الجمعة، 24 يونيو 2016

أنا بريطانيا و لست فرنسيا و لا المانيا .... !!!


  
  يختار الإنسان البريطاني المبادئ و الروح على الحلم في تكتل اقتصاد أوروبي سعى اليه دون ان يجد في قدحه سوى المصالح و التكتيكات الفرنسية و جاراتها و المصالح الألمانية  و تابعاتها , اختار الإنسان البريطاني إن يبقى بريطانيا , و أن لا يصير إسبانيا أو رومانيا أو حتى إيطاليا , اختيار اختيار الله في تنوع البشر و اختلاف شخصياتهم و ميولهم و أفقهم و بكل ديمقراطية و حرية اختيار اختيار المواطن الذي يسكن فوق تلك الجزر الصغيرة التي ظلت لعقود تسيطر على العالم , و أثبت أهمية  كما في الاستفتاء السابق في انضمام أسكوتلندا إلى بريطانيا أو انفصالها ذلك  المبدأ المقدس  مبدأ  "تقرير المصير" أو "الاختيار الحر" , و إعطاء الكلمة الأخيرة لمالك الأرض الحقيقي "المواطن" فليست السلطة في النهاية إلا أشخاص موكول لهم تسيير البلاد لا امتلاك رقاب العباد.
       و في اتصال بقضيتنا و في جو الحرية و ريحها الذي هب من بريطانيا و تقرير المصير المكرر مرتين , يؤكد فشل الرهانات المغربية و من ورائها طبعا الفرنسية  في تقويض ذلك المبدأ العالمي
و الإرث الإنساني العميق و سيفكك القيود و الالتزامات الأوروبية من يد بريطانيا حتى يمكنها من قول الكلمة الفعالة و الكاملة في مجلس الامن في حق "تقرير المصير".
      إن خرجت بريطانيا من التكتل الاقتصادي و السياسي من أوروبا لن يخرجها من الخريطة الأوروبية , فبريطانيا هي أوروبا و بريطانيا هي الولايات المتحدة الأمريكية و هي كندا و أستراليا و جنوب أفريقيا و هي البوابة الأوروبية على آسيا المتعاظمة ماض و حاضر.
      ان الانسان البريطاني يجمع في قبضته الكثير من الخيوط خيوط تمتد حتى  عبر الماضي و سيكون لها الفرصة في الإبقاء على المصالح البريطانية  ثنائية مما يمكن اقتصادها من كثير من المرونة و عدم تحمل عبء شرق أوروبا النامي والصراع على قيادة كتلة جسدية غير متنافسة الحركة و غير متناغمة الروح ...
      إن الدعاية المغربية في الأيام السابقة كانت تروج إن خروج بريطانيا من الاتحاد سيفتح المجال لها في تمرير السياسات الاستعمارية على الاتحاد الأوروبي من خلال فرنسا و إسبانيا التي لا تزال تستفيد من الريع الاستعماري غير ان الأمر في مجلس الأمن سيقوض تلك المحاولات من خلال الزام أوروبا باحترام القانون الدولي خاصة اذا وضعنا في الاعتبار ان بريطانيا ستكون لها الحرية الكاملة  دون الضغوط تحت قبة الاتحاد و ستعود إلى سابق عهدها في الالتحام مع الولايات المتحدة الأمريكية من جديد..
       كما أن خروج دولة بوزن بريطانيا سيضعف كثيرا الاتحاد الأوروبي و بالتالي الغطرسة الفرنسية التي سيقع عليها المزيد من الحمل الاقتصادي و الالتزامات المالية التي لن تتحملها و بالتالي لن تقف في مواجهة في مجلس الأمن كما السابق و لن تظل تدافع عن المغرب بتلك القوة  في اطار تكتل الاتحاد الأوروبي الذي ستكون هذه اللبنة التي سحبت من جداره سببا للانهيار له  شيئا فشيئا او تكتله بطرق أخرى ....
بقلم حمدي حمودي

السبت، 18 يونيو 2016

اعتكاف الشعر (قصيدة)

قُلْ لِلضُّحى أَضحى كَقلبٍ حَافِ

أَينَ الضِّياءُ يُنيرُ صبحَ الغَافي؟



أينَ البَلابلُ كَي تُثيرَ خَمائلِي

وَتُعيدَ لِلبَوح ِ الجَميل ِ قَوَافي؟



نادَيتُ لِلعُشَّاقِ: هل مِن عَارفٍ

مِن أينَ يُخمَدُ جَمْرُ شوقِ أَثافي؟


فارْتدَّ مِن صَوتي صَدًى، وَأَجابَني

- بِلطافةٍ - هَمسُ الحَياءِ الخَافي:



مَرساكِ – يَا أَبياتُ - في أَنهارهِ

لِتُعيدَ مَجرًى بَعْدَ طُولِ مَنافٍ



فِرِّي إلَيهِ فَليسَ ثمَّةَ مَلجأٌ

إلاَّهُ.. نعْمَ المُلْتَجَا وَالكافي



ربَّاهُ، قدْ حجَّتْ إليكَ قَصائدي

وسَعَتْ إليكَ بمَنْسكٍ وطَوافِ



قدْ أَحْرمَتْ عِندَ الفُؤادِ وبَوحُها:

لَبَّيكَ مَولايَ الكَبيرَ الشَّافي



لبَّيكَ.. أَشعارٌ إلَيكَ أزُفُّها

زفَّ العَروسِ بثَوبِ حَفلِ زَفافِ



صلَّتْ لكَ الأَقمارُ في دَيجُورِها

صَلَّتْ لكَ الواحاتُ وسْطَ فَيافي



صلَّتْ لكَ الحِيتَانُ في أَعماقِها

بالذِّكرِ تَغلبُ مَوجَها المُتَجافي



صلَّتْ لك الأَقواسُ تلمَعُ في الضُّحى

أَلوانُهَا.. تَذكارُ حُبٍّ دَافي



صلَّى لك الطَّيرُ الشَّريدُ بصَوتهِ

يَشدُو بفَجر ٍ سُورة َ الإِيلافِ



ذكَرتْكَ أَغصانٌ وَأَوراقٌ بها

صلَّتْ لكَ الأَثمارُ حِينَ قِطافِ



ذَكَرتكَ أَمطارٌ بجَوفِ سَحابةٍ

ورُعودُها تَهليلُ نَجم ٍ طافِ



ذكَرتْكَ أَسحارٌ تُخالِطُ فَجرَنا

وأَذانُهُ ضَوءُ الشُّروقِ الصَّافي



ذكَرَتكَ آسادُ الوَغَى في غَابةٍ

مَن ليَّنَ الأسدَ الهصُورَ الجافي؟!



