السبت، 30 يناير 2016

الباحثة الصحراوية : امباركة حمودي تنال درجة الامتياز الاعلى sobresaliente, CUM LAUD في اطروحة دكتوراه حول "مشاركة المرأة الصحراوية في بناء الدولة الصحراوية في المنفى"


نالت الباحثة الصحراوية : امباركة حمودي  امس 29/01/2016 اعلى درجة تمنحها الجامعات الاسبانية :
 الامتيازالاعلى Sobresaliente, CUM LAUDE 
عن اطروحتها "مشاركة المرأة الصحراوية في بناء الدولة الصحراوية في المنفى"  ,  وقد حضر الدفاع عن الاطروحة جمع غفير من الاكادميين من مختلف الجامعات الاسبانية اضافة الى الكثير من اطارات الجامعة التي منحت الدرجة " جامعة كاستيون _اوخي 1_ كما حضرها باحثين و اطارات صحراوية و جمع من الجالية الصحراوية 
.





الاثنين، 25 يناير 2016

الرحيل الى اين....؟

        
بقلم : حكيمة شكروبة
                          في صمت الزحام يعصرني الحزن في شرفة القمر وأنا ارقب مجيئه مع الضباب المنكسر ،فأتلاشى مع النسيان المحفور في خيالي ، فلا ظله ولا ريحه يرافقاني غير أوجاعي الجائرة ،فامتطي خيول الشوق متعطشة لمذاق الفرح ،وهناك في شرفتي اكتب على دفتري لحظة اللقاء والوقوف بين الفواصل، ليشهد ميلاد كل راهب وناسك ، فيحتضر اليأس فوق جفوني المكتحلة بزهر الزمرد والمرجان، مجابهة كل النكسات في ساحة العشق والهيام، فأثمل من نبيذ جنونه ،ليتدفق من جفونه شوق ترتوي منه عروقي ،لتمطره سمائي نجوما تعشق المشي في ممر يصب في بحر مزهر بقمح أبيض،فيمر طيفه في خيالي كحمام السلام ،و أفكر في مجيئه مع الضباب ،هذيانه يعبر كياني وتقودني قبلته التي أهداها لي في الأزل للهيام فهي بلون الصبح وبطعم الشهد ، فأحتضنها قبل أن أنام وأحلم برؤيته في أحلامي التي تعج بالهمسات، وكل عبارات الألم تنهار أمام فوهة الوقت وهي تودع ركام الذكريات ولاشيء يؤلمني سوى وحدتي التي أخلد فيها وأرى نفسي مختلفة عن كل الألوان سوى لون الليل الذي يشبهني، فجفاءه يخدش أنوثتي حين يمزق هجره شراعي ، ويغلق نوافذه أمامي ليصبح كل شيء داكن أخذا معه أزهار البنفسج وعطر المساءات النرجسية ، حينها يهديني السماء مطرا بعبق ريحه ،وأظل أنسج من الغمام أحلاما قرنفلية تشتهي الوصل منتظرة عودته مع سرب الحمام لأهديه جدائلي وأرصع ليلتنا بأهدابي الهاربة من الموت قبل الموت، وأدون اللقاء بعبء الغياب وأنا أعبر قصره المحاط بحديقة مزينة بأزهار فردوس الأرض ،وأشجار اللوز المبتسمة فوق جفن الشمس وبالمصادفة يتعانق مجد الرومان وعبقرية اليونان فيولد الماضي في اللقاء ويطرق باب خيمة في الصحراء أين يسكن الرجل الأزرق .فيرتعش القرطاس في يديه وينسكب منه حبر أسود على ورقة بيضاء جاهزة من أجله منذ الميلاد، فتحترق الحروف من لهفتها في رف النسيان،وتتخذ ذكرياتي قاموسا يتصاعد دخانه من مدخنة مثقلة بأصوات العتب، وينتشر في ضلوعي عويل روحي المثقلة بالآهات فأعيد ترتيب الذكريات المتآكلة قبل أن تمطر الأرض وهي تذكر في الخيال أول لقاء مع رقصة الفراشة في التلال وصوت طلقات رصاص خائن حين خرجت من قناصة أين أجهضها قلب الليل قبل أن يعلن توبته ، فلن أعود لقلعتك وأبقى في شرفة قصرك أين ترقب احتضاري في قلب الأحزان أين يشهد البحر وأزهار اللوز رحيلي وأنا أرقب الوفاء فأراه في نورس مسافر للشمال وهل سيذكر الغمام جرحي و زمن نوافذي المفتوحة أمام نور القمر وانية الفخار وكيف كنت وحدي أتوسد السهاد، ولا نجاة من الخوف سوى كسر الظلال فجفاؤه يمزق ستائري، ويصبح كل شيء لي حتى أوجاعي ويرحل حاملا معه جيشه المغولي وعطر مساءاته النرجسية فيسرق فرحتي فأشعر بالضياع وطعمه المر وأبقى وحدي أدافع عن حب لم يدون باسمي فهات كفك لأستعمره وأهديك جفوني لتستوطنها حينها ستكبر حولنا صحراء أشواقها أزهار اللوز ويسدل الليل ستاره فنحترق تحت ضوء القمر وتقرع لأجلنا أجراس المدائن وتنشد الجبال نشيد الروح وسيرتعش القمح الأبيض من هبوب نسيم ذلك الصباح ،فأتفقد كأس عشقنا لأعيد ترتيب الأحلام والحطام وأشلائي المبعثرة وأزهار اللوز المختبئة خلف أسوار قصره، وأبحث عن معبر يحررني من شعور الغياب ومابين اللقاء والبعد هناك أحزان تعمر الوجدان أشكو فيها قلة حيلتي للهجر، بينما تنام في الحقل كلمات الشوق ويأتي فصل الحزن زاحفا يفرض علي كل الأوامر ، وفي لحظة التناقض أقاتل خوفي لأتحرر من ظله الذي يسكن العروق والوجدان ولن أخون وعدي و إن نزف قلبي في الغياب ، وصار كشظايا البركان في جسدي فريحه مازالت عالقة بمعطفي واذكر جيدا حبنا كما يذكر التاريخ نفسه، فارفع عني قلمك الذي يكتب بدلا عني وفك قيود القمع لأرى حدود قصرك وارى فتوحاتك وأسوار قلعتي أين تنتهي وتبدأ سلطتي وتنسكب أشواقي من ينابيع أنوثتي ويتسرب من نوافذ الغرفة التمزق والتشتت ويقال فيك كل الأشعار وأخاف ان تحترق الأوراق في أيلول وتصادر الأفراح في حزيران ويغتال النورس في السماء ويصنع سياج أمام قلعتي حيث تنام الذئاب فأخشى سهامك أن تغتالني وأخاف من رصاصة قناص مستأجر، وسأرحل مع مجد الرومان وانتهي حيث قوافي الأشعار وأنام في غروب الشمس واحتضر بعيدا عن قصرك وأنا أذكرك في الخيال ، وصوتي يختنق بالبكاء ولن ترى طيفي باكيا أو شاكيا،فأنت لا تملك رحمة ولن تحن عليه، فإن ضمني خيالك في صدره وقبلني فلن نتقاسم الشقاء فأوراقي احترقت في زوايا قصرك وذكرياتي ستبقى تطاردك وإن فتحت حياتك الجديدة فسأكون في السطر الأول وسيبقى قلبي يحبك ويستهيم بك ولن تنسى عطري حتى لو كتمت كل شيء في ضلوعك فمهجتك ستحترق لوعة وأسى على فراقي ، فالعتب عليك فيما فعلت و سأسافر لأبتعد عن تقلبات الأيام وتبدل صورها وألوانها التي تغلغلت إلى أعماقي فالغدر حال بيني وبين الفرح وإن قتلت نفسي فلن تقتل ذنبك وستصلب روحك بشنيع الصنيع .

