الثلاثاء، 31 مايو 2016

نبذة عن حياة الشهيد الزعيم محمد عبد العزيز

الشهيد الحافظ 31 ماي 2016 (واص) - ولد الشهيد محمد عبد العزيز سنة 1948 بمنطقة السمارة بالصحراء الغربية أين تلقى دراساته القرآنية.
انتقل في نهاية الخمسينيات إلى جنوب المغرب لمتابعة دراساته أين بلغ المستوى الجامعي تخصص طب.
مع ظهور الإرهاصات الأولى للحركة الجنينية وبالضبط في 1972 شارك في مظاهرتي مارس وماي بمدينة طانطان حيث اعتقل مع مجموعة من رفاقه، لينتقل بعد ذلك مع مجموعة من زملائه الذين قرروا التخلي عن الدراسة والانخراط في التحضير لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وكان له دورا كبيرا في التعبئة والاتصال بالصحراويين بالريف الوطني والدول المجاورة إلى جانب مهمة جمع السلاح والتحضير لاندلاع للكفاح المسلح.
مع نهاية ابريل 1973 شارك في المؤتمر التأسيسي للجبهة أين انتخب عضوا في مكتبها السياسي. وكانت أولى مهامه إعداد العلم الوطني وشعار الجبهة وبطاقات الانخراط من اجل توزيعها على كافة فروع التنظيم السياسي للجبهة  قبل أن يتولى المسؤولية المباشرة على فرع الشهيد إسماعيل الباردي بالجنوب الجزائري إلى جانب تكليفه بالمساهمة في تحضير وتنظيم وتسليح المجموعات الأولى التي تولت مهمة تفجير الكفاح المسلح بخنكة واد اكسات.
بعد ذلك كلفه الشهيد الولي بالإشراف على تنظيم مجموعات التعبئة وجمع السلاح وتأطير وتجنيد المناضلين الملتحقين الجدد لدعم وتعزيز صفوف المجموعات المقاتلة.
شارك بدعوة من قسم حركات التحرر بجبهة التحرير الوطني الجزائرية نقاشات تاريخية أضحدت حجج المغرب وكشفت خططه لخلق حركات موازية عميلة للمخابرات المغربية واقنع  جبهة التحرير بالاعتراف بحقيقة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وقائد كفاحه من اجل التحرير والاستقلال.
ساهم بفعالية في تحضير وإنجاح المؤتمر الثاني للجبهة المنعقد في غشت 1974.
في نهاية 1974 وحتى ماي 1975 كان له الدور الكبير في التأطير ونشر فكر الحركة وتنظيم الخلايا والفروع وتوجيه احتجاجاتها ومظاهراتها على كامل التراب الوطني ودول الجوار وكانت أكبرها المظاهرات التي انطلقت يوم 12 ماي تزامنا مع زيارة بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق.
كان ضمن الوفد الذي شارك في عملية التفاوض مع الإسبان لتبادل الأسرى والتوصل إلى خطة تفاهم بين الجبهة وإسبانيا.
لعب دورا فاعلا في الدعوة إلى الوحدة الوطنية وتعميم نتائج ملتقى عين بنتيلي.
في نهاية 1975 قاد الدفعات الأولى المتردبة لدى الجزائر الشقيقة وبعد التخرج عين قائدا للناحية العسكرية الأولى، حيث قاد الكثير من المعارك ضد قوات الغزو المغربية في شمال الصحراء الغربية وجنوب المغرب ومنها معركة توكات ورأس الخنفرة واريدال والزاك ولمسيد وكل الثكنات والمراكز العسكرية في جنوب المغرب وجرح خلالها مرتين.
بعد استشهاد مفجر الثورة الولي مصطفى السيد شارك بفعالية في المؤتمر الثالث للجبهة مؤتمر الشهيد الولي مصطفى المنعقد في 25 غشت 1976 وكان حينها جريحا، وانتخب عضوا باللجنة التنفيذية وأمينا عاما للجبهة. ومن بين الأولويات التي كان يدعو إليها في المؤتمر وحدة القيادة والشعب والدعوة إلى شن هجمة الشهيد الولي مصطفى السيد.
كان قائدا عسكريا محنكا يدير المعارك ويشرف عليها بكل شجاعة ورزانة وتحكم واقتدار سواء في الصحراء الغربية أو في جنوب المغرب او في شمال وجنوب شرق موريتانيا آنذاك.
كان له شرف بناء المؤسسة العسكرية بكل مكوناتها وتشكيلاتها وتحديثها عبر كل مراحل الكفاح والحرص على الإعداد والتكوين المستمر للعنصر البشري من خلال التخطيط والإشراف الميداني على المعارك والتدريب إلى أن أصبح الجيش الصحراوي نموذجا يحتذي في المنطقة وتدرس تجربته القتالية والتنظيمية في الكليات والمدارس الدولية. وكان رمزا لمشروع بناء الدولة الصحراوية الديمقراطية العصرية حيث كان حريصا على شمولية البناء لكل مكوناتها حالا ومستقبلا وتكييفها مع المراحل، وكان يولي الأهمية القصوى للتعليم والصحة والعدالة والقانون ويركز في ذلك على ما تمليه التطورات الدولية من فصل السلطات والدور النيابي في الرقابة وضمان الشفافية ونزاهة الانتخابات واحترام حقوق الإنسان وأنشأ الآليات والهيئات التي تضمن ذلك.
وأولى الشهيد اهتماما خاصا بالمرأة وأقنع المجتمع بضرورة تبؤئها لمكانتها الطبيعية في كافة الهيئات السياسية والإدارية. ومن أبرز انشغالاته العناية الدائمة والخاصة التي كان يوليها للشباب وكانت قناعته أن الطلائع الحقيقية للشباب هي تلك التي تلتحق باستمرار بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي دون أن يغفل عن بناء المؤسسات السياسية والإدارية التي تعنى بالشباب.
عمل منذ البداية على توسيع دائرة الاعتراف بالدولة الصحراوية وكان مستميتا في إقناع الأفارقة بانضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى حظيرة منظمة الوحدة الإفريقية وواجه ادعاءات الحسن الثاني وقبل الاستفتاء وأقنع الأفارقة بتشكيل لجنة حكماء من رؤساء دول لإعداد المشروع الذي أصبح يعرف بخطة التسوية المشتركة بين الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة والتي وقعها المغرب وجبهة البوليساريو في 30 غشت 1988 وقبل بالتفاوض بمراكش وبالرباط وقبل ذلك في الطائف والجزائر والبرتغال لإفشال مناورات الحسن الثاني وحشد الدعم وكل وسائل الضغط لإرغام المغرب على الدخول في مخطط التسوية الأممي الذي دخل حيز التنفيذ في 6 سبتمبر 1991.
كان من بين القادة الأفارقة الذين أسسوا الاتحاد الإفريقي.
عرف كيف يتعامل مع المغرب وضغوط حلفائه لتجاوز العراقيل أمام تحديد الهوية وفرض على المغرب التوقيع على اتفاقيات هيوستن ليقنع العالم فيما بعد بأن المغرب لا يريد الحل السلمي ولا خطة الأمم المتحدة وهو ما اتضح من خلال رفض المغرب لمخطط التسوية ولخطة بيكر فيما بعد.
انتهج الشهيد محمد عبد العزيز في تعامله مع المغرب خطة العزل وتضييق الخناق فنجح في عزله عن إفريقيا وعن أمريكا اللاتينية ونقل الصراع فيما بعد إلى الساحة الأوروبية عن طريق البرلمانات وحركات التضامن الواسعة التي كان يحرص على حضور ملتقياتها السنوية شخصيا ليحول الصراع على الساحة الأوروبية إلى صراع قانوني أنتج قرار محكمة العدل الأوروبية بعدم شرعية نهب ثروات الإقليم واحتلال المغرب للصحراء الغربية.
مع تعثر مخطط التسوية والتأكد من عدم جدية المنتظم الدولي والمغرب في السير في مخطط التسوية  أعلن عن انطلاق انتفاضة الاستقلال المباركة بالأرض المحتلة وحرص على توجيهها والوقوف إلى جانب ضحايا القمع الوحشي المغربي  ومؤازرة والشد على يد المعتقلين والمرافعة عنهم  وكان حريصا على استقباله الشخصي لوفود الأرض المحتلة التي تزور مخيمات العزة والكرامة
كان مفاوضا متميزا مع الأمم المتحدة ونتاج ذلك هو إدخال المغرب في الصراع مؤخرا مع الأمم المتحدة حسب مراحل: المبعوث الشخصي، الممثلة الخاصة، الأمين العام وأخيرا مجلس الأمن.
خلق شبكة واسعة من العلاقات الشخصية خدمة للقضية الوطنية مع رؤساء دول وحكومات برلمانيين و كتاب وصحفيين وفنانين ومبدعين، وفي مقدمتها حرصه على العلاقات المتميزة مع دول الجوار بما فيها مع  الشعب المغربي.
كان الشهيد محمد عبد العزيز، شخصية متميزة في معرفته الدقيقة لكل مكونات المجتمع الصحراوي كهوية وثقافة وتميز وأستحدث في تجربته الناجحة كل الأساليب التي تحظى بقبول كافة الصحراويين. كان شيخا مع الشيوخ وشابا مع الشباب ومثقفا مع المثقفين وإعلاميا مع الإعلاميين وعسكريا مع العسكريين ودبلوماسيا مع الدبلوماسيين متسامحا إلى أبعد الحدود وصبورا إلى درجة الانتقاد من طرف الرفاق لكنه متشددا وصارما في كل ما من شانه المساس بالقضية الوطنية. وكان يعرف قيمة الوقت في مراكمة التجرية ويتسامح مع كل الأخطاء التي تندرج في إطار اكتسابها وتقويتها. كان سريع التكيف مع التطورات الطارئة وكان دائما يرسم خططه لتفادي المفاجأة وبالشكل الذي يضمن تقوية الوحدة الوطنية والدفع بمسار القضية والوطنية وقطع الطريق أمام العدو. كان واسع الصدر عطوفا على الآباء والشخصيات الوطنية وأرامل الشهداء والمعوزين.
عاش بسيطا ومتوضعا ومات بسيطا ومتواضعا ، لكنه عاش عظيما ومات عظيما. (واص)

