأخراعن موعده بأكثر من ساعة من الزمن
غير عابئ بشقاء هؤلاء القوم الذين
استعرالبلاط تحت أقدامهم في جحيم الطابور
اللامتناهي بمصلحة البريد، حقا لقد كان
الطابور طويلا على غير عادته و كان شقائي
يفوق كل شقاء جراء تلك الوقفة المملة في
ذلك اليوم القائظ و لم أتنفس الصعداء إلا
حين أخذ مد الطابور ينحسر و يتقلص تدريجيا
لأجدني وجها لوجه أمام الواجهة الزجاجية
التي يقبع خلفها رجل لم أتبين ملامحه جيدا
،رجل كان مكبا على كومة من الأوراق لكنه
ما لبث أن رفع رأسه و مد يده في مرونة إلى
شاشة صغيرة قبالته وما أن ينتهي من مهمة
التحديق والضغط على الأزرار حتى يبادر
بمناداة كل فرد باسمه فيسارع المعني
بالأمر لاستلام المبلغ الذي طلبه ثم يبرح
المكان مفسحا الطريق لسواه من المعذبين
في هذا الحيز المشحون غما بضغط الأنفاس
اللاهثة ، أخيرا و بعد لأي جاء دوري قدمت
له الورقة التي تخصني و طيها وضعت الصك
يقتات السأم من أعصابي الهشة ولا شيء يهون
علي المصاب و يخفف من وطأة ألمي و يشد من
أزري سوى لغط وأنين هؤلاءالقوم الذين
أوليتهم ظهري عن غير قصد ،فكلما صدرت عن
أحدهم نأمة تأكد لي أنه كلنا في الهم شرق
وأثناء لحظة التأمل التي أقصتني عن فوضى
المكان و فيما كنت أجري مقارنات بسيطة
حول أمور تتصارع عناصرها في نفسي ،في صمت
الصمت وعمقه المشجي تفجرت الصرخة الحانقة
لتعيدني ثانية إلى أرض الواقع ،ماهذا
الذي فعلته يا أنت ؟ أنا ، أنا كررتها
متلعثمة أجل رد الرجل بصرامة تتخللها
عجمة إفرنجية فجحظت عيناه تفصحان عن
دمامته و قبح تقاسيمه،إياك ثم إياك أن
تعيدي هذا مرة أخرى زاد وعيده في إرباكي
فتلفت ذات اليمين و ذات الشمال ثم نظرت
في كل الاتجاهات و قدماي ترتجان رعبا و
لا تقويان على حملي آملة أن أتبين مصدر
انزعاجه فباءت كل محاولاتي بالفشل ولم
أوفق في معرفة السبب فاستغل صاحبنا اضطرابي
و قلة خبرتي و صعد من لهجة تحذيره كيف
تجرأت وأقدمت على فعلتك تلك وكيل الجمهورية
لا تخول له صلاحياته أن يقدم على ما قمت
به؟ حينذاك جف ريقي و تيبس ،تسارع نبضي و
تثلجت أطرافي بعدما دبت صفرة الموت في
محياي فقلت ويلي ،لابد أنني أتيت جرما
منكرا و إلا ما الذي أقحم وكيل الجمهورية
هاهنا ؟ لاشك أنني ارتكبت جنحة و إلا ما
كنت لأوضع في هذا الموقف الحرج ،صدقوني
أنا لا أفهم السياسة بل إنني أتعمد ألا
أفهمها في أحايين كثيرة لأنها تعمل دوما
خارج المقرر و لذا تعرضت غيرما مرة لانتقاد
الزملاء لجهلي الكثير من المسائل فقلت
في نفسي مادام الموظف قد قارن بيني و بين
هذا الأخير فلا ريب أن القضية شائكة لكن
ما الذي يمكن أن يصدر عني أنا الحيادية
التي جاءت لغرض مشروع مفاده سحب مبلغ بسيط
من رصيدها الضئيل ؟لم ينهرني أحد بمثل
تلك القسوة طيلة حياتي و لذا رحت أبحث عن
السبب الذي جعل الرجل يخرج عن طوره و لم