الأحد، 24 يناير 2016

أطروحة دكتوراه حول مشاركة المرأة الصحراوية في بناء الدولة الصحراوية في المنفى

                   
              
الباحثة امباركة حمودي
لعل هذا البحث يدخل القضية  الصحراوية  في الدراسات العلمية المتخصصة , من خلال هذه الاطروحة العلمية التي ستناقش يوم 29 فبراير الجاري , في جامعة اوخي1 بكاستيون باسبانيا  , و هي تندرج  في الدراسات الحديثة للسلام  والتنمية  والنزاعات ,  وستكون المرأة  الصحراوية اسقاط علمي للعلوم الانسانية والاقتصادية وفلسفية والسياسية  في هذه الدراسة المعمقة , و لعل ذلك يكون لبنة  واضافة مهمة في ان تظل القضية الصحراوية حاضرة في اذهان النخبة من المجتمع الاسباني و الأوروبي بصفة عامة.
و ستكون الباحثة الصحراوية  الأخت : امباركة حمودي هي مقدمة الدراسة .

الثلاثاء، 19 يناير 2016

بلغوا عني ولو آية...

1
توطئة
هذه مجموعة من  المقالات التي سيكتبها بإذن الله الأستاذ محمد سالم بشري ألمين با بوزيد ، و نرجوا ان تؤدي الى تسليط الضوء على الجانب الديني من وجهة  نظر  أبناء الصحراء الغربية وستكون معبرة عن فكر و وجدان الإنسان الصحراوي و رؤيته الدينية و منهج الإسلام المعتدل ان صح التعبير و ستبين انه جزء لا يتجزء من النسيج الإسلامي و سيكون رد على من يتهم الصحراويين بالعلمانية و الشيوعية و التيارات التي  تخالف شرع الله و دينه الحنيف , و تفيد في توجيه الناس الى دين الحق , و نتمنى له التوفيق و ان يشعه الله في ميزان حسناته .....انتهت توطئة مجلة الطريف.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .

وبــــــــــعــــــــــد: 
 نرجو ان يوفقنا الله و اياكم على أن يكون أول ما نكتب  أول حديث في الأربعين النووية مع شرحه :
(عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال :  رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
الشرح
لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، حتى إن بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ، بالإضافة إلى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .
والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجًّا " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .
وللنية فائدتان : أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ، ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .
وفي صدر هذا الحديث ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .
ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) .
وبذلك يتبين أنه يجب على الإنسان العاقل أن يجعل همّه الآخرةَ في الأمور كلها ، ويتعهّد قلبه ويحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .
ومن عظيم أمر النيّة أنه قد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها، وذلك بالنيّة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .
ولما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليوضح الصورة أكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، وأصل الهجرة : الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والنسائي في السنن ، وقد يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛ حيث يظنّ أن هناك تعارضاً بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا هجرة بعد الفتح ) كما في " الصحيحين " ، والجواب عن ذلك : أن المراد بالهجرة في الحديث الأخير معنىً مخصوص ؛ وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد أصبحت دار الإسلام ، فلا هجرة منها .
على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة : هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ، أما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وأما هجر العمل : فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ، والمقصود من هجر العامل : هجران أهل البدع والمعاصي ، وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ، فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً .
ومما يُلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصّ المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله : ( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه ، وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .
ومما يستفاد من هذا الحديث - علاوة على ماتقدم - : أن على الداعية الناجح أن يضرب الأمثال لبيان وإيضاح الحق الذي يحمله للناس ؛ وذلك لأن النفس البشرية جبلت على محبة سماع القصص والأمثال ، فالفكرة مع المثل تطرق السمع ، وتدخل إلى القلب من غير استئذان ، وبالتالي تترك أثرها فيه ، لذلك كثر استعمالها في الكتاب والسنة ، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والحمد لله رب العالمين.