ذكَرتْكَ جَوهرة ٌ تُزيِّنُ خاتَماً

وعُبَيْدُكَ المختومُ عَنكَ لَغافٍ



ربُّ الحُسينِ وربُّ فاطمةَ التي

هيَ روضة ٌسُقِيَتْ بماءِ عفافِ



هوَ ربُّ حَفصةَ، ربُّ عائشةَ النُّهَى

قَمرانِ للمُختارِ من أَشرافِ



هُوَ ربُّ أحمدَ.. يا مشاتِلُ أزْهِري

بروائح ٍ لتعطِّري أَريافِي



أَوَغيرُ خالِقنا يُنفِّسُ كَربَنا؟

لا والَّذي جعَلَ الدُّعاءَ هُتافِي



لا القَبْرُ يُنجدُنا ولا المَوتى ولا

عظمٌ تحلَّلَ تحتَ ترْبِ سِجَافِ



من أمَّنَ المَفزوعَ مُوسَى إذ غَدا

طِفلاً رَضيعاً في عُبابٍ طافِ



مَن قالَ للنِّيرانِ كُوني رحمةً

إيَّاكِ أن تؤذِي الخَليلَ الوافي



وتحوَّلي بَرداً، سلاماً، إنَّهُ

ضيفُ الوَدودِ، فأَكرِمي أَضْيافِي



ومَنِ الذي كشَفَ الهُمومَ وغُمَّة ً

نزلَتْ بيُونُسَ في ظَلامٍ سافي؟



في جَوفِ حُوتٍ يَستَغِيثُ مُسبِّحاً

يدعُو المُغيثَ بِخاطِرٍ رجَّافِ



فأجابَ ربُّ البَحرِ صوتَ ندائِهِ

وقضى عَليهِ بأَحكَمِ الأَلطافِ



أنجَاهُ لِلْبرِّ القريبِ برحْمةٍ

وكساهُ يَقطيناً كثوبٍ ضافِ

مَعْبُودُ مَن فِي الأَرْضِ فِي تِلْكَ السَّما

وبما حواهُ الكونُ من أطيافِ


مَعبودُها حقًّا بلا ريبٍ ولا

شكٍّ يُخالطُ مهجَتي وشِغافِي


خَشعَتْ لهُ كلُّ البرايا خِيفةً

ومحبَّةً، برَجائها المُتضافي



فلَه الكمالُ مِنَ الصِّفاتِ جَمِيعِها

أكرِمْ بذِي الأَسماءِ والأوصافِ



كمْ صامَ في التَّحنانِ ريقُ قصائدي

واليومَ يُفطِرُ بعدَ طولِ جَفافِ



إنَّ اعتكافَ الشِّعرِ في ملكوتهِ

مثلُ اعتكافِ الدرِّ في الأصدافِ

الشاعر الليبي:

الاثنين، 13 يونيو 2016

دار " النخبة للطباعة و النشر" المصرية تطلق موقع جديد..


قامت دار " النخبة للطباعة و النشر"  المصرية  بإطلاق موقع جديد
http://darelnokhba.com/
و للتعريف بالدار فقد كتبت مايلي:


تحت عنوان تعرف علينا مايلي:

في 11 / 11 / 2011 ، انطلقت “دار النخبة” من القاهرة، لأهداف مختلفة، منها تصحيح بعض المسارات السلبية في مجال الطباعة والنشر والتوزيع، وإرساء أسس مشروع ثقافي إعلامي متكامل لتمكين المبدعين من نشر أعمالهم في كافة التخصصات، وفق رؤية متوازنة تجمع بين العمل التجاري وتحقيق الربح والانتشار، وبين تحقيق رسالتها الثقافية، وتطلعات المؤلفين.

وخلال أربعة أعوام، قدمت “النخبة” للمكتبة العربية أكثر من 100 كتاب في كافة التخصصات، لمؤلفين من مصر ودول عربية وأوروبية. بالإضافة إلى عدد من الكتب الأكاديمية والجامعية، فضلاً عن تبنيها للعديد من المشروعات الثقافية والفنية المتنوعة.

ويرتكز توجه “النخبة” على احترام الكاتب والكتاب، وفق معايير عدة تلتزم بأخلاقيات مهنة النشر، وتسعى لتقديم رؤية جديدة لصناعة الكتاب تشمل الدقة في انتقاء المحتوى، والجودة في إخراجه وتصميمه وتنفيذه وطباعته، والاهتمام بنشره وترويجه إعلامياً ودعائياً، بما يضمن له؛ في النهاية؛ مكاناً بارزاً في مكتبة القارئ.

إننا في “النخبة” نحرص على تجاوز بعض السلبيات في مجال النشر، والتواصل مع جميع المهتمين والمهمومين بأحوال النشر في مصر والعالم العربي، ومساعدة كل صاحب حلم أو تجربة راقية؛ سواء من الأفراد أو المؤسسات؛ إيماناً منا بأن العلاقة التي تربطنا بالمهتمين والعاملين في مجال النشر هي علاقة تكاملية لا تنافسية، وأن التعاون يحقق الرقي بالكاتب والكتاب، ما سيعود بالنفع على الجميع، بدءاً من المؤلف إلى المتلقي إلى الناشر.

لذا نرحب بالتعاون مع جميع الكتاب والمثقفين والعاملين في مجال الطباعة والنشر في كل البلاد العربية.

و للعلم فقد أصدرت الدار كتابين بخصوص القضية الصحراوية

هما "كتاب الصحراء الغربية بعيون مصرية" لكاتبه أسامة إبراهيم و كتاب "نبضات من الصحراء الغربية " لمؤلفه حمدي حمودي ...

و بهذه المناسبة نتمنى للدار النجاح و التوفيق ...







السبت، 11 يونيو 2016

وصية أسد لأبنه... ووصية خروف لأبنه!؟


وصية الأسد.............
ولدي إليك وصيتي عهد الأسودْ العز غايتنا نعيش لكي نسود
وعريننا في الأرض معروف الحدود
فاحم العرين و صنه عن عبث القرود أظفارنا للمجد قد خُلقت فدى و نيوبنا سُنَّت بأجساد العدى  وزئيرنا في الأرض مرهوب الصدى
نعلي على جثث الأعادي السؤددا  هذا العرين حمته آساد الشرى و على جوانب عزه دمهم جرى من جار من أعدائنا وتكبرا
سقنا إليه من الضراغم محشرا

إياك أن ترضى الونى أو تستكين
أو أن تهون لمعتدٍ يطأ العرين أرسل زئيرك و ابق مرفوع الجبين
 
والثم جروحك صامتاً و انس الأنين مزق خصومك بالأظافر لا الخطابْ
 فإذا فقدت الظفر مزقهم بناب و إذا دعيت إلى السلام مع الذئاب فارفض فما طعم الحياة بلا ضراب  
اجعل عرينك فوق أطراف الجبالْ
ودع السهول... يجوب في السهل الغزال
لا ترتضي في موتاً بغير ذرى النصال
نحن الليوث قبورنا سوح القتال
................................
وصية الخروف ..............
ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود
نرتاح للإذلال في كنف القيود
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود

كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ
طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
إياك يا ولدي مفارقة القطـيع

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه
لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه

لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ
القائلين بأنهم أسد العرين
الثائرين على قيود الظالمين
دعهم بني و لا تكن في الهالكين

نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ
نحيا و هم حياتنا ملءُ البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون
إن الخراف نعيمها ذل و هون

الجمعة، 10 يونيو 2016

استثنائية الزمن و اهمية الاهداف...

