الأربعاء، 30 مارس 2016

أنني لست حياديا من الظلم والإحتلال

أبوبكر المامي


حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ورسم مستقبله حق مصون ومحفوظ، على أحرار العالم جميعا الوقوف إلى جانبه من أجل تحقيقه، وبالنسبة لي شخصيا لست حياديا في هذه القضية كما أنني لست حياديا في كل مواقفي من الظلم والإحتلال مهما كان الظالم أو المظلوم.

الثلاثاء، 29 مارس 2016

بتينا هاينن عياش *****منظر مصر في سنة 1962


إن الوصول لأعماق الطبيعة يمنحنا فرصة الولوج لجوف الحقيقة إذ يخلق خطوط التواصل والتعايش فلا يبقى للغموض مكانا. أبرزت الفنانة في لوحتها " صحراء مصر " حريتها الاستقرائية وهذا راجع لعمق حسها الباطني إذ نجدها قد وفقت في التقريب بين جوهر العناصر والظاهر فكان أسلوبها المتبع في بسط أفكارها واضح ، ونجحت في الوصول لأذهان الناس لكونها لا تهتم بالشكل الخارجي للمنظر فقط بل أمتد اهتمامها إلى الباطن . فنسجت الحقيقة بخيوط من الألوان الداكنة والترابية، وزرعت أضواء في أعماق اللوحة إذ يعتبر هذا الضوء حبل الشوق الذي يربطها بالموضوع. نلمس عبقريتها في تناغم العناصر والتكامل بين الزوايا حيث أوصلت اللوحة إلى ذروتها ، ويظهر تأثر الفكر الجرماني جليا بالنمط البشري المصري ونلمس هذا التأثر في الدقة المتناهية التي رسمت بها اللوحة والجمالية الإبداعية المرئية في المساحات المتقاربة بالإضافة إلى تجاوب حسها الباطني مع إيماءات العنصر البشري رغم الاختلاف الموجود بين عالم الشمال والجنوب . أغرب المشاهد تستمد القوة من أعماق الرسام وتحمل اللوحة أفكاره وتمشي مشاعره على ضلال الخطوط والألوان. النظام التحليلي للفنانة التشكيلية بصري حسي ويعتمد هذا النمط على ما تلتقطه القرنية وهذه الرؤية ساهمت كثيرا في منحها الرؤية الدقيقة للأشياء وبالتالي أبرزت لها المفهوم الخيالي الذي دعمت من خلاله حسها المرهف الذي أوصلها إلى القراءة الميتافيزقية لتمسك بأطراف اليقين لذلك نجد لوحتها تنبض بالحياة لامتلاكها روح الحس الإبداعي ونجدها في أي منظر ترسمه يضعها في زاوية مؤثرة وهذا التأثير هو وقود إلهامها الذي يستنطق إدراكنا للغوص في ماهية العناصر المرئية والتأمل في المساحات التي خلقت فيها التكامل والتالف بين العناصر المتباينة. لوحة "صحراء مصر " كشفت لنا جزء من الحقائق في تلك الحقبة الزمنية التي توالت مع الحرب الباردة وكان آنذاك مصير الشعوب المستقلة حديثا على المحك في اختبار قدراتهم العقلية وإستعدادتهم الفطرية وتحديد طموحاتهم المستقبلية وقوة استمرارهم متماسكين للإبقاء على خطوط التواصل بين أفراد المجتمع الواحد وترسيخ مبادئهم وعقائدهم المختلفة ( المسيحية، اليهودية ، الإسلامية...) والمشي مضيا في درب الأمم المتطورة . استعملت الفنانة في هذه اللوحة الألوان الداكنة في العنصر البشري والألوان الفاتحة في العناصر الطبيعية ربما تعكس مخلفات الحروب السلبية التي لم تطال الطبيعة بقدر وقعها على البشر ( مسحة حزينة) ورغم هذا نلمس تلاحمهم الاجتماعي الذي يتمحور في نظراتهم إذا توحي لك بأنهم فردا واحدا رغم أنهم لا ينظرون لنفس الزاوية التي توحي للمتلقي بالاختلاف في الأفكار والأحلام والطموحات وإتحاد نظرتهم تجسد قوة تماسك رابطة الصلة الاجتماعية وعزيمتهم وإرادتهم الفولاذية رغم الحزن الذي أمتص الفرحة من وجوهم لم يسلبهم الأمل ولم تصل راية اليأس إلى ذواتهم لذلك ترى إبتاسمة السلام تحمل حزنا عميقا . ألوان ملابسهم داكنة وبسيطة ومحتشمة قد يرجع هذا لأنهم من عامة الناس وخرجوا من الحرب للتو بالإضافة إلى عزلتهم وحرمانهم لأنهم ينتمون لعالم الجنوب وصورتهم حفاة دلالة على درجة فقرهم المتقع وأن حياتهم صعبة وشاقة جدا ويفتقدون للرفاهية إلا أنهم يملكون الوقار الذي نلمسه في ملابسهم المحتشمة وترى مسحة حزينة على وجوهم هي نتيجة الحياة القاسية التي يحيوها ويومياتهم المدججة بالأحزان وهذه الظروف القاتلة لم تسلبهم قسط من السعادة التي نراها في ابتسامتهم ونظرتهم التفاؤلية لأنهم يملكون الفضيلة العقلية والأخلاقية . خلفهم صحراء جرداء ربما تدل على الماضي الذي كان يعرف ركودا اقتصاديا وقلة الإنتاج وانعدام الإستمثار بخلاف السياحة التي عرفت في تلك الآونة ازدهارا كبيرا ونهبا واسع النطاق للآثار والتحف الناذرة والتي نراها الآن في المتاحف العالمية وهو سطو عل الملكية الخاصة للثقافة المصرية العريقة .ونرى صحراء بالية ربما لافتقادها إلى الحياة الحيوية وقد تدل أيضا على الفترة الماضية وحكاية معاناتهم مع الفقر وعزلتهم وحرمانهم بسبب الحرب العالمية الثانية. نأتي إلى المساحات الأمامية من اللوحة التي هي غنية بالعناصر الاجتماعية والطبيعية ( نبات، ذرة، العنصر البشري...) فالمساحات الأمامية تشرح المفارقة الكبرى لعنصران الطبيعي والبشري في العلاقة الترابطية السببية بين العنصرين الذي أنتج لنا تجاور في المكان وربما يرمز إلى نوع الزراعة المنتشرة في تلك المنطقة ويعود رسم المساحات الأمامية تنبض بالحياة قد يكون إيصالنا إلى فكرة بأنه لا يمكن للحاضر أن يشبه الماضي وهذا النموذج ليس بالغريب لأنه أستطاع أن يخلق انسجام ومثل الإنسان والعالم الذي يعيش فيه ـ الطبيعة ـ المجتمع ـ التاريخ . رسم غروب الشمس خلف الجدة ينقل لنا التشابه في اقتراب نهاية الحياة الزمنية فالشمس تلبس ثوبها الأخير وهي على مقربة الغروب والجدة في مرحلتها الأخيرة من الحياة (الشيخوخة ). هناك نور طبيعي ينبعث من كل العناصر الموجودة في اللوحة وقد يكون مصدره الشمس قد يرمز للحقيقة الموجودة في جوهر العناصر أو الحرية أو الجمال الموجود في الذات وربما تريد أن تعبر من خلاله عن الإتحاد بين الطبيعة والبشر فندرك بذلك أن العالم متصل في جوهره ومنفصل في مادته وإذا كان النور سر الوجود الذي يرشدنا إلى الحلقات المترابطة بسلسلة من السببية والوظيفية التي أساسها الماهية والهوية التي تثبت وتؤكد أن الله موجود وهو من يضمن الاستمرارية للموجودات لأنها تابعة له ولا قيام لها إلا به في أي لحظة من لحظات خط الزمن والماضي والمستقبل لا يكون إلا به ولا نستطيع تغير طبيعة النور فهو ثابت سواء كنا مهتمين به أو منصرفين عنه فلن يتغير.
بقلم : حكيمة شكروبة

الأربعاء، 23 مارس 2016

لا حل لأزمة المغرب سوى الخروج من الصحراء الغربية.