الأحد، 17 يناير 2016

بوبشير1:هل يقرأ الموقف السويدي بموقف الهزيمة؟

بقلم ماء العينين الاكحل

خلاصة بشرى الأسبوع: “النظام المغربي فرح بانتصار مزعوم في السويد، و”يحتفل” معنا نحن الصحراويين بوثيقة وموقف سويدي رسمي تعلن فيه الحكومة السويدية أنها بالفعل لا تستطيع حاليا الاعتراف بالدولة الصحراوية، وهذا أمر مؤسف بالنسبة لنا ويعني أننا لن تكون لنا سفارة بعد بهذا البلد السعيد. ولكن بالمقابل تؤكد الوثيقة رسميا أيضا أن قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار، وبالتالي بلد محتل، وبالتالي المغرب محتل لأنه حسب الوثيقة لا أحد يعترف بسيادته عليها، وبالتالي بها انتهاكات لحقوق الإنسان لأنها بلد محتل، وبها نهب للثروات الطبيعية لأن المحكمة الأوروبية أكدت، حسب الوثيقة دائما، أن نهب خيرات أي بلد محتل مخالف للقانون؛ إذا بماذا يحتفل المغرب؟ ولماذا نحن محزونون كل هذا الحزن؟”.
————————
ــ مقدمة:
تابعت مثل كل الصحراويين بقلق ثم بأسف نبأ إعلان الحكومة السويدية، الصديقة للشعب الصحراوي وقضيته، عجزها عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية حاليا لعدة أسباب، ذكرت بعضها، ولم نستطع طبعا ذكر أهمها. ولكننا في “بوبشير” لا نريد أن نركز على ما اعتبره العديد من الزملاء نقاطا سلبية، فقد كفوا وأوفوا في ذلك، أما هنا فنريد لفت انتباه الصحراويين إلى أمور يمكن القول أنها إيجابية ومن المهم الإشارة إليها وإبرازها.
غير صحيح أن عدم اعتراف السويد انتصار للمغرب بل نتيجة منطقية لواقع سياسي أشمل
يحاول المغرب، وإعلامه، وسياسيوه المسارعة إلى الظهور بمظهر المنتصر والدافع الأساسي في عدم اعتراف السويد، في هذه المرحلة بالجمهورية الصحراوية. والحقيقة أن للمغرب تأثير صغير، ويكاد يكون هامشيا على هذا القرار؛ وطبعا لم تذكر الحكومة السويدية الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عزوفها الآن عن الوفاء بوعد قطعته نفس هذه الوجوه السياسية الحاكمة الآن منذ سنوات لقواعدها وللشعب الصحراوي بالاعتراف بدولتنا الفتية.
وحتى يكون القارئ الصحراوي، والمغربي وغيرهما من القراء على بينة، وجب التنبيه إلى أن الحكومة السويدية اعترفت بعجزها الآن وفي الظروف التي تمر بها كحكومة يسارية تقدمية عن الاعتراف رسميا بالدولة الصحراوية لأسباب محددة، لكنها شددت بالمقابل على تمسكها بالاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ووعدت بمواصلة دعمه إلى غاية تحقيق ذلك.
أما عن أهم أسباب عدم اعترافها بالجمهورية الصحراوية حاليا، فذلك يعود أساسا لتداعيات الموقف الذي تبنته منذ فترة باعترافها الشجاع بالدولة الفلسطينية. فقد دفع الحزب الاشتراكي والاقتصاد السويدي ثمنا باهضا لذلك، وما يزال. وليست الأزمة الحالية بين السويد وإسرائيل إلا قمة جبل الجليد في الموضوع.
أزمة أخرى عانى منها الحزب الحاكم الآن تمثلت في صدامه القوي والمدوي مع الأسرة الحاكمة في السعودية بسبب بضعة ملفات حقوقية وما رافقها من انتقادات، وهجمات إعلامية متبادلة. وبالطبع، لا يخفى على أحد التأثير المالي والاقتصادي الكبير للسعودية، ولرؤوس أموالها في الاقتصاد السويدي وغيره.
إذا، بات من المستحيل على الحزب الاشتراكي والخضر الدخول في أزمة أخرى الآن، لأن الدول الغربية لا تحكمها العواطف في السياسة، بل تسيرها المصالح ومنطقها القاسي، ونكاد نجزم بأن المعارضة السويدية، ورأس المال السويدي المؤثر قد لعبا دورا كبيرا في توجيه رسالة واضحة للحكومة الحالية بأن عليها تجميد كل مشاريعها السياسية التي قد تجلب المزيد من التوتر للبلد، خاصة في هذه السنة التي تبذل فيها السويد جهودا كبيرة للحصول على مقعد في مجلس الأمن. فليس باستطاعة السويد أن تغامر بالدخول في صراع آخر الآن مع أصدقاء المغرب، خصوصا العرب وفرنسا لما سيكون له من تأثير على حضورها الدولي.
إذا، على الصحراويين والمغاربة أن يدركوا جيدا أن وراء الأكمة ما وراءها، وليست سوى بداية لمعركة دبلوماسية جديدة، وليست قطعا نهاية للحرب.
تهافت مضحك للسياسيين المغاربة فرحا بانتصار وهمي
إن تهافت السياسيين المغاربة لأخذ صور تذكارية في السويد احتفالا بالانتصار المزعوم يدل على فقر سياسي مزمن، وسطحية لا متناهية، فهل قرأوا فعلا التبرير والتحليل الرسمي الذي بنت عليه الحكومة السويدية قرارها؟ وهل بدأوا في الاعتراف والقبول بكل الخلاصات التي خرجت بها السويد من دراستها للأمر؟
لقد درست الحكومة السويدية الموضوع بروية طيلة أشهر لتصل إلى نتائج عادية بالنسبة لنا، لكنها هامة لورودها في وثيقة سياسية رسمية لدولة مثل السويد. ولا أعتقد أن المغاربة سيحتفلون بها كل هذا الاحتفال لو اطلعوا عليها فعلا وهي كما سنترجمها دون تصرف من النص الرسمي المنشور على موقع الخارجية السويدية http://www.government.se/contentassets/e221772585ee4247946dce4846ad333d/sammanfattning_franska.pdf) كالآتي:
“قضية الصحراء الغربية تعرقل بشكل واضح التعاون المغاربي الاقليمي، وبالتالي، نمو الاقليم اقتصاديا. كما تسبب النزاع في خلق وضعية لجوء مستمر والذي يشكل معاناة إنسانية هائلة. وتتحمل الأطراف المختلفة، إلى جانب مجلس الأمن الأممي والأمين العام للأمم المتحدة، مسؤوليات ثقيلة في إيجاد حل عادل، ودائم ومقبول من الطرفين يفي حق شعب الصحراء الغربية (الصحراويين) في تقرير المصير”.
“إن الصحراء الغربية، بالنسبة للأمم المتحدة، قضية تصفية استعمار. وقد اعتمدت محكمة العدل الدولية سنة 1975 رأيا استشاريا بشأن وضعها. ويعني ذلك أن المنتظم الدولي لا يعترف بالسيادة التي يدعيها المغرب على هذا الاقليم”.
“يجب على السويد أن تواصل الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ومن المهم مواصلة دعم الأمم المتحدة التي تسعى لتسهيل اعتماد حل متفاوض عليه بما يمكن من احترام هذا الحق، كما أنه من الضروري العزوف عن استباق هذه الجهود بقرار ثنائي” (إشارة لسبب من أسباب عدم الاعتراف).
“إن تقييم الوضع من وجهة نظر القانون الدولي يشير إلى أننا أمام حالة احتلال للصحراء الغربية”.
“فيما يتصل بموضوع استغلال الثروات الطبيعية، سيكون لنتيجة العملية الجارية أمام محكمة العدل الأوروبية بخصوص الاتفاقية التجارية الخاصة بالمنتجات الفلاحية والبحرية وكذا اتفاقية الشراكة في مجال الصيد البحري، أهمية كبيرة.
“إن عدم الاستقرار المتنامي في شمال أفريقيا والساحل، يضاف إليه استمرار وضع اللاجئين يؤكد على الحاجة لجهود متزايدة من قبل الأمم المتحدة ومختلف الأطراف الفاعلة (…) وليس بإمكاننا اعتبار الجمود خيارا يعتمد عليه”.
“ينبغي على السويد أن تواصل متابعة وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وفي تيندوف. (…) لقد لوحظ تحقيق بعض التقدم إلا أنه ما زالت هناك ارتكاب لانتهاكات جسيمة”.
ــ خلاصة:
من الجيد دائما تقييم أي حدث من كل جوانبه، وعدم الاقتصار على جوانبه السلبية، التي نرى أنها في هذه الحالة فقدان الصحراويين فرصة ثمينة في اعتراف بلد غربي ديمقراطي معروف بدولتنا الفتية. ولكن بالمقابل، من المفيد أيضا اعتبار الأمر مجرد معركة في حرب لم تتوقف بعد، وأهم من ذلك عدم السقوط في الأخطاء التي يقترفها المغرب دائما ونعيبها عليه، عندما يهاجم دولا أو هيئات بسبب مواقف يعتبرها سلبية.
لهذا، يرى “بوبشير” أن السويد ما تزال بلدا صديقا للشعب الصحراوي وقضيته، وماتزال مؤمنة بالمبادئ التي بنت عليها موقفها المساند لكفاحنا منذ السبعينات، لم تغيره، وما تزال راغبة في مواصلة علاقات متميزة معنا، وراغبة في دعمنا بأشكال مختلفة نحن في أمس الحاجة إليها، فلهذا وجب التروي في أي رد عنيف ضدها، وتفهم الضغوط التي أرغمتها على الانحناء للعاصفة الآن في هذا الظرف. وأهم من كل ذلك، وجب إثبات أننا كصحراويين لا نسب مستقبل علاقاتنا مع أي شعب أو طرف بسبب مواقف ظرفية، أو رأي، بل نحن ناضجون بما يكفي لنقدر خسائرنا بترو، ونبني معارك جديدة لتغيير الوضع لصالحنا مستقبلا.
منقول عن موقع الصحراوي
http://www.saharawi.net/?p=4566

الاعتراف الحقيقي للسويد...