الجزائر تعزي الشعب الصحراوي

الجزائر  - أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الشعب الصحراوي فقد بوفاة رئيسه محمد عبد العزيز، مناضلا صلبا، جعل من السلم مبدأ استراتيجيا و قناعة نضالية لا بديل عنها، معربا عن ألمه لرحيله قبل أن يرى بلاده مستقلة.
و في برقية بعث بها لرئيس المجلس الوطني الصحراوي خطري أدوه، يعزيه فيها بوفاة الرئيس الصحراوي، كتب الرئيس بوتفليقة "إنه لحدث مفجع وخطب جلل، هذا الذي حل بالشعب الصحراوي الشقيق وكل أحرار العالم من التواقين إلى الحرية والسلام، بوفاة المجاهد والمناضل محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليزاريو، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا "لشد ما آلمني النبأ، وعز علي أن تنطفئ فيه جذوة الحياة ولما يبلغ هدفه، الذي أمضى زهرة حياته وكل عمله و وقته في سبيل تحقيقه، وقبل أن يرى شمس الحرية تبسط أشعتها على ربوع وطنه، وهو الذي كان يفيض أملا ويكد عملا للعودة إليه مع رفاقه سادة أحرارا عن طريق تجسيد حقيقي لمخطط السلام الأممي حول قضية الصحراء الغربية".
و تابع رئيس الدولة "يعز علي أن يفقد الشعب الصحراوي مناضلا صلبا من مناضليه، وأحد مؤسسي جبهة البوليزاريو البواسل، رفع السلاح لتحرير بلاده في باكورة الثورة، وسرعان ما أصبح القائد العسكري العام للجبهة، ولم يمض عليه غير وقت قليل حتى عين أمينا عاما لها، ورئيسا لقيادة مجلس الثورة ، بفضل كفاءته في الميدان، وبراعته في إدارة دفة السياسة".
وذكر الرئيس بوتفليقة بأن الفقيد "عاش مجاهدا يقود رفاقه الأشاوس إلى مرابض الكفاح المشروع، وظل يقاسم شعبه شظف العيش بكبرياء، ولا يفتأ يلهمه الأمل بأنوار صبح آت لا محالة، وإن طالت المعاناة"، مضيفا بأن الراحل "صبر(...) وصابر، جانحا للسلم، داعيا خصومه لكلمة سواء، حقنا لدم القربى والأخوة".
لم يدع بابا إلا طرقه، ولا منبرا في المحافل الدولية إلا اعتلاه مفاوضا ومنافحا من أجل أن يحظى مواطنوه بعدالة دولية تعيد لهم الكرامة، وتسترجع حقهم في تقرير المصير، ويعملون مع جيرانهم على بناء صرح الوحدة المغاربية قوامها التعاون المشترك والاحترام المتبادل.
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن الفقيد لم يتطرق اليأس إلى نفسه على مر السنين، "وهو ينتظر ساعة الفرج، داعيا للسلم كمبدأ استراتيجي، وكقناعة نضالية لا بديل عنها".
كما أضاف يقول "كان ثبت الجنان في المواقف الصعبة، قوي الإيمان بعدالة قضيته، أمسك بزمام القيادة مع رفقائه في أجواء عاصفة فلم يفلته لحظة، ولا مال به يمنة أو يسرة. لقد صمد ومضى سائرا نحو الهدف المنشود، يحشد التأييد لقضيته، ويوسع الإعتراف بها بخطى ثابتة، تركت أثرها بينا في كل القارات، وفي المحافل الدولية وخاصة الإتحاد الإفريقي".
وذكر بأن الرئيس الصحراوي الراحل "لم يترك سانحة إلا أغتنمها، كان يقظا لكل ما يمس بقضيته، يفاوض بحجة واقناع، ويحاور بلطف ورزانة. إلى أن أنهك جسده التعب، وتسلل إليه المرض، و وافاه الأجل المحتوم، فرحل إلى رحمة الله وعفوه، تزفه الدعوات والرحمات".
فبوفاة الفقيد محمد عبد العزيز -يضيف الرئيس- "لقد رزء الشعب الصحراوي الشقيق اليوم، في واحد من أبنائه الرموز البررة، كما فقد المجتمع الدولي وكل المستضعفين في الأرض، داعية لقيم التحرر والتعايش السلمي، كسب تعاطف شعوب العالم والمجتمع المدني والحقوقي إلى مؤازرة قضية شعبه المشروعة".
وشدد الرئيس بوتفليقة على أنه و "لئن رحل الرئيس محمد عبد العزيز عن الدنيا، فإنه باق في وجدان الشعب الصحراوي و ذاكرته، وفي تاريخه ومآثره وحضارته. ولكن عزاء الشعب الصحراوي وعزاء المناضلين فيه أنه استشهد وهو يذود عن حياض الوطن، والشهداء لا يموتون، إنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وعملهم مستمر في الدنيا بعمل رفاقهم، الذين اقتدوا ويقتدون بسيرتهم ونضالهم، إلى أن يحققوا لشعوبهم الحياة الحرة والعيش الكريم. وما ضاع حق وراءه طالب".
وأضاف مؤكدا على أن "أمل الشعب الجزائري وكل الشعوب المؤازرة لقضية الشعب الصحراوي أن تجد قيادة جبهة البوليزاريو المنهج السليم لاستمرار نضالهم في كنف الوحدة، تلك الوحدة التي جعل منها الفقيد محمد عبد العزيز همه الجوهري، وحدة صنعت مجد القضية الصحراوية في صرح العالم".
وختم رئيس الجمهورية برقيته قائلا "و إذ أشاطركم الأسى على فراقه، وأزجي لكم ولكل أهله وذويه وأقاربه وجميع رفاقه في السلاح والنضال، باسمي ونيابة عن الجزائر شعبا وحكومة، اللذين فقدا فيه صديقا عظيما، أزجي لكم أصدق التعازي وأبلغ عبارات المواساة، سائلا الله العلي القدير أن يكرم مآبه ويجزل ثوابه عدد حسناته وكفاء أعماله، وأن يتغمده برحمته ورضوانه، وأن يفسح له مكانا يرضاه في فسيح جنانه، مع الشهداء والصالحين من عباده. كما أسأله تعالى أن يعوضكم في المرحوم المزيد من العزم والثبات، وأن يضاعف لكم على صبركم الأجر العظيم، إنه سميع مجيد".
"وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون".