الدكتور اعلي سالم محمد فاضل

سافر ملك المغرب إلى روسيا العظمى مستنجدا بها، ومتناسيا مواقفه المترنحة والعمياء، بحثا عن موطئ قدم لاحتلاله للصحراء الغربية. تلك الزيارة التي تم تأجيلها لسنتين تحت مبررات متعددة، من أبرزها المشي في ظل المملكة السعودية وبعض الممالك الخليجية، التي مولت الإرهاب في الكثير من أماكن في العالم، بما في ذلك الحرب المغربية الظالمة ضد شعب الصحراء الغربية، وباركت احتلاله لجزء من أراضيه، وأشعلت نار الفتن في شمال أفريقيا والشرق الأوسط .
والأخطر من هذا كل هو أن محمد السادس ذهب إلى روسيا بعدما أشعل فتيل الحرب مع الأمم المتحدة ولم يحترم ميثاقها ولا حصانة أمينها العام بان كي مون، وأطلق العنان للتطبيل والتغريد وتحريك الشارع المغربي للمشاركة في رفع شعارات الزور والظلم للمطالبة بالوهم والسراب … ولاشك أن هذا التصرف يوحي بغياب الحكمة، وهذا في أحسن الأحوال، إن لم تكن إصابة بمرض العظمة.
روسيا حقيقة دولة عظمى وتعرف أين تسبح وتميز بين الصديق والحليف وبين الحق والباطل ومعترف لها كذلك باحترامها للشرعية الدولية وحماية ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عنها، وتدعو إلى السلم والاستقرار والبحث عن الحلول السلمية بين الجهات المتنافرة وترجح العقل على العاطفة.
في ظل التوتر القائم بين دولة الاحتلال والمنظمة الدولية تترك روسيا موقفها واضحا بالوقوف إلى جانب الأمم المتحدة، بدعمها للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية، حيث تم التأكيد في البيان المشترك دعم روسيا: “لجهود مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، من أجل التوصل لحل سياسي مقبول من كلا الطرفين لمشكل الصحراء الغربية، وفقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”، ولم يتطرق الجانب الروسي لما يسمى بمقترح الحكم الذاتي، واكتفى بعبارة بحل متفق عليه.
أليس هذا تأكيدا على أن روسيا الاتحادية تدعم مجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي؟
لم يغب عن الموقف الروسي انسياق المغرب وراء السعودية وبعض الممالك الخليجية، وتأييده لإطاحة النظام السوري والتدخل العسكري السعودي … في سوريا، وكذا مشاركته في الحرب الظالمة ضد الشعب اليمني، وعدم احترامه للميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وختم تطرفه بالتهجم على شخصية الأمين العام لهذه المنظمة  الدولية.
وهنا نتساءل: ما هي العلاقة أو الشراكة التي يريدها المغرب من روسيا العظمى؟!
كل المعطيات السابقة تجعل من المغرب دولة تقف في الصف الموازي لروسيا، يضاف إلى هذا انخفاض المبادلات التجارية بينهما في سنة 2015 إلى 1,1 مليار دولار أمريكي، بسبب القيود الاقتصادية التي فرضتها بعض الدول الغربية على روسيا. الرئيس الروسي أثناء لقائه بملك المغرب لم يخفي استغرابه من هذا التراجع، غير المبرر بالنسبة إليه، متسائلا، لماذا التراجع المغربي؟!، حيث أعرب: “عن استغرابه لتراجع التبادل التجاري بين روسيا والمغرب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تراجع الصادرات المغربية التقليدية إلى روسيا، ومنها البرتقال والطماطم وأنواع أخرى من الخضروات والفواكه، وذلك على الرغم من أن القيود التي فرضتها روسيا على استيراد تلك السلع من دول الاتحاد الأوروبي مازالت قائمة”.
لا شك أن الزيارة كللت باتفاقيات اقتصادية، لكن هل سيوفي المغربي بها ؟ أم أنه سيحتاج لاستشارة من يملك مفاتح القرار؟
من أبرز هذه الاتفاقيات نية روسيا الاتحادية ومملكة الاحتلال تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة وبناء بنية تحتية للغاز، وفي مجال التنقيب عن الهيدروكربونات. كما وقع الجانبان على اتفاقية للتعاون في مجال الصيد البحري، وزيادة حصص الصيد الروسية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالمغرب من 100 ألف طن إلى 140 ألفا طن سنويا، بالإضافة إلى التوقيع على العديد من الوثائق، مثل اتفاق لحماية المعلومات السرية المتبادلة في المجال العسكري والتقني العسكري واتفاقات حول النقل الجوي، والتعاون في مجال حماية البيئة، وترشيد استخدام الموارد الطبيعة، وبيان مشترك لمحاربة الإرهاب الدولي …
هذا لن يجعل من روسيا الاتحادية حليفا استراتيجيا لدولة الاحتلال المغربية، كما أنها لن تقف أبدا في صف المتحايلين على الشرعية الدولية. الموقف الروسي كان واضحا وصارما، روسيا تحترم الشرعية الدولية، المغرب عكس ذلك، روسيا مع الحلول المتفق عليها بين أطراف النزاع، المغرب غير ذلك.
المغرب يسبح في الخيال. المغرب يتكلم عن وحدة مغرب عربي وشمال أفريقي، ويتناسى أنه هو المعرقل الوحيد لهذه الوحدة بسبب احتلاله لجزء من تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. إنها الجدلية المغربية الملتوية: وحدة الشعوب وفي نفس الوقت احتلال الشعوب!!!
كل هذه التصرفات تجعل المغرب يغرد في صرب آخر. كل ما يمكن لروسيا أن تقدمه لملك المغرب هو نصيحته بالرجوع إلى الصواب والاعتماد على الذات وترك الصحراويين وشأنهم لكي يبنوا دولتهم كخطوة هامة في بناء المغرب الكبير، مغرب الشعوب، لأن استمرار المغرب في سياسته الحالية لن تجلب للشعب المغربي سوى الذل وتشويه الصورة والسمعة السيئة والمؤشرات القائلة بذلك كثيرة.
حل أزمة المغرب لا تحتاج إلى عصا سحرية، كل ما في الأمر هو أ ن يحكم العقل مكان العاطفة والتوجه نحو الحقيقة الكامنة في: تمكين شعب الصحراء الغربية من حقه في تقرير المصير واختيار مستقبله بكل حرية طبقا لميثاق الأمم المتحدة والقرارات ذات الصلة بالقضية الصحراوية، المؤكدة لهذا الحق منذ بداية ستينيات القرن الماضي.

قبل أن ننشد’’فاقو‘‘

حدمين مولود سعيد

لم يشهد تاريخ الأمم المُتحدة نزاع حاد الى درجة التوتر التي وصل إليها سوء العلاقة بين المغرب والأمانة العامة للأمم المُتحدة.
تنتقد بعض الأصوات المنهجية التي اتبعها البوليساريو في التوقيع على اتفاقية السلام مع موريتانيا سنة 1979 و يُقال، مثلاُ، أنه كان من الأفضل استدعاء الأمم المُتحدة لتشرف على تلك العملية لتكون الهيئة الأممية هي التي تستلم الأراضي التي انسحبت منها موريتانيا. بعبارة أخرى، يعتبر البعض أن تهميش الأمم المُتحدة عن تلك الاتفاقية كان خطة غير مُوَفقة.
لابد من الإشارة هنا، أنه من الواضح ان تلك الاتفاقية مكنت الشعب الصحراوي من مكسب سياسي رفيع المستوى: الاصطدام بين الوحدة الافريقية والمغرب و بعد ذلك الحصول على صيفة العضوية في المنظمة الافريقية و عزل المغرب عنها. المهم أنه على مستوى القارة، حصل الشعب الصحراوي على أعلى ما يمكن الحصول عليه: دعم القارة الافريقية للقضية الصحراوية.
بعد التأكد من أن لب الموضوع يمكن تلخيصه في معادلة: ’’اصطدام بين قوة الحق و حق القوة‘‘، بداء التوجه نحو المنظمة الأممية.
و عكس ما جراء في سنة 1979، بداء البوليساريو يعمل على توريط الأمم المُتحدة اكثر و أكثر في تحمل مسؤولياتها في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير و الاستقلال.
اليوم، بعد تمكن البوليساريو من وضع الملف بين أيادي الأمم المُتحدة بدأت تظهر على السطح النتائج التي حتماً تترتب عن هذه الاستراتيجية: الاصطدام بين الأمانة العامة للأمم المتحدة و المغرب. و من حسن الحظ، الحبة التي بدأت هذه القُبة، في سنة 2016، هي نفسها التي بدأت القضية كلها في سبعينيات القرن الماضي:’’ الاحتلال‘‘.
و ها نحن اليوم نُشاهد التصادم بين مركز الحق الدولي (الأمانة العامة) و مركز القوة الدولية (المغرب و بعض حلفائه المخزيين في مجلس الأمن).
في هذه الاوضاع بالضبط، أليس من مصلحتنا ترك طبول ألرّزامْ و بت ’’فاقو‘‘ حتى ان يتضح لنا ما سيترتب عن تلك التصادم؟؟؟
أليس من الأفضل طلب المساعدة من حلفائنا في معركة الحق هذه قبل أن نطلبهم المساعدة في معركة القوة؟؟؟
هذا ليس موقف، مُجرد تساؤلات.