بقلم حمدي حمادي

السويد تحابي العالم من خلال عدم الاعتراف بالدولة الصحراوية , غير ان الاعلام المغربي لن يمرر علينا , سمومه قد لا تعترف دولة بدولة اهل الصحراء غير " ما نشره الاعلام المغربي هو
""السويد لن تعترف """ و هو مغاير لكلمة """السويد لم تعترف""" و الغريب ان من ينقل هذه الروابط لا يؤشر على المغالطات المغربية بل يسوقها هكذا ,,,,و هو يساعد في إيصال الدعاية المغربية بطريقتها التي تريد .
ان ما أكدته السويد انها مع تقرير مصير الشعب الصحراوي و مع القرارات الدولية و حل الم...شكل عن طريق الأمم المتحدة , اما الدولة الصحراوية فنحن نعرف دولة من تلك , و يعرف كل صحراوي لمن ينتمي و من هي دولته , منقوصة السيادة طبعا , فلو كانت لنا السيادة على كل ارضنا لما كان كل هذه المعمعة , صحيح ان اعترافها ككل الاعترافات سيزيدنا لكن الامر المهم هو ان المغرب لا يزال دولة احتلال و مستعمر و لن يستطيع احد ان يغالطنا او يغالط نفسه الا جاحد او منافق.
ان هذا الموضوع في عدم اعتراف السويد , لاعتبارات سويدية في علاقاتها مع العالم و محيطها ومصالحها لا نتدخل فيه ... فلنا اصدقاؤنا و ناسنا في السويد و أحزاب مقتنعة بقضيتنا حتى النخاع غير ان هذا يجعلنا نقوي من دولتنا و ننكب على مراجعة بدون نرفزة و فهم اكثر في معركة الحق حتى النصر و ان نحسم ذلك عند العالم كما هو محسوم في عقولنا و قناعاتنا و واقعنا .
ان العالم عندما يزور الصحراء الغربية هو لا يزور دولة مستقلة ببناءاتها و منشأتها و لا يزور البنية التحتية و الطرق و المنجزات المادية ابدا. .
ان العالم يزور الانسان الصحراوي و عقلية الانسان و قناعاتها و تكوينه العلمي و الفكري و اخلاقه و نضجه السياسي و تنظيمه لدولته و حرصه على العمل و التقدم و الرقي في المجالات المختلفة ...
و الأهم من كل هذه هو قناعته بدولته و حرصه عليها و الدفاع عنها و والحماس و الحمية لوحدتها و تقويتها بما يستطيع كل بما يقدر....
من يزورنا لا يزور الأرض , بل يزور الانسان لا لحما و شحما و عظاما بل يزور فكرا و عقلا و ثقافة و علما ...
كم من طبيب؟ كم من مهندس كم من صحفي كم من اطار تقني في كل المجالات , كم من و كم ...
كوناهم نعم عملنا على ذلك في مناهجنا الفكرية و كان هدف نعم
و لكن السؤال المهم اين هم ؟؟
و يمكن طرح السؤال بطريقة أخرى اين مفعولهم ؟؟؟ او فعلهم ؟؟
و ان كان ضعيفا كيف نعمل على جمع طاقاتنا و توجيهها و العمل على تنظيمها في تجمعات تخصصية و الاستفادة منها كل في مجاله, ان عدم اعتراف السويد سيكون في خبر كان ان عملنا على الاستفادة من طاقاتنا التي عملنا على تكوينها عشرات السنين اليس ذلك هدرا للوقت و المال و الجهد؟؟
ان دولة تنظم بطريقة علمية , و تتجه في هذا الاتجاه سيكون فخر للجميع ان تنتمي اليه و لا يستطيع مزايد ان يقول ان هذا الشعب لا يملك دولة تستحق اكثر من الاعتراف السياسي .
و الى ان نصل الى تلك المرحلة نحتاج الى فتح آفاق فكرية جديدة و رؤى جديدة و هذا هو هدف المقال , الاعتراف الواقعي و الحقيقي . و امامنا الكثير من العمل و نستطيع ان ننجز و ليس ذلك بعزيز على شعبنا و قد اريد له العالم الإبادة و أقسم انه سيعيش و يبقى له ان يبهر...

  

السبت، 16 يناير 2016

أنثى أنا بكل الصفات...

بقلم : مسعودة شكروبة

أنثى أنا بكل الصفات
أنا البرد والثلج والندى
أنا زرقة البحر يا أنا
أنا الشعر إن شئت
أنا الدجى
أنا زرقة البحر يا أنا
أنا  الشعر إن شئت
أنا الدجى
أنثى أنا بكل اللغات
زيزفونة قرمزية اللون
خيط سحرها وضاح
كأنه الفجر في ليلة بدر
ماء الصبابة عندي غدق
تربته ليست تجف
فكيف الحياة بدون أرض
وقد خلق الناس من تراب
أنثى انا بكل النكهات
أنا الأم والأخت والأنا
أنا قمة غصن نشأ
بروضة التين والزيتون
بخرير الوادي والروابي
بقمة الجبل العتيد
أنثى انا بكل المساحات
أنا الخيمة بالحبل تربط
ووتدي به الأسباب تشد
وحاجزي في الخيمة فاصلة
ونصف البيت لي فيه مصراع
بـي اكتملت قصيدة القوافي
أنثى أنا بكل الصفات

عندما تبيع السويد المبادىء مقابل الخبز

بقلم  د.غالي حمادي الزبير

لم يفاجيء تراجع السويد عن اعترافها بالدولة الصحراوية المتابعين في منطقتنا فحسب، بل وحتى بعض الأصدقاء السويديين الذين كانوا يتمنون أن تقود دولتهم قافلة الاعترافات بالدولة الصحراوية في القارة الأوروبية وما يمكن أن يخلق ذلك من تأثير إيجابي في تطورات الملف الصحراوي لكن المتابعون لحادثة الخلاف بين السويد والعربية السعودية يدركون ان ساسة السويد يخضعون دائما لمنطق من الرائع التمسك بالمبادىء غير أن الحصول على الخبز أروع.
لفهم كيف انتهى الخلاف ال...سويدي مع السعودية في ملف حقوق الإنسان يقول الكاتب الإسرائيلي "سمدار بات ادم": في مقال نشرته "رأي اليوم".. السعودية تصرفت بتصميم وهجومية. أعادت السفير الى البيت ونشرت اعلان استنكار بسبب تدخل السويد في المحاكم السعودية التي تستند الى الشريعة وتوقفت عن منح تأشيرات الدخول لرجال الاعمال السويديين وطلبت من حليفاتها الانضمام اليها. وقد انضمت دول الخليج جميعها واستنكرت السويد.
نهاية القصة مثلما في الاساطير ترتبط بالملك. حينما وجدت المملكة نفسها أمام خطر اقتصادي فعلي تم استدعاء غوستاف كارل السادس عشر، حيث أنه حسب الدستور والعرف السويدي، فانه لا يوجد له دور تنفيذي، وعبر عن قلقه حول العلاقات المتدهورة مع السعودية، واستدعى مارغوت لمحادثة في المملكة. أخي، قال ملك السويد لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الذي جلس في كرسيه، كل شيء بيننا على ما يرام.
وهذا ما حدث. مارغوت واعضاء الحكومة تنكروا بسرعة للخلاف مع السعودية. هذا الخلاف النابع من مواقفهم في صالح حقوق الانسان من اجل المصالح الاقتصادية، وعلمونا درسا هاما في الاجابة على سؤال ما الذي تفعله دولة سليمة حينما تضطر الى الاختيار بين الضرر الاقتصادي وبين المباديء...".
سلوك السويد مع العربية السعودية في مجال حقوق الانسان يفسر ببساطة تراجعها عن الاحتراف بدولة عضو مؤسس للاتحاد الافريقي وترتبط مع عشرات الدول بعلاقات ديبلوماسية تعود لعقود من الزمن ومحاولة السعي إلى فهم التفسيرات التي قدمتها السويد حول تراجعها المشين عن عمل كان سيدخلها التاريخ كمن يحاول اكتشاف العجلة يظهر أن سياسة العقاب الاقتصادي هو ما "فعفع" وهز مباديء الاشتراكية الاسكندنافية التي صدقها الكثيرون من سذج المثاليات في عالم يقوم على أن "من يدفع يحق له اختيار الموسيقى التي ستعزف". والدرس الذي علينا استيعابه من هذه التجربة يلخصه قال الشاعر:
فإنما رُجل الدنيا وواحدها من لايعولُ في الدنيا على رجلِ

الجمعة، 15 يناير 2016

الصراع الجديد مع العدو...



