الأحد، 16 أكتوبر 2016

الى توأمي خلف القضبان...

بقلم حمدي حمودي

عندما تلْهب مشاعري قفصي...
لهفة الحنين اليك  ياصديقي القابع خلف الاسوار...
يتناغم نبض قلبي المسجون هنا وراء أضلعي...
مع جسدك المنكمش في انقباض خلف تلك القضبان ,,,
ان قلبي ينقبض كما تنقبض
ويرتخي عندما تفقد قواك
كي يتسلل اليه ذلك الدم
كما ترجع اليك روحك بعد ما ترتوي
من صراعات لا زلت منتصرا بها
اننا نتحرك في انسجام الى الامام دائما كقدمين
تأخر احداهما يدل ان توأمها حل في الامام...
اننا تينك الركيزتين اللتان تحملان تلك الخيمة
التي نصبت دولة في اللجوء
وغرست شارتي نصر قرب العيون في اكديم ازيك ...
يا أخي يا صديقي...
اننا نتكرر دائما كرئتين لنفس الجسد
تننفسان نفس الهواء
ويخرج من الفم  زفير واحد...










السبت، 15 أكتوبر 2016

كن حبيبي ...

مسعودة شكروبة
كن لي وحدي حبيبي
كن كما عرفتك في الأزل
مزق وشاحي بالقدر
وأسدل الستار ذا الوتر
كن حبيبي وانفطر
فالحب يحيا لمن انتصر
والشوق ينحى لمن انكسر
كن حبيبي ما ابقيت من خجل
لالمت نفسي في هواك الزلل
فالجوف رعشة قلب وجل
لا الشعر عندي منتهي رمحه
فالشعر وقع في القلوب لا مفر
يخشى شذاه ان دعاه الهوى
الى عين لم ترى غير الجفون والدرر
كن حبيبي حبيبي يا رجل


الخميس، 13 أكتوبر 2016

معركة كّلتة زمور التاريخية  13 و14 أكتوبر 1981.

بقلم  الكاتب  حدمين مولود سعيد

    على إثر هذه المعركة كان المغرب قد جنّ جنونه واتجه الى الأمم المتحدة ليشتكي. قام المغرب بإتهام ليبيا بأنها ساعدت البوليساريو بصواريخ "سام 6". وعلاوة على ذلك، دعا المغرب لِعقد اجتماع عاجل لبرلمانه ليُندد بأن تلك الأسلحة تم إستعمالها من طرف تقنيين من المانيا الشرقية و كوبا. و استند حجته على أن العملية العسكرية في كّلتة زمور تجاوزت الموارد العسكرية التي يمتلكها البوليساريو، و لا يمكن ان تتحقق إلا بمساعدة الفنيين المُتخصصين الذين عبروا عن طريق البلدان المُجاورة. الملك الحسن الثاني بعث رسالة تحذير الى الرئيس الموريتاني، ولد هيدالة، لمنع عبور البوليساريو عبر أراضي موريتانيا. من جانبه، استنكر وزير الخارجية المغربي، محمد بوستة، ما أعتبره تدخلا موريتانيا مُباشرا في الهجوم على كّلتة زمور.      
     ردة فعل المغرب هذه طبيعية جداً، إن وضعنا في الحسبان انه في غضون أيام قليلة جداً، فقد المغرب خمس طائرات، تبلغ قيمتها، آنذاك، أزيد من 500 مليون دولار امريكي.                                            
      بالتأكيد أن القارئ يُفضل نصا مكتوبا من طرف أحد أولئك الذين عاشوا الحدث، "من عند الزز الى تنتام أعلى لجبار أخراب العود"، ليروي لنا الحدث بكل تفاصيله، صغيرة كانت او كبيرة. إن الأجيال القادمة كما هو حال غالبية الحاضرة ما زالت تأمل أن تتم كتابة هذه الفصول المجيدة من تاريخ الشعب الصحراوي المُعاصر. ومن المؤكد أن قوانين الديموغرافية التي لا ترحم، تجعلنا نفتقد، يوما بعد يوما، كُتب حية، واحدا تلو الآخر. وفي إنتظار كتابة ذلك التاريخ المجيد، فما للقارئ من خيارسوى تفحُص صفحات أحد جاهلي الموضوع.                                                                  
      لوضع القارئ في السياق التاريخي لهذه المعركة، ينبغي أن نلقي نظرة على الوضع القائم آنذاك. كيف كانت وما هي الأسلحة المتوفرة لجبهة البوليساريو قبل هذه المعركة التاريخية وما هي استراتيجيتها.                                                                            
      قبل سنة 1981، كانت النواحي العسكرية تتكون أساسا من عدد قليل من وحدات المشاة الخفيفة للغاية. بمعنى انه، في هجماتها السريعة على العدو، لم تكن جبهة البوليساريو تمتلك سيارات مُصفحة ولا دبابات ولا مُشاة ميكانيكية ولا عدد كثير من الرجال، يسمح لها بالتصادم المُباشر، في ظروف جيدة، مع العدو. البيانات الأكثر تفاؤلا، مثل مركز الدراسات الاستراتيجية في لندن كان يُقدر، في سنة 1989، العدد الإجمالي لقوات البوليساريو ب 12 الف رجل. من المفترض أنه قبل 10 سنوات من ذلك التاريخ كان العدد أقل من ذلك بكثير.                                                      
      الاستراتيجية المُعتادة من طرف البوليساريو آنذاك هي إرث من زمن سابق. للتوغل في أعماق موريتانيا او لِمُهاجمة المواقع المغربية كانت البوليساريو، وهي قليلة الأسلحة، تستخدم استراتيجية تعتمد أساسا على "الكر والفر". او بعبارة أخرى، مجموعة قليلة من الرجال، قدرتها على التضحية و الصبر خبرتها الصحاري في شهر أغسطس، و معرفتها بتضاريس الأرض فربما يحسدهم عليها حتى برنامج "كّوكّل ماب"، تقترب من هدفها، دون أي أسلحة إلا المحمولة من طرف المقاتلين على سيارات لاندروفر، ومغتنمين اول لحظات الفجر وبكل قوة نيرانهم، يُغيرُون على العدو وهو مازال يغط في النوم. ولقد أثبتت التجربة ان استخدام تلك الاستراتيجية يؤدي عادة الى النصر. هذه هي الاستراتيجية التي كان يستخدمها جيش التحرير الشعبي الصحراوي  وهذه هي أيضاً الأسلحة الوحيدة المتاحة لنا آنذاك.              
       حتى عام 1981، كان عَتاد الجيش الصحراوي  أساسا أسلحة خفيفة. وكانت هناك فُرص بإمكانية إستعمال أسلحة شبه ثقيلة ولكنه  و إمتنع عن ذلك لأنه لا يتناسب مع استراتيجيته، لأن السرعة هي روح الحرب:
الهجوم، التدمير,الانسحاب.                   
       وعلى سبيل المثال، ممكن ذكر أسلحة كلاشينكوف للجنود و المدفعية الخفيفة المحمولة على لاندروفر مثل ب 10 و ب 11، و مدفعية 75 مم و رشاشات12،7 و "دوشكا" و رشاشات 23 مم ورشاشات "بي كا" و رشاشات "كّرينوف" و مدافع البازوكة المُضاضة للدبابات.                                                                      
      وكذلك مدافع رشاش 14،5 مم المحمولة على شاحنات مرسيدس والتي تم تدشينها يوم 18 ديسمبر 1977 في معركة "أتميميشات" بموريتانيا.                     
في الصورة مدفعية الاسناد الخفيفة، محمولة على لاند روقر، كمدافع "ب10" او "ب11".

