الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

انا متطرف...

Bachir Mohamed Lahsen
بقلم البشير محمد لحسن

أعترف أنني متطرف، نعم متطرف في الدفاع عن حق شعبي في الإستقلال و بناء دولته، فنحن لم نختر المكان الذي نولد فيه، و لا الأرض التي نتربى عليها. إختار الله لنا أن نولد على أرض اللجوء، و أن ننتمي إلى شعب يسعى لتحرير أرضه، و نحن راضون بقضاء الله وقدره. سندافع عن حق شعبنا في الإستقلال بكل ما نملك من قوة، و نقول أن صبر شعبنا بدأ ينفذ، و إذا استطاعت الجبهة التحكم في الشباب التواق لحمل البندقية، و المنتمي إلى جيش التحرير، فإنه من الصعب السيطرة على شباب الأرض المحتلة المناضل الشجاع، السائر على نهج الشهداء و الداعي إلى تسليح الإنتفاضة كي يعيد أمجاد و بطولات أجداده الذين روضوا جنود الحسن الثاني، و اقتادوهم من مخابئهم كالنعاج. 
على مناضلي الجبهة الشعبية بالمناطق المحتلة، القطع مع سلمية الانتفاضة غير المجدية، ترويع المستوطنين و إخراجهم من أرضنا التي دنسوها قبل أربعين سنة.

شكرا يا صاحب “الجلالة”

boulsan9juine
بقلم لحسن بولسان

في استمرار لمسلسل الافتراء والتضليل المغربي، عاد ملك المغرب إلى تكرار نفس الأسطوانة التي ظل يكررها دوما؛ وكما كان، هذه المرة أيضا قال ملك المغرب ما كنا نعرف أنه سيقوله عن تثبيت سياسة اللاءات المغربية تجاه كل آفاق الحل العادل والنهائي، ولم يأت بجديد يشذ عن تلك الأهداف التي تبتز الرأي العام الدولي والطرف الصحراوي وتهاجم مواقف الجيران والمتمسكين بالشرعية الدولية.
وفي تحليل دوافع وأبعاد هذا التوجه المبني على الصلافة والتعنت، نجد أن غايته تكمن في التغطية على المأزق الذي انتهى إليه المغرب بسبب احتلاله للصحراء الغربية، وهو لا يريد أن يعرف طريقا للخروج منه بسبب سياسة المكابرة والمعاندة التي تسيطر على مواقفه.
تصور ملك المغرب واهما أنه بتلك النبرة يمكن أن يلقي الرعب في نفوس الصحراويين أو يفرض على العالم سياسة الأمر الواقع وحلوله القسرية، وهو في حقيقة الأمر قدم خدمة لقضية شعبنا من حيث لا يدري، فشكرا لـ”جلالته” الذي نبه الصحراويين إلى ضرورة الاستعداد لأسوء الاحتمالات وسهل علينا جميعا نحن أبناء الصحراء الغربية ومعنا العالم مأمورية المبادرة الآن إلى إعادة تقييم المواقف من جديد، وشكرا لـ”جلالته” لأن لغته أثبتتْ ما كان يعيه القاصي والداني من شعبنا وثبت للعالم ما كانت  تؤكده الجبهة مرارا أن المغرب يقطع الليل بالنهار وهو يبحث عن وسائل ومبررات لعرقلة مجهودات الأمم المتحدة وها هو “جلالته” وبعدما ضاق أمامه هامش المناورة وأن لا فرصة في استدراج الأمم المتحدة إلى أي حل يشرع احتلاله للصحراء الغربية، بادر إلى التهجم على البعثة الأممية  في حضرة “جلالته”، وشكرا لـ”جلالته” لأن العالم قطع الشك باليقين أن البدء من الأوهام، جزء من بيئة السياسة في المغرب الأقصى، وهذا مرض يمكن تتبع جذوره في الطبيعة المغربية مند عقود.
وإزاء انكشاف زيف كل ما هو مطروح، أصبح من العسير للغاية على الصحراويين العودة إلى الوضع السابق بكل ما فيه من بطلان، وبعد أن تبدى أن المغرب ليس في وارد قبول تعاون جدي مع المجموعة الدولية واحترام حق شعبنا في الحرية، لم يبق أمام شعبنا الذي يكبر وينمو ويمتد ويثمر أمل حريته واستقلاله في نفس كل أبناء شعبه سوى توظيف كل الخيارات المتوفرة والعديدة.
ويبدو أن من حرر خطاب ملك المغرب لم يستطع أن يفهم أن إرادة التمسك بالحقوق معطوفة على إرادة الصمود والمقاومة، وشعبنا برهن على ذلك في أحلك الظروف واعترف “جلالته” مكرها بأننا شعب لا يرضى إلا الحياة الكريمة ومن أجل تلك الكرامة ستمضي يا صاحب “الجلالة”، الصحراء الغربية وطن على طريق الحياة، وكما في الأمس كذلك اليوم، أبناءها يسلكون طريـق الشرف والتضحية بخطىً ثابتـة وهامـات شامخة، أوفياء لتضحيات دمـاء شهدائهـم الأبـرار، مدركين حجـم ما ينتظرهـم من تحديـات، لكنهـم على قدر ذلك واثقـون أن بإيمانهـم الراسخ يصنعون قوة الاستمرار حتى تحرير هذه الأرض الطيبة التي يأبي ثراها أن يلين لأي مغتصب، هذه الأرض التي تحن دوما لأصحابها الشرعيين ولا تعطي أسرارها لسواهم، وأصحاب الأرض لا بد أن يحرروها ويطردوا الغاصبين وإن طال الزمن، وإن لم تصدق يا صاحب “الجلالة”، فلتسأل التاريخ  ولا تنسى قوله تعالى بعد باسم الله الرحمان الرحيم << إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون >> صدق الله العظيم.