الاثنين، 21 مارس 2016

بــــــــــلــــــــغــــوا عــــــنــــــــي ولو آيــــــــــــــــة

محمدسالم بشري ألمين
إنهاء الدردشة

ـ الحديث الثالث:حديث : بُني الإسلام على خمس ـمتن الحديث: (عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم ) ـ الـــــــــشـــــــــــــــــــــرح: الإسلام في حقيقته هو اتباع الرسل عليهم السلام فيما بعثهم الله به من الشرائع في كل زمان، فهم الطريق لمعرفة مراد الله من عباده ، فكان الإسلام لقوم موسى أن يتبعوا ما جاء به من التوراة ، وكان الإسلام لقوم عيسى اتباع ما أنزل عليه من الإنجيل ، وكان الإسلام لقوم إبراهيم اتباع ما جاء به من البينات والهدى ، حتى جاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، فأكمل الله به الدين ، ولم يرتض لأحد من البشر أن يتعبده بغير دين الإسلام الذي بَعث به رسوله ، يقول الله عزوجل : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( آل عمران : 85 ) ، فجميع الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم ملزمون باتباع هذا الدين ، الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين . ومن طبيعة هذا الدين - الذي ألزمنا الله باتباعه - أن يكون دينا عالميا ، صالحاً لكل زمان ومكان ، شمولياً في منهجه ، متيناً في قواعده ، راسخاً في مبادئه ؛ ومن هنا شبهه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بين أيدينا بالبناء القوي ، والصرح العظيم ، ثم بين في الحديث الأركان التي يقوم عليها صرح الإسلام . وأول هذه الأركان وأعظمها : كلمة التوحيد بطرفيها: " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " ، فهي المفتاح الذي يدخل به العبد إلى رياض الدين ، ويكون به مستحقاً لجنات النعيم ، أما الطرف الأول منها " لا إله إلا الله " فمعناه أن تشهد بلسانك مقرا بجنانك بأنه لا يستحق أحد العبادة إلا الله تبارك وتعالى ، فلا نعبد إلا الله ، ولا نرجو غيره ، ولا نتوكل إلا عليه ، فإذا آمن العبد بهذه الكلمة ملتزمًا بما تقتضيه من العمل الصالح، ثبته الله وقت الموت، وسدد لسانه حتى تكون آخر ما يودع به الدنيا، و ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة ) . أما شهادة أن محمداً رسول الله ، فتعني أن تؤمن بأنه مبعوث رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة ، كما يقول الله سبحانه : { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون } ( الأعراف : 58 ) ، ومن مقتضى هذه الشهادة أن تؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان ؛ ولذلك أقسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم ، ومن مقتضاها أن تؤمن وتعتقد أن كل من لم يصدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتّبع دينه ، فإنه خاسر في الدنيا والآخرة ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، سواء أكان متبعا لديانة منسوخة أو محرفة أخرى ، أم كان غير متدين بدين ، فلا نجاة في الآخرة إلا بدين الإسلام ، واتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام . ومن الملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الشهادتين ركنا واحد ؛ وفي ذلك إشارة منه إلى أن العبادة لا تتم إلا بأمرين ، هما : الإخلاص لله : وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله ، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مقتضى الشهادة بأنه رسول الله . الركن الثاني : إقامة الصلاة المفروضة على العبد ، فالصلاة صلة بين العبد وربه ، ومناجاة لخالقه سبحانه ، وهي الزاد الروحي الذي يطفيء لظى النفوس المتعطشة إلى نور الله ، فتنير القلب ، وتشرح الصدر . وللصلاة مكانة عظيمة في ديننا ؛ إذ هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ، وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه بشر ، وفي أشرف الليالي ، ففي ليلة الإسراء في السماء السابعة ، جاء الأمر الإلهي بوجوبها ، فكانت واجبة على المسلم في كل حالاته ، في السلم والحرب ، والصحة والمرض ، ولا تسقط عنه أبداً إلا بزوال العقل . وكذلك فإنها العلامة الفارقة بين المسلم والكافر ، يدل على ذلك ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم . وثالث هذه الأركان : إيتاء الزكاة ، وهي عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده ، طهرة لنفوسهم من البخل ، ولصحائفهم من الخطايا ، كيف لا ؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } ( التوبة : 103 ) ، كما أن فيها إحسانا إلى الخلق ، وتأليفا بين قلوبهم ، وسدا لحاجتهم ، وإعفافا للناس عن ذل السؤال . وفي المقابل : إذا منع الناس زكاة أموالهم كان ذلك سببا لمحق البركة من الأرض ، مصداقاً لحديث بريدة رضي الله عنه : ( ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر ) رواه الحاكم و البيهقي ، وقد توعد الله سبحانه وتعالى مانعي الزكاة بالعذاب الشديد في الآخرة ، فقال تعالى : { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } ( آل عمران : 180 ) ، وقد جاء في صحيح مسلم في شرح قوله تعالى : { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } ( التوبة : 34 ) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت له ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) ، فكان عقابه من الله بماله الذي بخل به على العباد . الركن الرابع : صيام رمضان ، وهو موسم عظيم ، يصقل فيه المسلم إيمانه ، ويجدد فيه عهده مع الله ، وهو زاد إيماني قوي يشحذ همته ليواصل السير في درب الطاعة بعد رمضان ، ولصيام رمضان فضائل عدّة ، فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه ، ، وحسبُك من فضله أن أجر صائمه غير محسوب بعدد . أما خامس هذه الأركان : فهو الحج إلى بيت الله الحرام ، ، وقد فرض في السنة التاسعة للهجرة ، يقول الله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } ( آل عمران : 97 ) ، وقد فرضه الله تعالى تزكية للنفوس ، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة، فضلاً على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب ، فقد جاء في الحديث : ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري ومسلم . وعلى هذه الأركان الخمسة ، قام صرح الإسلام العظيم ، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لكل ما فيه رضاه ، وأن يصلح أحوالنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