وأخيرا ترجل الفارس بصمت

الرئيس الراحل محمد عبد العزيز

“إن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا “محمد” لمحزونون”.
وأخيرا آن لأحد فوارس الثورة الصحراوية العظام أن يترجل، بصمت، وبهدوء وكأنه لم يرغب في أن يزعج أبناء شعبه، أو يشغلهم بما كابده طيلة السنوات الأخيرة في مصارعة المرض.
أخيرا ترجل الفارس من علياء مقاومته، ومضى للقاء ربه بسيطا، كما عاش وهو رئيس الجمهورية، متواضعا، وحليما يعيش بين أبناء شعبه كواحد منهم، يمرض بمرضهم، ويفرح بفرحهم، ويحزن بحزنهم.
أخيرا ترجل الفارس، ولم نسمع منه كلماته الأخيرة، لكننا نستطيع استقراءها من مسيرته التي لم يهن فيها يوما، ولم يخن، ولم يحبط، ولم يتزعزع عن الإيمان بحق شعبه في الحرية، وفي الكرامة.
ترجل الفارس ومضى بعيدا، مثلما ترجل قبله رفاق وإخوة له منحوا أرواحهم وحياتهم وشبابهم وأموالهم لتحرير وطنهم وشعبهم من الاستعمار البغيض ومن الاستعباد ومن القهر.
وها أنا أكتب، وأعجز عن الكتابة عن هذا الشهيد الجديد، شهيد لم يسقط في المعركة، لكنه لم ينم يوما إلا والمعركة في باله، وبين عينيه، يعيشها بجوارحه، ويتابع محطاتها وأصداءها القادمة من كل مكان بقوة وعزم أسطوري، وبقدرة خارقة على التحمل والصبر كان جميع من حوله يقول أنها ليست بشرية.
لكن الجسد لم يستطع أن يقاوم كل الضغوطات التي عاشها رحمة الله عليه، فتداعى شيئا فشيئا حتى انهار في السنوات الأخيرة.
أكتب عنه، ليس لأمدحه، فلا يحتاج مديحا، بل لأنني أريد أن أقدم شهادة للتاريخ عن هذا الرجل، الإنسان، ما دمت لم استطع أن أفعل ذلك في حياته حتى لا يعتبر ذلك رياء أو نفاقا. نعم، لقد عرفته عن قرب، مثلما عرفه كل أو معظم أبناء الشعب الصحراوي، بشكل أو آخر. لم يكن بالنسبة لنا رئيسا للدولة فقط، بقدر ما كان رفيقا مناضلا في قضية تغلغلت في أعماق أعماقه حتى صار جزءا منها، وصارت منه بمكانة القلب.
رحل محمد عبد العزيز، المقاتل، والرئيس، والرفيق، والإنسان العادي البسيط، والرجل السمح المتواضع، والرجل الصلب الذي لا يلين عند المواجهة كما يشهد رفاقه في السلاح، وأيضا الرجل الرحيم العطوف على أبناء شعبه رغم كل ما قد صدر أو يصدر منهم أحيانا في حقه من اتهامات، وتشكيك بعد أن طال الصراع. وكأنهم حملوه وحده ثقل المعركة مع الإستعمار، ولكنه رغم ذلك لم يتذمر، بل تحمل الحمل بصمت، وتحمل النقد بصمت، حتى خبا بصمت.
رحل محمد عبد العزيز، وتركنا وراءه وكأنه يقول لنا جميعا، أنتم الآن لن تحتاجونني بعد، لكنني تركتكم على العهد، فإياكم أن تتخلوا عنه. تركتكم على عهد سقط في سبيله شهداء، وضاعت في سبيله أرواح، وكتمت في سبيله أحلام. تركتكم على العهد وقد مررنا سويا بمراحل مختلفة، ومتباينة، فيها الإنتصارات، وفيها الهزائم، وفيها الخطأ وفيها الصواب. ولكن إياكم أن تشكوا في قدرة الشعب الصحراوي الذي أنجبت أمهاته أمثال الشهيد الولي، وكافة الشهداء، وأنجبت أمثال محمد عبد العزيز، الذي رحل عنا دون ضجيج ليقول لنا من خلف ابتسامته المعهودة: “حرروا أوطانكم أو موتوا وأنتم تحاولون. ولكن إياكم والتراجع عن عهد الشهيد”.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم ماء العينين الاكحل

الرئيس محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ينتقل الى الرفيق الاعلى ..