أهتدي إلى جواب مقنع إلا ساعة رفع يده و
أشار بسبابته إلى ورقتي الثبوتية و قال
بلسانه الهجين هلا تأملت جيدا ما جنت
يداك،إ شرأبّ عنقي و اخترق بصري حاجز
الزجاج و ركزت جيدا حيث يربض الأصبع و ما
أن وقعت عيناي على ما أشار إليه حتى تبددت
مخاوفي و قلت بتلقائية أهذا كل ما في
الأمر؟ لم أكن أتوقع أني بردي ذاك سأؤجج
ناره و أذكي جحيمه فأتلطخ فيما بعد بحممه
الكاوية فأجابني مغتاظا وهو يكز على
أسنانه أو تتطاولين علي و تهونين من شأن
المسألة بوسعي لو أردت أن أردك على أعقابك
خائبة فتضرعت إليه مخافة أن يتمادى في
توبيخي،إنني لم أفعل شيئا عدا أنني ملأت
الفراغ لإحساسي العميق أن هذه الأنا ليست
أنا فالرسم البياني يا سيدي لم ينجح في
إبراز ملامح وجهي صدقني إن طلعتي الحقيقية
أسنى و أبهى لونها أزهى و خطوطها أدق و
أكثر دلالة فهل عجب أن أفرض خطي ،أن أجلو
الصدأ عن الإطار و أن أحيط الصورة بهالة
تليق بمقامها لتشرق تقاطيعي بين أبناء
طينتي وأشعر بالانتماء ،كعادته حدجني
بنظرة لا تخلو من الازدراء و السخط ثم
أردف بما أنك تجيدين فن الكلام أ كثر مما
ينبغي ألم يكن حريا بك أن تتقصي الأخبار
قبل أن تتصرفي،ألم يلقنوك أنه لا يجوز
أبدا أن نغير شيئا في أوراق رسمية؟ و تمتم
قاصدا أن يسمعني ما فاه به ،تبّا لكم أيها
المعربون ،لم نخطئ إذ صنفناكم بالأغبياء
،ضيق أفقكم الفكري لن يحملكم بعيدا ،إن
أبجديتكم متقاعسة لن يتسنى لها أبدا أن
تواكب ركب المتقدمين، قلت من جديد و بحسن
نية و ببراءة تامة لأنني فعلا كنت أجهل
مثل ذلك الإجراء و هذا طبعا تقصير مني،لم
أفعل شيئا عدا أنني ملأت الفراغ ولك أن
تتأكد من أن كل شيء على ما يرام كل المعلومات
صحيحة حتى أن الخط متقن لأبعد الحدود و
أقرب ما يكون إلى خط الآلة الكاتبة ،كل
ذلك قد يكون صحيحا يا آنسة غير أنهم لم
يفوضوك في الأمر و لم تتلقي الإذن بالإضافة
،ودوت كلمة الإضافة كدوي انفجار لم يبق
و لم يذر بلغت شظاياه أقصى أعماقي فتساءلت
في مرارة بالغة هل كتابة اسمي ،لقبي ،تاريخ
ميلادي ، جنسيتي،مقر سكناي بلغتي الرسمية
إضافة ؟ما المانع لو تحدث إلي الرجل في
لطف و بصرني بالخطأ في هدوء تام واستصغرت
نفسي إذ سمحت لها بطرح السؤال على ذلك
المسخ ،إنه كالنبتة الطفيلية التي لا
بذور لها أو كالشجرة التي اجتثت من أصلها
فلم تعطي ثمارا ولن يجدي بعد أن تعفنت
جذورها أن تعود إلى مكانها الأول لكن ما
أن وقعت عيناي على بطاقة التعريف الجديدة
حتى تلاشى الألم و توقفت فجأة سياط
الاسترداد التي ما انفكت تجلدني و تجندلني
دون هوادة بعدما دار الزمن دورته الأزلية
و ذهب الزبد جفاء و تحقق الأمل المرتجى و
أينع الحلم من رحم المستحيل و ها أنذا أزهو
بأنا مرفوعة الهامة تسطع فيها حروف أبجديتي
و يزينها خطي العربي الأصيل عبر بطاقة
هوية لا تشكو من الفصام !