الثلاثاء، 15 مارس 2016

المطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاردة

بقلم حكيمة شكروبة
السماء تمطر شوق المحبين،و تذيب رقائق الجليد في هدوء لتتحد همساتهم التي تقرع لها أجراس المدائن ويعبر العشق أنفاسهم، لتقام لأجلهم مراسيم اللقاء في صمت الرهبان أين يتلاشى ضباب داكن يملأ مكانا علويا تنام فيه أرواح الكادحين، ويغرب فيه الشروق؟، وفي تباين الفصول تتناثر أوراق الياسمين، وأشجار اللوز على حواف الطريق التي تسلكها روح معذبة تتعثر في خطواتها المتبقية ليتعانق كل شيء في هذيان محب يمسك غيمة سوداء تعبر سماء حبيبته المنفلتة من صلب الجفاء ،فيتدحرج في نعومة إحساس بالملل يداهم قلب فرجينيا، ويسرق الدف المتبقي في لحظة خاطفة حين تعبر أنفاس بول تسريحات شعرها الكستنائي ، ويطاردها مظهره البائس، واليأس الذي يظهر غير مناسب رغم تأدبه المفرط في الكآبة، فيزحف متسللا بنظراته النارية تقاسيم وجهها الطفولي ، فتنطفئ أحلامه الباردة في أهدابها ،وتبقى منشغلة بالمارة وشرب القهوة . تلك الأشواق التي تحفر في قلب بول تذوق منها حلاوة الشقاء ألتطهيري لألامه، فيرى من خلال عذابه هدف مقدس مقرون بعقد يطوق عنق فرجينيا مصنوع من جواهر جيء بها من واد الموت ما يجعل الدم يتدفق في عروق كل من وقعت عيناه على الطوق، وكل المشاعر موجودة بخلاف مشاعر السعادة والحظ ،لذلك لم يدرك يوما بول بشغفه طيفها رغم قوته على تجاوز كل شيء وبلوغ كل شيء، وتبقى سحائبه المتراكمة تسترق غفوة ضبابية محملة بعطر بارد، ورغم تصرفاتها التي تجرحه يحلم بصلة رمزية ......هذا الرمز يمشي عكس تياره، وممنوع على أمله المتبقي، وخوفه من مفارقتها أكبر بكثير من خوفه من الموت ....إن بول يعيش حالة نفسية متأزمة في أعماق ذاته، ولن يتحقق حلمه مهما عاش عذابه المرير، ولقد فشل في محو الجفاء بالوصل بل منح للأمل روح البقاء حتى لا يناله اليأس .....تمثل فرجينا له نموذجا لنساء باريس بشعرها الكستنائي المسدول .حيث يأخذ نفسا عميقا كلما سمع صوتها الذي يبهجه متناسيا خطاياه المقدسة التي ترتكب لأجل الوصول لعناق روحها، والغفران أكيد سيكون من نصيبهما وتلك المعاناة على حد قوله هي أداة تساعد على كبح غرائز الجسد. تمقت فرجينيا لوحته حين يأتي الظلام، وكل شيء في حضوره يصبح مبهم ومزعج حيث تنام أنوثتها في غيبوبة مستأنسة بحلم وردي يهدهدها ،ويبقيها على موعد مع من يوقد شعلتها ويجعل طيفها يرتعش لشوق يأتي قبالة سريرها ،وفي همسة نارية يطلقها نحو عنان السماء ثم يعيدها لتبحر في حناياه العميقة عمقا لا قرار له عندها فقط سوف تتبدل أحداث ليلتها الباردة، ويلقى الماضي مآثره الملثمة في ملامح ذكريات مشرقة تبوح بالحنين مرصعة بنور الصبح الذي يعبر زجاجة نافذتها ما يجعل أنفاسها الدافئة لا تنقطع في حياتها الجديدة ،فيتهيأ طهرها للخروج من نوم عميق ويعبر طريق طوق جانبيه بأشجار الفلين، وعلى امتداد البصر حقول عاتمة قائمة بذاتها. فتتناثر أوراق الفلين هنا وهناك، ويتطلع من خلالها الليل الملئ بالنجوم وكذلك حكايات الأساطير الأولين. يتهافت إلي طيف فرجينيا بوح عشقها المكنون في منديل أهداه لها القمر في ليلة الميلاد معبقا بأوراق التوت. فيتظاهر الحنين في الاستغراق في السير كأنه يمثل اللقاء ،وهو مبتسم فتسقط من عقد يطوق عنقها العاجي جوهرة الشوق متدحرجة نحو رف الذكريات المبللة بالدموع ليطرق أهدابها المتعبة من سهر سنيين عجاف بات فيها السهر على الجفن متحوب ، وهي ترقب في وجل وصول طيفه لضفافها، ومطلبه الصفح عن أيام الهجر والصلب ، وفي غربة المكان تنظر في شيخوخة الماضي وذكرى غفوة كاذبة لذئب كان يشتهي التقبيل. فتطلق أشعارها دون التفكير في ذكرياتها التي ارتشفت من كأس الشقاء ، فتتطاير أمامها كريات الثلج المتلألئة، وتنبعث من سقف البيت رائحة الربيع والفحم، فتلامس حدودها السعادة، وهي تجوب رحاب الحقول. تبوح أجفان بول بأسرار قلبه المحطم، فيبسط كفه لندى الصبح، وتجتاحه موجات الشوق لروحها، فيحدق لطيفها بقلب كسير يبحث عن كلمات الود العالقة في جوفه لينسجها معبرا تقربه من روحها الهاربة فيضيع في هالة لا حدود لها لأنها لا تشبه بقية النساء فلم تعلق يوما مفاتنها على منشر الملابس أو تبعث مدادا يدون ارتحالها في موكب العشاق أو يعصر قلبها رحيق الهوى، فطهرها يشتهيه الليل. تولد بين أهدابه في كل صبيحة نار متوقدة، وهو يرقب في كثب قبلة منها تداوي جروحه النازفة ،وتعيد له الفرحة المؤجلة، ومن وراء الغيوم تخاطبه بشفاه خائفة من البوح عن مكنوناتها ،ومخبآت الذات ،فيمضي وحيدا مكبلا بأصفاد الجفاء حالما بتوسد ضفائرها فيجلده الهجر على صليب العشق، وينثر عليه طقوس حبه الذي يقيده بأصفاد جنونه، فالجفاء سقى روحه ومضى في درب العذاب مكبلا صارفا ما تبقى من عمره في نسج وشاح اللقاء، وقطف جراح الشوق . تتوالى الفصول ليأتي يوم يمقت فيه هذا الحب الذي جعله عنوان قصيدة العشاق يحمل في طياته ألف لغز وألف سؤال وألف لون للأحزان ،وينتهي مدمي الفؤاد في زورق الآهات مقتبسا تذكرة من سواد عيونها تذكرة سفر نحو " أيلول" ،وهو يقاوم جحودها ممزقا أخر ورقة دونت عليها كلمة الحب ليجعلها أشلاء .....أشلاء.....أشلاء تعصف به خلف الأسوار ليبحث عن ملجأ يحتمي فيه من وطيس العذاب متأمل في الجفون المارة عله يمسك بطيفها، فلا تتوانى أيادي الجلادين عن صلبه ليسحقه الأسى تحت أنين أشجانه، ويختفي كغروب الشمس خلف الظلال لترسم أولى خطواته نحو الفناء.