       ابتداءً من سنة 1979 تم تدخل سيارات تويوتا المجهزة برشاشات 14،5 ورشاشات 23 مم المجيدة وصواريخ "غراد" المحمولة على لاندروفر والمُضادة للدبابات.
        من حيث المدفعية الثقيلة، كل ما كان موجود هو هاون عيار 120 و عربات ب م 21 الُمخيفة، المُلقبة ب "اوركّ ستالين"، التي بإمكانها إطلاق 40 قذيفة في آن واحد على هدف يقع على بعد 20 كلم تقريبا.                                                 
      كما يرى، العتاد كان أساسا عَتاد خفيف. منطقي. البوليساريو حوّلت الحاجة الى فضيلة. بما ان البوليساريو كانت تفتقد اي سلاح يُمَكنها من ردع طائرات العدو، لجأت الى تخفيف الوحدات المُقاتلة لتمكينها من التنقل بسرعة وتعقيد معرفة مواقعها من طرف طائرات الاستطلاع المُعادية. نتذكر، مثلا في سنة 1977، كيف كانت وحداتنا مُنسحبة بعد المعركة وإلتحقت بها طائرات "جاكّوار" الفرنسية في منطقة "أعظم لحمار" والتي قامت بتفريق شحنتها النارية على شاحنة تحمل، على وجه التحديد، الجنود الموريتانيين الذين تم أسرهم في تلك المعركة. لم يكن من الصعب تخيُل الصعوبات الهائلة لطائرات العدو كي تتمكن من تحديد موقع سيارات لاندروفر الصغيرة ومُهاجمتها في محيط من الرمال.                                                                                
     باختصار، ضرورة عدم التعرُض لهجمات طائرات العدو، بالإضافة الى الحاجة المُلحة للتحرك والتمويه بسرعة غير عادية، كانت هي العلامة التجارية للبوليساريو التي لم تستعمل المشات الميكانيكية في أي عملية حتى أكتوبر 1981. وبالتالي، النجاح الحقيقي لحركة البوليساريو هو انها، بموارد محدودة للغاية، تمكنت بالقيام بالحرب في جبهة قتالية طِوالها 3 آلاف كيلومتر، امتدت من "باسكنو"، في اقصاء جنوب شرق موريتانيا، الى "زاكّورة"، في وسط شرق المغرب. بإمكاننا القول أنه حتى سنة 1981، ما كان مقاتلو البوليساريو يعرفون ما هي المشاة الميكانيكية. هذا معناه هو ان كل المعارك التي قاموا بها قبل ذلك التاريخ كانت على ذروة سيارة لاند روفر. وهذا يولد فكرة عن هجمات البوليساريو. او بعبارة أخرى، أهم عُنصر امتلكته البوليساريو آنذاك، لِمُهاجمة اعدائنا و تلقينهم هزيمة تلوى الأخرى هو شجاعة رجالها المُنقطعة النظير.                
                      