بقلم حمدي حمادي
          يتمدد الصراع مع العدو الان الى مستويات و آفاق رحبة  لعل اصعبها "الصراع الفكري" , و لم تعد القضية الصحراوية حبيسة الحقوق و العدالة التاريخية  و الاحقية القانونية  في المواثيق الدولية و القرارات الأممية بل تعدت ذلك الى احقية و كفاءة الانسان الصحراوي و قدرته على إضافة  انسان جديد او بالأحرى التعرف عليه كشخصية متميزة عن غيرها و إضافة فكر جديد يقدم للعالم الحلول لمآسيه و مشاكله و مشاغله و ما اكثرها .
 و لعل المتتبع للتغييرات العميقة في منظومة العلاقات الدولية التي تشهد نسيجا معقدا من مد الحبال و ربط العلاقات في محاولة كل دولة على حجز اكبر عدد من الكراسي في التجمعات  و الندوات و المنتديات و التظاهرات الدولية كي تبقى في دائرة الضوء و كي تستطيع ان تربط علاقات مع العالم لتحل مشاكلها السياسية و الاقتصادية و تجلب الى شعوبها مزيدا من المعونات المادية منها و النفيسة.
و الأدلة كثيرة للبرهان على ان شخصية الانسان او الشعب يجب ان يفرضها بإيمانه أولا بقدراته و اقتناعه بثقته في نفسه و نسوق لا الحصر احقية الشخصية الكوبية رغم الحصار العالمي و تخلى اكبر سند لها الاتحاد السوفيتي و استفراد الغرب الامبريالي بها و حملات التضليل و التشويه للنظام الكوبي الا ان الانسان الكوبي استطاع اقناع العالم بانه إضافة لا غنى عنها , و لم يكن ذلك حديث صدفة بل كانت سياسة ثابتة اعتمدت على الاستثمار في الانسان.
و لعل اهم استثمار هو في الانسان حيث انعدمت الثروات الطبيعية و طال الحصار الجائر , فكان لزاما على القيادة الكوبية البحث عن سبل و طرق للخروج من المأزق و كان صنع و انتاج جيل من أبناء الوطن يستطيعون مقارعة العالم .
 و ظل و لا يزال التعليم و التربية هو اول خيار من اجل تكوين الشخصية المتعلمة و التي تحمل سلاح المستقبل الذي بغيره لا يمكن التواصل مع العالم , و هو الثروة التي لا يمكن حصارها و لا الضغط عليها .
        و رغم سياسة التشكيك في النهج الكوبي الا ان اليونسكو اقرت أخيرا على اعلى مستوى ان التعليم الكوبي كان الاحسن على مستوى العالم من حيث ان الدولة الكوبية ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية من خلال انسانها حيث قايضت مع فنزويلا البترول مقابل الأطباء و كان مهندسوها و اطباؤها و اطرها هم المعدن و الخام النادر الذي اعان و لا يزال الانسان في كل مكان على تجاوز المحن و كان إضافة حقيقية للبشرية جمعاء . و لعل أولى نتائج ذلك هو التقارب الكوبي الأمريكي الذي صرح الزعيم الكوبي ان الدولة المجهرية ركعت امامها أخيرا العملاقة قائدة العالم الولايات المتحدة الامريكية.
  و هو ما نجحت فيه دول كاليابان و غيرها , و الهدف هذا هو ما قتل جرائه و يقتل الان علماء بغداد و مهندسوها و خبراؤها...
      ان الشخصية المتميزة المثقفة المتعلمة التي تعصي على الذوبان و التماهي هي التي تصلب  فيها روح المقاومة , فالدول تماما كالاشخاص كل له تأثيره و رؤيته و تصوره , و منهم من يتبع شخصية أخرى و يبقى مستسلما لتأثيرها و لا يثق في نفسه و قدراته ...
     ان الابتعاد عن رؤية واضحة لما ستكون عليه الدول يعتمد أساسا على ترتيب الأولويات , الانية و المستقبلية و من يفكر في حل مشاكل انية , ليس كمن يفكر في شعب كيف يكون بعد 50 او 100 سنة , و ذلك هو الاختلاف بين القائد المفكر في المستقبل و الذي لديه تصور واضح عن المستقبل و الذي لا يمكن ان تعصف به المتغيرات الآنية و القائد الذي يفكر بتفكير اللحظة و ليست له الا خطة آنية و تفكير سطحي او قل موسمي.
     ان الدولة الصحراوية و الشعب الصحراوي استطاع انتاج تجربة فريدة في الخروج من مأزق العدمية السياسة كتعبير للولي مصطفى السيد الى دولة رغم ضعف الإمكانيات .
    ان المدارس الوطنية 12 أكتوبر و 9 يونيو و مرافقة ابناءنا في كل مناطق العالم قد أخرجت اشبال و اطر و مناهج وطنية فريدة هي عصارة مجهود وطني بحت . و مهما قيل فان تجاربنا تنتقل اليوم الى دول أخرى استقلت منذ الستينات و لا الحصر حيث قامت الجزائر مؤخرا بفتح مجال لاشبال الجزائر مثل تجربتنا تماما و كذلك فعلت موريتانيا أخيرا , و كانت تجربتنا القتالية و النضالية تدرس من تجارب الشعوب عند ارتيريا و جنوب السودان و غيرها .
   ان الانبهار بتلك التجارب اخذنا نحن قبل غيرنا و كنا ننتج المقاتل الصحراوي الذي لا يعرف المستحيل و المرأة الصحراوية التي تقود اليوم واجهة النضال ,,,
    ان الطريق التي كنا ننتهج واضحة , كانت الأولوية هي تحرير الوطن و لم يكن يمكن ذلك الا بتحرير الانسان من عبودية الجهل و التخلف و كانت حملات شعواء على فرض التمدرس على كل الشعب و فرض التمدن و نبذ الخرافات و التدجيل و حب الذات على المصلحة العامة .
    كان لزاما ليتم كل ذلك بتنظيم العمل , و كان البيت الصحراوي رغم قلة الإمكانيات البشرية و المادية منظما جدا جدا مما اعطى القدرة على التحكم في توجيه القدرات و القوى الى صنع المستحيل و الابهار و كانت اللجان الشعبية من الطرق الناجحة التي و ان استوردت الا ان ذلك لم يمنع من تفعيلها حتى أعطت نتائج لا حصر لها .
   ان المشكل اليوم لا يمكن حصره في قلة الإمكانيات لا البشرية و لا المادية ابدا , و لكن في كيفية تنظيم هذه القدرات و تفعيل هذا التنظيم ,
  ان من يدلف الى بيت به كل الإمكانيات و هو غير مرتب فانه سيشمئز لا محالة , و لن ير تلك الإمكانيات لا جمالها و لا أهميتها
فترتيب البيت أولوية قصوى , و هو ما عملت عليه الدولة الصحراوية من خلال المؤسسات , غير ان نجاعة تلك المؤسسات و قدرتها على النجاج لا تأتي الا بمتابعتها و مرافقتها يوما بيوم و لن يكون ذلك الا من اجل سندها و دعمها بالافكار و الرؤى و البحث عنى الخلل من اجل القضاء عليه و انتاج بديل لكل المشاكل المتعلقة به ...
     ان مكاتب الدراسات هي الحل الناجع الذي يعتمده العالم اليوم و كل الدول الناجحة و هو يعبر عن روح الجماعة و تعدد الرؤوس و الأفكار ...
  و تخسر دول العالم الأموال الطائلة من اجل هكذا دراسات و بحوث و يغلب على تلك الدراسات مطابقتها للواقع و هي عبارة عن جنى لثمار سياسة التعليم و الأموال الطائلة و الوقت و الجهد التي ضحى بها الوطن من اجل الوصول الى من يوصل الدول الى الأهداف التي تحل بها مشاكلها و تبسط بها التحديات الى مفردات يسهل التعامل معها و التي في الأخير تعطى أيضا تصور علمي واضح لصاحب القرار كي يتخذ القرار السليم , البعيد عن الخطأ او الارتجال .
     ان الانسان الصحراوي الذي بدأ يتعرف عليه السويدي و الأمريكي و الافريقي اصبح هو الرهان , و ان من اهم المقاييس هي نضج الانسان و تميزه عن غيره في جيرانه , و لن يقبل الانسان الصحراوي كانسان مفيد ان كانت لغته جزائرية و نظامه جزائري و منهجه التعليمي و ثقافته لدولة أخرى مهما كانت , و لن يقبل كذلك  ان كان مغربيا او موريتانيا , و لا يحتاج العالم الى نسخ مشوهة لشعوب و دول أخرى لإنباتها  في الصحراء الغربية , و انه من الخطأ المميت التشبه بالآخر  و ان مسؤولا صحراويا يتلفظ بعيدا عن لغتنا و كلامنا بعيد عن تمثيلنا  بل عن غير قصد يردم لغتنا و ثقافتنا بتغليب لغة الاخر , بل يجب نبذ الانسلاخ و الذوبان في الاخر مهما كان الانبهار بقدراته او إنجازاته و تجاربه و حبه و الثقة به و يجب التماهي و الاعجاب و الثقة في النفس و القدرة على إيصال صوت الشعب الصحراوي وفكره و رؤاه بلغته و ثقافته و علمه و قدراته و هي فقط  الكفيلة بإقناع العالم و التعرف علينا و تمييزنا و بالتالي الاعتراف بنا اليوم او غدا.