..........................................................
................
حدث
هذا قبل تعريب بطاقة التعريف بسنوات قليلة
السبت، 19 سبتمبر 2015
من كوكب آخر ( قصة قصيرة )
بلهفة عارمة أنتظر عند محطة الحافلات قدوم إحدى صديقات طفولتي ، أراني أسابق عقارب الساعة مسترقة النظر نحو ساعة معصمي من كثرة لهفتي للقاءها ..رحت أنظر لكل الحافلات القادمة علها تكون ساعة الوصول ومامن جدوى ، إبتعت مجلة نسائية فمؤخرا باتت أخبار السياسة في العالم وخاصة الوطن العربي تشعرني بالإحباط المطلق ، إنزويت في ركن ، بعيدا عن المارة ، أسلي نفسي ريثما تحين ساعة مجيئ صديقتي ..لم يدوم الإنتظار طويلا وصلت الحافلة في تمام الساعة الواحدة زوالا وبدأت الركاب بالنزول واحد تلو الاخر ، حتى نزلت صديقتي برفقة ضحكتها البشوشة التي لاتفارقها . ..تعانقنا عناقا داما طويلا وكان حارا بلهفة طول إنتظار وإشتياق ...ترميك الغربة أحيانا دون رحمة وتفصلك عن من كانوا جزءا من حياتك . ترمقني بنظرة وأرمقها بأخرى كمن كان لايصدق أنه سيكون له لقاء آخر . ...أقلتنا سيارة أجرة حيث أسكن وعند وصولنا كانت جد سعيدة وهي تقبل أولادي الصغار ، كسعادتي بها بعد طول فراق ...دعوتها للجلوس وكنت قد حضرت في الصباح الباكر كل شئ ، فشرعت مباشرة في صنع الشاي قائلة لها : قد أرهقتيني في الطريق بسين وجيم والآن حان دوري ،أريد أن أعرف كل شئ بالتفاصيل المملة .
أحببت فيها الإنسانة التي تهب الاولى لمساعدة المحتاج ، أحب روح دعابتها وبشاشتها التي لاتنطفئ من وجهها وكأنها البدر الساطع في ليلة حالكة السواد ...تبسمت إبتسامة خفيفة كمن يحاول أن يخفي شئ قائلة بنبرة يشوبها الحزن : لااحمل الكثير من الجديد فقلت : هناك مايقلقك وأنا صديقتك التي كنت ترمي عليها ثقل همومك ، كما رميتها عليك ..تكلمي ولاتأتي على لف ولادوران فأنت تعرفين مدى معرفتي بك .
إبتسمت مجددا وأخذت تتلعثم كصغير يتعلم النطق ...قاطعتها : هل هو صعب لدرجة أن يشل لسانك ?!
عندها قالت : لا وتوقفت برهة ثم أضافت : فقط أردت إخبارك أن أهلي رفضوا زواجي برجل كنت أراه مناسبا . ...تنفست الصعداء وكأنها كانت تحمل هما ..
هههه ضحكت ملاء نفسي قائلة : كل هذا اللف والدوران لكي تخبريني أن أهلك رفضوا زوجا كنت تتمنينه زوجا لكي .
إمتعضت ، رأيت ذلك جليا في تقاسيم وجهها . فتوقفت في الحال عن المزاح مواسيتها : لاتهتمي هناك الكثير من الرجال وربما أحسن منه .
أجابتني بصرامة قاطعة : ياليت !! . .. عدلت من جلستي وكنت لازلت أقيم الشاي ، قائلة لها : لا ..إذا صفيه ، علي أفهم مالذي في هذا الرجل عن غيره ؟.
فقالت دون تردد وكأنها كانت تنتظر سؤالي : رجل مؤدب مع كل الناس ، لديه نظرته الثاقبة ، فيها تقرائين البساطة التي تحيط به ، ملامح وجهه شبعت رجولة ..هندامه بسيط لكن أنيق في آن واحد ، واثق من نفسه أحيانا لحد أعتقد أنه متكبر وتعجبه نفسه ..كله على بعضه والباقي ..!! .