الاثنين، 14 مارس 2016

مقال يستحق القراءة ,,,,حقائق ومعطيات للتعرف أكثر على نزاع الصحراء الغربية

Malainin Lakhal 1
بقلم  ماء العينين لكحل

الجزء الأول: الوضع القانوني الدولي لإقليم الصحراء الغربية
توطئة:
لاحظت من خلال متابعتي للعديد من الحوارات، التليفزيونية وغيرها أن الأجيال الجديدة من المتابعين للوضع في الصحراء الغربية، سواء من الصحراويين والمغاربة ومن غيرهم، يجهلون أو على الأقل لا يدركون جيدا أهم الحقائق والثوابت التي تعتبر مرجعيات ضرورية لفهم طبيعة النزاع في هذه المستعمرة التي تعطل مسلسل تصفية الاستعمار فيها بسبب فعل فاعلين كثر وعبر مراحل، وأهم من ذلك، أصبحوا ربما يعتقدون باحتمال صحة بعض ادعاءات المغرب، التي سيكون علينا تفكيكها لاحقا من أجل رفع الالتباس.
فكثيرا ما نسمع من يقول مثلا “بالحقوق التاريخية للمغرب في الصحراء الغربية”، أو “الروابط التاريخية بين البلدين”، في حين أن هذا الموضوع قد حسم نهائيا منذ سنة 1975، وبالضبط يوم 16 اكتوبر من تلك السنة بعد صدور الرأي الاستشاري القانوني لمحكمة العدل الدولية، والذي ناقش وبت في موضوع الحقوق التاريخية وموضوع السيادة على الاقليم بالذات بحضور المغرب وموريتانيا واسبانيا، التي عجزت جميعها عن إثبات هذه الحقوق، وبالتالي فأي إعادة للنقاش حول هذه الحقوق المزعومة هو مجرد دليل على الجهل بحيثيات قرار المحكمة الدولية، وأقله هو محاولة لمحو الذاكرة وخلخلت المفاهيم وتضليل الأجيال الشابة ليس إلا.
وكثيرا ما نتابع أيضا تشنج المغرب، وخصوصا المغاربة من الجيلين الأخيرين، عندما يسمعون وصف بلادهم بصفة “المحتل” و “المستعمر” للصحراء الغربية، ويطلبون، ولهم الحق في ذلك، دليلا واحدا على أن بلدهم تستحق هذا الوصف. وللأسف، يبدو أيضا أن الأجيال الصحراوية الشابة لا تولي أهمية كبيرة للتسلح بالحجج القانونية والسياسية الضرورية للدفاع عن قضيتهم، رغم حماستهم وشجاعتهم في المنافحة عنها. ولكن، وجب التأكيد أن أفضل سلاح للدفاع عن قضية ما تبدأ من ضبط وفهم خلفياتها التاريخية، والقانونية، وجميع تفاصيلها الدقيقة، وإعطاء الوقت الكافي لذلك، وايضا عدم التوقف عن الانفتاح على كل التحليلات والدراسات والمناقشات الحديثة والمبتكرة المتعلقة بها.
ولربما لا يتحمل الجيل الجديد مسؤولية كبيرة في ذلك، بقدر ما يتحملها المسؤولون الصحراويون والقيادة الصحراوية عموما، وأيضا جيل الآباء والأمهات، الذين لم يعطوا ما يكفي من الاهتمام لتسليح الشباب منذ الطفولة بمعرفة تاريخ وطنهم، وخصوصا تاريخه الحقوقي، والسياسي. لهذا وجب الانتباه لهذا الموضوع ليس فقط لصالح الشباب الصحراوي، بل وأيضا للأجيال المغاربية والعربية التي تتعرض للأسف الشديد لغسل دماغ ممنهج في المناهج الدراسية المغربية منذ عقود، ونتيجة لمعطيات وإكراهات العولمة التي خلطت كل المفاهيم والمبادئ.
وعليه، فقد اخترنا أن نعطي الموضوع حقه من الاهتمام وننشر سلسلة من المقالات حول قضية الصحراء الغربية، نتعرض فيها ليس للرأي والنقاش السياسي أو الاستشرافي، بقدر ما نحاول عرض الحقائق، والمعطيات والثوابت الأساسية لهذا النزاع وفقا للقانون الدولي بشقيه الأممي والأفريقي بالذات. وغايتنا هي تسليح أجيال الصحراويين بمعرفة دقيقة لتاريخ هذه القضية الصحراوية/المغاربية/الأفريقية/الدولية، وأيضا تقديم معلومات للإخوة المغاربة والعرب بما يمكنهم من البحث والإطلاع على حقائق يمكن التأكد بسهولة من صحتها. بعد ذلك، نكون قد أدينا واجبنا بالإبلاغ، وساهمنا بمجهودنا في توعيتهم بحقائق الأمور لعلهم ينصفون إخوتهم الصحراويين أخيرا، ويتمردون على كل اولئك الذين يتلاعبون بعقولهم، ويسوقونهم كالقطعان في صراع يستنزف كافة الدول المغاربية والأفريقية منذ عقود، وأهم منه صراع ضحيته الأولى شعب مغاربي-أفريقي صغير يرفض الإنحناء للقهر والظلم، ويدافع من حيث لا يشعر الكثيرون عن الكرامة الإنسانية، وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقها في الكرامة وفي رفض كل أشكال الاستعمار والطغيان والاستغلال.
فما هو الوضع القانوني للصحراء الغربية؟
  • وفقا للأمم المتحدة: “الصحراء الغربية إقليم مستعمر لم تُستكمل فيه تصفية الاستعمار بعد، وخاضع لمقتضيات القرار 1514 المتضمن لإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.”
فمنذ اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الاسبانية كسلطة مديرة لاقليم الصحراء الغربية سنة 1956 حين انضمت اسبانيا إلى هيئة الأمم المتحدة، تم تسجيل قضية “الصحراء الإسبانية” آنذاك بانتظام في جدول أعمال دورات الجمعية العامة المختلفة. ووفقا لذلك دعت الجمعية العامة اسبانيا ما بين 1956 و 1963، للإدلاء بمعلومات وإيضاحات حول تسييرها لشؤون هذا الاقليم الخاضع لسيطرتها الاستعمارية، وهو ما يعني أن الجمعية العامة اعترفت أن اسبانيا هي القوة المديرة الشرعية للاقليم المستعمَر، والزمتها بموجب الفصل 11 من ميثاق الأمم المتحدة، بمادتيه 73 و74 بتقديم تقارير عن مستعمرتها.
وفي سنة 1963 اقترحت اللجنة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتنفيذ إعلان 1514 المتضمن لمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، قرارا تطلب فيه من اسبانيا تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو القرار الذي صادقت عليه الجمعية العامة بالإجماع سنة 1964، بمن فيهم المغرب وموريتانيا. وبالتالي أصبحت الصحراء الغربية رسميا في قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي/الاستقلال الذاتي، مما يعني أن الأمم المتحدة تعترف بأن الصحراء الغربية اقليم مستعمر، لا يتمتع باستقلال ذاتي وتنبغي تصفية الاستعمار منه، وهي المهمة التي لم تتم بعد والتي تتحمل الأمم المتحدة أساسا المسؤولية الكاملة في اتمامها.
أما مجلس الأمن الدولي فقد بدأ مناقشة قضية الصحراء الغربية سنويا منذ سنة 1975، التي اعتمد فيها وحدها قرارين حول الموضوع بسبب الغزو المغربي المفاجئ والعنيف للإقليم. ونذكر هنا مثلا قراره رقم 379 الصادر يوم 2 نوفمبر 1975 والذي ورد فيه بأن “مجلس الأمن قد كلفه (أي رئيس المجلس) بالتوجه إلى ملك المغرب بطلب عاجل لوضع حد للمسيرة المعلن عنها إلى الصحراء الغربية“. ويتضح بالتالي أن مجلس الأمن قد تولى الموضوع باعتباره تهديدا للأمن الدولي، وحالة غزو شاذة أجهضت جهود الجمعية العامة التي كادت أن تصل إلى إقناع اسبانيا بانهاء تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية لولا تدخل المغرب وموريتانيا على الخط لإجهاض العملية.
من جهة أخرى، ومنذ انسحاب اسبانيا، وعلى الرغم من أن المغرب سيطر بالقوة العسكرية على جزء كبير من أراضي الصحراء الغربية، إلا أنه لم يكتسب قط مركز السلطة القائمة بإدارة الإقليم وفق أحكام المادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة. كما لم تطلب الجمعية العامة منه أبدا أن يمتثل لمقتضيات المادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة، خصوصا فيما يتعلق بإرسال البيانات الإحصائية وغيرها من البيانات، مما يثبت أن الأمم المتحدة لا تعتبره قوة مديرة كما كانت تعتبر اسبانيا، بل تعتبره قوة احتلال مغتصِبة.
وقد أكد على هذا بوضوح المستشار القانوني السابق للأمم المتحدة، هانز كوريل، في رأيه القانوني الذي أصدره بطلب من مجلس الأمن سنة 2002، حيث بين أن “اتفاق مدريد لم ينقل السيادة على الإقليم، ولم يمنح أيا من الدول الموقعة مركز الدولة القائمة بالإدارة، فهذا المركز ما كان لإسبانيا وحدها أن تنقله من طرف واحد. ولم يؤثر نقل السلطة الإدارية على الإقليم إلى المغرب وموريتانيا عام 1975 على المركز الدولي للصحراء الغربية بوصفها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي“. وبخلاصة، لا تعترف الأمم المتحدة للمغرب بأي شكل من أشكال السيادة على الإقليم، كما أنها لا تعترف له حتى بصفة القائم على الإدارة الشرعية. إذا، ما هو وضع المغرب في الصحراء الغربية؟ مجرد قوة إحتلال عسكري لا شرعي.
  • وفقا للاتحاد الأفريقي: “الصحراء الغربية جمهورية أفريقية مستقلة ومحتلة جزئيا”
قضية الصحراء الغربية هي قضية أفريقية بالدرجة الأولى، وهو ما يبدو أن الكثيرين يجهلونه أو يتجاهلونه. فعمليا، كانت القارة السمراء هي المعنية الأولى بمتابعة كفاح الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال من الاستعمار الاسباني، حيث رعت وتابعت كفاح الشعب الصحراوي منذ الستينات.
ففي الدورة السابعة لمجلس وزراء منظمة الوحدة الافريقية المنعقدة بأديس أبابا في شهر نوفمبر 1966، اعتمدت المنظمة القرار   CM/RES/82حيث عبرت فيه عن تأييدها المطلق “لكل الجهود الرامية إلى تحرير جميع البلدان الأفريقية الواقعة تحت السيطرة الإسبانية، حالا ودون شرط ولا قيد، (إفني، الصحراء المسماة بالإسبانية، غينيا الإستوائية، وفرناندوبو)”، كما طالبت الدولة الإسبانية “بأن تشرع بكل جدية وحزم في تنفيذ الخطوات التي تؤدي إلى منح الحرية والاستقلال لجميع هذه الأقاليم وأن تمتنع عن كل إجراء قد يخلق وضعا يهدد السلم والأمن في أفريقيا“.
وقد كلفت الجمعية العامة رؤساء دول منظمة الوحدة الأفريقية بالإشراف على استكمال الاستعمار من الصحراء الغربية، بما أن القضية قضية أفريقية، ودعمت دائما الجهود الأفريقية بهذا الشأن.
وفعلا، كلف القادة الأفارقة رؤساء دول الجوار، المغرب وموريتانيا والجزائر، بمتابعة الموضوع، والجميع يتذكر لقاءات رؤساء الدول الثلاث، بمن فيهم الملك الحسن الثاني، وتصريحاتهم الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، بل والاستقلال.
إلا أن موقف المغرب وموريتانيا، اللذان كانا يعبران مثل كل البلدان الأفريقية عن دعمهما لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال، تغير فجأة سنة 1974، وانحرف البلدان عن الاتفاق والإجماع الأفريقي بأن أصبحا يعبران وبشكل مباشر عن مطالب في الاقليم من داخل الأمم المتحدة. ففي تلك السنة فقط أظهرا نيتهما الحقيقية ودعيا إلى إصدار الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية. عندها ردت أفريقيا بقوة خاصة بعد غزو كل من المغرب وموريتانيا للاقليم في اكتوبر 1975. ففي الدورة السابعة والعشرين لمجلس وزراء الاتحاد الأفريقي المنعقدة في يونيو 1976 ببور لويس، أي في فترة الغزو المغربي الموريتاني للصحراء الغربية، صادق المجلس على قرار شدد فيه على المبادئ المتعلقة بتصفية الاستعمار وعلى الموقفين التقليديين لكل من الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، وأشار إلى أن: “مجلس الوزراء:
  • يؤكد من جديد الحق الثابت لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير وفي الاستقلال الوطني، وفقا لميثاق منظمتي الوحدة الأفريقية وهيئة الأمم المتحدة.
(….)
3- يعرب عن مساندته اللامشروطة للكفاح العادل الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل استعادة حقوقه الوطنية.
4- يطالب بالإنسحاب العاجل لكل قوات الاحتلال الأجنبي وباحترام الوحدة الترابية للصحراء الغربية، وسيادة الشعب الصحراوي.”
وهنا يتضح جليا كيف يصف القرار، الذي كان المغرب حاضرا وبكامل عضويته خلال اتخاذه، التدخل المغربي والموريتاني بالإحتلال الأجنبي. ولكن سيكون هذا موضوع مقال ثان من هذه السلسلة بحول الله.
وبالفعل سعت المنظمة الأفريقية للوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو طيلة سنوات السبعينات والثمانينات، وشكلت مجموعة حكماء للخروج بحل يتفق عليه الطرفين وفي نفس الوقت يتماشى مع الشرعية الدولية وميثاق المنظمتين، ويحفظ للشعب الصحراوي حقوقه. غير أن الحسن الثاني لم يتعاون كما يجب مع نظرائه، وأحرجهم مرارا بالتراجع عن الاتفاقات التي كانوا يصلون إليها معه، ومنها موافقته في بداية الثمانينيات على إجراء استفتاء للصحراويين. ولما ثبت لهم استخفافه بالموضوع قرروا الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سنة 1982 لتصبح عضوا كامل العضوية في المنظمة، وهو ما يعني أنهم قرروا إرسال رسالة قوية، للمغرب وللعالم بأنهم لا يعترفون بأي وضع سياسي أو قانوني يحاول المغرب فرضه على الصحراء الغربية التي أصبحت في نظر المنظمة الأفريقية وبعدها الاتحاد الأفريقي بلدا أفريقيا محتلا جزئيا.
ومؤخرا اعتمد الاتحاد الأفريقي خلال قمته ليناير 2016 قرارا واضحا من حيث مضمونه جاء فيه مثلا:
إن المؤتمر، يؤكد دعوة الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل مبكر للنزاع الذي استغرق أربعة عقود في الصحراء الغربية، وذلك مع الاحترام الكامل للشرعية الدولية. ويناشد المؤتمر مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته كاملة في هذا الصدد، بهدف تحقيق حل دائم وعادل وسياسي يقبله الطرفان، بما يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، في سياق الترتيبات التي تتماشى مع مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة.ويؤكد المؤتمر دعوته للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تحديد موعد لإجراء استفتاء لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وكذلك لحماية سلامة الصحراء الغربية بوصفها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي من أي عمل قد يقوضها، بما في ذلك حماية مواردها الطبيعية.”
كما أن المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي قد أصدر في نهاية سنة 2015 رأيا بشأن الاستغلال والاستكشاف المغربي والدولي لثروات الصحراء الغربية، وعرف فيه المغرب دون مواربة كدولة احتلال، وعرف الصحراء الغربية كدولة أفريقية محتلة جزئيا. ومن المفيد جدا الرجوع إلى هذا الرأي خصوصا في شقه التحليلي والتفكيكي لطبيعة النزاع، وخلفيته القانونية، للإستفادة والتسلح بالحجج القانونية الصرفة والدامغة. (للإطلاع على الرأي القانوني للمستشار القانوني للاتحاد الأفريقي إضغط هنا).
ج. الإعترافات الدولية بالجمهورية الصحراوية
من جهة أخرى، لا يمكن إطلاقا إغفال حقيقة وجود الصحراء الغربية كدولة مستقلة تعترف بها 84 دولة من مختلف القارات، رغم فتور العلاقات، أو تجميدها مع بعضها نظرا لأسباب سياسية، او لمناوراة مغربية وفرنسية هنا وهناك تقنع أو ترغم بعض الدول ب”تجميد اعترافها”. وأنصح القراء الكرام بالإطلاع على المقالين الهامين للدكتور غالي الزبير المنشورين على الانترنيت بهذا الشأن من أجل المزيد من التعمق في موضوع الإعترافات الدبلوماسية (الاعتراف الديبلوماسي بين حقائق الواقع وأوهام الرباط: الجزء الأول و الجزء الثاني).
ما يهمنا هنا هو تذكير الجميع بأن حقيقة وجود دول تعترف بالجمهورية الصحراوية، تؤكد فعلا أن الصحراء الغربية بلد مستقل غير أنه ما زال عرضة للإحتلال الجزئي من قبل المغرب. وينبغي ايضا تذكير المشككين في ذلك بأننا نتحدث عن دول كبيرة تعترف بأحقية الدولة الصحراوية في الوجود من قبيل الجزائر، وجنوب أفريقيا، وفنزويلا، والمكسيك، ونيجيريا، واثيوبيا، ولكن أيضا إيران، والهند رغم تجميدهما للإعتراف سنتي 2009 و 2000 على التوالي. واللائحة طويلة.
خلاصة:
يتضح مما سبق، والذي حاولنا تلخيصه قدر الإمكان أن الصحراء الغربية تعتبر من حيث القانون الدولي، المتمثل في الأمم المتحدة ومنظمتنا القارية الاتحاد الأفريقي، هي بالنسبة للأولى بلد مستعمر خاضع لمسلسل تصفية استعمار لم تنته بعد، ومحتل من قبل النظام المغربي، الذي قبل بالوساطة والحكم الأممي منذ سنة 1991 واعترف بذلك بأنه يقر بعدم امتلاكه السيادة على البلد (فكيف يمكن لدولة تمتلك السيادة على إقليم من اقاليمها أن تقبل تدخل الأمم المتحدة فيه، بل وتقبل بأن تشكل الأمم المتحدة بعثة أممية خاصة بتنظيم استفتاء لتقرير مصير شعب هذا الإقليم، وهو ما يثبت في حد ذاته أن المنطقة محل نزاع دولي).
وبالنسبة للإتحاد الأفريقي، فالصحراء الغربية دولة مستقلة كاملة السيادة على إقليمها المعترف به، والمحدد جغرافيا وبوضوح بالنسبة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في المنطقة المعروفة الواقعة بين المغرب وموريتانيا، لكن الاتحاد الأفريقي يعترف أيضا أن هذا البلد العضو ما يزال يكافح من أجل استكمال استقلاله والحفاظ على وحدته الترابية المهددة من قبل الدولة الأفريقية الوحيدة غير العضو في الاتحاد الأفريقي، المغرب.
(هذا الجزء الأول يتبعه الجزء الثاني نجيب فيه عن السؤال: هل المملكة المغربية قوة احتلال للصحراء الغربية؟)
منقول عن موقع الصحراوي 
http://www.saharawi.net/?p=6725