      معركة "كّلتة زمور" تمت في إطار هجمة "هواري بومدين"، المعروفة من قبل المقاتلين ب "حرب المواقع"، التي كانت وحداتنا تُغيرُ فيها، على موقع مُعين وفي غضون فترة قصيرة، تتم إبادة قوة العدو بأكملها. وكان هذا هو الحال بالنسبة لمعركة لمسايل في 16 يناير 1979، معركة بئر انزران في 11 أغسطس 1979، في خضم شهر رمضان المُعظم ومعركة لبيرات في 24 أغسطس 1979 ومعركة السمارة أيام 6 و 7 و 8 اكتوبر1979 ومعركة المحبس يوم 14 أكتوبر 1979.                                    
      من جهة أخرى، لقد مضت سنة كاملة بعد ان شرع المغرب في بناء الجزء الأول من الجدار العسكري، في الطارف الجنوبي من تلال رأس الخنفرة، على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الحدود الصحراوية.                                                 
      في المجال الخارجي، كانت الجمهورية الصحراوية تُسجل إنخفاضا طفيفا في تنامي البلدان التي تعترف بالدولة الصحراوية، مقارنة مع السنوات السابقة، فقط خمس بلدان حتى أكتوبر 1981، مقارنة مع ال 12 بلدا التي تم اعترافها في سنة 1980 ولسبعة عشر بلدا التي تم اعترافها في 1979. وبالإضافة الى ذلك، في ماي 1980، كانت غينيا الاستوائية اول بلد يسحب اعترافه.                                                                  
      مؤتمر رؤساء دول او حكومات الوحدة الافريقية المنعقد في نيروبي ما بين 24 و 27 يونيو 1980، وافق على اقتراح إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، و بشكل عام بداء هذا المنتدى يميل الى جانب القضية الصحراوية. كان الحسن الثاني قد قبل بالاستفتاء المُقترح، ولكن بالنسبة للمغرب، تلك الاستفتاء كان لابد أن يكون استفتاء تأكيدي. لابد من تذكير ان المغرب لم يعترف بعد، في تلك الزمان بالبوليساريو، لا كممثل للشعب الصحراوي و لا كالطرف الآخر في الصراع. وهذا هو بالضبط ما كانت حركة البوليساريو تسعى إليه في تلك الآونة. كانت البوليساريو تُطالب من المغرب الدخول في مُفاوضات مُباشرة لوقف إطلاق النار وكذلك لتطبيق مُقترح نيروبي.      
       على الصعيد الداخلي، في سنة 1981، حققت الدولة الصحراوية قدراً مُعتبراً من التقدم في التعليم والصحة والتنظيم الداخلي، حقاً، تُحسد عليه من طرف الكثير من بلدان العالم الثالث. تمكنت، فعلاً، البوليساريو من القضاء على انتشار الأوبئة و الامراض المُعدية و توفير اللقاحات الطبية للصغار المُتعارف عليها من طرف المنظمة العالمية للصحة، و في مجال التعليم تمكنت بالكامل من التعليم المدرسي للأطفال دون 18 سنة مع شروعها في حملات لمحو الأمية في باقي الأعمار.                                    
      في هذا المُناخ، بدأت البوليساريو تحضيرها لمعركة كبيرة، كان من شأنها ان تضع البوليساريو في خارطة العالم، المعركة التي ستُحدد ما قبلها وما بعدها في حرب الصحراء الغربية.                                                                                 
      في كّلتة زمور كان يتمركز الفوج الرابع للجيش المغربي، الذي يضم ما يزيد على ثلاثة آلاف وخمسة مئة جندي وقواعد مُدججة بأحدث انواع الأسلحة القتالية.                                                                                 
      كان الخبراء المغاربة يعتقدون أنه من غير الممكن الهجوم على قواتهم المُتمركزة في كّلتة زمور، لأن جغرافية وتضاريس الأرض مواتية تماما لهم. هذا إضافة الى العدد الكبير للقوات المتمركزة والعتاد وحقول الالغام والخنادق والمؤن والخدمات اللوجستية الكافية لمدة اثني عشر شهرا، جنبا الى جنب مع تحليق طائرات الاستطلاع المستمر، التي ترصد جميع تحركات وحداتنا القتالية. كل هذه العناصر حولت كّلتة زمور الى قلعة قوية جداً. وبما أنهم لم يكتفوا بما لديهم من عتاد، قاموا أيضاً بقطع جميع الأشجار والشجيرات حول محيط كّلتة زمور لتجنب أي تمويه يسمح لوحداتنا المقاتلة التقرب من الكّلتة دون ان يتم اكتشافها.                                                                           
      ولقد وصل شهر أكتوبر 1981 و وحداتنا منذ أشهر عدة لم تُسجل معركة من تلك التي "تكّلع شيء عن لخلاكّ".                                                    
      حجم المعركة هذه، أجبر قادة البوليساريو بوضع كل الموارد المُتاحة، بشرية كانت او مادية، في أقصى الاستعداد.  بمعنى أنه عمليا، الجيش الصحراوي بأكمله كان في جبهة القتال. سجل التاريخ آنذاك أن تلك كانت هي المرة الأولى التي يتصرف فيها جيش التحرير الشعبي الصحراوي وكأنه جيش نظامي كلاسيكي. على أرض المعركة، كانت تتواجد الناحية العسكرية الاولى والثانية والثالثة والرابعة وفيلق من الخامسة وفيلق المدفعية وفيلق السلاح الجوي. لقد تم ذكر فيلق المدفعية وفيلق السلاح الجوي كهيئات مُستقلة عن النواحي العسكرية، لأنه آنذاك كانت البوليساريو تفتقد العدد الكافي من هذا العتاد لإدماجه في كل النواحي. لازم التذكير بأن البوليساريو، في تلك السنوات، كانت تشن معظم المعارك في الأراضي المغربية. ونتيجة لذلك كانت وحداتنا تتمركز في الجزء الشمالي من الصحراء الغربية، وعلى وجه الخصوص في النقاط التالية: الناحية الأولى في واد الساكّية، ما بين "توكات" و "لحصيات". الناحية الثانية ما بين واد "الرتمية" و "لمكّاسم" لتُراقب عن كثب مدينة السمارة. وفي شمال ذلك، في واد "أكسات" كانت تتمركز الناحية الثالثة، على القرب من "الفوار"، وكان لها بُستان هناك. الناحية الرابعة، ما بين "آمكّالة" و "بودريكّة". والناحية الخامسة في "لمسامير" شمال شرق "أزمول النيران". كما هو واضح، وحداتنا المقاتلة كانت مُتمركزة بعيدة عن مكان المعركة.                                                                                 
في الصورة، مواقع تمركز النواحي العسكرية.                                                            
                                                                              
      من جهتها، "لحجر" وهو الاسم الشعبي ل كّلتة زمور، تقع في الوسط الشرقي للصحراء الغربية، على بعد 250 كلم جنوب شرق العيون و على 140 كلم في نفس الاتجاه الجنوب الشرقي من "بوكراع" و300 كلم شمال شرق الداخلة وتبعد 90 كلم جنوب غرب "آمكّالة" و90 كلم غرب مدينة بئر أم أكّرين الموريتانية. في حد ذاتها، كّلتة زمور هي بركة من مياه الأمطار تقع على قمة تل. و تُجاورها مجموعات أخرى من التلال، نذكر منها في الشمال: "الظلوع"، في الشرق الشمالي: "العائديات" و "لثلثيات" و آغملزيت"، في الشرق الجنوبي: "إشركّان"، في الجنوب: "آوزيرفت" و كدية "الرجلية" و "كّور الفياظ"، في الغرب الجنوبي: " كّور لمحاجيب"، في الغرب: "كّور أبريبرات"، في الغرب الشمالي: "آكّلاميم" و "كّور النخالة".                           