انتقل الى رحمة الله  رجل من أهم رجالات العالم الأقوياء , و أعز من انجبت ارض الصحراء الغربية , وأبر أبناء الشعب الصحراوي به, المقاتل و المناضل و الرئيس محمد عبد العزيز , الذي تحمل ثقل الأمانة و كان قدر عظمة المسؤولية و أوصل الدولة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الى مكانتها التي تستحق في صف كل دول العالم ... و بهذا المصاب الجلل تعزي اسرة الطريف أسرة الفقيد  و الشعب الصحراوي في كل أماكن تواجداته  و كل احرار العالم  و انا لله و انا اليه راجعون ...


إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ


إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ
عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ:
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ
   السموءل بن عدي

المناخ و العمارة ...


يتميز مناخ مصر العليا بأنه مناخ منطقة حارة جافة ، مع اختلاف واسع جداً في درجات الحرارة نهاراً وليلاً . ولما كان وجود ظل من السحاب هو أمر يكاد يكون معدوماً بالكامل ، فإن الأرض تتلقى في النهار قدراً هائلاً من إشعاع الشمس ، بينما هي تشع ليلاً قدراً هائلاً من الحرارة يتجه ثانية للسماء . وهكذا فإن أي مسطح معرض لضوء الشمس المباشر ، كأرضية أحد المباني أو جدرانه أو سقفه ، ستزيد حرارته زيادة مهولة أثناء النهار ، ويفقد من حرارته أثناء الليل .
وبالتالي فإن توفير راحة الناس في الداخل من مباني هذه المنطقة يعتمد إلى حد كبير على الخواص الحرارية للجدران والسقف . وأفضل مواد البناء هي تلك التي لا توصّل الحرارة .
ولحسن الحظ فإن طوب من التربة المجفف في الشمس هو من أسوأ موصلات الحرارة . ويرجع هذا الجزء منه إلى الانخفاض البالغ في قدرته على التوصيل طبيعياً ( 0.22 كالوري / دقيقة / سم المربع/ لوحدة سمك الطوب المصنوع بعشرين في المائة من الرمل الناعم ، و 0.32 كالوري / دقيقة / سم المربع / لوحدة سمك الطوب المصنوع بثمانين في المائة من الرمل الخشن ، وهذا مقابل 0.48 للطوب المحروق ، و 0.8 لبلوكات الأسمنت المجوفة ) ، كما يرجع في جزء آخر إلى ضعف الطين مما يستلزم أن تكون جدرانه سميكة ، وبيوت طوب اللبن في مصر العليا تبقى فعلاً مبردة إلى حد ملحوظ لمعظم اليوم ، وقد ثبت في كوم امبو أن المنازل الإسمنتية التي بنتها شركة السكر لموظفيها هي أسخن من أن يعيش المرء فيها صيفاً وهي بالغة البرودة شتاءً ، وهكذا فضل الموظفون أن يعيشوا في بيوت الفلاحين الطينية .
كتاب عمارة الفقراء لحسن فتحي
منقول
http://www.archiciv.com/vb/archiciv101/

الاثنين، 30 مايو 2016

وردتي ...

بقلم  محمد عطوي

شممتك يا وردتي من بعيد
و عطرك فاح و هز الوريد...
فضخ الدماء
لقلبي السعيد
فطرت إليك
فأصبحت في يوم عيد
فعيني تراك منارا
ويشدو فؤادي بعطر جديد
بكل صباح أشم الحياة
أشم المزيد
أضمك للصدر لا أرتضيك بعيد
لكي أتعطر أكثر
فإن دمائي تجيئني منك
بفضل العلي المجيد
فيا وردتي الساحره
سأسقيك ماء فراتا
بكلتا يدي و أتلو النشيد
وآخذ ضوءا من الشمس
كي تزهري لهواي الوحيد
فأنت سمائي و أرضي
وأنت كما الرئتين
وأنت فضائي القريب البعيد
تباركت يا وردتي
في زماني الشريد
سأدخل فيك بوجهي
لأسكن قصري المشيد
يلملم جرحي شذاك
و يأخذني لمداك
بسحر لديك و كنز بديع فريد
فأنت غذائي
هوائي و مائي
و أنت وجودي الأكيد
أنا لا حياة لدي
بلا وردة في العبيد
إذا جن ليلي
نقلتك من شرفتي
إلى غرفتي
أخاف عليك الظلام المريد
تكونين قدام عيني كلتيهما
أقص عليك حكايا الزمان السعيد
أمرغ خدي عليك
فتبتسمين حبورا
و تنفتحين عطورا
لعمري المديد
هنالك أنسى شقائي
و تجري دمائي
لأغشى جنان الخلود


محمد عطوي : شاعر و اديب جزائري .

يصدر عن دار النخبة المصرية للشاعرة سماح الجمال : ""العطر عصي على القتل" قريبا في القاهرة

يصدر دار النخبة للطباعة والنشر المصرية قريبا بالعاصمة المصرية القاهرة ديوان جديد يحمل عنوان "العطر عصي على القتل"، وهو الديوان الأول للشاعرة والأديبة المصرية سماح الجمال . • سماح الجمال "للوسط "الديوان يبرز البعد الإنساني الممزق للوطن والعقل والقلب وصرحت الشاعرة سماح الجمال لجريدة "الوسط"، أن هذا الديوان ذو نكهة مختلفة يتناول البعد الإنساني الممزق ما بين وطن وعقل وقلب بالشتات وأضافت الأديبة سماح الجمال أن قصائد الديوان كتبت بقلم أنثوي خالص بمرحلة حالكة من عمر الإنسانية منذ القصيدة الأولى حتى الأخيرة. وسأختار لكم قصيدة "يوسف" : عندما تُزهِرُ أشجارُ المشمشِ وتَخْرُجُ الثمارُ من رَحِمِ الفصولِ الأربعةِ ويخطو الطريقُ رويدًا رويدًا حتَّى لا تستيقظَ العصافيرُ سأكونُ هناكَ عند حافةِ البئرِ العتيقة أنتظرُ أنا أيضًا يوسفُ هذا الحبيب أحملُ قَميِصَهُ أجمعُ دُموعَهُ أُلَملِمُ أحدَ عشرَ كوكبًا لوَّثتها أطماعُ البشرِ وهَوَتْ بقاعِ الخطيئةِ بكلِّ شططٍ يُوسُفُ هيَّا!! يوسفُ ماذا رأيت؟ يوسفُ أخبرني عن ظلماتِ الجُّب والماءِ الباردِ فوق مسامِّ الروح وصخورٍ تحتضنُ نحيلَ الجسدِ ألَا تعرفُ أني بالخارجِ أنتظرُ، وقميصُك المقدودُ بيدي، ودماءُ الذئبِ بكفِّي تَخْضِبُها؟ يوسفُ أيها الحبيبُ هل أيضًا لا تعرف؟ أكَلَنا بَعدَكَ الذئبُ والأطفالُ هناكَ غرقَى حتى الأعناق ببحيرةِ دم! يوسف عليكَ الأمان اخرُجْ من الجبّ وهاتِ بيدك بعضَ سلام فالأرضُ لم تَعُدْ أرضًا وكذلك السماء يوسفُ فسِّرْ ليَ الأحلام إني رأيتُ الأرضَ.. وذئابًا ودماء هل تكون النهايةُ وترثُ الأرضَ الذئاب
سماح الجمال