بقلم الأستاذ الناجم الشيعة
بعد الرزء الذي مني به الشعب الصحراوي و كل محبي العدل و السلام بوفاة المغفور له باذن الله
الشهيد محمد عبد العزيز، تشرئب اعناق، ليس الصحراويون فقط، و لكن العالم اجمع و اوله النظام
المغربي الاستعماري، تشرئب اعناق الجميع الى معرفة ما سيسفر عنه مؤتمر جبهة البوليساريو
الاستثنائي;مؤتمر الشهيد محمد عبد العزيز من قرارات و ما سيسطر من اهداف تهم مصير الشعب
الصحراوي الذي يجتاز مرحلة مفصلية من تاريخه.
فإن كان المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب استثنائيا فذلك
لانعقاده قبل الآجال القانونية التي حددها القانون الاساسي للجبهة الشعبية بسبب شغور منصب الامين
العام/رئيس الجمهورية، لكنه هام و هام جدا بالنسبة لما سيتخذه من قرارات لن تقتصر بالطبع على
اختيار امين عام للجبهة الشعبية، يكون محل اجماع لما يتصف به من مؤهلات تجعله في مستوى
قيادة الشعب الصحراوي و السير به نحو الحرية و الاستقلال، و لكن كذلك قرارات تستجيب لمتطلبات
المرحلة الراهنة و المستقبلية و التي تراعي مجموع العوامل و الاوضاع الداخلية و الخارجية و التي
استجدت بعد قرار مجلس الامن الاخير، و الذي لم يصل الى ما كان يأمله الشعب الصحراوي و
اصدقاؤه و لا ما كان ينتظره الامين العام للامم المتحدة.
و لعل من ابرز هذه العوامل التصدع و الانشقاق الذي شهده مجلس الامن الدولي فيما يخص قضية
الصحراء الغربية، مما يفرض علينا البحث و العمل الجاد لخلق تحالفات قوية مساندة لقضيتنا العادلة،
بعد ان فقد نظام الغزو المغربي بعض الذين كان يعتمد عليهم لتزكية اطروحاته التوسعية و بعد
استشعاره ان الامم المتحدة بدأت تنحو، و لو بشكل محتشم، الى محاولة ايجاد حل لقضية تصفية
استعمار عمرت طويلا. ثم من هذه العوامل كذلك ما اصبحت تتعرض له المنظمة الدولية من ابتزاز من
طرف مجموعة من الدول و على رأسها السعودية التي جندت جوقتها، و من بينها المغرب، لممارسة
ذلك الابتزاز، اضافة الى مناورات و مماطلات نظام الاحتلال المغربي في انتظار القادم الجديد الى البيت
الابيض و كذا من سيخلف بان كيمون. دون ان نغفل عن ما اصبح يطالب به الشعب الصحراوي كافة
ألا و هو تحديد سقف زمني لتظيم الاستفتاء تلتزم به الامم المتحدة و مجلس امنها، و خصوصا اذا
علمنا ان الاصوات المنادية بالرجوع الى الكفاح المسلح بدأت تعلو على تلك التي ترى في المفاوضات
السلمية وسيلة للوصول الى حل نهائي، و تعلو اكثر لدى مواطنينا في المناطق المحتلة و جنوب
المغرب الذين يتعرضون للتنكيل و الترهيب و السجن و الاعتقال التعسفي بشكل ممنهج و يومي.
اذن لا يجب، و بأي حال من الاحوال، ان يقتصر المؤتمر الخامس عشر ;مؤتمر الشهيد محمد عبد
العزيt; على انتخاب امين عام جديد، بقدر ما يجب ان يخرج بقرارات مصيرية تراعي، من بين عوامل
اخرى لا يتسع المجال لها، العوامل السالفة الذكر، و بقيادة كفأة قادرة على تطبيق هده القرارات و
الخروج من مرحلة الانتظار العقيم الذي طال امده الى مرحلة الفعل الناقل نحو الاستقلال و السيادة، و
بهذا نكون قد وفينا العهد لروح الفقيد و لكل شهدائنا الابرار.

الاثنين، 6 يونيو 2016

نكسة جديدة للدبلوماسية المغربية ..أراد المغرب إدماج الصحراء الغربية في الاتفاقية الجديدة، لكن الدولة الهولندية رفضت بشكل قاطع...

الملك الثري جاء لاه اطبو ساعة عورو
     
في قرار مفاجئ، قبل المغرب في آخر المطاف اتفاقية الضمان الاجتماعي مع هولندا التي لا تنص على اعتبار الصحراء الغربية ضمن الخريطة الاستعمارية  المغربية.
              أراد المغرب إدماج الصحراء الغربية في الاتفاقية الجديدة، لكن الدولة الهولندية رفضت بشكل قاطع، وصوت البرلمان الهولندي بغرفيته النواب والشيوخ بالرفض لأي اتفاقية تشمل الصحراء الغربية.
ويفيد المركز الأورو-المتوسطي للهجرة والتنمية في أمستردام أن المغرب قبل في نهاية الأسبوع الماضي بالاتفاقية وفق التصور الهولندي” التخفيض من التعويضات العائلية، و رفض إدماج منطقة الصحراء الغربية .
والمثير أن الدولة المغربية كانت تتظاهر انها متشددة في البند الخاص بنزاع الصحراء الغربية
، وحتى ان صرح وزراء العمل والهجرة والخارجية باستحالة قبول هذه الاتفاقية إذا لم تتضمن منطقة الصحراء الغربية 
      وكعادتها  لم تقدم المملكة المغربية حتى الآن توضيحات الى الرأي المغربي و الرعية المغربي الذي شغلته بأبواقها ومسرحياتها حول تراجعها عن البند الخاص بالصحراء الغربية .
ومن شأن قبول هذا البند بتكراره في اتفاقيات للمغرب مع بعض دول أوروبا وخاصة مع دول شمال أوروبا المتشددة في نزاع الصحراء. وسبق للمغرب أن في هذا الشأن ان وقع على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة دون إدماج الصحراء الغربية ، كما قبل بالتوقيع على اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي مع تمييز خاص بمنطقة الصحراء الغربية .
ومنذ قرار المحكمة الأوروبية إلغاء اتفاقية التبادل الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بسبب شكوى تقدمت بها جبهة البوليساريو  و أصبحت عدد من الدول متشددة في  ملف حق الشعب  الصحراوي في تقرير المصير . ولم يصدر الحكم الاستئنافي عن المحكمة في الطعن الذي تقدمت به المفوضية الأوروبية.

الأحد، 5 يونيو 2016

ترانيم على قبر الشهيد

بقلم:-محمد فال ولد سيدي ميله

هل كان الشاعر الفرنسي جاك ابرفير يتحدث عن نعشك أنت بالذات عندما أنشد شطره الجميل: "تاريخ النعوش محزن حقا"؟.. لست أدري، فمبلغ علمي أن نعشك واحد من أكثر النعوش إثارة لحزن من عرفوك أو التقوك أو جالسوك. فنعشك سيُحمل على أكتاف مخيلات هؤلاء بأثقل مما سيحمل على أكتاف جنود تشريفاتِ ومراسيم الدفن، لأنك واحد ممن يتركون بصمتهم اللاصقة في قلوب من التقوه، ولأن خلقك عظيم، ولأن قاموسك نظيف، ولأن منطقك حلو، ولأنك تعرف كيف تسحر الألباب، ولأنك تحب الخير وتعشق الحرية وتنشد الانعتاق.
إذن، صغيرة هي الحروف عندما تحاول بناء صورة عن عملاق بحجمك!.. مهترئة ومترهلة هي الجمل عندما تحاول الإحاطة بفضائلك الجمة!.. لكننا مرغمون على التكيف، فالأقلام الحمقاوات لا تخجل في الغالب الأعم.

*******
لأنك من بين قلة توصف في التاريخ بـ"نادرة الزمان"، فقد أصبحتَ قائد ناحية عسكرية وأنت بعد لم تبلغ الرابعة والعشرين من عمرك.
ولأنك حجر كريم نادر، استطعت أن تسافر أربعين سنة في أحلام شعب بأكمله، بل تجاوزت شعبك لتسافر إلى الأبد في أحلام كل عشاق الحرية في العالم.
ولأنك أيقونة نضال لا يهدأ وباقة انعتاق فوّاح، شرّفك أبو القارة نيلسون مانديلا حين قال إنه عندما يراك يرى فيك نفسه. لا توجد اليوم مرآة بشرية في العالم تستطيع أن تعكس صورة المناضل مانديلا غيرك، وبشهادته هو نفسه.
تمتع، إذن، في جنات الخلد بالأكواب والقوارير وأكؤس الزنجبيل، فأنت المنافح عن الحق، المؤمن بالعدالة، الشهيد بكل المقاييس.