في الصورة، موقع كّلتة زمور
       ولكن الكنز الأكثر سرية و تكتما لدى البوليساريو كان يتضمن وحدات من المشاة الميكانيكية و وحدة من الدفاع الجوي "سام6" الذي كان يُحضِر تدخلهم لأول مرة في تاريخ القتال.                                                                             
      صمت مُميت ومُطلق كان يَلف كل ما له علاقة بتلك الوحدات الجديدة التدخل من اجل ضمان تأثير عُنصر المفاجأة في يوم المعركة.                                    
      لذلك تم تمركز هذه الوحدات في أماكن مُختلفة عن باقي الوحدات. في "لرجامية" تمركزت دبابات "ت54" و "ت55". في تيرنيت، عند لوتاد أم السروز، تمركزت وحدات "بي ام بي". في "الرخامية" تمركزت وحدات "بي تي ار". من جهتها، وحدة السلاح الجوي الجديدة، "لكواذرات"، تم فصلها عن فيلق 6 جيم، لتصبح وحدة مُستقلة.                                                                                   
      الحاجة المُلحة لتفادي الكشف من قبل الرحلات الاستطلاعية المستمرة لطائرات "هرقل" "سي 130"، المعروفة عند مُقاتلينا باسم "الكيشافة"، والتي كان المغرب يستعملها كطائرة استطلاع، قادرة على التحديد الدقيق لمواقع وحداتنا و إرساله الى طائرات أخرى مُقاتلة لِمُضايقة وحداتنا، تلك الحاجة أجبرت وحداتنا على التنقل فقط في الليل.                                                                                  
      لذلك، أيام قليلة قبل يوم المعاد، دون أضواء وتحت ظلام الليل و مُسترشدين فقط بنجم "السُهيل"، شرعت وحداتنا في رحلتها نحو الجنوب الغربي، مُتجهين الى كّلتة زمور. على سبيل المثال، الناحية الثانية انطلقت ليلاً من "الرتمية" ومرت بواد "أكّريزيم" و "تدايقت" و "بودريكّت تيغرت" و أوديات لخيام و "أخنيكّ زنتمات" حتى الوصول الى "آكّويليلات"، شمال الكّلتة. من جهتها وحدات الناحية الثالثة تمركزت في "الظلوع" و "أودي الكّزاح". جميع النواحي قامت برحلات مُماثلة ودوما ليلا.     
      لازالت الطريق أمامهم ستُتيح الفرصة لمُدة قصيرة من الرخاء و الارتياح، قبل يوم "لكريها"، أين سيقومون بنَحر عدد من الإبل في عيد الأضحى، الذي تزامن مع يوم 9 أكتوبر 1981.                                                                   
      بما ان وحداتنا لا يمكنها التحرك خلال النهار، يُقال انه يوما من تلك الأيام، أحد الضباط ذهب بعيدا عن مكان تمويه الوحدات، وبعد عشرات الكيلومترات من السير على متن سيارته، ألقى نظره على خيمة من البدو الرُّحل. قرر الضابط الاقتراب من تلك الخيمة ليتناول الشاي. وبينما كان يحتسي الكأس الثاني من الشاي، أشعرته الام المُسنة أنها في الليلة السابقة سَمعت حركة بعض القوات ولكن ضوضاء آلياتهم ليس كآليات البوليساريو المعتادة وأنه ربما العدو يتواجد بالقرب من مَراحها. لذلك تخشى إمكانية الرحيل من ذلك المكان، وسألته هل لديه هو معلومات عن تلك التحركات. حينها استدرك الضابط بدهشة، مدى حساسية السمع عند اهل البادية التي تمكنهم، في الليل، من التمييز بين آليات العدو وآليات الصديق إنطلاقا فقط من ضوضاء آلياتهم وكيف بإمكان سيدة مُسنة، لا تملك من وسائل التنصت إلا حاستها السمعية، ان ترصد ما كانت البوليساريو جادة منذ زمان في إخفائه. قبل مُغادرته ولتطمئن العجوز قال لها ان المكان مازال آمن وانه بإمكانها ان تبقى فه.                                      
      لربح معركة في ظروف غير مواتية للغاية كما هو حال كّلتة زمور، كانت البوليساريو تُعَول على عُنصرين لهما أهمية حاسمة في المعركة: الأول هو عامل المفاجأة، والثاني وهو الأهم، هو تدخل مُعدات حربية جديدة يتم استخدامها لأول مرة من طرف البوليساريو، وبالتالي المغرب يجهل وجودها في أيادي البوليساريو.                                  
      المُعدات الجديدة تلك هي، في الأساس، صواريخ "سام6"، المعروفة باسم "لكواذرات"، كسلاح مُضاد للطائرات و "بي أم بي" وهي مدرعات سريعة ومُخيفة قادرة على نقل المشاة بسرعة الى الخطوط الامامية لإطلاق النار، المعروفة باسم "الناقلات"، بالإضافة الى دبابات ت54 وت55 ومدرعات "بي تي ار" ومدرعات "كسكافيل". باختصار، أقدمت البوليساريو على أكبر مُغامرة في التاريخ و وضعت فوق أرض ميدان المعركة تسعين آلية مدرعة جديدة:                                              
     عشرون مُدرعة "بي ام بي" و10 دبابات ت54 وت55 و30 مدرعة "بي تي ار" و 30 مُدرعة "كسكافيل".                                                                          

      من نافل القول ان البوليساريو أختارت أفضل كوادرها للتدريب والتعليم في إدارة الأسلحة الجديدة. و قد قامت بذلك بتمام السرية. الكثير من وحداتنا القتالية ما كانت تعلم ان البوليساريو وضعت بجنبهم هذه الآليات المتطورة وخاصة فيما يتعلق بصواريخ "سام6".                                                                               
       عائق آخر امام البوليساريو هو قلة وسائل الاستخبارات العسكرية. بمعنى أنه لتخطيط هجوم على موقع مُعين، كانت البوليساريو قليلة المواد التقنية والبشرية لدراسة وتحليل ومعالجة المعلومات المتعلقة بالقوات وبالجنود وبالمعدات المُنتشرة هناك من قبل العدو. ولملء هذه الثغرات كانت البوليساريو تمتلك بُندقية لم يستطع المغرب الحصول عليها: جرأة رجال مُستعدين لصنع المستحيل.                                         
                                    
     
      وبما ان العتاد والأجهزة الجديدة زادته شجاعة، قرر البوليساريو أخد الثور بقرنيه وكأنه مُصارع الثيران، ودخول كّلتة زمور من الأماكن القليلة المُتاحة والجد مُحصنة. وهذا يعني أن وحداتنا ستدخل، على وجه التحديد، من الأماكن التي يتوقعها المغرب وبالتالي كانت تنتشر فيها كل أنواع العقبات. وهكذا، بحضور القيادة العسكرية في عين المكان، تم تخطيط المعركة.                                                                                
      دور المحور المركزي، "المحرض"، أسند للناحية الثانية وعلى رأسها كتائب المشاة الميكانيكية التي أسند لها الدخول من الشمال الغربي، من شلخة اللبن، لتتجه نحو "الفورتي الاسباني". كُلفت الناحية الثالثة بالدخول من الشرق، من رؤوس "آكّويليلات"، لتتجه نحو القلعة. اما الناحية الرابعة كُلفت بالدخول من الغربي.       
      الناحية الأولى أسند لها التمركز في واد "التيوس"، شمال غرب الكّلتة، للتصدي لأي مساعدة او تعزيز قادم من بوكراع او من العيون لتفادي إمكانية العدو مهاجمتهم من الخلف. الكتائب المُشاركة من الناحية الخامسة أسند لها دور التمركز شمال كّلتة زمور للتصدي للنجدات القادمة من السمارة ولضمان ممرات التوريد واللوجستية لوحداتنا.                                                                               
      خسارة صغيرة في الانبوب الضاغط للهواء في منحدر الانطلاق ل "لكواذرات" أجبرت تأجيل المعركة لمدة 24 ساعة.                                                          
      مُبرمجة مبدئياً لِتتزامن مع يوم الوحدة الوطنية، 12 أكتوبر، معركة كّلتة زمور ستبدأ يوم 13 أكتوبر 1981، أربعة أيام بعد عيد الأضحى سنة 1401 هجرية. في ذلك اليوم، وبعد الحادية عشرة ليلا، كان ضباط الصف لوحدات المشاة الميكانيكية مجتمعون، على الجانب الغربي من الكّلتة، لوضع اللمسات الأخيرة للمعركة. عدت ساعات قبل ذلك، جميع وحداتنا القتالية تلقت الأمر الشهير: "تحضير العشاء والغذاء". ما يعني أنه في تلك الليلة لا يمكن شعل النار وأن اليوم الموالي، يوم الثالث عشر، وعَد أن يكون يوما طويلا.                                                                            
      لحظات قليلة بعد ذلك، على الساعة الواحدة ليلاً من يوم الموعد، 13 أكتوبر، بدأت كاسحات الألغام المحمولة على الدبابات بتمهيد الطريق من مضيق "شلخة اللبن". بكل ثقلها و صوتها شرعت في إزالة الألغام من تلك المضيق تحت جنح الظلام و رحمة وحدات الاستطلاع التي كانت تُراقب عن كثب أي تحرك عدواني من الإتجاه الجنوبي و الشرقي.                                                                              
       في اللحظات الأولى من الفجر بدأت "الكيشافة" تُعيث فساداً في سماء كّلتة زمور. وفي تلك اللحظة بالضبط، تم إطلاق صاروخ "سام6" الذي اصطدم بأكمله مع "الكيشافة"، طائرة الاستطلاع المغربية الشهيرة، ليُحطمها نحو الأرض ويضمن وفات ملاحها، السيد بلحاج. ذلك الصوت وانفجار "الكيشافة" في سماء الكّلتة كان بمثابة إشارة للمقاتلين، بأن المعركة فعلاً قد ارتسمت، والبعض منهم لازال في صلاة الفجر في مُختلف أماكن تمركزاته، رأى بعينه ضوء تلك الإنفجار في السماء، بينما الرجال الذي كانوا في كاسحة الالغام، لم يشعروا بذلك الصوت لأن صوت الكاسحات كان يمنعهم من سماعه.                                                                                 
      في هذه النقطة، لابد من التذكير أنه لمدة طويلة من الزمان كان التفوق الجوي المغربي لا جدال فيه، والأخطر من ذلك، كان تلك التفوق يُهدد معنويات مقاتلي وحداتنا العسكرية. في الواقع، لعدة سنوات كان ممكنا تلخيص شكاوى جميع المقاتلين في شكوى واحدة: "يجب على القيادة السياسية أن تحصل على سلاح لردع الطائرات". شعور تلك السنوات تعكسه عبارة شهيرة لمقاتل صحراوي حين قال: "انا أعترف بالبوليساريو، ولكن كي أعترف بالجمهورية الصحراوية يجب عليها أن تأتينا بسلاح يُمكننا من إسقاط 'الكيشافة" وغيرها من الطائرات".                                                                   
       وفي لحظة الفجر تلك، في سماء كّلتة زمور المجيدة، وحدات الدفاع الجوي الصحراوي، المُتمركزة شمال الكّلتة، إرتقت نحو قمة المجد لإسقاطها طائرة العدو "الكيشافة". بعد تحطُم هذه الطائرة، ولو تمكن الجيش المغربي من بصق محيطات من النار، ما كان يمكن لأي شيء أن يمنع زحف وحداتنا.                              
      لتمكين قوتنا الضاربة الرئيسية، "المحرض"، من تقدُم في ظروف مقبولة، قررت البوليساريو أن تشرع الكاسحات المحمولة على الدروع في إزالة الألغام في مضيق "شلخة اللبن"، على بعد 20 كلم، في مُنتها المرتفعات الشمالية الغربية للكّلتة، من حيث سيدخل المحور الرئيسي المُهاجم على أقدام كاسحات الألغام و كذلك الجانبين المُساعدين للمحور الرئيسي تلك.                                                                          