الأحد، 29 مايو 2016

غيمةً ، حجبتْ عنّي هُدى الأُفقِ

بقلم رشيد دحمون

غيمةً ، حجبتْ عنّي هُدى الأُفقِ
هلّا رحمْتِ قتيل الحُبّ ، والورَقِ؟
خصْمَان.. ما اجْتَمَعَا إلّا لتَصْفِيتي
وصَبّ أوْديةِ الأحْزانِ.. في حَدَقِي
...
وحْدي ، أهدّئ هذا القلْبَ مُنْتشيًا
غيْثَ الأمَاني، حبيسا غرفـةَ الأرَقِ
البدرُ.. آخر ما في اللّيل مِنْ أمَلٍ
يا فجْرُ عجّلْ لأجلي حُمْرةَ الشّفَقِ
اللّيل... هذا -هداهُ.. الله- دمّرني
ما بين ذاكرتيْ الحُبْلى و مُنْعَتقي
نارٌ وبحـرٌ... وقلـبٌ تـاه..َ بينهُما
يهوى الرّحيل ويخْشى غُربةَ الطرُقِ
ريحٌ الشّقا أيقظتْ وهْمي.. مُعَزّيةً:
لا يُسْعِدُ الحُبُّ مْنْ يرتاحُ في القلقِ!

طار غرابه !

بقلم نورة سعدي



قدمت خطوة إلى  الأمام و تراجعت خطوات إلى الوراء ثم
عدلت نهائيا عن قرارها ومضت إلى حال سبيلها دون أن تلتحق به
بعدما حثّ الخطو وتوارى في الزحام ،عيناها أنكرتاه ،لا ليس هو ذاك
الذي غاب عن ناظريك مدة طويلة ،ليس هو لكن قلبها وعقلها يؤكدان لها إنه هو ،هو بلحمه وشحمه ودمه فقط لقد وسمه الزمان بميسمه القاسي فتغيرت ملامحه  وطار غرابه!



برنار ليفي... صديق للثوار العرب وللجيش الإسرائيلي أيضا!




بقلم أسامة ابراهيم



اعتاد الناشطون وقوى المعارضة العربية على وجود الفيلسوف والصحافي الفرنسي "برنار هنري ليفي" في قلب الأحداث التي شهدها العالم العربي على مدار السنوات الماضية واصطلح على تسميتها بالربيع العربي، بداية من طرابلس الغرب، مرورا بالقاهرة، وحتى صنعاء وبغداد ودمشق...

ربما يكون من المفارقات، أن برنار لم يكن يمر بعاصمة عربية إلا وتشهد أحداثا تاريخية جلها يتعلق بالاحتجاجات الشعبية التي تؤدي إلى سقوط هذا النظام أو ذاك، فلا تكاد تخلو ثورة عربية من صوره كأنه أحد ملهميها، بل إن صوره رفعت مع زعماء المعارضة والمحسوبين على قادة الثورة.

هذا الأمر يثير العديد من علامات استفهام حول ليفي من بينها: ماذا يفعل فيلسوف وصحافي فرنسي على أراضي السودان ومصر وليبيا وسوريا؟... وهل تلك التحركات بريئة وحبا في الحرية والديمقراطية- حسب تصريحاته، أم أن لها أهداف أخرى خافية؟

لقد شارك ليفي في العديد من الأحداث والفعاليات الشعبية ليس في المنطقة العربية فحسب بل في بعض البلاد الإسلامية الأخرى، منذ عمله مراسلا حربيا إبان حرب انفصال بنجلادش عن باكستان عام 1971. ومطالبته الدول الغربية بالتدخل في حرب البوسنة عام 1990.

إلا أن شهرة ليفي ذاعت بين المعارضين العرب بتواجده في جنوب السودان بالتزامن مع الأحداث التي أدت إلى انشطار السودان إلى نصفين: شمال وجنوب، مرورا بميدان التحرير في قلب القاهرة، ومن ثم تواصله مع ثوار ليبيا حتى انهيار نظام العقيد معمر القذافي.

لكن المفارقة تبدو واضحة عندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية في تونس والتي انتهت بهروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي خارج البلاد، كان ليفي من المناصرين لنظام بن علي ومساندا له، لذلك لم تطأ قدماه أرض تونس. لكنه شارك المصريين ثورتهم التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من الحكم.

وعندما اندلعت الأحداث في ليبيا ضد نظام القذافي، ابتعثته الحكومة الفرنسية إلى مدينة بنغازي والتقى برئيس المجلس الانتقالي ووفود دول عديدة وحينها أطلق تصريحه الشهير "أنا صديق لاسرائيل وللشعوب العربية، وآمل أن تجمعهم الأخوة البشرية وأن يتخلوا عن العداء.

نشير في الختام إلأ أنه  خلال مؤتمر "الديموقراطية وتحدياتها" في تل أبيب في مايو 2010، تحدث ليفي بحماس عن "جيش الدفاع الإسرائيلي" معتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم. وأضاف "لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية. فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية.
.أسامة ابراهيم : صحفي وكاتب مصري

السبت، 28 مايو 2016

نظرة في بناء الانسان الصحراوي و قوته...