‫اخترت لك‬...

يكتبها الاستاذ محمد عطوي

فلو كانت النساء كمن فقدنا
لفضلت النساء على الرجال
-المتنبي-
يبدو لي أن المتنبي،وهو الذي دافع كثيرا عن الإسلام في شعره،في حضوره معارك سيف الدولة الحمداني،قد بالغ مبالغة لا يقبلها قول الله تعالى:[إن أكرمكم عند الله أتقاكم...]إذ لا فضل عند الله بين ذكر و أنثى،يوم القيامة،إلا بالتقوى.
بينما في الدنيا،توجد درجة مفاضلة في قوله تعالى:[وللرجال عليهن درجة]وهي درجة طبيعية للغاية تمثلها القوامة،أي المسؤولية،المنصوص عليها في الآية الكريمة من سورة النساء:[الرجال قوامون على النساء...]
غير أني أرى أن أبا الطيب المتنبي يقصد حالة التفضيل هذه في الحياة الدنيا لا في الآخرة.


عبرات وحلوى.....


كان الترامواي يضج بالركاب ولكن لم يكن صخبهم ليغطي على صراخ منبعث من الجهة المقابلة، كان بكاءهستيريا لطفل بدا لي من صراخه أنه غير طبيعي، أو على الاقل به أمر ما، ولكن مجتمع الترامواي كان للاسف صورة مصغرة عن مجتمعنا الكبيرالذي لا بعبأ بمعرفة الدواخل والدوافع، ويحكم على الظاهر بل ويتفنن في اصدار أحكامه القاسية. الكل راح ينتقد الفوضى التي أحدثها الطفل الضعيف، ويتنقد الام المسكين كيف لها أن تترك صغيرها يصرخ بهذا الشكل ، أجبت من كانت قريبة مني و تلفظت بذلك أن البديهي انها تحاول اسكاته ولكن يبدو انه لا يستجيب، طال عويل الطفل والكل متأفف ومشمئز، توجهت الى مكان انبعاث الصراخ باحثة عنه فلقد أشفقت عليه من تعب الصراخ و حز في نفسي كم الانتقادات الذي نالته أمه ووضعت نفسي مكانها، يا ترى كيف سيكون احساسي اذا ما تعرضت لموقف مشابه لا قدر الله؟ تفاجأت لرؤية طفل نحيل جدا يكاد عظمه يظهر من تحت جلده، شاحب الوجه كغيمة شتاء عجوز حطت على ربيع الطفولة، عيناه الحزينتان كان تحتهما سواد كبير أكبر بكثير من سنه، كانتا غائرتين كغورالقمر في كبد الليل البهيم وهائمتين كمنفى دون قرار، وشفتاه ترتجفان رجفة هارب من برد الايام ،كان مظهره يوحي أنه منهك ومريض جدا ، أعطيته كيس حلوى كنت اشتريته في الصباح وأنا أتساءل لم اشتريته لان هذا ليس من عادتي؟ فإذا به رزق الولد، ادخلت حبة الحلوى في فمه وطلبت منه ان يستريح فقد أعيا نفسه بالبكاء و العويل حتى كاد صوته يرحل مثلما رحل عنه وهج الانطلاق، نظر الي مستعجبا ومحدقا ومقلتاه المفعمتان بالجمال رغم السقم بهما الف تعبير وتعبير، ما إن نظرت فيهما حتى ضعفت وتداعت لهما عيناي بالدموع ولازالتا كلما تذكرته، فرحت والدته كثيرا لانها كانت في ورطة وحرج من أمرها ، وخيم الهدوء فجأة على المكان .
عدت أدراجي الى مكاني حاملة معي هم الولد وأمه، ومتسائلة الى متى نظل نمارس مهنة القضاء القاسي و نصدر أحكامنا على الناس مع العلم ان القاضي يسمع كل الاطراف ، اما نحن فلا نسمع الا صوتا واحدا اسمه " انفسنا المريضة".