         في الصورة، مضيق شلخة اللبن، و هو المضيق الذي عبرته مُدرعات البوليساريو الجديدة لِتتجه، بعد ذلك نحو اليمين، يعني نحو الجنوب.                        
      بعد عبورها "شلخة اللبن"، توجهت وحداتنا جنوبا، نحو المرتفعات الشمالية لكّلتة زمور، بمنطقة آكّويليلات، لتصل في صباح نفس اليوم الى الفورتي الاسباني تاركتا جنود الغزاة فارين نحو الجنوب الغربي، نحو "لمحاجيب".                                      
      ولكن التحطيم الباكر ل "الكيشافة" أدّى إلى تسريع العملية برمتها، وأجبر على فك الكاسحات عن الدروع قبل الأوان المتوقع، لتمكين الدبابات من مهمتهم الهجومية، لأن المعركة تسارعت كلها. هذا ما أدى الى ان المشاة الميكانيكية، التي كانت البوليساريو تُعلق عليها كل آمالها، أجبرت على المرور عبر حقول مليئة من الألغام، مثل بقية وحداتنا المقاتلة.                                                                                 
      من جهتها، وحدات مدفعيتنا، وخصوصاً "اوركّ ستالين" المتمركزة استراتيجياً في "كّارة أودي آسكاف" البيضاء، بدأت تُدفق كل ما لديها من قوة نارية على مواقع العدو، لتحولها الى جحيم حقيقي. في تلك اللحظة، وحدات مُشاتنا الميكانيكية بدأت دخولها في خطوط العدو الامامية. وبعدها، فوق ظهور لاندروفر الأسطورية بدأ تقدم ما تبقى من وحداتنا المُقاتلة، من ثلاثة جبهات مُختلفة، بسرعة شيطانية و هي عابرة ألسنة النيران التي كانت تنفثها مدفعية العدو. وهكذا تمت مفاجأة الفوج المغربي الرابع وهو في قفلة وعامل المفاجأة أثمر كل فعاليته. وبهذه الصورة كانت "كّلتة زمور" المجيدة قد قدّمت أفضل بداية ممكنة لذلك اليوم، الثلاثاء، 13 أكتوبر 1981، يوم لا يُنسى، يوم 14 من شهر العيد، بالقمري، سنة 1401 هجرية.                                              
                                                                                
      ولكن تلك الإشارة الصوتية فوق سماء "كّلتة زمور" قد أيقظت، على الأرض، كل القوات المغربية وحذرتها من ما هو آتي إليهم. ردت فعلهم السريعة و أطلاق النار المُكثف لمُعارضة تقدم وحداتنا، إضافة الى التضاريس الصعبة للغاية التي تُتيح لهم إطلاق النار، من الفوق على عدو قادم إليهم من الأسفل، كل هذه العوامل أجبرت القيادات الميدانية على تغيير الطريق و مسار تقدُم وحداتنا المُقرر أصلياً. ونظراً لعقبات التضاريس الكبيرة وتحصينات العدو، فُرض على وحداتنا أن تتعامل مع نيران مُكثفة قادمة من خطوط العدو المُتخندقة استراتيجياً في المُرتفعات، واحدة تلو الأخرى، لتعزيز بعضها البعض وتمكينها من أكثر مُقاومة امام تقدم وحداتنا.                                    
      وبالرغم من أنه خلال الساعات الأولى من القتال، تمكنت وحداتنا من تقدُم مُنتظم ومُستمر، إلا أن المخطط التقليدي القائم على عمود مركزي وجناحين، على كلا الجانبين، المُطبّق عادة من قبل البوليساريو، تم تغييره على الفور. لذلك، على سبيل المثال، وحدات الناحية الثالثة، بعد تسلقها الشاق للمُرتفعات الشرقية حتى وصولها لرؤوس آكويليلات، كان عليها ان تغَير مسارها قليلا نحو الغرب، لتلتقي مع "المحرض" عند المدخل الشمالي ل "الفورتي الاسباني".                                          
                                          


محاور الهجوم على الكّلتة. "محرض مركزي و "خالفتين" على كلا الجانبين. معركة كّلتة زمور 13 و 14 أكتوبر 1981.