بقلم حمدي حمودي


المرأة الصحراوية من أبرع النساء و أكثرهن قدرة على البناء و التفكيك و البناء , و الخيمة الصحراوية هي البيت السريع والسهل التركيب, فوق الأرض و على ظهر الجمل , حيث تتخد المرأة عادة الهودج كخيمة او بناء على سنام الجمل لراحتها و راحة أبنائها...
وتعتبر المرأة الصحراوية في بناء مستمر و تعمير للمكان والفضاء الذي تتنقل فيه , و يعتبر البناء المتحرك و المتنقل اصعب بكثير من البناء الثابت , و اكثرها تمرينا للذهن و نشاطا للمخيلة , و حركة للجسد , و بحكم ان الاشياء الثابتة اسهل على الانسان فهما من الاشياء المتحركة ...
و ليس خفي على اي من الدارسين الجدد ان تجارب الانسان السابق وأُثبت بالتجربة , انها لم تأت ابداً جزافا , بل تشكّلت عبر مراحل وحقب زمنية طويلة من الممارسة , وتلك تراكمات ترسبت ببطء في عقل صحيّ و ناضج يقيس الامور و يزنها بمقياس الملاحظة و التأمل والفطنة و يطرحها على بساط التجربة التي تنقيها كما تنقى حبات القمح من الشوائب قبل طحنها ,ثم يعمد الى اعتمادها او اختبار بدائل لها او اجراء تغييرات عليها , حسب اختلاف ظروف الانسان نفسه من ناحية نسيج تركيبته الاجتماعية و الدينية و الاخلاقية و الامنية و الثقافية و غيرها... , و من ناحية تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها و مواجهته لتحدياتها المستمرة منها والفجائية التي تأتي فقط من وقت لآخر...
ان البحث في أسلوب بناء الخيمة , ليس الا مدخلا بسيطا يقودنا الى نبذ عقلية التحضر التي تلغي فكر أجيال و أجيال عاشت على هذه الأرض و أعطت دروسا تطبيقية متقدمة , تجاوزت التنظير و التفكير و الفلسفة الى المسلمات و الممارسات اليومية على الأرض و صنفت في طرق تحفظها و تصونها من الزوال و الاندثار و في قوالب حسب الحالة , نجدها في اوعية مختلفة تحفظها كما تحفظ الكنوز , كالشعر و القصص و الاحاجي و النوادر الى الامثال و الحكم و حتى المحاظير "كأمحالي" و ترقى الى ربطها بالمقدسات كالسيرة النبوية و كلام الخالق جل علاه ...
           و في مجال البحث عن القوة التي ظلت تشغل بال العالم لا شك ان الدراسات الأخيرة انتبهت الى الدراسات الإنسانية , التي تبحث عن افضل السبل لتقوية الانسان لا من ناحية كسب لقمة البطن , بل كسب لقمة الفكر , و هناك شعوبا اندثرت عن آخرها و عصفت بها التيارات الحديثة السطحية التفكير التي انتجت منظومة فكرية ضعيفة و هشة و بلا امتدادات عميقة...
ان المنظومة الفكرية ان لم تكن متجذرة في أعماق الأرض فإن اجتثاثها يكون اسهل ما يكون , و لعل ذلك  ينبهنا الى الاتفات الى تسميد الأرض و تغدية الجذور و إعطائها ما تستحقه من عناية و انتباه ...
ان الاتجاه الى الثقافة بمفهوما الواسع هو السبيل الوحيد لحفظ الأمم من الزوال و لن يتأتى ذلك الى بالاعتناء  بالذات بالنبش عن منابع ثقافتنا و الارتواء منها و الاقتات إليها و استخدام الطرق التعليمية الحديثة في البحث عنها و الاستفادة منها ..
و انه من البداهة بمكان ان نبني على الثقافة الاصيلة التي تمدنا بهيكل آمن , من ان نبني على ثقافة الغير التي لا نعطي موروثنا الأصلي ما يستحقة بل يجب الانكباب في تفسير تلك الظواهر التي ظلت تنتقل الينا و نجدها في ذواتنا و انفسنا و نستشعرها في حياتنا...
           ان عجز المدارس الحديثة عن الاستفادة من تجارب الانسان الأسبق هي التي تدفعنا الى ضرورة انتهاج أساليب جديدة لتوصيل فكر اهل الصحراء و عقولهم و تجاربهم وما اكثرها وما اثراها وما اعمقها , وانها لمسؤولية تقع على عاتق الجميع , إن كنا فعلا نفكر في انسان قوي و صلب و متجذر يدرك و يحترم و يثمن تاريخه و تراثه و عبقرية اجداده التي لم تترك السلاح بتاتا و لم تذق جيوش الاستعمار الراحة ابدا على ارضه و حتى على ارض جيرانه , و اننا نتذكر ان سنة 1932 كانت معركة ام التونسي و ان 1957 و 1958 كانت أوكوفيون و ان الكفاح المسلح الذي قاده الشعب الصحراوي كان 1973 و انتهى مؤقتا بتركيع الغزاة و أخذهم بتلابيبهم و كسر كبريائهم و جرهم الى المنابر و المحافل الدولية رغم انفهم... ان تلك الروح و ذلك النفس الطويل , لم يأت صدفة , بل من طباع و مميزات و صفات نادرة متأصلة في كيان الانسان الصحراوي عصية على الذوبان و مصدر ثري لدراسة قوة الانسان على الثبات و مصدر فكر قد يقتات عليه العالم الجائع فكريا اليوم...

  و ان الربط بين حركة البناء للبيت الصحراوي و ما للامر من مرونة و قدرة فائقة على الحركة و امتصاص الضغوط  و التحول من وضعية الى أخرى بكل اريحية ,  الا امتدادا لحالة استمرت في التكوين العميق لفكر ذلك الانسان ,  و ما التحول السريع في سنوات قليلة من مجتمع ذي عقلية قبلية الى مجتمع دولة الا احدى تطبيقات حالة قوة المرونة هذه التي كانت و لا تزال تنجح دائما لان الانسان الصحراوي مهيأ لها أصلا و نرجوا ان تكون هذه فائدة لنا ندرسها و ننميها و نستفيد منها و هي جزء من قوى أخرى يمكن ان يكون هذا المقال المتواضع  فاتحة لنقاشها و اثرائها و رؤيتها من زوايا أخرى...

الأربعاء، 25 مايو 2016

نون و قلم



بقلم الأستاذ الشاعر محمد عطوي
لولاك يا قلم
للفني العدم
...
أنت الذي تفكني
من وطأة السأم
حبي إليك كالسما
و الحب فيك كالقمر
يؤنسني
و يبرئ الألم
أنت الخليل الأوحد
تسمعني
تفهمني
تترجم الأغوار في
تسعدني في رحلتي
تأخذني إلى القمم
بقطعة شعرية
عن أمتي
تعيدها لقمة
زلت بها القدم
بقصة عن غصة
لهيئة الأمم
لهيكل الصهيون لا يعي الذمم
أكون في جبينه عاصفة
من الحمم
*
إذا تبسم اليراع لحظة
جراحنا بطبه ستنهزم
الشعر فينا رئة
تحيي صدورنا
تشرحها
تبعثها
فتبتسم
والشعر سيف قاطع
و صوتنا من القدم
هو الرصاصة التي نطلقها
في قلب من ظلم
وهو المنصة التي
منها قذيفة إلى الأعمى الأصم
وفيه من قنابل الحقيقة
لأمتي
كي تنتقم
من الطغاة المجرمين
من قسوة الصنم
*
يا أيها النور الذي
يجيء كالبرق الإضم
يا رعدنا
يا وعدنا
بوابل يعم
كالسونمي
يقذفهم
ككرة القدم
يا قلمي
يا رايتي
ويا سفينتي لنصرة القيم
الله في قرآنه
أعلاك بالقسم
 

الثلاثاء، 24 مايو 2016

من اغاني الباسك ....العصفور


1
ان قصصت الجناحين...
ملكته...
انه لا يطير...
لكن
هو لم  يعد طائرا...
و انا ...
احب الطيور ...
2
ان قطعت الجناحين
صار لي,
انه لا يطير,
ان أراد ان يفلت لن يستطيع
لكن أيضا
لم يعد طائرا ...
و انا اعشق الطيور ...
3
لا تقترب طائري
كي لا اقص جناحيك ...
كي لا تكون تحفة في قفصي...
لاني اعشق التحليق...
4
لا تقترب أيها العصفور الجميل ,,,
كي لا تكون سجينا في قفصي...
اني احب العصافير ...
ترجمة حمدي حمودي
شعر ارثي ليتا
غناء ميكل لا بويا

مرافيء الأمل...