رحل احمد باب مسكة واقفا,,,


بكامل الأسى و الحزن نقف اليوم على فقدان احد الرجال العظام الافذاذ , ذو الاخلاق الرفيعة , من هذه الدنيا الفانية , و ترحل روحه الطاهرة الى بارئها و لا يمكن ان نقول الا كما قال صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون , نعم و اننا لفراقك يا احمدباب مسكة لمحزونون , انا لله و انا اليه لراجعون ,,,
سييبقى ذكرك الطيب , ووقوفك مع الحق مسطرا في قلوب كل الناس , و ستبقى ظاهرة فريدة في هذا العصر,,,و منافحا صعب المراس عن المظلومين و ستعجز الاقلام ان تحيط بمآثرك العظيمة ...
و بهذه المناسبة الاليمة , نعزي انفسنا و عائلة الفقيد و كل احرار العالم بهذا المصاب الجلل... 
اللهم ارحمه رحمة واسعة....
و نطلب من الجميع ان يمد الايدي تضرعا الى الله الكريم ان يرحمه برحماته

السبت، 12 مارس 2016

كتاب "نبضات من الصحراء الغربية "

بشرى لكل الصحراويين 
بسم الله ...
و بالله المستعان ,,,صدر اخيرا في مصر كتاب 
"نبضات من الصحراء الغربية "
كأول كتاب يسجل بإسم كاتب من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ,و كأول كتاب يكسر جدار الصمت , في معقل التعتيم على قضية شعبنا في اكبر دولة عربية مصر , و في عاصمتها القاهرة , و فيها تقهر الدعاية المغربية لاول مرة صدرالكتاب يوم 27 فيبراير تزامنا مع الذكرى الاربعين لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لما للامر من دلالات,,, وليصل صوت الشعب الصحراوي الناضج الى اخوتنا العرب الذين حرموا من سماع الحقيقة و كانوا يقرؤون بعين واحدة,,,و بالتالي الى كل قارئ للغة الضاد و بهذه المناسبة نشكر دار "النخبة للطباعة والنشر والأبحاث" على شجاعتها في تبني طباعة و نشر الكتاب ,
و نقدم في هذا النص تعريف بالكتاب "
هذا الكتاب...
"نبضات من الصحراء الغربية" ربما يعبر العنوان عن ما يحتويه الكتاب تماما , فهو ليس كتابا تقليديا , بل مجموعة من المشاعر او الزفرات و بتعبير ادق ازيز مطاحن الأفكار في أعماق الروح , ان صح التعبير , كلمات ارقت الكاتب او المواطن الصحراوي الباحث عن الحرية , فاطلق لها العنان لتختار هي أيضا بكل حرية الثوب الذي ترتديه مقالا او شعرا او حتى قصة و خاطرة . ولتخرج في الوقت الذي تود حيث جمعت قطعه عبر سنوات و في أوقات مختلفة.
والحكم على نجاح أي عمل ما بالنسبة لي ليس كمية المبيعات ولا الشهرة ابدا , بل إحساس الكاتب انه أوصل الفكرة التي يريد حية تتنفس و ناضجة يمكن هضمها و الانتفاع بها بسهولة , و اصرح و بكل صدق ان العمل لم يكلفني و قتا طويلا في الكتابة بل كنت اكتب فقط حينما أكون منفعلا إيجابا كما سلبا , مما أكسب كل قطعة صفة الاستقلالية الذاتية,,,
ان من يبحث عن رأي الاطار الصحراوي بعيدا عن السلطة , سيجد مبتغاه و ضالته , سيجد كيف يفكر الانسان الصحراوي
و سيقف على فلسفته في الحياة و انشغالاته و همومه ...
ربما سيجد القارئ ان قضية تحرير الوطن و المواجهة الثقافية و الفكرية لأطروحة الغريم تشغل حيزا لا باس به كما ظلت دائما تشغل بال المواطن الصحراوي بحكم ان المشكل أصلا هو تصفية استعمار...
أتمنى ان يكون العمل شاهدا حيا على مرحلة عمرية حيث ان الكاتب هو من جيل الجسر بين الجيل الذي فجر الثورة و الجيل الحديث الذي بدأ يستلم المشعل و بالتالي هو بين الحداثة و الاصالة و طبيعيا ان يمتلك الصفتين او المرحلتين"
و بالمناسبة نهنئ شعبنا في كل تواجداته على فتح الباب و تكسير اسطورة الاعلام المغربي ,,,,