       في ذلك الصباح من نفس اليوم، بالفعل، كانت وحداتنا قد تقدمت حتى ان وصلت الى "الفورتي الاسباني" وحررته وقامت بتمشيط ما بحومته وبجمع الاسرى.
 صورة ل "الفورتي الاسباني" تم إلتقاطها في سنة 1974. المُصور التقط الصورة و هو مُتجه نحو الشمال. أين يظهر "الفورتي" في وسط المشهد، على المرتفع.
          
       ان الجنود المغاربة، وهم عمليا مهزومين نظرا لدخول آليات رهيبة لم يرونها من قبل تُهاجمهم من الامام، لذوا بالفرار، نحو الجنوب. حقيقة، في ذلك اليوم، مدرعات "بي ام بي" السريعة، "الناقلات"، أوفت بوظيفتها على أحسن وجه. كل ما تقربت من خط من خطوط العدو يبقى فارغا نظرا للذعر الرهيب الذي تُسببه في الجنود المغاربة.                                                                                 
      حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً، وبعد مرور أكثر من خمس ساعات منذ أن طائرة الاستطلاع أرسلت آخر إشارة، أصبح الذعر يجتاح هيئة الأركان المغربية، لأنها ليس لديها أي فكرة عما يجري في كّلتة زمور ولا أي خبر عن طائرة الاستطلاع، "الكيشافة". لذلك قرر المغرب إرسال طائرتين مقاتلتين والاثنتان أقلعتا بسرعة من العيون، لمعرفة ما يجري. الطائرات كانت من نوع "نورثروب آف5" أمريكية، الأولى، و "ميراج آف1" فرنسية، الثانية.                                                       
     بعد إقلاعهما من العيون، نظام التحذير لإحدى الطائرات التقط إشارة رادار أرضي و إتصل بالملاح الآخر ليشعره بذلك. الملاح الآخر رد قائلا أنه ينبغي ان يكون رادار القوة المغربية في السمارة، و تابعوا رحلتهم. وفور وصول الطائرتين أجواء الكّلتة، قامت وحداتنا للسلاح الجوي بإطلاق صاروخ "سام6" آخر، الذي تقلع بحثا عن المقاتلة "آف5" لِيطرقها وتسقط على بُعد 25 كلم، ما أدى الى وفات الملاح، إدريس اليازمي. كانت تلك المُقاتلة هي إحدى الطائرات التي سلمتها الولايات المتحدة للمغرب مؤخراً وتم دفع ثمنها من طرف المملكة السعودية.                                      
       في حدود الزوال كانت سيطرة وحداتنا على ضواحي "الفورتي" سيطرة كاملة الى درجة انها سمحت لوحداتنا التقدم غربًا عبر الطريق المعبدة، طريق بوكراع، نحو "لمحاجيب"، أين توجهت الوحدات المغربية الفارة من "الفورتي" أملا في إجاد مأوى في القاعدة العسكرية المتواجدة في "أكّليبات الفرنان". لقد قام العدو بقطع الطريق المعبدة بكمية هائلة من الحجارة لمنع مرور آليات وسيارات وحداتنا المُهاجمة. و مع ذلك، في حدود الرابعة مساءً كان القتال قد وصل بالفعل الى القاعدة الرئيسية، الواقعة غرب الكّلتة. المواجهة الشرسة استمرت طوال ذلك المساء، لأن في تلك القاعدة الرئيسية تتواجد غالبية المدفعية الثقيلة. مع حلول الظلام كانت هناك وقفة غير سالمة من اطلاق النار المنقطع. في تلك الليلة، إحدى وحدات مُشاتنا الميكانيكية إرتاحت في مقر المستوصف المغربي، في "أكّليبات الفرنان" بعد تحريره، داخل محيط الكّلتة وعلى بعد خمس كيلومترات من المدينة. وحداة أخرى مضت تلك الليلة في باطن كدية "المحجوب المفتوك" جنب لجنب مع العدو.                                                       
      من جهة أخرى، ابتداء من الساعات الأولى من مساء ذلك اليوم كان هناك خبر من طراز تلك الأخبار السريعة الانتشار، كان ينتشر بقوة بين صفوف وحداتنا المقاتلة: " ان الغنائم التي تم القبض عليها تتضمن عدداً كبيراً من الماشية، ماعز وأغنام، كانت بحوزة الحامية المغربية بموجب عيد الأضحى". ومن طبيعة الحال، في ليلة كان مقاتلونا يتمتعون فيها بأمان جوي لم يمكن لهم أن يتصوروه من قبل، كانت حركتهم مستمرة، والكل سكينه في يديه، نحو مكان تواجد الماشية المغنومة، الشيء الذي كاد أن يعطي للمعركة صورة احتفالية.                                                                               
     حوالي الساعة الثالثة فجراً، من يوم 14 أكتوبر، حاولت مُشاة العدو التسلل مشياً على الاقدام ولكن قواتنا تصدت لهم بسرعة وأجبرتهم على التراجع نحو موقعهم. ساعتين بعد ذلك، على الساعة الخامسة فجراً، شنت وحداتنا هجوما شرساً على القاعدة الرئيسية.                                                                              
  الطريق المعبدة نحو بوكراع. و "أكّليبات الفرنان"، أين تتواجد القاعدة العسكرية و مقرات أخرى للجيش المغربي.                                                                    
       ولكن هنا، كان العدو يرمي بكل ما وتيح له من سلاح، من المسدس الى الطائرات. كانت مُقاومة قوية.                                                                     
      في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، من يوم 14 أكتوبر، حلق فوق سماء الكّلتة سرب جديد من الطائرات المُقاتلة لقصف وحداتنا. وفي هذه المرة كان الدور لوحداتنا للدفاع الجوي المخضرمة، المعروفة بالسادسة جيم، المتمركزة في "كّلب أكسيكسو"، أطلقت صاروخ "سام9" ليُدمر طائرة من طراز "ميراج آف1" و قتل الملاح، أحمد كيلي. لتكن هذه هي الطائرة الثالثة التي يتم تدميرها فيما يُقارب من 24 ساعة فقط.                                                                             
       قبل الزوال من ذلك اليوم، تمكنت وحداتنا من السيطرة المطلقة على القاعدة الرئيسية ومقر القيادة العسكرية المغربية وكذلك تم القبض على الجنود والآليات المتواجدة هناك.                                                                        
                                                                            