*******
التقيتك قبل سنوات في الجزائر على طاولة مأدبة كريمة أقامها السفير الصحراوي، إبراهيم غالي، على شرف وفد موريتاني "متشعب". لم تكن المرة الأخيرة، لكنها الأولى التي أحسسنا فيها أنك تقاوم المرض وترفض الاستسلام له كما تعودت أن ترفض الاستسلام لغيره، فالجندي المؤمن لا يستسلم وإنما يموت. يومها رأينا فيك شهما يبدأ مراسيم توديع الدنيا مبتسما كما دخلها في البَـدْء مبتسما.. كنتَ ودودا، عطوفا، تــُــناولُ هذا فرشاة، وتقطع لهذا بسكـّـين، وتــُـقرّب من ذاك شرابا، وتمازح ذينك، وتعانق أولئك.. أعطيتني طبقا زاد عن حاجتي.. قلت لي: "خذ، سيدي ميله".. قلت لك: "سيادة الرئيس، لقد شبعت".. قلت لي: "لا، أحمد فال، كــُـلْ، زد قليلا".. قلت لك:" نعم، سآخذه، ليس لأنني جائع، لكن فقط احتراما لثقافة التصفيق للرؤساء". ضحكتَ كعادتك لأنك تفهم من بين السطور ما لا يفهم الكثيرون.
تارة تناديني بـ"سيدي ميله"، وكثيرا ما تدعوني "أحمد فال": ذلك الإسم الذي اخترته لي منذ الساعات الأولى لعلاقة حميمة بدأت في تسعينات القرن الماضي. كنتُ أجد حرجا شديدا أكاد لا أصدق معه أنك تعنيني شخصيا عندما تقدمني لضيوفك. أتساءل في نفسي: عمن يتحدث سيادة الرئيس؟ مَن هذا الطبق البشري الطائر في جمهورية أفلاطونية فاضلة؟.. وهنيهة، أستخلص الحقيقة الجلية المتمثلة في كونك صاحب خلق عظيم، جُـبــِــــلــَــــتْ نفسُـك في الأزل على الكلمة الطيبة وعلى "التي هي أحسن".


*******
عندما زرت دياركم مؤخرا، بدعوة للمشاركة في المؤتمر الـ 14 للجبهة الشعبية لتحرير الساقيه الحمراء وواد الذهب، المنعقد في مخيم الداخله من 16 إلى 20 دجمبر 2015، علمت، قبل يوم عودة وفدنا، أن الرئاسة تبحث عنا "لنودع الرئيس محمد عبد العزيز". فهمت أن المرض استبد بك للأسف، لأنه من عادتك أن تزور الوفد الموريتاني في خيمته، وأن تأتي على قدميك لتودعه أينما كان. ورغم أن التدافع كان قويا عند الباب، لأن الكل، من كل الجنسيات، يريد مصافحتك والتشرف بلقائك، فقد قررتُ أن أتخلف لأنني أعرف أنك أحوج ما تكون إلى الراحة خاصة أنك ممن يعرفون إرضاء وترضية خواطر الزائرين بمنحهم ما يشاءون من الوقت للسلام والمجاملات والرد على الاستشكالات و"غير ذلك". إلا أن أخي ورفيق دربي، المناضل الصبور يحيى ولد أحمدو، أصر على أن أسلم عليك وأودعك، فعاد إليّ وأدخلني قهرا. وقفتَ لي كما تقف لكل المساكين التائهين أمثالي.. عانقتني بحرارة وأمطرتني بوابل من الابتسمات والأسئلة عن أخباري وعن صحتي وعن أهلي ومعارفي.. كنتَ بالفعل مريضا، لكنك كنت أنِـفـًا، أبيا، قوي الشكيمة، صلب الإرادة، كمن يريد أن يقول لشعبه: "عيشوا أحرارا أو موتوا واقفين". كانت تلك آخر مرة أراك فيها.. وبعد ستة أشهر من القيل والقال عن صحتك وعن مآلات الوضع من بعدك، علمتُ - كما علم العالم- أنك التحقت بالصدّيقين والشهداء، وأنهم دفنوك عند "البيرْ لحـْــلُ" جاعلين منها محجة ومزارا بعد أن كانت قفرا يبابا، وفي أحسن الأحوال مسلخة للعجوز المُحَـنــّــطة، لاندروفر.


*******

"البئر الحلوة"، حيث مرقدك الأبدي، مَـن ذا تـذوّق حلاوةً في مائها أو رأى وفرة في مرعاها؟!..
كم مرة أنــَـــــخــْــــنا عندها مطايانا نتحسس عن بنزين، أو علبة كبريت، أو قطعة من خبز جاف، فما كان ماؤها عذبا زلالا سلسبيلا، ولا مرعاها مُـزهرا مُـعشوشبا خصيبا، ولا غيثها هنيئا مريئا مريعا.
لقد كذب الظاعنون،
فالبئر لم تكن قبل اليوم حلوة، لكنها - وهي تــَــلــُـــفّ جسمك الطاهر بقطن فردوسي من ثراها المحظوظ- أصبحتْ بالفعل حلوة، تسقي ضِـيفانها "من ماء غير آسن"، "لذة للشاربين".
واليوم لا احْـلـَـــوْلـَـى غيرُها أبدا، ولا أخطأتها المزنُ المرجحنــّـات ساعة، ولا غاب عن شِعابها الغيمُ الظليل، يباكرها فيه غيث، يماسيها فيه نــَــــوْءٌ، تعللها فيه نسائم، فبردٌ، فجنة، فخــُــلـْــدٌ، فسلام.

نداءاً إلى كافة الصحراويات والصحراويين ...

جنود مغاربة
أعلنت الأمانة الوطنية اليوم الاحد عن تشكيل لجنة وطنية تحضرية للمؤتمر الاستثاني لجبهة البوليساريو المقرر عقده بداية شهر يوليو المقبل.
ويتراس اللجنة حسب البيان الختامي الصادر عن اجتماع الأمانة الوطنية للجبهة-حصل موقع صمود على نسخة منه- مسؤول امانة التنظيم بجبهة البوليساريو إبراهيم غالي ، حيث ستتكفل اللجنة لعقد حسبا تنص عليه المادة 61 من الدستور ولنصوص المواد 47 و48 من القانون الأساسي للجبهة، بتحضير المؤتمر الاستثنائي الذي سيخصص لانتخاب أمين عام للجبهة ورئيس الجمهورية الصحراوية .
وعقدت الأمانة الوطنية اجتماعا ببلدة بئر لحلو المحررة امس السبت تحت رئاسة خطري آدوه، الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية، اجتمعت الأمانة الوطنية يوم السبت 04 يونيو 2016، ببلدة بئر لحلو المحررة، مباشرة بعد تشيع جنازة الشهيد محمد عبد العزيز، الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية إلى مثواه الأخير.
مرت مراسيم تشييع جنازة الشهيد محمد عبد العزيز في مرحلة أولى بمخيمات العزة والكرامة، وعرفت حضورا جماهيريا كثيفا في مختلف الولايات، حيث استقبل الموكب الجنائزي في أجواء مليئة بالتأثر والخشوع والإصرار على تجديد العهد والوفاء لقائدها والاستعداد للتضحية ولتحقيق مبتغى الحرية والاستقلال الذي كافح من أجله حتى أخر رمق من حياته.
وقد تواصلت هذه المراسم في محطة ثانية من خلال وداع القائد والزعيم الشهيد محمد عبد العزيز في بلدة بئرلحلو بالأراضي المحررة التي شهدت هي الأخرى أجواء من الخشوع والرهبة بحضور أعضاء كل الهيئات الوطنية والمدنية والعسكرية ووحدات من كل نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي أدت تحية وداع لقائدها الأعلى والذي سيبقى خالداً خلود شهداء القضية الوطنية في سجل حرب التحرير الوطني ضد الاستعمار الاسباني والاحتلال المغربي الغاشم وكان ذلك بحضور وفود شعبية توافدت من كل مناطق تواجد الشعب الصحراوي.
شهدت مراسم التشيع حضورا دولياً مميزاً تمثل في مشاركة وفود من الكثير من أرجاء المعمورة، من الممثلين عن الحكومات والبرلمانات والأحزاب والحركة التضامنية وهيئات المجتمع المدني المختلفة ووسائل الإعلام.
وحيت الأمانة الوطنية مستوى التجاوب الرفيع من الدولة الجزائرية تحت رئاسة فخامة الرئيس والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة منذ الوهلة الأولى ومشاطرته الشعب الصحراوي آلامه وأحزانه، فإنها تسجل كذلك الحضور الكبير عالي المستوى للوفد الذي ترأسه رئيس مجلس الأمة، وتجدد الأمانة الوطنية للجزائر عرفان وشكر الشعب الصحراوي للموقف المبدئي والثابت المؤيد لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال الذي ما فتئت الجزائر وكل قواها الحية تعبر عنه في كل المحافل والمناسبات.
كما ثمنت الأمانة الوطنية عالياً مؤازرة الشعب الموريتاني لشقيقه الشعب الصحراوي في هذه المأساة والتمثيل المعتبر بقيادة وزير الشؤون الدينية والتعليم الأصلي والوفد المرافق له ممثلاً للرئيس الموريتاني فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز.
وحيت الأمانة الوطنية من جهة أخرى التضامن الذي عبر عنه المجتمع الدولي بهذه المناسبة من خلال حضور عديد الوفود تمثل الحكومات والأحزاب والهيئات المختلفة وتلقي عديد برقيات ورسائل التعازي والتي مازالت تتوافد تباعا على رئاسة الجمهورية والأمانة العامة للجبهة، ونخص منها بالذكر: الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ورؤساء دول وحكومات كثيرة.
كما حيت الأمانة الوطنية بصفة خاصة، هبة الجماهير في الأراضي المحتلة التي خلدت الحدث بالخروج إلى الشارع في مختلف المدن معزية في فقدان قائد المسيرة، مؤدية صلاة الغائب على روح الشهيد بالرغم من القمع البشع ومعبرة عن تشبثها بحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال واستعداداها للاستمرار في انتفاضة الاستقلال المباركة حتى تحقيق النصر.
وتجدد الأمانة الوطنية مطالبة الأمم المتحدة بالتعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي وقع عليه الطرفان وعودة المينورسو لاستكمال مهمتها في أسرع الآجال طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2285 أبريل 2016.
وتدين العراقيل المتواصلة التي ما فتئ المحتل المغربي يختلقها أمام مجهودات المجتمع الدولي الرامية إلى إتمام عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، أخر مستعمرة في إفريقيا، وتحذر من العواقب الوخيمة والمخاطر الجمة التي قد تترتب عن هذه العراقيل.
كما تجدد الأمانة الوطنية مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة المغربية من أجل وقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة والإسراع بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين.
ووجهت الأمانة الوطنية في الأخير نداءاً إلى كافة الصحراويات والصحراويين من أجل التمسك بالوحدة الوطنية وتصعيد النضال لاستكمال تحرير كامل التراب الوطني والالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والتجند الشامل لإحباط كل دسائس ومناورات العدو المحتل المغربي.
منقول  عن صمود