بقلم فاطمة الزهراء بولعراس


على مهلك أيتها الأم المفجوعة في فلذة الكبد والروح
ما لذي أطلق عقالك فنفرتِ لا تلوين على بقاء؟؟ ومن الذي فك قيد لسانك فما كففت بعد عن الأنين؟؟
 .لمَ تسرحين في الملكوت وحدك؟ وتريدين الاستئثار بكل الأسرار ؟ وأنت تعرفين  أنه لو كانت تُطال لما كانت أسرارا.... وتحلقين في الجو بمفردك ولا تريدين أنيسا سوى(أنيس الروح1)
انصهرتْ روحك مع غيابه المفجع وتماهت مع حضوره الذي استوطن ذاتك وكلماتك وسيطر على كل مساحات الإبداع فيها رغم عمقها و شساعتها .....
على مهلك سيدتي .....
تأكدي أن في هذه الفانية تنحصر حدود الاكتشاف فيما تراه الأعين وتسمعه الآذان و تلذّه الأنفس وهذا هو الفناء بعينه فبعد حين قد يعدّ دهرا... أو شهرا تنسلّ شرارة الروح فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولاشيء خطر ببال بشر... فأين تذهب الروح بسرها الأبدي يا ترى ؟ولماذا تحترق القلوب وتذوب في الغياب والسؤال؟؟
يا سيّدة  الأحزان
لا تطلبي قضاءك فإنه كان قد خطّه القضاء وأنت تعرفين أن لا مرد لقضاء وأنت وقفتِ أمامه بجلال وشموخ نادريْن قلّ أن نجد مثلهما في أم لا تشبه الأمهات مثلك
أمٌّ اعتكفت في خباء الإبداع لتنسج من الموت دثارا يقي من الحزن والفجيعة وتصنع من نكبتها إكليلا من الصبر والجلد تتزين به الثكالى في أعيادهن القليلة والحزينة
في خبائك الملئ بكنوز الكلمات التي لا مثيل لها رحتِ تجبرينني على التماس كلمات أخرى يجب أن تكون أكثر تأثيرا وجمالا...  إلا أنني أعترف أمامك يا سيدة الكلمات أنني أعجز عن انتقائها لا لعجز اللغة ولكن لجلال الخطب .....وعظم المصيبة ......
لقد أحطتِ نفسك بكل كلمات الأنين والألم ونسجت في أعطافك بها غلائل الشجن ولم تتركي لغيرك شيئا يتعبد به في محراب أحزانك...أو يستطيع دق أبواب صومعتها المليئة بالأسرار
ومع ذلك فإنني أستصرخك بما بقي منها أن تضعي للحزن عتبة تقفين عند حدها ولا تغلقي أبوابك على مأساتك فهناك من يقاسمك إياها ...
لا تطلبي الموت أيتها الحزينة انتظري حتى تري ,, أنيس ,,في حنايا كل الأمهات وتأكدي يا سيدتي أنه لم يعد ابنك وحدك........
لقد صار,, أنيس الروح,,( ابن الفيوضات)* المنبجسة من أعماق الأنين صار (ابن البوح الأخير*) والأول وأصبح (اشراقات في الروح *)
صار أنيس هذه الجواهر المتلألئة في سواد الروح المتناثرة فوق قصاصات  قُدت من الوجع في زمن  للبوح الموجع  لا تقرأ إلا في الأماسي الحزينة فينبهر بها الوجدان ويسرح في بحر الأحزان المتلاطم بأمواج السواد حيث لا زورق  فيه سوى الجلال ولا شراع سوى الإيمان....
في قلوب الحزانى يعيش أنيس ملاكا يرفل في الخُلْدِ و النعيم تزغرد الحناجر على نعش صباه وتدق الأجراس لمأتمه المهيب.......
يا سيدة الأحزان
ليستْ لدي قدرة التجلي ولا أطلب منك الكفّ عن الأحزان لكني أحيلك إلي تقوى الروح بإطلاقها في فضاءات الأكوان حيث تلتقي كل الثكالى تحترق أرواحهن العليلة في صمت رهيب وتفيض عبونهن دمعا سخبا يحرق عبير الروح  ويطفئ جذوتها
وهناك وحدك بينهن تتألقين بروحك النورانية الشفافة التي لم يطفئها الدمع لأنها حولته بقدرة عجيبة وخارقة إلي كمٍّ من الألق فاستنارت به في مرافيء  الأمل دون أن تدري رغم أنك تسمينها (مرافيء اليأس*)
توضيح: أنيس الروح1: كتاب للكاتبة جميلة زنير
عناوين لنصوص في كتاب أنيس الروح لنفس الكاتبة

فاطمة الزهراء بولعراس
من كتاب شظايا الانكسار
منقول عن موقع صحيفة الفكر



‫#‏دعوة‬ ‫#‏لرفض‬ ‫#‏الدعم‬ ‫#‏السعودي‬ .

صورة صفحة ‏النانة لبات الرشيد‏ الشخصية
بقلم النانة الرشيد


لن تخسر السعودية اقتصاديا إن قاطعنا كلاجئين صحراويين مساعداتها الإنسانية ، لكن مقاطعتها و رفض استلامها وسيلة إحتجاج على المملكة التي يفترض في حكامها خدمة البيت الحرام و مسجد رسول الله عليه الصلاة و السلام ، هذا الدور الرباني عليه أَن ينعكس على خدمة المسلمين كافة و ما الشعب الصحراوي الا جزء من الشعوب الإسلامية .
منذ أربعة عقود يعيش قسم من الشعب الصحراوي العربي المسلم في ملاجئ قاسية المناخ و الطبيعة ، و بدل أَن تنصرهم السعودية و تدافع عن حق عودتهم لوطنهم بشرف و كرامة ، دعمت ...بالسلاح غازيهم و مشردهم " المغرب " ،هذا بالإضافة آلى منعهم نصابا من فرص الحج الى غاية 2009 و تزامنا مع هذا الإنفراج بدأت مساهمات خادم الحرمين الشرفين بدعم اللاجئين شهر رمضان بالتمور . هذا، و خلال السنوات الماضية لم تشهر السعودية عدائها للشعب الصحراوي و قضيته قبل خطوتها الدبلوماسية المنحرفة الأخيرة ؛ اذ أعلنت دعمها المغرب إحتلاله الصحراء الغربية .
المفاجئ الآن من سخف الموقف السعودي هو أنها تمد المغرب بسلاح ذبح الصحراويين ، و ترسل للاجئين منهم دعمها الإنساني ، و هنا السعودية لم تراعي لا الموقف المغربي و لا الشعور الإنساني الصحراوي ، فالمغرب يصنف أي دعم للاجئين الصحراويين موقفا سياسيا ،اذ يعتبر اللآلاف من اللاجئين منذ أربعين سنة محتجزين و رهائن لدى الجزائر و البوليساريو ، و أنهم وسيلة ضغط لتفكيك مغربه المزعوم ، أما الطرف الصحراوي فلا شك يرى خطوة السعودية اذلال و احتقار منها لكل الصحراويين الذين لم يكونوا في يوم من الأيام لاجئ قمح أو شعير رغم كل شئ .
كان على الدولة الصحراوية و القائمين على ملف الدعم الإنساني رفض صدقة السعودية المرائية، المسمومة بنصرة الظالم ، أما و أنها لم تفعل فحبذا لو تشكلت مجموعات صحراوية تعلن مقاطعتها استلام الدعم السعودي كنصيب فردي على الأقل احتجاجا متواضعا ضد مواقف السعودية التي لا تليق بقبلة الإسلام و منارة المسلمين .
‫#‏دعوة‬ ‫#‏لرفض‬ ‫#‏الدعم‬ ‫#‏السعودي‬ .