                                                                                               
      حوالي الساعة الثالثة زوالا من يوم 14 أكتوبر، تم تحرير كّلتة زمور واستضافت البوليساريو مجموعة من الصحفيين الأجانب للتحقيق الميداني حول حجم المعركة.        
       بعد تحرير المدينة و زيارتها من قبل صحفيين أجانب قررت البوليساريو النهاية الرسمية لمعركة كّلتة زمور.                                                              
ولكن المناوشات استمرت الى غاية 29 أكتوبر 1981.
الهجوم المُضاد
      في نفس يوم الأربعاء، 14 أكتوبر، وبعد صلاة الظهر، كانت هناك معلومات تُشير الى وجود قوة مغربية تتقدم من الغرب، قادمة من بوكراع. هذه القوة جاءت تحت قيادة العقيد الغجدامي، قائد اللواء السادس.                                               
      وحداتنا لم تُقدّم له أي مُقاومة، بل بالعكس، فتحوا الطريق أمامه. في يوم 15 أكتوبر قاموا بإخلاء مواقعهم، انسحبوا نحو الشمال وبقوا في انتظار.                   
       وهذا لماذا؟
      بسيط جداً. لكي يُشاهد العقيد الغجدامي وجنوده بأعينهم حجم الهزيمة والانهيار الذي أصاب جيشهم. لمُعاينة العدد الهائل من الجُثث الميتة والآليات التي لازالت تشتعل كنتيجة لشراسة القتال. ليتيقن أنه لمُدة يومين، كّلتة زمور، تحولت الى جحيم حقيقي لقواته. بعد مُشاهدته السيناريو المُرعب وتأكده من مدى الدمار والموت الذي أصاب جيشه، العقيد الغجدامي، وبدعم من الطائرات، قرر أن يتجه نحو الشمال لمُهاجمة وحداتنا.                                                                                
      تصَدت وحداتنا بسرعة لهجوم الغجدامي وأجبرته على الرجوع الى الكّلتة، أين تمركزت قواته في جوف بين التلال، تحت حماية الصواريخ المُضادة للدبابات.            
      عندما تَبيَن الخيط الأبيض من الأسود في اليوم الموالي، 16 أكتوبر، هاجمت وحداتنا موقع قوات الغجدامي. بدأت مدفعيتنا تقصف موقع العدو و "اوركّ ستالين" تقذف بكل شحنتها في آن واحد على تلك المواقع. ولكن من حسن حظهم، في ذلك اليوم خيَّم ضباب مُعتبر، أصبحت فه الرؤية بالغة الصعوبة، الشيء الذي وضع مُدرعاتنا على مرمى مدفعية العدو وجعل من الصعب جداً تقدم وحدات مُشاتنا الميكانيكية. وبالفعل، في ذلك الصباح، كانت هناك دبابتان، عند إقترابهما من موقع العدو، تعرضتا لصواريخ، "ميلانو" و "تو" العصرية التي تجهز بها الغجدامي. من حسن حظنا، الضباب تصاعد و وحداتنا تمكنت من الوصول الى الدبابتين المُصابتين و استرجاعهم قبل ان يغنمهم العدو. وبعد استرجاع الدبابتين، تراجعت وحداتنا وخيمت في منطقة قريبة جداً من العدو لمُراقبته.                                                                   
      امام إمكانية خروج قوات الغجدامي نحو الغرب مُتجها الى بوكراع، قامت وحداتنا ببناء كمين في واد "آوليتيس"، 60 كلم تقريباً شمال غرب الكّلتة. ولكن الغجدامي المُتثعلب خرج من مكان آخر بعد الظهر، ومن جديد، لاحقته وحداتنا وأجبرته على الرجوع الى مكانه، أين وصل في أول الليل.                                            
      في تلك الليلة، وحداتنا غيرت موقعها لتراقب عن قرب تحركات العدو، و تمركزت في شمال غرب الكّلتة، في "أم أغريد"، في إنتظار الغجدامي.                                    
      مرة أخرى، الغجدامي يستعرض مهارته كخبير استراتيجي، وبدلا عن الخروج نحو الشمال الغربي، من حيث أتى، يخرج نحو الجنوب. يتعرج مع واد "الفيظة" ويتعمق، جنوب "المنحر"، في "الزبيرة" التي تبعد ما يزيد عن 80 كلم من وحداتنا وخارجة، بشكل كامل، عن مدى مدفعيتنا.                                                     
      وبالرغم أن قوات الغجدامي، التي جاءت لتُعزز قوات الكّلتة، عادت دون أي مجد، كان المغرب قد يلجأ بشكل أكثر الى الطائرات المقاتلات لقصف وحداتنا.    
      وبعد فوات تأثير المُفاجأة أعاد المغرب عتاده وهذه المرة، الطائرات المقاتلة، بأكثر حذر، تعبر سماء الكّلتة شرقاً لتتعمق في الأراضي الموريتانية بحجة حق مزعوم للمطاردة الساخنة. وفعلا قد تم سماع قذائف تلك الطائرات في بلدة بئر أم أكّرين الموريتانية. ولكن موريتانيا، نفس موريتانيا التي نشرت بعض وسائل اعلامها خبر المعركة قبل أن تفعل البوليساريو ذلك، لم تحتج على انتهاك مجالها الجوي ولا على الهجوم على ترابها الوطني. هذا الانتهاك السافر للمجال الجوي الموريتاني، من طرف القوات الجوية المغربية، تم الاعتراف به فعلا، يوم 20 أكتوبر، عند ما كان القتال لايزال مستمر، من طرف الجنرال احمد الدليمي، مُساعد الميدان للحسن الثاني وقائد المنطقة الجنوبية للجيش المغربي.                                                                                 
                                                                                
      دون إنقطاع القتال، في يوم 24 أكتوبر، تمكنت البوليساريو من تحطيم هليكوبتر من نوع "بوما". من جديد وحدات الدفاع الجوي المخضرمة، السادسة جيم، وهي مُتمركزة في "أم أغريد"، ولتجنب ما حدث في مناسبات أخرى، أين طائرات العدو، بعد تصادمها مع الصاروخ، تواصل الرحلة حتى ان تتمكن من الهبوط في أرض آمنة لها. هذه المرة، لتجنب ذلك، تم إطلاق صاروخين "سام9" من سلالم "ب ر د م"، لضمان التدمير الكامل للهليكوبتر. وبالفعل، طائرة الهليكوبتر انفجرت في السماء، ما أسفر عن مقتل إثني عشر تقني مغربي كانوا على متنها.                                            
      مع مواكبة القتال في محيط الكّلتة، لم تهمل البوليساريو ما تبقى من التراب الوطني. و في يومي 17 و 18 أكتوبر كانت هناك هجمات على مواقع مغربية أخرى في "أمزيريكّة" شمال البلاد و في "بئر أنزران" التي تبعد 100 كلم جنوب الداخلة.                   
                                                                      
نتائج المعركة:
1. تحرير كّلتة زمور.
2. إبادة الفوج الرابع بكامله.
3. تدمير وحرق عدد كبير من الآليات.
4. طائرات محطمة:
طائرة الاستطلاع الكثيرة الازعاج، "هركّل" سي130.
طائرتين مُقاتلتين، "ميراج آف1".
طائرة مُقاتلة "فانتوم نورثروب آف5".
هليكوبتر "بوما".
5. العتاد
48 سيارة لاند روفر.
رافعتين.
16 شاحنة "ج م س" واحدة منهم تحمل معدات للمواصلات.
40 سيارة "انيمونكّ".
7 شاحنات صهاريج.
"جيب" قائد الفوج الرابع.
1 سيارة "فوليرا"، سيارة فرنسية الصنع للاستطلاع و الدعم.
2 بنادق 105 مم.
13 بنادق 106 مم.
10 مدافع هاون 81 مم.
2 مدافع هاون 120 مم.
6 بطاريات رشاشة 23 مم.
17 رشاشة 12.7 مم.
1 رادار.
15 بندقية "ماكّ".
23 مدفع قاذف صواريخ الهاوتزر. "آر بي جي 07".
تم أسر 204 جندي و 6 ضباط.
وهناك كمية كبيرة من الذخيرة و الملابس و الخدمات اللوجستية و قطع الغيار، إضافة الى عدد كبير من بنادق "فال".
بقلم : حدامين مولود سعيد

ملف الصحراء الغربية على طاولة الامين العام الجديد من بين 5 ملفات ذات أولوية مستعجلة ...