الخميس، 14 يناير 2016

لمذا لكويرة الان؟

بقلم: محمد فاضل محمد اسماعيل

لماذا لكويرة الان؟ و من يثير موضوعها في الخفاء؟ و من يحاول الإتسفادة من وضعها الحالي؟ و في مصلحة من اثارة البلبلة و تعكير المياه الصافية؟، هل سُد منفذ الشيطان الى الانسان المورتاني و بعده الافريقي واغراقه بالمخدرات بتواجد الجيش المورتاني في لكويرة؟ ام ان طريق مؤامرة مستقبلية اخرى لم تظهر للعيان معالمها بعد، قد قطع الطريق امامه؟.
  لقد رأيت البعض منا يزايد و يحامي عن الشيطان دون ان يقرأ ما بين السطور، و البعض الاخر يتباها بأمور يجهل لبها.
  يسعدني ان يتنبه الكل الى ان المغرب هو الذي يثير ملف لكويرة لحاجة في نفس اسرائيل (اسرائيل هو يعقوب) و خاصة ان كل طموحاته التوسعية المستقبلية للخروج من المأزق عندما يضيق عليه الخناق و يحاول التنصل من قبضة الامم المتحدة، تنطلق من لكويرة و هي أيضا منفذه للإعتداء على مورتانيا او تهديدها بالإعتداء، اذ انها موقع رئيسي ذا اهمية بالغة في ٱي تطور جديد لضرب الشعبين الصحراوي و المورتاني معا و يحاول جعل منها مسمار جحا وهي منفذ خطته الإحتياطية و كلما تقدم المنتظم الدولي باتجاه فرض حل في الصحراء الغربية كلما اتضحت بوادر هذه الخطة التوسعية التي يهمها الالتفاف على موريتانيا بالإحتلال المباشر او غير المباشر ليضمن الاتصال بمالي و افريقيا ليتسنى له العبث بالمنطقة كما يشاء و لا ادل على ذلك من تدفق مخدراته نحو الجنوب ليمررها  من لكويرة عن طريق البر او البحر  حيث  تم توقيف شاحنة تحمل 7 اطنا  من المخدرات في العيون المحتلة متجة صوب الداخلة يوم 12/01/2016، فاوقفتها السلطات المغربية قبل ان يوقفها الجيش الموريتاني او الصحراوي لان المغاربة علموا ان الطريق قد قطع بتواجد الجيش الموريتاني في لكويرة، و على الموريتانيين ان يعوا اهداف المغرب الحقيقية في كل المنطقة فالشعب الموريتاني لا يشكل خطرا على الشعب الصحراي و العكس صحيح، فلا احدهما تنقصه الأرض و لا الثروات و هما بيضتان في عش واحد من رماه كسرهما الإثنتين و مكاسب احدهما ذخر للاخر فلنكون في مستوى تطلعات شعوبنا جزاكم الله خيرا.

حنين لمواقد الانوثة

بقلم الشاعرة
سمراء متيجة

ادعيتُ
من هواياتي كسر الرّجال
ومن الادّعاء ما قتل
فأنت اليوم تلويني حدّ الكسر
لكنك لا تفعل
ليتك تكسرني
ما عاد الادّعاء يبهرني
فستان الكلمات مغرٍ
لكنّه في الحب ...
مدوّخ عُرْيُ الجُمَلْ

أريد أن أكون أمّية
أريد أن أجرّب إفلاسي دون خجل
بي حنين لمواقد الأنوثة
حطبي بارد لفرط ما اشتعل


أنا التي أبكيتُ كثيرين
على يديك دمعي هطل
في ترتيب الأرقام جئتني متأخرا
غير أنّك بأبجدية الهوى
رسمت قلبي كما ترسم على الشفاه القُبَلْ
الحب الحقيقي كالموت و الولادة
في العمر يأتينا مرة واحدة
لا يُحَدَدُ بأجل
كن جبارا شقياً
النّساء لا يُغْرِيهِن حَمَلْ
تصرّف معي كما تشاء
حتى أيام الحبّ...دُوَلْ!

سأفرح إذا دمّرتَ متاحف كبريائي
فأنت حتما ستكتب لي تاريخا
لم يسبقك إليه رَجُلْ
وبخط يدي سأكتب اعترافا
لولا دمارك
ما كان صرح حضارتي اكتمل
فلا تصدّقني حبيبي إن ادعيتُ كسر الرّجال
فأنا امرأة كل قصائدها كذب
والصدق...
آخر ما تَحْتَمِلْ

الأربعاء، 13 يناير 2016

اوراق تقاوم النسيان!

الاديبة و الشاعرة
نورة سعدي


سأمحوها في ماء الورد
أوراقك الزّهرية
وأشربها كما لوكنت أحسو شرابا لذيذا
ماء زلالا
إكسيرا ينعش الروح
وأسكنها عمق أعماقي
ومجرى دمي
كيما تبرعم في شراييني
حبّا وأنسا إلى الأبد
إلى هناك سأحملها معي
حروفك المشتهاة
زهورالبيلسان
تعويذتي من الألم
تلك التي كفكفت دمعي
و ربّتت على شجني
سأخفيها في سويداء القلب
وملء عيوني أحضنها
حمامة السلام
لأحميها من عبث الأيدي
من الضياع
شمس نهاري
متى ما ادلهمت سمائي
أندى النسائم
أجمل ما جاد به غيث المحبة  
في زمن الجفاء
نجمي الهادي إلى دروب الطمأنينة
والفرح
رفيقتي حتى إغفاءتي الأخيرة
وحين أغادر إلى  رحاب الله
ذات يوم في سلام أبدي ّ !

منقول عن صحيفة الفكر


عصافير رأسي




بقلم الأستاذ الشاعر محمد عطوي

عصافير رأسي
تصفر فيه الصفيرا
...
وريح الخريف
تضيف لرأسي السعيرا
وإني على الظهر وجهت وجهي
إلى السموات أروم العزيز القديرا
رفعت يدي:
إلهي!
صدى أمتي في ضميري
يؤرقني
ولقد كنت أمس قريرا
فجاء الطغاة
يعبون منا الدماء
وقضوا السريرا
وأعلوا بأوجهنا صولجانا
ومدوا الجسورا
إلى الملحدين ظهيرا
فما تركوا في الحياة الخريرا
ولم يتركوا في البلاد الزهورا
على شاطئ البحر ماتت
و فرت جموع إلى ملة الكفر،
تاهت مسيرا
ترامت هنا وهناك
ولم يبق منها الخراب
إلا شريدا فقيرا
فراشات فصل الربيع
وجيش الرحيق البديع
تغادر دون وداع
إذا ما أدارت قلوبا
تتيه مصيرا
-هناك تركنا حمانا
وكان الطبيب يفجرنا
ويهجرنا في الليالي
لكم كان هذا الطبيب ضريرا
أماتت به شهوات الكراسي
فؤادا يرى
وضميرا
إلهي!
غدوت بعز الشباب عجوزا كسيرا
وفوقي الحديد
وجسمي مديد
وما لي رصيد
سوى أعين للصقور
وسمع بعيد
وقلب غدا لي كبيرا
وما لي يد فأمد بها نجدتي
وما لي جيوب تمد الحبورا
إلى إخوة ظلموا في حماهم
وإني أراهم أضاعوا الحصيرا
وما لي سوى نخوة سفكت
من دمي
أسالت دموعي غديرا
كرامتنا ضيعتها الكلاب
و قد نهشتها الذئاب
و سيئت مصيرا
(29- 9- 2015)