صمت خيم علينا في دقائق وكأنها تنتظر تعليقي ، لذا قلت بدهشة فاضحة : أف واضح أن خطيبك السابق هذا أصابك في عقلك ! .
قالت : تسخرين مني ؟ .
رددت : لا ..فقط لم أراك تتكلمين عن رجل من قبل بكل هذا العطف والحنان مما أثار دهشتي !.
عندها قالت وكأنها تلتمس العذر لنفسها : لو كنت عرفتيه ستفهمين لما تعلقت به ...
قاطعتها : هل جننت أنسيت أني متزوجة ؟! .
فردت : لا لم أنسى وإن كان ، أليس لديك عينين لتبدئ رأيك ، فصراحتك كانت توقعك بمشاكل .
فأجبتها : ولازلت ، أكيد باتت لدي الرغبة لأرى من خطف لب صديقتي لهذه الدرجة ..لكن أريدك أن تتأكدي أن في الأمر حكمة إلاهية ، ماأخذ منك إلا ليعطيكي الأفضل ..
قاطعتني قائلة : لاتبدئ معي بدروس الفلسفة فتأثير أستاذها الجزائري لازال سائر المفعول فيك .
ضحكت وإنتهزت الفرصه لأخرجها من جديتها قائلة: ألا زلت تذكرين درس الفلسفة وأستاذها ..هههه .
طأطأت برأسها قائلة : لقد أخذتي عنه هوس الفلسفة .فقلت لها : لم أراك يوما تندبين حظك برفض أهلك لرجل ، مالذي جعل أخوك الاكبر يرفضه ياترى ؟ .
قالت : سؤال طرحته على نفسي !.
فقلت لكي أطمئنها : سأجس نبض والدتك لأرى مالأمر ولما رفضه أخوك !؟ .
لم تقل شئ حتى أنها لم تعلق وإكتفت بالصمت الذي أحيانا يخبرنا مالم تخبرنا به الكلمات .
قلت كي أخرجها من ديمومة صمتها : أعدك أنني سأبذل جهدي لأرى الرجل الذي نزل علينا من كوكب آخر .
لازلت تسخرين . قالت .
لا ..بل بت مصرة على أن أراه وأرى إن كان موجود كل ماوصفتيه فيه أم كان من خيالك الجامح .
وفي غمرة الحديث عن رجل صديقتي الغامض ، ذهبت الساعات دون أن ندري وبقيت معي ليوم آخر ولاحديث فيه إلا عنه ، ودعتها وقد كانت تغمرني سعادة بالغة بزيارتها لي .
عدت أدراجي وبي ألف إستفهام : هل كان فعلا صائب قرار الرفض ؟. و...و ..
رحت أحدث نفسي في الطريق كمن به مس أو وسواس ، مبتسمة لوحدي قائلة : عليا الرجوع لقراءت إحدى الروايات التي كانت تستهويني في الصغر . لأجاتا كريستي ، علها تنير طريقي في إجاد الرجل اللغز .
ملف مفتوح حيز التحقيق ..!! .
أحببت فيها الإنسانة التي تهب الاولى لمساعدة المحتاج ، أحب روح دعابتها وبشاشتها التي لاتنطفئ من وجهها وكأنها البدر الساطع في ليلة حالكة السواد ...تبسمت إبتسامة خفيفة كمن يحاول أن يخفي شئ قائلة بنبرة يشوبها الحزن : لااحمل الكثير من الجديد فقلت : هناك مايقلقك وأنا صديقتك التي كنت ترمي عليها ثقل همومك ، كما رميتها عليك ..تكلمي ولاتأتي على لف ولادوران فأنت تعرفين مدى معرفتي بك .
إبتسمت مجددا وأخذت تتلعثم كصغير يتعلم النطق ...قاطعتها : هل هو صعب لدرجة أن يشل لسانك ?!
عندها قالت : لا وتوقفت برهة ثم أضافت : فقط أردت إخبارك أن أهلي رفضوا زواجي برجل كنت أراه مناسبا . ...تنفست الصعداء وكأنها كانت تحمل هما ..