حوار على ضفاف الحب !



بقلم نورة سعدي

قال لي زميل له اهتمام بالأدب منذ سنين خلت ما أن انتهى من قراءة بعض نصوصي الأدبية ،إنك تقلدين غادة السمان قلت وفيم رأيتني أقلدها و في أعماقي يتردد صدى شتان ما بين القزم والعملاق شتان ؟قال بعفوية أقرب إلى البلاهة إنك تتغنين بالحب في كتابات قلت مستغربة إجابته تلك وهل غادة السمان هي من اخترع الحب أم أن الكتابة عن الحب مقصورة عليها ؟رد بتلقائية ،أجل أو هكذا يخيل إلي على الأقل ،إنها الوحيدة من بين النساء العربيات جميعا أو ربما نساء الدنيا قاطبة من كتبت عن علاقتها بالرجل بتلك الطريقة المتوهجة المتحررة المجنونة وبأسلوب غاية في الأناقة قلما تأتى لامرأة قبلها أن طرزت به صفحاتها ، تنفست الصعداء وقد وفق أخيرا إلى ما قصد إليه ، فقلت إذن كان يتعين عليك منذ البداية أن تقول لي ،إن أسلوبك في الكتابة يشبه أسلوب غادة السمان ووقتها فقط كنت سأرد عليك دون حذلقة أو مواربة ،هذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه إذ ليس من السهل أن تبلغ أديبة أخرى المقام الرفيع الذي بلغته غادة السمان من حيث غزارة الإنتاج والجرأة في الكتابة وثراء الخيال وسلاسة الأسلوب ،،إنها حقا مفخرة الأدب النسوي العربي و العالمي ، أما الكلام عن البوح والحب فحديث آخر ،فالحب كما لا يخفى على أحد شعور فطري بمثابة الوردة الحمراء اليانعة التي غرسها الله من الأزل وإلى الأبد في قلوب بني البشر ،فإما أن نولد بقلب مفعم بفيوض تلك النعمة السماوية أو نولد بقلب صلد متحجر يعجز معه أي إكسير و مهما كان فاعلا أن يغيرنا من حال إلى حال إذاما أتينا هذه الحياة بأفئدة عاجزة عن الشعور بتلك الخفقات الحانية الدافئة التي لا يصبح لوجودنا في حالة افتقارنا إليها معنى ثم ابتسمت و أضفت ،حسنا لقد فهمت قصدك أيها الرفيق إن ثمة حقا شحة في التعبير عن العواطف في أدبنا الجزائري المعاصر وأما الغزل فمفقود في شعر المرأة في بلادنا إلا فيما ندر وهي ظاهرة أعزوها إلى سببين اثنين ، أولهما أن المرأة ما تزال متحفظة في هذا المجال رغم التطورالكبيرالذي بلغته في شتى المجالات وثانيهما تأثرها بتيار الالتزام في الأدب الذي يرى بعض معتنقيه أن التعبير عن العواطف الشخصية مضاد للوعي بقضايا الجماهير، فلا ضير في اعتقادي أن ترسم الأديبة بالكلمات ما يعتمل في أعماقها من مشاعر الحب وأن تكتب أناها كما هي كائنة ، الإبداع لا يقنن وكل نص يقدم للقارئ قيمة فكرية وجمالية بأسلوب رشيق هو فيما أحسب نص ناجح فما بالك إذا كان النص حديث عن الحب ،أو ليست مشاعر الحب هي أسمى الفكرات الإنسانية ؟أليس الحب هو المحرك الفعال لكينونة المخلوقات في مشارق الأرض ومغاربها ولا يمكن لكائن من كان أن يعلم شخصا آخرا كيف يحب أو كيف يعبر عن الحب ما لم يكن ذلك الشخص على استعداد تام ليقوم بذلك من تلقاء نفسه ، فلا عجب إذن أن تراني مقلدة لغادة السمان  وقد نشأت في وسط ارتأت نساؤه آنذاك أن التعبير عن مكنونات قلوبهن سابق لأوانه لأسباب يطول شرحها في هذه العجالة لمجرد أنني من حين لآخر أكتب شعرا في الحب ،إن يكن ثمة حقا من فضل لغادة أحمد السمان علي وعلى مجايلاتي الأديبات فإني لا أخجل أن أصرح أن غادة السمان علمتني كيف أتعامل مع الكلمة وكيف أروض الأبجدية وأجعل اللغة تقفز فوق كل الحواجز وكفى بهذا خيرا كثيرا ،أما أخبار الحب و المحبين في تراثنا العربي والإسلامي فكثيرة وقد اطلعت غادة السمان تلك الأديبة المتفردة العملاقة والمتواضعة في آن معا على بعض منها ولطالما رصدت غادة نفسها مدامع العاشقات العربيات واستشهدت بأبيات لهن من الغزل العفيف العذري وأعجبت بها أيما إعجاب، شاعرات سبقنها بعصور ،شواعر اختزلن بجزالة تعبيرهن وعمق رؤاهن الفكرية في بيتين من الشعر ما يغني عما تكتبه الآن بعض الحداثيات في قصائد هلامية مطولة ثم أنشأت أقرأ

يا أيها الراكب الغادي لطيته
عرج أنبيك عن بعض الذي أجد
ما عالج الناس من وجد تضمنهم
إلا ووجدي به فوق الذي وجدوا
حسبي رضاه وأني في مسرته
ووده آخر الأيام أجتهد

***********زينب المرية *****************

كتمت اسم الحبيب عن العباد
ورددت الصبابة في فؤادي
فواشوقي إلى ناد خلي
لعلي باسم من أهوى أنادي