***حمـــــــــــــــــــــــــــــاة الــــــــــــــــــــــــــــــــــــوطن***

بقلم :حكيمة شكروبة










يشقون درب الأسود الأشاوس
صرح الجزائر رماح فوارس
يقودون دجى الليل بضياء الفوانس
متغطرفين أمام الهموم الهواجس
راكبين الرياح بالغين المجالس
سقيتم الثرى بدماء النوارس
ورحتم للوغى بقلوب الأشاوس
لبستم لون السماء فكنتم السحاب الرواجس
ولبستم دجى الليل وأضأتم كالفوانس
وجوه الناس إليكم تستدعي رجاء لحارس
ألستم بجياد أصيلة لاتعرف التقاعس
خلائف الأباطرة في أرض المقادس
#خصت به الكاتبة الشرطة الجزائرية في بلدها#                               

رهانات قيادة جبهة البوليساريو الجديدة

salek
بقلم السالك مفتاح

القيادة الجديدة التي افرزها المؤتمر 14 سواء في شخوص الامانة الوطنية او في اطارات العمل وادواته المسيرة عبر الوزراء والمسؤولين، امامهم ثلاثة تحديات كبيرة: الاول تكريس وتجسيد مقررات المؤتمر على الارض.
التحدي الثاني “تأصيل فكر ومبادئ جبهة البوليساريو في التطوع،الريادة،والقيادة  في النفوس ،كون حركة البوليساريو تشكل  المحرك لقاطرة مشروع الدولة.
واخيرا جعل من مكاسب الشعب الصحراوي الذي يتهأ للاحتفال بمرور 40 سنة على ميلاد الجمهورية الصحراوية،”ذخيرة وزادا” لفرض المزيد من الانتصارات عبر فعل هجومي يكرس القطيعة مع ممارسات الركود،ويسمو فوق الحساسيات من قبلية او جهوية، ويشع  في النفوس قيم التطوع والعطاء  المستلهمة من تضحيات الشهداء و عمل المرابطين في مواقع الفعل وساحات النضال .
وفي الاخير، اعتقد ان  القيادة الجديدة، تدرك وتعي قبل غيرها جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقها في الامانة وفي المصداقية والمثالية، على اعتبار ان المسؤولية في قيم  ووجدان الصحراويين  هي  تكليف قبل ان تكون تشريفا او اوسمة  مادام الشعب الصحراوي  لم ينتزع الاستقلال والسيادة  ..
والسلام عليكم

نحن من يصحح المسار

بقلم الأستاذ الناجم الشيعة
إن الذي سيفرض العودة إلى الحرب و تصحيح مسار الثورة، و بالتالي تحقيق الهدف الوحيد و الوحيد فقط الذي انطلقت من أجله رصاصة العشرين ماي، نحن ابناء و بنات الشعب الصحراوي و ليس الصقور او الضباع او غيرهم من الأصناف. فإن نحن تيقنا بأن قوتنا في وحدتنا و احسنا اختيار الأداة القادرة على حماية و صيانة هذه الوحدة و جعلها رأس حربة تحقق المكاسب و صخرة تتكسر عليها المؤامرات و الدسائس فسنستطيع تصحيح المسار و ربح المعركة و على كل الواجهات بعون الله، و غير هذا فلا مسار صحح و لا معركة ربحت.

الاثنين، 11 يناير 2016

من خصال رجل الدولة ..

بقلم د.نبيل الجزائري

أعجبني الرئيس الامريكي الأسبق ريتشارد نيكسون و هو يعترف بخطأ سياسي (فضيحة الوترقايت Watergate ) للصحفي البريطاني المعروف ديفيد فروست أربع سنوات بعد حادثة التجسس المعروفة ..
مما قاله نيكسون في الحوار الصحفي :
...
".. لقد خذلتُ أصدقائي .. بلدي .. نظام الحكم ..و خذلتُ كل الشباب الذين كانوا يفكرون يوما يمارسون فيه الحكم بعد أن غيروا وجهة مستقبلهم ..
و الأهم من ذلك كله أنني ضيعتُ على نفسي سنتين و نصف من الحكم كنتُ قادرا بعد انتهاء عهدتي على تحقيق مشاريعي الطموحة و بناء سلم كان حلمي ..
لقد خذلتُ الشعب الامريكي و إني سأحمل هذا الوزر على ظهري فيما تبقى لي من العمر .. حياتي السياسية انتهت .. و لن تكون لي أية فرصة أخرى في استلام مهام رسمية .."
ماي سنة 1977

البحث عن العقول...

   
   
بقلم حمدي حمادي

     في سياقات كثيرة نكتشف كل يوم الانا تتعاظم عند كثير من الصحراويين , و السؤال المطروح هل ما يقوم به الانسان هو لصنع مجد خاص ام من اجل فك المعاناة التي يعيشها شعب لا يزال مسلوب الحرية في عالم 2016 , و من العار ان يتحول المناضل من مؤدي لمهمة يقول نعم حاضر ما ذا تريدون أيضا من اجل ان نصل بهذا الشعب الى الاستقلال ? الى انا لا اصلح لهذا و لا يليق بي كذا . و هنا نستحضر الشهيد الولي مصطفى السيد المناضل و الرجل الذي يليق به أي مكان و أي مهمة بل نستحضر الشهداء من مختلف الاعمار الذين تركوا أموالهم و أهلهم و دراستهم و أعمالهم و هبوا الى الجهاد في سبيل الله أولا و الوطن المسلوب و في وجه آلة جهنمية همها ابادتنا بقهرنا و تصفية شعبنا و بلعه لم يقل احد يومها انا لا يليق بي كذا و كذا ...بل قالوا ارواحنا ها هي على اكفنا و اغلى ما نملك هي ...!
بل لا يزال ابطال ضحايا الحرب يعيشون بيننا شهداء احياء ...
بل لا يزال شبان في عمر الزهور يقبعون في سجون العدو اليوم , تحت احكام 20 سنة و 30سنة و احكام بالمؤبد , ولم يقولوا انهم ليسوا على قدر المهمة في اشعال انتفاضة لا يزال وهجها يتأجج.
و لا يزال الصبية و النساء و الشيوخ تسيل دماءهم و يهانون و لم يستكينوا و لم يهنوا ...
و لا تزال الالاف من أهالينا تعيش تحت الخيم في الحمادة صحراء الصحاري و شريدين في المنافي الاجبارية...
صحيح ان الثورة تنتقل الى أجيال جديدة و نتكلم من ناحية العمر , غير ان الرجال الذين يقودون الدول و الشعوب يجب ان يبقوا عظاما عظمة هذا الشعب , و اخلاقهم يجب ان تتناسب مع خلقه و ان يظل تفكيرهم في الطريق و انارته و الصبر على مكارهه و منغصاته ان كانوا فعلا عظاما و رجالا حقيقيين , فالقناعة و المثالية و الترفع عن الانا الذاتي و لا ننزه الا من مات اما الحي فالله ادرى بما تأتيه به الأيام ..
ان أبناء هذا الشعب سواسية لا فرق بينها الا بالتفاني و الإخلاص الذي لا يكتمل الا بوفاة الانسان , فكم من رجل حمل صفة الابطال و قيل عنه و قيل و قيل و الان هو في زبالة التاريخ و خارج التصنيف و الحساب و في أحضان العدو يخطط يوميا من اجل تدمير شعبه ...
ان الانسان عندما تكبر نفسه عنده فان الآخرين بطبيعة الحال سيتناقصون و يصغرون امام تخيل نفسه القاصر . و قد قالت العرب "خادم القوم سيدهم" , و كان لنا في أصحاب رسول لله صلى الله عليه و سلّم ,عبرة عندما عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد , الذي كان ينتصر في كل المعارك التي يخوضها المسلمين , عزله عمر بن الخطاب كي يعلم الناس ان النصر مع الصبر و ان الله يهبه للناس جميعا و ليس بخالد بن الوليد , و قبل خالد راضيا من اجل احترام القانون و سلطة المسلمين و ليضرب درسا في التواضع و ما ادراك ما خالد بن الوليد...
ان الكبرياء و التكبر صفتان مذمومتان عند الله و عند الناس , و هناك اشخاص قد يقبلون بالتذلل لاشخاص و لكنها قضية مذمومة عند شعبنا بصفة عامة , لانها تصنع حول الانسان هالة خيالية من الابهة و لا يقبل الخروج من تلك الغرفة المكيفة و يرى انها ملك له وحده في حين ان الدور الذي يقوم به يجب ان يكون دورا تفكيريا و يجب ان يتحول الانسان الى الهّم العام و ما تحمله كلمة هم من معنى , أي انه ان لم يحس بالتورط و التعب و الإرهاق و الاكراهات فانه ليس بقدر المسؤولية , ,,
ان مسؤولا يبيت قرير العين مستراحا , و يأتي متأخرا للعمل و يخرج خارج ادارته التي هي محل عمله بعيدا جدا من المسؤولية و بعيدا من الرجال الذين تتكل عليهم مهمة ارجاع الشعب الى الأرض...
اما الذين يشترطون و يخرجون الأمور عن قنواتها التي يجب ان تصرف اليها فهم خارج القانون و قد يتحولون الى قطاع طرق او مقاولون خواص... يبحثون الى الشهرة و كم عبثت الشهرة و أطاحت من رؤوس...
ان العمل بصمت و تؤدة و عقل راقي و تفكير بعيد , عكس العمل ببهرجة و نرفزة و عقل اللحظة و قصر التفكير ...
و كلاهما يعبران عن معادن الرجال و تحملهم و صبرهم و ما المسؤوليات الكبار الا لذوي العقول الراجحة و الجبال الثابتة...