هههه ضحكت ملاء نفسي قائلة : كل هذا اللف والدوران لكي تخبريني أن أهلك رفضوا زوجا كنت تتمنينه زوجا لكي .
إمتعضت ، رأيت ذلك جليا في تقاسيم وجهها . فتوقفت في الحال عن المزاح مواسيتها : لاتهتمي هناك الكثير من الرجال وربما أحسن منه .
أجابتني بصرامة قاطعة : ياليت !! . .. عدلت من جلستي وكنت لازلت أقيم الشاي ، قائلة لها : لا ..إذا صفيه ، علي أفهم مالذي في هذا الرجل عن غيره ؟.
فقالت دون تردد وكأنها كانت تنتظر سؤالي : رجل مؤدب مع كل الناس ، لديه نظرته الثاقبة ، فيها تقرائين البساطة التي تحيط به ، ملامح وجهه شبعت رجولة ..هندامه بسيط لكن أنيق في آن واحد ، واثق من نفسه أحيانا لحد أعتقد أنه متكبر وتعجبه نفسه ..كله على بعضه والباقي ..!! .
صمت خيم علينا في دقائق وكأنها تنتظر تعليقي ، لذا قلت بدهشة فاضحة : أف واضح أن خطيبك السابق هذا أصابك في عقلك ! .
قالت : تسخرين مني ؟ .
رددت : لا ..فقط لم أراك تتكلمين عن رجل من قبل بكل هذا العطف والحنان مما أثار دهشتي !.
عندها قالت وكأنها تلتمس العذر لنفسها : لو كنت عرفتيه ستفهمين لما تعلقت به ...
قاطعتها : هل جننت أنسيت أني متزوجة ؟! .
فردت : لا لم أنسى وإن كان ، أليس لديك عينين لتبدئ رأيك ، فصراحتك كانت توقعك بمشاكل .
فأجبتها : ولازلت ، أكيد باتت لدي الرغبة لأرى من خطف لب صديقتي لهذه الدرجة ..لكن أريدك أن تتأكدي أن في الأمر حكمة إلاهية ، ماأخذ منك إلا ليعطيكي الأفضل ..
قاطعتني قائلة : لاتبدئ معي بدروس الفلسفة فتأثير أستاذها الجزائري لازال سائر المفعول فيك .
ضحكت وإنتهزت الفرصه لأخرجها من جديتها قائلة: ألا زلت تذكرين درس الفلسفة وأستاذها ..هههه .
طأطأت برأسها قائلة : لقد أخذتي عنه هوس الفلسفة .فقلت لها : لم أراك يوما تندبين حظك برفض أهلك لرجل ، مالذي جعل أخوك الاكبر يرفضه ياترى ؟ .
قالت : سؤال طرحته على نفسي !.
فقلت لكي أطمئنها : سأجس نبض والدتك لأرى مالأمر ولما رفضه أخوك !؟ .
لم تقل شئ حتى أنها لم تعلق وإكتفت بالصمت الذي أحيانا يخبرنا مالم تخبرنا به الكلمات .
قلت كي أخرجها من ديمومة صمتها : أعدك أنني سأبذل جهدي لأرى الرجل الذي نزل علينا من كوكب آخر .
لازلت تسخرين . قالت .
لا ..بل بت مصرة على أن أراه وأرى إن كان موجود كل ماوصفتيه فيه أم كان من خيالك الجامح .
وفي غمرة الحديث عن رجل صديقتي الغامض ، ذهبت الساعات دون أن ندري وبقيت معي ليوم آخر ولاحديث فيه إلا عنه ، ودعتها وقد كانت تغمرني سعادة بالغة بزيارتها لي .
عدت أدراجي وبي ألف إستفهام : هل كان فعلا صائب قرار الرفض ؟. و...و ..
رحت أحدث نفسي في الطريق كمن به مس أو وسواس ، مبتسمة لوحدي قائلة : عليا الرجوع لقراءت إحدى الروايات التي كانت تستهويني في الصغر . لأجاتا كريستي ، علها تنير طريقي في إجاد الرجل اللغز .