********** علية بنت الخليفة المهدي ***********

ترقب إذا جن الظلام زيارتي
فإني رأيت الليل أكتم للسر
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح
و بالبدر لم يطلع وبالنجم لم يسر

********ولادة بنت المستكفي بالله *************


فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت
على فنن ورقاء أو طار طائر

**********ليلى الأخيلية *************

ولما أبى الواشون إلا فراقنا
وليس لهم عندي وعندك من ثار
وشنوا على أسماعنا كل غارة
وقل حماتي عند ذاك و أنصاري
غزوتهم من مقلتيك و أدمعي
ومن نفسي بالسيف والسيل و النار

*********حمدة أو حمدونة بنت زياد ***********

أزورك أم تزور فإن قلبي
إلى ما تشتهي أبدا يميل
فثغري مورد عذب زلال
وفرع ذؤابتي ظل ظليل
وقد أملت أن تظمأ وتضحى
إذا وافى إليك بي المقيل
فعجل بالجواب فما جميل
إباؤك عن بثينة يا جميل
*****حفصة بنت الحاج الركونية أستاذة الشواعر في العصر الأندلسي الأخير ****

وما أن انتهيت من قراءة ما علق بذاكرتي من أبيات جمعت بين الغزل العفيف والمداعبات و المطارحات لأبرهن لزميلي أن النساء العربيات قلن منذ أقدم العصور شعرا يأخذ بمجامع القلوب بجزالته ورقته وعذوبته حتى هتف ما أجمل ما سمعته من كلام فقلت أرأيت يا سيدي أن الحب كان ومازال سيد كل زمان ومكان و أن ثمة من سبقن غادة السمان في هذا المجال وكل ما هناك أن كل واحدة منهن عبرت عن نفسها بالطريقة التي تواكب إيقاع عصرها !.


الرئيس الراحل هواري بومدين ...و قضية الصحراء الغربية .

هؤلاء الناس قرّروا ان يموتوا من اجل وجودهم من اجل ان يعترف بهم, من اجل  ان لا يحرموا من حبات رمل ارضهم و ارض اجدادهم .




الخبر الجزائرية ...العيون المحتلة تحوّلت إلى ثكنة عسكرية، والأمر ليس جديدا...


سقط عشرات الجرحى في صفوف الجماهير الصحراوية التي هبت لأداء صلاة الغائب على روح الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز، أمس، بالمسجد الكبير في السمارة المحتلة، الذي أصبح يحمل تسمية الراحل، بعد القمع المغربي العنيف لها، الذي تفنن في ممارسة أبشع أساليب العنف ضد المواطنين الصحراويين العزل.

 رغم الحصار الذي فرضته القوات المغربية التي أقدمت، أمس الأول، على غلق جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى منزل عائلة الشهيد محمد عبد العزيز، بسبب توافد الآلاف من الصحراويين لتقديم واجب العزاء لعائلة الفقيد، هب الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة إلى أداء صلاة الغائب تزامنا مع توقيت مواراة جثمان الشهيد الرمز الثرى في منطقة بئر لحلو بالأراضي الصحراوية المحررة.

وشيعت جنازة الرئيس الراحل في موكب جنائزي مهيب، حضره أعضاء الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والحكومة والمجلس الوطني والمجلس الاستشاري، إلى جانب وفود أجنبية صديقة، وبمشاركة أكثر خمسة آلاف مقاتل وقائد عسكري، حيث نقل الجثمان مسجى بالعلم الصحراوي على متن عربة عسكرية تحت إشراف فيالق من جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وكل القيادات العسكرية للجمهورية الصحراوية.  وألقى خلال مراسيم تشييع الجنازة عضو الأمانة الوطنية محمد لمين أحمد كلمة تأبينية، أكد فيها ”إن الشهيد كان ذلك القائد البطل الذي سخّر حياته للدفاع عن عدالة قضية شعبه”، وأنه ”ترك وراءه شعبا صبورا قادرا على مواصلة الكفاح حتى تحقيق الاستقلال الوطني”. من جهة أخرى، فرضت قوات الأمن المغربية، حسب مصادر ”الخبر” من الأراضي المحتلة، حصارا أمنيا مشددا على المنزل وطوّقت جميع الطرق والمنافذ المؤدية إليه، في محاولة لمنع الشعب الصحراوي من الوصول إلى هناك، وقامت بالاعتداء على خيمة العزاء، أول أمس، ما دفع بعائلة الراحل إلى المطالبة، في بيان لها، بفك الطوق الأمني المضروب على المنزل، تضامنا مع كل المدافعين عن المبادئ السامية لحقوق الإنسان، التي دافع عنها محمد عن العزيز طوال حياته. وأوضح الناشط الحقوقي من العيون المحتلة محمد ميارة في تصريح لـ ”الخبر”، أنه بعد صلاة الجمعة، خرج المئات من الصحراويين في مسيرة حاشدة بمدينتي السمارة والعيون المحتلتين: ”وفي العيون، حمل الصحراويون العديد من الشعارات، ورددوا عبارة ”يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح”، ويقصدون بذلك فقيد الأمة الصحراوية محمد عبد العزيز الذي كرّس حياته للنضال والمقاومة وتقرير المصير، وتعهدوا بالاستمرار في النهج نفسه الذي مضى عليه الرئيس”.

وأشار محمد ميارة إلى تسجيل العديد من الإصابات خلال المسيرة، بعد التدخل العنيف للقوات المغربية، مردفا ”التدخل بهذا العنف تعوّدنا عليه، خاصة وأن العيون المحتلة تحوّلت إلى ثكنة عسكرية، والأمر ليس جديدا، فقد تعوّدنا على تدخل قوات البوليس والقوات المساعدة المغربية شبه العسكرية، بطريقة همجية”.
المصدر الخبر

أويحيى: النار المشتعلة في دول الجوار تستهدف الجزائر


أكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أويحيى أن الجزائر لا تزال تكافح بقايا الإرهاب، وأن الجيش الشعبي الوطني يحقق نتائج باهرة يوميا في مكافحة الإرهاب.

وقال أويحيى في كلمة ألقاها خلال اجتماع المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي بتعاضدية البناء بزرالدة إن الجيش يتصدى بكل حزم لبقايا الإرهاب في الميدان، ولكن يحتاج ليبقى واقفا وقويا في أداء مهامه، حماية ظهره من الشعب، مشيرا إلى أن النار المشتعلة الدول المجاورة إنما تستهدف الجزائر وضرب استقرارها.
وأضاف الأمين العام للأرندي أن هناك مؤامرات في الداخل تغذيها دول خارجية بمرتزقة سياسيين  لزعزعة استقرار البلاد.
في الشق الاقتصادي أوضح أويحيى أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد تتطلب إصلاحات جذرية وعميقة للخروج، وقال المتحدث ” لكي تكون ميزانية 2016 متوازنة يجب أن يصل سعر البترول إلى 90 دولارا للبرميل”، داعيا في ذات السياق إلى الابتعاد عن الاستدانة الخارجية التي وصفها”بـ”الحل السهل"
المصدر
الشروق الجزائرية
ملاحظة :
          قبل أيام قام الفريق، أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الأربعاء، بزيارة إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال، وذلك عشية حفل التخرج السنوي للدفعات بهذه المؤسسة التكوينية.
            الفريق ورفقة اللواء أحسن طافر، قائد القوات البرية واللواء حبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء علي سيدان، قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال أشرف في البداية على تسمية هذه القلعة التكوينية الكبرى باسم "الرئيس الراحل هواري بومدين"، الشخصية الوطنية الرمز الذي كرس حياته كلها لخدمة وطنه، كمجاهد وكقائد للأركان العامة لجيش التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية، وكوزير للدفاع في بداية الاستقلال أو كرئيس للدولة إلى غاية التحاقه بالرفيق الأعلى، ليقوم بعدها السيد الفريق بتكريم أفراد عائلة الرئيس الراحل هواري بومدين.
     و هو ما يدل على التوجه العام للمؤسسة الجزائرية و لجزائر الشهداء و رؤية الراحل هواري بومدين الذي رسخ مبادئ الكرامة و العزة و المبادئ السامية.