اول كتاب باسم كاتب من الجمهورية الصحراوية يصدر في القاهرة

بشرى لكل الصحراويين 
بسم الله ...
و بالله المستعان ,,,صدر اخيرا في مصر كتاب 
"نبضات من الصحراء الغربية "
كأول كتاب بأسم كاتب من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ,و كأول كتاب يكسر جدار الصمت , في معقل التعتيم على قضية شعبنا في اكبر دولة عربية مصر , و في عاصمتها القاهرة , و فيها تقهر الدعاية المغربية لاول مرة صدرالكتاب يوم 27 فيبراير تزامنا مع الذكرى الاربعين لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لما للامر من دلالات,,, وليصل صوت الشعب الصحراوي الناضج الى اخوتنا العرب الذين حرموا من سماع الحقيقة و كانوا يقرؤون بعين واحدة,,,و بالتالي الى كل قارئ للغة الضاد و بهذه المناسبة نشكر دار "النخبة للطباعة والنشر والأبحاث" على شجاعتها في تبني طباعة و نشر الكتاب ,
و نقدم في هذا النص تعريف بالكتاب "
هذا الكتاب...
"نبضات من الصحراء الغربية" ربما يعبر العنوان عن ما يحتويه الكتاب تماما , فهو ليس كتابا تقليديا , بل مجموعة من المشاعر او الزفرات و بتعبير ادق ازيز مطاحن الأفكار في أعماق الروح , ان صح التعبير , كلمات ارقت الكاتب او المواطن الصحراوي الباحث عن الحرية , فاطلق لها العنان لتختار هي أيضا بكل حرية الثوب الذي ترتديه مقالا او شعرا او حتى قصة و خاطرة . ولتخرج في الوقت الذي تود حيث جمعت قطعه عبر سنوات و في أوقات مختلفة.
والحكم على نجاح أي عمل ما بالنسبة لي ليس كمية المبيعات ولا الشهرة ابدا , بل إحساس الكاتب انه أوصل الفكرة التي يريد حية تتنفس و ناضجة يمكن هضمها و الانتفاع بها بسهولة , و اصرح و بكل صدق ان العمل لم يكلفني و قتا طويلا في الكتابة بل كنت اكتب فقط حينما أكون منفعلا إيجابا كما سلبا , مما أكسب كل قطعة صفة الاستقلالية الذاتية,,,
ان من يبحث عن رأي الاطار الصحراوي بعيدا عن السلطة , سيجد مبتغاه و ضالته , سيجد كيف يفكر الانسان الصحراوي
و سيقف على فلسفته في الحياة و انشغالاته و همومه ...
ربما سيجد القارئ ان قضية تحرير الوطن و المواجهة الثقافية و الفكرية لأطروحة الغريم تشغل حيزا لا باس به كما ظلت دائما تشغل بال المواطن الصحراوي بحكم ان المشكل أصلا هو تصفية استعمار...
أتمنى ان يكون العمل شاهدا حيا على مرحلة عمرية حيث ان الكاتب هو من جيل الجسر بين الجيل الذي فجر الثورة و الجيل الحديث الذي بدأ يستلم المشعل و بالتالي هو بين الحداثة و الاصالة و طبيعيا ان يمتلك الصفتين او المرحلتين"
و بالمناسبة نهنئ شعبنا في كل تواجداته على فتح الباب و تكسير اسطورة الاعلام المغربي ,,,
بقلم حمدي حمودي

عربيةُ التّنهيدَة

سمراء متيجة/ حياة عبد المولى 

حبّنا قصيدة
عربيةُ التّنهيدَة
لها دومًا
لغةٌ جديدَة
كتاريخِنا حبّنا
هزائمُ عديدَة
برغمِ أساطير
انتصاراتنا المجيدَة
كقضايانا حبّنا
أزمة مديدَة
خاسرٌ فيها
السَّبْعُ و الطّريدَة
كالأماني حبّنا
أمنيةٌ فريدَة
قُبَلُهُ ذبذبات
المسافاتِ البعيدَة
من شفاهٍ
تُذيبُ الجليدَ
لِجَسَدٍ تضاريسُهُ
تبغي المزيدَ
لكن حبّنا
العربي التّنهيدة
في اكتمالِه
مجزرةٌ أكيدة
فلا تحسب
قتيلَها شهيدَا
كلانا شريدٌ
و شريدَة
في عالمٍ
يحترفُ الوعيدَ
و حبّنا
حكايةٌ سعيدَة
لكنها للأسف
عربية التّنهيدة
سمراء متيجة/ حياة عبد المولى
٢٦ فبراير ٢٠١٦

الآلة المغربية و انفصام الشخصية كآخر خرجة لها ؟...........

بقلم حمدي حمودي

السيدة نزهة بري المغربية التي حاورت الشاب الصحراوي من المناطق المحتلة الساهل ولد اميليد , في برنامج فرانس 24 كانت تعبر حقا عن الحالة النفسية التي يعيشها المخزن المغربي , و خاصة انها قدمت نفسها نائبة عن المجتمع المدني المغربي , الذي بحكم الحال بعيدا عن السياسة و الحروب الدبلوماسية , فما بالك بالدبلوماسيين المغاربة ..؟؟؟ ان السيدة المرتبكة "المتفعفعة" و هي خارج الاستوديو و يحيط بها لا محالة فريق من المخزن المغربي...!!! لم تنقل الا جانبا يسيرا من الذعر و الخوف و الارتباك و مناخ المرض و العجز التي تمر بها دواليب الخارجية الملكية , , فقد اتهمت رجل من الشرق يقود اكبر منطمة عالمية ,, من الجنس الاصفرالذين يعبرون عن ثقافة الهدوء و الرزانة و الاحترام بانفصام الشخصيـة وهو ما تعاني منه هي كناطق عن بلدها من خلال الارتباك و الكلمات التي تقترب من لعبة الكلمات المتقاطعة و قفزات الكنغر اكثر من رياضة الكونكفو و التوازن التي يتقنها الانسان الشرقي,,,
كانت من خلال الحوار احسن مثال ليعبر عن ضعف الحجة و الدليل و الانفعال الحاد و كانت تعبر عن حالة الاحتقان التي ظلت تراكمه الآلة الاعلامية المغربية في صمت مكتوم و يزداد ضغطه ليتفاعل في تفجر فجائي لا يمكن التحكم في شظاياه , و لا في اتجاه مفعولها.
لكن لمذا الآلة المغربية تكلمت عن انفصام الشخصية كآخر خرجة لها ؟
يقول المثل العربي "ما تعرفه في نفسك يدلك على الناس" لا شك ان انفصام الشخصية هي حالة انفصال بين الواقع الحقيقي و الخيال المصطنع, حيث ان المغرب يمارس واقع احتلال حقيقي و يعيش حلم و خيال ان الارض ملكا له و هو ما دأبت على بثه الآلة المغربية في اذهان الشعب المغربي عبر سنوات طويلة للاسف و الذي بدأ مع تطور و سائل الاتصال الحرة يكتشف الحقيقة مما اصابه بالدهشة و الذهول و بدأت فعلا علامات انفصام الشخصية التي انفلتت من لسان السيدة ,,,
و بالتالي هي حالة جنون و تنكشف علاماته في عدم القدرة على التفكير الصحيح حيث ظل الملك يختفي في فرنسا و يهرب من مواجهة الواقع و مواجهة الدبلوماسية الصحراوية حيث انتدب المغرب 3 وزراء خارجية , كما غير دبلوماسيين في شمال اوروبا بحقوقيين , الارتباك ظهر في تواجد سفارات للمغرب مع سفارات للجمهورية الصحراوية , ظهرت في قطع العلاقات مع الاتحاد الاوروبي و غيره كثير و كثير ,,,
ناهيك عن تكميم الافواه و طرد المنظمات الحقوقية و الصحفيين و البرلمانيين و غلق المنطقة عن العالم و اليد الحديدية ,,,
يظهر ان الهروب عن الحقائق التي قالها العالم و بالفم الملآن في الجمعية العامة ان الصحراء الغربية بلد محتل و حان الوقت لتصفية الاستعمار منه من خلال استفتاء حقيقي و نزيه و شفاف يقر فيه الشعب الصحراوي خياراته التي يريد يبدو انها هي الحقيقة التي لا مفر منها و يكفي من المرض و الجنون و حان الوقت لتكبيل النظام الغربي من العالم و حقنه بالدواء المناسب و ابعاده عن الاطباء الفرنسيين الذين يودون ان يبقى المغرب مريضا و عاجزا مضطرا الى حقنهم و منشطاتهم و كذا عن الشيخ السعودي المنفصم اصلا و المصاب بمرض التكبر و المتورط في قتل النفس بغير حق و الدماء في العراق ضد صدام و تهديم ليبيا و اليمن و سوريا و اتهام حزب الله بالارهاب بدل اليهود ....
و في الأخير نتمنى ان يبرأ المغرب من هذا المرض الخطير و يعود الى رشده ...