ملف مفتوح حيز التحقيق ..!! .
مِنْ ذكاء العرب ونباهتهم ! دائمًا يُقال « الموضوع فيه إنّ » !! ما قصة هذه الـ « إنّ » ؟
مِنْ ذكاء العرب ونباهتهم !
دائمًا يُقال « الموضوع فيه إنّ » !!
ما قصة هذه الـ « إنّ » ؟
كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ)، وكان تابعًا للملك (محمود بن مرداس)
حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق .
طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب
وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحيانًا يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إذا مات الملك
شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًا، ولكنه كتبَ في نهايتها :
" إنَّ شاء اللهُ تعالى "، بتشديد النون !
لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شئ ما حينما شدّدَ تلك النون!
ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى :
( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )
ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة :
« أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام ».
بتشديد النون !
فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى :
( إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )
و اطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر.
من كتاب :
المثَل السائر
في أدبِ الكاتبِ والشاعر
للعلّامة : ضياء الدين ابن الأثير
ومنذ هذه الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض :
« الموضوع فيه إنّ » !
ما قصة هذه الـ « إنّ » ؟
كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ)، وكان تابعًا للملك (محمود بن مرداس)
حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق .
طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب
وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحيانًا يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إذا مات الملك
شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًا، ولكنه كتبَ في نهايتها :
" إنَّ شاء اللهُ تعالى "، بتشديد النون !
لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شئ ما حينما شدّدَ تلك النون!
ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى :
( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )
ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة :
« أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام ».
بتشديد النون !
فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى :
( إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )
و اطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر.
من كتاب :
المثَل السائر
في أدبِ الكاتبِ والشاعر
للعلّامة : ضياء الدين ابن الأثير
ومنذ هذه الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض :
« الموضوع فيه إنّ » !
.......................................
منقول "جمانة سلسبيل امل" من الفيس بوك
الشاعر والطائر...
![]() |
| شـارل پيـير بـودلـير شاعر فرنسي |
كثيراً ما يمسك بحّارة السّفن، وهم يلهون،
| |
بعض طيور "القوطرس"، تلك الطيور البحرية الضخمة،
| |
التي تتبع السفن ماخرة العباب، وترافقها محلّقة بخمول،
| |
ولا يكاد البحّارة يضعونها على ظهر السفينة،
| |
حتّى تترك هذه الطيور، التي كانت ملوك الأجواء،
| |
أجنحتها الكبيرة تتدلى كالمجاذيف وتزحف على جانبيها،
| |
هذه الطيور المهاجرة، كم تبدو عند ذلك،
| |
ضعيفة وفاقدة الحيلة،
| |
هي التي كانت في الجوّ، ساحرة الجمال،
| |
لكم أصبحت مضحكة وقبيحة يلهو بها البحّارة،
| |
هذا بمشربه، وذاك بتقليده الطائر العاجز عن الطيران.
| |
وأنت، أيها الشّاعر، مثلك في ذلك مثل أمير الأجواء، هذا
| |
الذي يتحدّى العاصفة في الجوّ ويهزأ بالصيّاد،
| |
ولكنّه عندما يقع على الأرض، منفيّاً،
| |
تعيق ذلك العملاق أجنحته الضخمة،
| |
وتمنعه من المشي.
|
رسالة من عرض اليم ...
![]() |
| الشاعرة الصحراوية النانة لبات الرشيد |
في النص نحتاج للتمرد أيضا كي تبغض الرتابةٌ تفاصيلها ، و تحترقٌ أسوارها و تشرقٌ الدهشة من وراء الدخان .
أحتاج لأن أتسلق بعض الحروف و أقلم أظافر بعضها و أضفر البقية جدولا قربانا . أحتاج لأن أصنع من النقط و الفواصل و علامات التعجب و الإستفهام قالب حلوى أقدمه له مساء وصولي .