"لن أستلم نصيبي و أولادي من الدعم السعودي" النانة الرشيد

حنين الى مواقد الانوثة ....

بقلم سمراء متيجة

ادعيتُ
من هواياتي كسر الرّجال
ومن الادّعاء ما قتل
فأنت اليوم تلويني حدّ الكسر
لكنك لا تفعل
ليتك تكسرني
ما عاد الادّعاء يبهرني
فستان الكلمات مغرٍ
لكنّه في الحب ...
مدوّخ عُرْيُ الجُمَلْ

أريد أن أكون أمّية
أريد أن أجرّب إفلاسي دون خجل
بي حنين لمواقد الأنوثة
حطبي بارد لفرط ما اشتعل


أنا التي أبكيتُ كثيرين
على يديك دمعي هطل
في ترتيب الأرقام جئتني متأخرا
غير أنّك بأبجدية الهوى
رسمت قلبي كما ترسم على الشفاه القُبَلْ
الحب الحقيقي كالموت و الولادة
في العمر يأتينا مرة واحدة
لا يُحَدَدُ بأجل
كن جبارا شقياً
النّساء لا يُغْرِيهِن حَمَلْ
تصرّف معي كما تشاء
حتى أيام الحبّ...دُوَلْ!

سأفرح إذا دمّرتَ متاحف كبريائي
فأنت حتما ستكتب لي تاريخا
لم يسبقك إليه رَجُلْ
وبخط يدي سأكتب اعترافا
لولا دمارك
ما كان صرح حضارتي اكتمل
فلا تصدّقني حبيبي إن ادعيتُ كسر الرّجال
فأنا امرأة كل قصائدها كذب
والصدق...
آخر ما تَحْتَمِلْ

قال تعالى : و احسن كما احسن الله اليك . صدق الله العظيم

قالت لي احدى الاخوات مرة، وكانت متزوجة حديثا انها تطبخ ما يسد الرمق فقط في رمضان بأمر من زوجها،
حتى يوفرا من دخلهما الشهري ما يوزعانه على المحتاجين في هذا الشهر الفضيل.....
مرت السنين وفتح الله عليهما بذرية صالحة، و حلت البركة في الاولاد فكلهم متميزون أخلاقيا وعلميا.....
من أحسن لعباد الله يأبى الله تعالى الا أن يحسن اليه، ولإحسان الله أكبر...
انه الاستثمار الرابح، والتجارة التي لا تبور، يرعاها و ينميها الذي لا يسهو ولا ينام.
  بقلم : ندى عبد الرحمن.



الاثنين، 23 مايو 2016

من أغاني الباسك ....

1 النوتات الأولى لزحف الثورة...
الشمس تذيب جليد القمم...
انه سيل جارف يتدفق في المجرى ...
قوى لا يمكن ايقافها...

 في داخلنا يسطع نور...
يستطيع ان يشق الشمس والظلام  والجليد...
يقدر ان يذيب القلب...

فلنر الحقيقة...
بترحاب...
بقلوب مفتوحة...
و برأس مضاء... 
.......................................................................................................................
2 النوتات الأولى للملحمة...
الشمس تذيب الجليد من أعلى قمم الجبال...
انه سيل جارف يضج في المجرى...
قوى لا يمكن كبحها ابدا...

في دواخلنا اشعة نور...
تستطيع على كسر الشمس والظلام والجليد...
و تقدر ان تذيب القلوب...

فلنتقبل الحقيقة...
بقلوب كبيرة...
مثل اذرع مفتوحة...
و بعقول مشرقة...
......................................................................................................
3 الحان الثورة الأولى...
الشمس اذابت الجليد فوق القمم....
انه زخم جارف...
من يقو على إيقافه...

في اعماقنا اشتعل ضوء...
قادر على شطر شمس و ظلام و جليد...
و قادر أيضا على اذابة الفؤاد...

فلنتفهم الحقيقة...
بكل الاحضان...
مثل قلب دافئ...
و بفكر منير...
ترجمة : حمدي حمودي












الأحد، 22 مايو 2016

ابدية اللقاء...

بقلم الشاعرة  نورة سعدي


في وكنات الحلم
وشرفاته المشرعة
على أفق الحرية والإنعتاق سألقاك
هناك ستتشابك أيدينا
تلتقي نظراتنا
نهزم البعد
ومن نهرالأمنيات الهادر بخرير المحبة
سنشرب حتى الثمالة
سنطفئ ظمأ الشوق
هناك سنلتقي
سنفضي إلى بعضنا البعض
 بما لم نقله يوما
بعيدا عن عيون الرقباء
ومكائد الوشاة
معا سنحلق كالعصافير على بساط
من ورد  واخضرار و ندى
يظلنا قمر أخضر
وأفياء جنة عذب جناها
في الملكوت الذي لا يحده زمان و مكان
سيخضل وجودنا كالأبدية
سنلتقي و نصير في سبحات الخيال
الذي لا يستلزم تأشيرة عبور من القلب إلى القلب
والروح إلى الروح
الخيال الذي يفتح أحضانه للحالمين
كلما دقت نواقيس الحنين !

الاستنساخ الشخصاني مرفوض في الاسلام

بقلم د نبيل الجزائري

(( و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لوكان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون ؟!)) البقرة آية ١٧٠
يتوارث الناس العادات و الطبائع و حتى المعتقدات و الخرافات ، و في ذلك إجحاف في حق العقل و الضمير في بناء الذات البشرية وفق مفهوم الخلافة في الأرض .
إن من أسباب إعراض الكفر عن الايمان 'جينات ' السوء في الخلايا العصبية للإنسان ، تتحكم في تصوراته ، و ترسل صور أجداده الافتراضية القديمة باستمرار ، فيتعلق و يتفاخر بها و إن لم يدركها زمنا ، بل و ...يقاتل من أجلها معتقدا أنه البطل الوفي لها !!
الاستنساخ الشخصاني مرفوض في الاسلام " لا يكن أحدكم إمعة "، و حق التجديد على القديم مطلب طبيعي " إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها "، كما أن تقديس سنن من سبقونا ضرب في موضع البصيرة ، يزيغ القلب و تبطش النعرة ، يتقدّم الجهل على العلم ، و تسقط الرجاحة في الفهم و التعقل و الاستماع كما جرى لقوم إبراهيم عليه السلام و غيرهم .