السبت، 4 يونيو 2016

حوار يستحق القراءة ...تنفس القضية الوطنية وتركها في أوجّ انتصاراتها الدبلوماسية

الصحفي ماء العينين الاكحل

مدّ يده للسلام دون أن يتخلىّ عن السلاح
حوّل الصحافي الصحراوي والمدافع عن حقوق الإنسان السيد ماء العينين لكحل حواره لـ «الشعب»، إلى شهادة حيّة عن الرئيس الراحل محمد عبد العزيز، فتحدث عنه كقائد وكإنسان، عدّد إنجازاته وأحصى انتصاراته، وعرّج على مستقبل القضية بعده وعن المهمة الصعبة التي تنتظر خليفته.
«الشعب»: بداية كيف استقبل الشعب الصحراوي رحيل المغفور له القائد الفذ محمد عبد العزيز، وما وقع هذا الرحيل على القضية الصحراوية؟
 ماء العينين لكحل: الشعب الصحراوي شعب مؤمن بقضاء الله، ولكن أستطيع القول، دون أن أبالغ، أن النبأ قد وقع علينا جميعا وقع الصاعقة. ففقدان الفقيد المجاهد، الشهيد بإذن الله، لحظة تاريخية فاصلة في القضية الصحراوية، لأن الرجل لم يكن رئيسا للجمهورية الصحراوية فقط، بل أبا ورفيقا في النضال للجميع، احتك به أبناء شعبه في الحياة اليومية كواحد من عامتهم، وعرفوه عن قرب كجار، وكمواطن عادي يعيش بينهم في خيمته مثلهم جميعا، يناقشهم، ويتبادل معهم وجهات النظر بكل أريحية وتواضع، يستمع للكبير وللصغير، وبيته مفتوح للجميع في أي وقت. رحل هذا المجاهد الذي لم يلن، ولم يستسلم للإحتلال ولا للضغوطات الهائلة الممارسة عليه من كل اتجاه، ليس فقط ضغوطات مهمته الكبيرة كرئيس دولة وأعلى سلطة سياسية فيها، بل والضغوطات الدولية عليه، وضغوطات أعداء القضية الوطنية، وحملات التشهير التي نعرفها جميعا ضد شخصه رحمة الله عليه. أما عن وقع هذه الخسارة الجسيمة، فشخصيا أعتقد أن وفاة الرئيس محمد عبد العزيز في هذه المرحلة خسارة كبيرة للمجتمع الدولي، وللسلام، وللضمير الإنساني، وعلينا أن ننتظر ونأمل أن يتولى رئاسة الجمهورية من بعده من سيحسن مواصلة مسيرتنا النضالية التي تهدف لأمر واحد، هو التحرر والحرية والاستقلال والكرامة والسيادة للشعب.
- قلتم أن الرئيس الراحل كان يعيش وسطكم، فكيف تقدّمونه كرئيس للجمهورية الصحراوية وكإنسان؟
 كان رحمة الله عليه إنسانا باختصار، كان إنسانا في كل شيء. في حياته اليومية، وفي اعتباره لنفسه كمناضل بسيط، وكمقاتل بسيط بدون رتبة، وكخادم لشعبه. شارك أبناء شعبه في كل شيء، شارك في المعارك وفتح صدره لرصاص العدو دون تردد لأزيد من 16 سنة، وبشهادة كل رفاقه من المقاتلين كان من أشجعهم، ومن أبرز القادة العسكريين الصحراويين الذين ركعوا جيش الإحتلال في نهاية السبعينات والثمانينات. وحين بسط ملك المغرب، الراحل الحسن الثاني يديه للسلام، وهو في موقف ضعف، لم يستغل محمد عبد العزيز الفرصة، بل كانت لديه من الشجاعة أن يقنع رفاقه بالجنوح للسلام، ووقف الاقتتال بين الأشقاء، وسمح للمنطقة أن تتنفس الصعداء وتبحث عن حل سياسي. لكن النظام المغربي، كعادته خان العهد، وانقلب على الجميع، وناور مستعملا أساليبه الغادرة المعهودة.
 كان رحمة الله عليه حليما، وسعى بكل قوته لإقناع العالم بضرورة حل النزاع الصحراوي بالطرق السلمية لتفادي الحرب والقتل والدمار في المنطقة. وكان رحمة الله عليه يرفض أن ينعت أحد الشعب المغربي بالعدو، بل كان يصر على أنه شعب شقيق، وأن مشكلتنا كصحراويين هي مع نظام المخزن المحتل، ومع النظام الطاغية وليس مع أبناء الشعب المغربي البسطاء. وكان يصر على أننا كصحراويين لسنا من يقطع صلات الرحم ولا جسور الأخوة والصداقة أبدا، بل نبنيها.
كان فارسا في الحرب وشجاعا في السلم

إذن استطيع أن اقول أنه كان شجاعا في الحرب، شجاعا في السلم، وكان همه الأول والأخير هو الحفاظ على مكتسبات شعبه، وعدم التراجع أو التخلي بتاتا عن حقه في الحرية والاستقلال. وكرئيس للدولة وقائد للشعب، كان رحمة الله عليه قريبا من الجميع، يستمع للجميع، ويسأل عن أحوالهم . كانت ذاكرته الاجتماعية عجيبة، وكأنه يعرف كل بيت، ويعرف بالتأكيد كل رجالات الشعب الصحراوي المناضلين ونسائه المناضلات، ويتابع أخبارهم، وأحوالهم، ويوصي بهم، ويهاتفهم إن أمكنه ذلك في المناسبات السعيدة أو الأليمة. يعني، أحيانا أستغرب من القدرة التي كانت لديه لمتابعة شؤون الناس كأفراد، وفي نفس الوقت متابعة المعركة العسكرية، والمعركة السياسية، والدبلوماسية، مع الجميع. وكان قليل النوم، وكأنه يجد ساعات النهار قليلة على العمل. وكنا نعرف جميعا، أنه رحمة الله عليه يتنفس في كل لحظة القضية الوطنية، يتابعها بتفاصيلها دون كلل، ليلا كما في النهار ويتقدم الصفوف في أي عمل وطني ليعطي المثال، سواء أكان عملا سياسيا أو عضليا حتى في فترة مرضه الأخيرة لم يتوان عن المشاركة في حملات اجتماعية رغم محاولة رفاقه ثنيه واقناعه بضرورة الاستماع لنصائح الأطباء بالراحة. كان إنسانا متفائلا، يؤمن بالناس، ويرى في كل واحد أجمل ما فيه، ويحاول جهده التغاضي عن مساوئه، وكان صدره مفتوحا للنقد، وللمعارضة، وللنقاش، يستمع لك وقد لا يكون متفقا معك، ولكنه يناقشك ويحاول إقناعك برؤيته. وأهم من كل ذلك، أنه رحمه الله كان إنسانا متواضعا، عطوفا، وجياش المشاعر، وقد رأينا كيف كان ينهار من الحزن عند فقدان مناضلين أو مواطنين رغم قوته، وجلده، ماذا سأقول، لا أظن أنني سأفيه حقه مهما قلت.