النص أيضا مساحة لزرع العبير و جني الدمع ، هو خارطة كذلك للحروب الخاسرة التي نخوضها نزقا . و كلما كان النص قبسٌ من ضوء عينيه ترامت حدوده و ربما تلاشت ، لهذا أعاقره نصوصا قزحية و أثمله برحيق ألوانها.
حتى هو ليس عليه انتظار تفسيري لما أكتب ، بإمكاني فقط السير بمنجم الثورة بداخلي و هدمه و الموت مع السر ، لكني عاجزة تماما عن توجيه مسار الحروف مذ قرصنَ بعرض كفي الأبجدية .
من قال أن للشعر وحده شيطانه ؟؟؟ هاهو النثر الأن ينساب من مسامِ بشرتي السمراء و يرش هذا البياض الضجر بحزن العشاق و شوق الغرباء .
الليل هو أن تبكي الشمس خلسة ، بعيدا عن خدش انبهارنا بها ، لهذا من العته أن نثق بصفات الأشياء من حولنا .
و من الطفولة أن نستدل على الفرح بالإبتسامة ، هذه الأخيرة نزف الجرح فوق الشفتين و كلما غارت بالقلب نصال الوجع دامت و اتصلت ، لهذا من الرعونة أن نهبَ وجدانا سقيما بسمة .
لا أدري إن أدرك أنه بات وطنا و أنه أصبح معصوما أمامي من الجبنِ و الطيش و النسيان . لا أدري أن كان قد أدرك حقيقة الشبه بين جلجلة صوته بأعماقي و صوت المد و الجزر بشاطئ المحيط ؟ لا أدري هل إكتشف كيف تمثل القواقع المرصوصة دون دراية على الرمل رصّ كلماته بقلبي ؟؟ لا أدري إن كان عرف من يكون ؟
ربما التقط اشارات سفني و أوقد نيران جٌزره ،إن حدث عليه معرفة أني قررت أخيرا الخروج عن المألوف .
أحتاج لأن أتسلق بعض الحروف و أقلم أظافر بعضها و أضفر البقية جدولا قربانا . أحتاج لأن أصنع من النقط و الفواصل و علامات التعجب و الإستفهام قالب حلوى أقدمه له مساء وصولي .
النص أيضا مساحة لزرع العبير و جني الدمع ، هو خارطة كذلك للحروب الخاسرة التي نخوضها نزقا . و كلما كان النص قبسٌ من ضوء عينيه ترامت حدوده و ربما تلاشت ، لهذا أعاقره نصوصا قزحية و أثمله برحيق ألوانها.
حتى هو ليس عليه انتظار تفسيري لما أكتب ، بإمكاني فقط السير بمنجم الثورة بداخلي و هدمه و الموت مع السر ، لكني عاجزة تماما عن توجيه مسار الحروف مذ قرصنَ بعرض كفي الأبجدية .
من قال أن للشعر وحده شيطانه ؟؟؟ هاهو النثر الأن ينساب من مسامِ بشرتي السمراء و يرش هذا البياض الضجر بحزن العشاق و شوق الغرباء .
الليل هو أن تبكي الشمس خلسة ، بعيدا عن خدش انبهارنا بها ، لهذا من العته أن نثق بصفات الأشياء من حولنا .
و من الطفولة أن نستدل على الفرح بالإبتسامة ، هذه الأخيرة نزف الجرح فوق الشفتين و كلما غارت بالقلب نصال الوجع دامت و اتصلت ، لهذا من الرعونة أن نهبَ وجدانا سقيما بسمة .
لا أدري إن أدرك أنه بات وطنا و أنه أصبح معصوما أمامي من الجبنِ و الطيش و النسيان . لا أدري أن كان قد أدرك حقيقة الشبه بين جلجلة صوته بأعماقي و صوت المد و الجزر بشاطئ المحيط ؟ لا أدري هل إكتشف كيف تمثل القواقع المرصوصة دون دراية على الرمل رصّ كلماته بقلبي ؟؟ لا أدري إن كان عرف من يكون ؟
ربما التقط اشارات سفني و أوقد نيران جٌزره ،إن حدث عليه معرفة أني قررت أخيرا الخروج عن المألوف .