الجمعة، 11 مارس 2016

“بدوي في الكاريبي” مؤلف جديد للصحفي اعلي سالم إسلمو يعرض بمدينة بيتوريا

يعتبر الكتاب واجهة جديدة في الصراع مع العدو , و لا شك في ان الكتاب موجه الى الطبقة المثقفة او القارئة من المجتمع , و عادة تكون تلك الطائفة هي المؤثرة في توجهات المجتمع و بناء وجهة نظره و تصوره لعلاقاته , مع الغير , ان صدور اي كتاب  يجعل قضيتنا  بين يديه و حاضرة بين عينيه , و يقال " البعيد عن العين بعيد عن القلب" , و يعتبر صدور الكتاب للكاتب الصحفي "اعلي سالم أسلمو" هو عمل عصامي و هو مايميز القضية الصحراوية و هو ان يقدم كل ما يستطيعه من اجل ربح معركة الاستقلال و الحرية , كل بقدراته و مؤهلاته و ان صدور كتاب بلغة الباسك "الاسكيرا" عمل مميز و نادر و نتمنى ان يستمر العطاء و نثمن بصدق و نهنئ الكاتب  الصحفي "اعلي سالم أسلمو"  و نهنئ الشعب الصحراوي على دخول فكره و ثقافته الى درج المثقف الباسكي و القارئ لهذه اللغة  التي بلاشك تعطيه زاوية اخرى للشخصية الصحراوية , ووثيقة مهمة مكتوبة في معركة البحث عن الحرية ,,,

الخميس، 10 مارس 2016

مقال يستحق القراءة راي صمود : بعد صمت القبور, تخبط وهذيان يكشفان وقع الصدمة .



أخرست زيارة ” بان كي مون” الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة, نظام الاحتلال المغربي, الذي كان يراهن على إفشالها باستعمال ما أتيح لمخابراته من وسائل قذرة, بعد استحالة الغائها بالكامل.
إحدى تلك الوسائل, كانت استهداف المواطن الصحراوي الاعزل ” شماد اباد جولي” برصاص الغدر, لارهاب ضيف الشعب الصحراوي الكبير, بالايحاء له من خلال الجريمة , بخطورة الاوضاع الامنية بالاراضي الصحراوية المحررة .
ولكن ايضا لمحاولة تاجيج مشاعر الغضب ضده في اوساط الصحراويين بالمخيمات والاراضي المحررة بشكل عام, وفي اوساط عائلة الفقيد ورفاقه بشكل خاص .
هوس مخابرات الاحتلال المغربي بافشال زيارة “بان كي مون”, دفعهم في غياب اي وازع ديني او اخلاقي, الى اقتراف تلك الجريمة النكراء, بقتل مواطن صحراوي أعزل دون رأفة ولا شفقة, لينضم الى قوافل شهداء هذه القضية الذين قتلوا برصاصه الغادر, او تحت سياط جلاديه في سجونه الرهيبة.
وطبيعي ان يفسر صمت الاحتلال المغربي في البداية, على أنه انتظار وتوقع على أحر من الجمر, لنتائج تلك العملية الجبانة على الارض, و في النهاية صدمة وتجرع لمرارة الهزيمة.
لقد جلجل صوت الناطق الرسمي باسم ” بان كي مون” في أصقاع العالم, معلنا ان مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة آمنة, وان زيارة الامين العام للامم المتحدة كانت ناجحة بكل المقاييس.
فجاء رد الاحتلال المغربي كالهذيان تارة بترديد كلام السعودية الممجوج المكرور, بانها تدعم احتلال المغرب للصحراء الغربية, او انها ستمول مشاريع استثمارية بها, ليثبت فشله في جلب مستثمرين من دول وازنة تحترم شعوبها.
وتارة باتهام “بان كي مون ” بالتحيز,كذريعة للتخلص من زيارته المرتقبة , ومن جولة مبعوثه الشخصي في انتظار ان تنتهي عهدته, ليعيد مع خلفه مسلسل المماطلات والمراوغات أملا في تكريس احتلاله للصحراء الغربية كأمر واقع.
لقد شكلت زيارة الامين العام للامم المتحدة “بان كي مون” الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة, خطوة هامة وبادرة طيبة, من ابرز نتائجها على الارض, اظهار الاحتلال المغربي كطرف معرقل لمساعي الامم المتحدة, و لفت انظار العالم الى معاناة الشعب الصحراوي الذي ينتظر وفاء الامم المتحدة بالتزاماتها تجاهه, بتنظيم استفتاء حر ونزيه يتمكن من خلاله من تقرير مصيره واختيار مستقبله.
فكانت بحق زيارة تاريخية, تتطلب منا ككتاب وصحفيين, ان نضعها في سياقها العام, لاستخلاص ابعادها السياسية والقانونية والاعلامية والحقوقية والانسانية والاخلاقية, بهدف استغلالها واستثمارها في هذا الظرف الدولي الخاص, بما يخدم استراتيجيتنا في التحرير والبناء, ويعزز مكاسبنا في مختلف الواجهات, لا ان ننشغل بالخوض في جدل عقيم لا يفضي الا الى مزيد من الياس والاحباط.
و لبعض “الكتاب” و”الصحفيين” ممن اختارو صف التقليل من اهمية الزيارة التاريخية للامين العام للامم المتحدة, كونها في اعتقادهم تاتي في وقت يستعد فيه لمغادرة المنظمة الاممية تارة, و اخرى لان المنظمة نفسها عاجزة عن تقديم حلول شافية لقضية الصحراء الغربية, نقول : ايهما اكثر وقعا على الاحتلال المغربي, ان ياتي “بان كي مون ” او ان لا ياتي, ثم هل سيكون تعليقكم في حالة الغاء زيارته متطابقا .
ان انتهاج سياسة خالف تعرف, او المعارضة من اجل المعارضة لا يفيدنا في معركتنا المصيرية مع الاحتلال المغربي, والحاسمة في ان نكون او لانكون, وقد لا ينفعنا الندم بعد فوات الاوان.
لقد تمكن الامين العام للامم المتحدة خلال زيارته كما قال من الاطلاع عن كثب على اوضاع اللاجئين الصحراويين بالمخيمات, قبل اسابيع قليلة من تقديم تقريره الى مجلس الامن الدولي , الذي سيضمنه اقتراحاته بشان سبل الخروج من حالة الانسداد الراهنة, التي يتحمل الاحتلال المغربي لوحده المسؤولية الكاملة عنها.
والا فكيف نفسر رفضه للمفاوضات, ولاستقبال المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة, ومنعه من زيارة الاراضي المحتلة, وامتناعه عن استقبال الممثله الخاصة للامين العام للامم المتحدة, الا يعتبر هذا استهتارا بالمنتظم الدولي واحتقارا له,
ثم ما هي الاسباب الموضوعية التي فرضت على محمد السادس طلب تاجيل زيارة “بان كي مون ” ان لم يكن عجزه عن اقناعه بما يسميه الحكم الذاتي, وخوفه من خروج مظاهرات عارمة بالارض المحتلة تندد باحتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية.
ثم هل كانت زيارته لفرنسا اكثر اهمية من استقبال الامين العام للامم المتحدة, خصوصا اذا عرفنا انها كانت مجرد رحلة سياحية بدليل الصور التي التقطت له بشوارع باريس, مع الفتيان والفتيات, مما يكشف ارادة تعطيل مساعي الامم المتحدة لايجاد حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية, ويهدد بالتالي الامن والاستقرار بالمنطقة .