بقلم ندى عبد الرحمن

عولمة الثقافة

الاستاذ نبيل الجزائري 
الفسخ و المسخ و النسخ .. أو هكذا قالها مولود قاسم يوما رحمه الله عن الغرب في موضوع صراع الحضارات ..
العجيب في عالم الأخلاق و القيم أنه أصبح لعبة في أيدي من يصنعون القانون الدولي و السياسة المصرفية العالمية ، لقد أصبحت منظومتنا الأخلاقية و الثقافية و القيمية بندا عاما من بنود الاتفاقيات الدولية الملزمة .
المشكل أن هذه الاتفاقيات لها اتجاه واحد و هدف وحيد ، و هو ببساطة الذوبان في ظاهرة عولمة الثقافة القائمة على الإباحية و النخر و الانسلاخ من المنجزات الحضارية لكل بلد ، حتى الصين لم تعد حصينة من توابعها.
و لعل الأسلوب الفج و المتعسف الذي اعتمدته هذه الليبرالية الغربية المنحلة أزعجت الفاتيكان عندهم ، و هو يقوم على أساس تشويه الصورة النموذجية للأم و المدرسة و العالم كما ذكر ذلك المهدي المنجرة - رحمه الله - الخبير في الدراسات المستقبلية. فحين تغيب المرجعيات التربوية و الفكرية و الدينية تُهدر القيم و تُداس و تُهدم الأخلاق بعد أن تُخلخل بشوائب شذوذ مرضى النفوس و أصحاب الشهوات و عباد الغرائز .
إن التفاعل و التناسق بين أفراد المجتمع ضروريان و متكاملان ، فإذا انتشرت الجرأة في الانحطاط الخلقي بينهم انهارت المؤسسات و على رأسها الاسرة ، و تجاوزت المفاهيم الحضارية الموروثة ، و تحول بلد الحكمة الى بلد الرقص و الغُنا و التفاهة ، تجعل من الهر يحكي لنا عن صولة الاسد دون ندم في قرارة النفس . صراحةً .. هذا ما يبتغيه الغرب من كل الأقمار التي تدور حوله بمكر و خداع يضج منهما العاقل الراشد ، سعيا منهم لتجاوز قرون من عمر الحضارات الانسانية و بدون مقابل .

إشراقة حلم جميل


الاديبة الجزائرية نورة سعدي

شدّت انتباهي اليافطة المكتوبة بالبنط العريض فوقفت أمام المحل مبهورا أتأمل إشراقة الحدث السعيد ،قلت أخيرا تحقق حلمي وتعزز حينا العتيق بمكسب حضاري جميل فعلى الأقل لن أكون مضطرا بعد الآن إلى التنقل بين الأحياء وركوب الحافلات وقطع المسافات الطويلة في رحلة بحث مستميتة عن عنوان جديد ،فقلما أسعفني الحظ وواتتني الفرصة وعدت بكتاب قيم اتخذت منه خير جليس ،ولقد صدمتني غيرما مرة تلك الظاهرة الغريبة التي ما انفكت تتكرر دون انقطاع إذ أسدل معظم المتعاطين لتجارة بيع الكتب ستائر مكتباتهم وتبدلوا بها مساحات للتسوق ومطاعم للأكل الخفيف والدجاج المشوي حتى لكأننا أمة لا هم لها سوى الأكل و العبث ،أمة همها كل همها محصور في بطنها ،تنفست الصعداء ورفعت عيناي ثانية إلى اللافتة ممتنا ثم دلفت إلى المكتبة التي طالما حلمت أن أراها تتوسط دكاكين العطارة و المخابز ومتاجر الأقمشة ومحلات بيع الحلوى و أدوات الزينة و الأحذية و المفروشات والأثاث ولسان حالي يلهج بالدعاء للرجل الذي استهوته تلك المغامرة فسارع إلى تنفيذ المبادرة الطيبة وأتحف المتعطشين للعلم و المعرفة بذاك المعلم الثقافي المجيد ,فما من شيء يروي غلة الظامئين للبحث و المطالعة كالسفر عبر صفحات الكتب إلى عوالم و أزمنة ما كانوا ليدركوها لولا ثمرات عظيمة لأقلام المفكرين!