الأحد، 10 يناير 2016

سراب...

بقلم حمدي حمادي





أحابيك او اغرس ما لا ينبت

او احلب  غيما بلا قطرات

 و هل ما اتم الزمان فنيه

نحييه بالدمع او بالعبرات

شرايين لنا قطعت من زمان

ولا نأمل  للقلب من نبضات

الاثنين، 4 يناير 2016

فكُّ الحِبالَ

سمراء متّيجة/ حياة عبد المولى

سأُحرق أشياءك يومًا لا محالَة
و سأهزِمُ طغيانك مهما طالَ
الحبّ الخالدُ سيّدي ليس قضيّتي
قضيّتي دوما كيف أفكُّ الحِبالَ

‫#‏زواج_بالمزاد_العلني‬

بقلم الاستاذ و الشاعر محمد عطوي

ها أنا اليوم-وحيدا-كغريب
في بلاد للأجانب
رغم أني في حياتي بين أهل وأقارب
لا قيود في يدي
أو حدود في أمامي
إنني حر طليق
كم رحلت...
فوطئت ذا المكان
كم سعيت...
فخرجت ذا الزمان
في غموض غايتي ليست تبين
اتخذت،في رحيلي،كم زميل و رفيق
و رحلت...
لا زميل
أو أنيس
أو صديق
عائشا كالتائهين
ما دريت،في رحيلي،أي صوب فيه سيري
أو دريت،في رحيلي،أي درب فيه أجري
حائرا كالحائرين
*
يا ترى،أي معنى لحياتي عائشا مثل الشريد
أي معنى لوجودي طائشا مثل الطريد
قد سئمت ذا الرحيلا
ومللت ذا الزميلا
والرفيق والصديق
يا ترى،هل من جديد في الحياة الثانيه
أ يكون من جديد في الحياة الآتيه
قد يكون...
قد يكون ذاك حلما
قد يكون ذاك علما
و سأضحى خاليا
قد أكون كمليك داخل القصر المنيف
فيه أمن وسلام لا يخيف
وتكون في حياتي حسنه
ويكون لي بنون
فأسمي البنت عبله
وأسمي الطفل عنتر
يلعبان كل يوم
في مراح وحبور
يجمعان الياسمين والورود والزهور
يصنعان من رمال البحر بيتا وقصور
حين ذاك:
ينسياني وحدتي
يذهبان وحشتي
يدخلاني جنتي
وتكون الأم جنبي كالأميره
وأنا مثل الأمير
*
غير أن بفؤادي ما يخيف و يثير
قد أكون كغريق لا معين أو نصير
ما العمل؟
ما العمل:
والنفوس تستلذ
كل كشف وارتياد
لا تروم:
لا قبوعا،لا انغلاقا،لا انسداد
قد أكون:
مثل طير في السما
كفراش في الربيع حائما
كحمام قرب عش أو غدير
*
قد عرفت الآن كيف المرء يحيا عازبا
فلأجرب،لا أظل هاربا
غير أن المهر غال
فاق سعر ما يباع
و تساوى بالخيال
إننا دون شراع
لا عموما رحمونا
أو جوارا أسعفونا
لم يعنا أي خال
*
و تباع كل بنت بالمزاد العلني
فتراها بين مد و جزر/ز مفتوحة
كمتاع يقتنى:
من يزيد وسعيد وعمر
صارت البنت لدينا حيوانا لا بشر
فتصور يا رسول و تدخل يا قدر
في زمان الجهل كانت توأد
في زمان النور صارت تشترى
أي عصر نحن فيه
أي نور يا ترى؟!
*
قال صحبي ذات يوم
في جدال من جديد:
أي ضر في زواج بخواتيم حديد
دين يسر ديننا
لقريب أو بعيد
قلت مهلا يا رفاقي:
سوف أحيا عازبا
و سأبقى هاربا
من جدود و أباء
و شباب قابعين
...؟
لا تقل لي يا رفيقي:ذا تشاؤم
لا حياة يا رفيقي في مبيع وشراء
فالحياة في تراض وتفاهم
لست أبغي سلعة
لست تاجر
قال مهلا:
فلنطالب و لنخالب لرجوع حقنا
فلماذا لا اشتراك في المهور بيننا
أي مهر يفترضن هو عبء ضدنا
و النساء في احتياج للرجال مثلنا
*
كم فتاة تتمنى،تأمل:
ما أقول لحبيبي إن أتاني راغبا
ما أقول لحبيبي إن أتاني خاطبا
لحبيبي لا أقول أي شيء:
سأطير
عن يميني لا جناح
عن يساري لا جناح
يحملاني في الرياح
سأطير
وأجول في السماء
وأعود
لأقول لحبيبي:
إن ظهري مركب،هيا امتط
و تعال فنطير
ونروح للفضاء
ونعيش مثل نجم وهلال في السماء
ذاك حلمي ما حييت
ذاك حلمي في صباحي والمساء
*
كم فتاة ضاع منها العندليب
تذرف الدمع تزيد في النحيب
وتنادي و تبوح
اسمعوني!
بح صوتي
وفؤادي يتلظى بالجروح
لا جديد
في حياتي
فحياتي كالورود الذابلات لا تفوح
افهموا!
أين عمري؟
ضاع مني بين دمع و أنين
سرحوني،صار سني أربعين
خلصوني من حياتي التاعسه
سرحوني قد أعيش العانسه!
[1990-ص51-60يوميات الشرود والتحدي طبعة إبداع2004]