إنتزع اعتراف 84 دولة بالجمهورية الصحراوية

- أزيد من أربعة عقود قضاها الرئيس الصحراوي الراحل مناهضا ومدافعا عن حق تقرير المصير واستعادة الأرض المسلوبة، فما أهم الإنجازات التي حققها في مسيرته النضالية هذه ؟
 أهم إنجاز للرئيس الراحل أنه لم ينسب لنفسه قط أي إنجاز، بل نسبه دائما للشعب، رغم أننا نعرف بحكم معرفتنا بالأمور أنه باعتراف رفاقه المقربين كان صانع الاستراتيجيات الحربية الصحراوية، طبعا لم يكن وحده، ولكنه كان من أبرز القادة العسكريين الذين ركعوا جيش الاحتلال إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق. ولم يدع يوما بطولة أو قدرة، رغم أن رفاقه اعترفوا له بذلك وأقروا به، حتى أولئك الذين عارضوه لسبب أو لآخر.
إنجازاته، هي إنجازات المرحلة التي قادها، فلقد نجح عسكريا في تركيع جيش الرباط وأرغم الحسن الثاني على اللجوء لفرنسا وأمريكا والأمم المتحدة منذ أواسط الثمانينات لإقناع الصحراويين بوقف إطلاق النار والقبول بالسلام. وعلى الجبهة الدبلوماسية، نجح هو ورفاقه في كسب اعترافات أزيد من 84 دولة عبر العالم بالجمهورية الصحراوية، والحصول على العضوية للجمهورية في الاتحاد الأفريقي، وأسمع صوت الشعب الصحراوي في كل المنابر الدولية في الأمم المتحدة، وفي الاتحاد الأوروبي، وفي منظمة عدم الانحياز، وفي المنظمات المختلفة في أمريكا اللاتينية، ناهيك عن المنابر الأخرى الحزبية، والاقليمية وفي كل دول العالم تقريبا. وعلى المستوى السياسي، أرغم هو ورفاقه المغرب على الاعتراف بأن لا سيادة له على الصحراء الغربية، فقبول المغرب بمخطط السلام، يعني قبوله بقرارات وبرؤية الأمم المتحدة، وبالتالي القبول بأن هناك نزاع، وهناك قضية تصفية استعمار، وبالتالي استعمار واحتلال بالقوة العسكرية. هذا في حد ذاته من أهم المكاسب في نظري حتى الساعة، لأن الشعب الصحراوي بدأ ثورته غريبا وغير معترف به حتى من قبل الجيران، وفي 1991 أقرت الأمم المتحدة كلها، والمنتظم الدولي بأن هناك ثورة صحراوية، وهناك حركة تحرير اسمها جبهة البوليساريو، وهناك محتل للصحراء الغربية إسمه المغرب. أما على المستويات الاجتماعية، فقد نجحت الدولة الصحراوية بقيادته في تحقيق إنجازات ضخمة في التعليم، وفي الصحة، وفي مشاركة المرأة في كل المجالات، وفي حماية المخيمات من عديد الآفات التي تصيب عددا كبيرا من الدول الأفريقية. ثم، رحل والقضية الوطنية في أوج انتصاراتها الدبلوماسية، والسياسية وفي أوج قدراتها العسكرية. حتى في رحيله رحمة الله عليه، قدم للقضية الوطنية خدمة أخرى إذ تداعى الجميع لنبأ فقدانه. كل وسائل إعلام العالم تناولت الخبر الآن، وكل الدول والهيئات التفت الآن لهذه البقعة من الأرض تسأل وتتساءل من سيأتي بعده رحمة الله عليه؟ وكيف ستتطور الأمور؟ وهل سيكون من سيأتي بعده حكيما كيسا مثله، أم سيكون قائدا جديدا يغير مجريات النزاع بشكل أو آخر؟ وكأن مصيره رحمة الله عليه أن يخدم قضية شعبه حيا وميتا.
- محمد عبد العزيز كان قائدا محنكا استطاع أن يحفظ القضية ويصون وحدة الشعب من مختلف المناورات، فهل بعده سيحظى الصحراويون بقائد بنفس المميزات ليواصل مسيرة النضال إلى غاية الحرية؟
 محمد عبد العزيز لم يكن نبيا، هو مناضل صحراوي مثل الكثير من المناضلين، لكن صحيح أنه كان مناضلا من معدن نادر عرف كيف يتحمل المسؤولية حين ألقيت على كاهله، فيجب أن نتذكر أنه لم يبحث عنها، ولم يسعى لها، بل أرغمه رفاقه على تحملها بعد سقوط الشهيد الولي في ساحة الشرف، ثم أرغم مرات عديدة على تجديد تحملها رغم سعيه خلال العشر سنوات الأخيرة للتنحي لترك الآخرين لتجربة القيادة. ولكن علينا أن لا ننسى أن الشعب الصحراوي فقد قبله أيضا الشهيد الولي مصطفى السيد، وهو الذي كان باعتراف الرئيس الراحل نفسه، رجلا لن تشهد الصحراء الغربية مثيلا له لقرون. لكن استشهاد الشهيد الولي لم يترك الصحراويين عاجزين ودون قيادة، بل ولدت قيادة الرئيس الراحل الذي نتحدث عنه الآن.

القضية الصحراوية ليست قضية زعيم واحد تنتهي بنهايته

 أنا لا أشك بتاتا في أن الصحراويات اللاتي أنجبن الشهيد الولي مصطفى السيد، والشهيد محمد عبد العزيز، ولائحة الشهداء الأفذاذ كثيرة لا مجال لذكرها هنا، لا أشك في قدرتهن على إنجاب قيادات ومناضلين أفذاذ كثر ينتظرون فقط أن تدق ساعة تألقهم، وتحملهم المسؤولية، فالقضية الصحراوية لم تكن يوما قضية أفراد، ولا قضية زعيم واحد تنتهي بنهايته، بل كانت منذ الوهلة الأولى قضية الشعب، احتضنها، تحملها، قادها، ولم يأتمن عليها أحد ولا حتى القيادات الذين اختارهم، بل كان يدفعهم للمزيد من التضحيات حتى تساقطوا واحدا واحدا ولم يبدلوا ولم يتراجعوا أو يخنعوا. لهذا أقول بأن خسارتنا لرئيسنا رحمة الله عليه، مصاب جلل، ولكننا قوم مؤمنون، وقوم سنحفظ له جميله، ونحفظ ذكراه في قلوبنا، ولكننا كما وعدناه «سنمضي إلى ما نريد، وطن حر ونصر أكيد»، إن شاء الله.
- رحل الفقيد وبقيت القضية الصحراوية، فما توقعاتكم لما تحمله لها الأيام خاصة مع التعنت المغربي الذي يصر على «شرعنة « احتلاله؟
 تعنت المغرب مثله مثل تعنت كل القوى الاستعمارية في كل العصور. وكأنها تستلهم من نفس الغباء والكبر والعزة بالإثم. تعنت المغرب سبقه تعنت فرنسا في الجزائر حين كان ديغول يصر أن الجزائر فرنسية، ومثله تعنت الأبارتايد حين كان يرى أن الشعب الجنوب أفريقي مجرد قطيع من العبيد، ومثله تعنت فرعون حين استصغر نبي الله موسى وطغى وتكبر، ولكن الله أكبر.
إذن تعنت المغرب لا يخيفني، وما دام الشعب الصحراوي متحد، ومدرك للتحديات التي أمامه، فكلي ثقة أننا سنشهد يوما اندحار هذا السرطان الذي ينخر جسم الشعوب المغاربية والقارة الأفريقية، ويعطل كل شيء.
أما عن إصرار المغرب على شرعنة الإحتلال، فقد حاول كل جهده ولم يدخر شيئا، ولمن يتمكن من ذلك اللهم إلا إذا قضى على كل أبناء وبنات الشعب الصحراوي وابادهم عن آخرهم، فما دام هناك صحراوي واحد، ستظل هناك مطالبة وكفاح من أجل الاستقلال.
باختصار، سيكون نجاح المغرب في فرض احتلاله، النهاية المحتومة للأمم المتحدة، وللقانون الدولي، وللمنطق والعقل، وللسلام والإستقرار، وللعدالة ولحرية الشعوب، وسنعود جميعا في هذه الكرة الأرضية، وليس فقط في شمال أفريقيا، لقانون الغاب، وللعصور الوسطى. ساعتها، لن يتحدث أحد عن شرعية أو مشروعية، وستكون النار والحديد اللغة العالمية الجديدة الوحيدة التي يحتكم إليها.
منقول عن
يومية الشعب الجزائرية
http://www.ech-chaab.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%AB/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/item/44394-%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%AC%D9%91-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9.html