نتيجة بحث الصور عن الامين العام الجديد للامم المتحدة
تعين، اليوم، الجمعية العامة للأمم المتحدة البرتغالي، انطونيو غوتيراس، أمينا عاما جديدا للهيئة الأممية، خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون المنتهية ولايته، وذلك بعد أن حظي غوتيراس باجماع الاعضاء الـ 15 لمجلس الامن على ترشيحه لهذا المنصب السامي.
لا شك ان غوتيراس سيرث ملفات دولية ثقيلة و معقدة، لعلّ من أبرزها الازمة السورية التي شكلت ولا تزال أكبر التحديات للأمم المتحدة و لأمينها العام الجديد الذي سيتعين عليه العمل على انهاء هذه المعضلة التي أصبحت مصدر تهديد حقيقي للسلم والأمن الدوليين في حين أن أولى أولويات الامم المتحدة والهدف الذي أنشئت من أجله هو الحفاظ عليهما.
ان الخبرة الدبلوماسية والسياسية للأمين العام الاممي الجديد، اطونيو غوتيراس، الذي شغل عدة مناصب سياسية هامة في بلاده، من أبرزها رئيسا لوزراء البرتغال، كما اشتغل أمميا على أحد أثقل و أهم الملفات وهو ملف اللاجئين بصفته رئيسا للمفوضية الاممية لشؤون اللاجئين لمدة خمس عشرة سنة ( 2005 - 2015 )، وهي خبرة تؤهله لإنضاج حلول أممية ناجعة لحل هذه المعضلة من خلال التصدي لها عبر حلول في العمق تضع الأصبع على الجرح عبر التطرق إلى الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة التي تبدأ بإيجاد الاضطرابات والأزمات الدولية التي تبقى المنتج الأول لظاهرة اللاجئين، كما هو شأن الأزمة السورية، الليبية و اليمنية .. إلخ
القضية الفلسطينية والصحراوية ستكونان بدورهما كذلك احدى الملفات المستعجلة التي ستواجه الامين العام الجديد للأمم المتحدة، حيث كانت و لا تزال  قضية اللاجئين الفلسطينيين أقدم وأكبر قضية لجوء في العالم بإشرافها على عامها السبعين و- هو عمر إنشاء الأمم المتحدة تقريبا - إلا ان هذه الأخيرة لم توّفق على مدار كل هذه الفترة من انصاف اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا أكبر عنوان لمأساة اللجوء و التشرد في هذا العالم و هم يعلقون اليوم آمالا كبيرة على خبرة غوتيراس في حل مأساتهم من خلال إيجاد حل منصف و عادل للقضية الفلسطينية، وهذا ما من شأنه أن يسهم بشكل ناجع في تعزيز السلم والأمن الدوليين وتجفيف منابع التطرف و الإرهاب من خلال إنهاء هذه المآسي والمظالم.
القضية الصحراوية ستشكل بدورها تحد آخر للوافد الجديد على رأس الأمم المتحدة باعتبارها آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية و ظلت على مدار أربعين سنة تشكل بقعة سوداء على دفاتر الهيئة الأممية التي عجزت على مدار أربعة عقود كاملة من إنهاء معاناة شعب تحت محتل مازال يقوم بممارسات عفا عنها الزمن و لا تليق أبدا بالقرن الـ21 قرن، حيث يتم احترام خيارات توجهات الشعوب، بينما مازال الشعب الصحراوي ينتظر ان يمارس حقه المشروع في تقرير مصيره تحت إشراف «المينورسو» التي أوجدت من أجل هذا الغرض، منذ 26 عاما ولكن دون أن تنجح في انجاز هذه المهمة إلى اليوم، تبقى معاناة الصحراويين متواصلة.  إن إصلاح الأمم المتحدة و إعادة النظر في حق العضوية الدائمة لمجلس الأمن يعتبر من أكبر التحديات و الورشات التي من المفترض ان يفتحها الامين العام الجديد حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال و بعد 70 عاما على إنشاء منظمة الأمم المتحدة ان تستمر هياكلها وخاصة مجلس الامن بالاشتغال بمنطق الفريق المنتصر في الحرب العالمية الثانية واستمرار احتكار العضوية الدائمة وفق هذا المنظور الضيق، لأن العالم شهد صعود قوى بشرية، سياسية واقتصادية لم يعد يتناسب ثقلها و حجمها مع حجم مساهمتها الهامشية في صناعة السياسة الدولية و صياغة قراراتها، و عليه فإن إصلاح الهيئة الأممية لم يعد مجرد مطلب للقارة الإفريقية ولأمريكا اللاتينية فقط ولكن ضرورة مستعجلة تنقذ مصير الأمم المتحدة من نهاية شبيهة بتلك التي حصلت لعصبة الأمم  وما انجر عن ذلك من خراب.
منقول عن يومية الشعب الجزائرية

الجلسة المشتركة للبرلمانين العربي والأفريقي تؤكد دعم ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها (بيان)

نتيجة بحث الصور عن البرلمان الافريقي و العربي

أربعاء, 10/12/2016 - 17:39
اتفق أعضاء البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا المجتمعين في أول جلسة مشتركة بين البرلمانين، المنعقدة بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، يوم 10 أكتوبر 2016، على عدة نقاط مهمة ضمنوها  بيانا مُشتركا، يحمل اسم “إعلان شرم الشيخ عن الجلسة المشتركة للبرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا/ الشراكة الاستراتيجية الأفريقية-العربية: دور البرلمانين”.
وتربعتْ مسألة حق الشعوب في تقرير مصيرها على رأس النقاط التي تم الاتفاق عليها بين الهيئتين التشريعيتين العربية والأفريقية، حيث تنص النقطة الأولى على: “دعم ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها، والعيش في سلام طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة”.
وأوصى البيان بعقد اجتماع لوزارء الخارجية العرب والأفارقة في منتصف الفترة وقبل كل قمة إلى جانب الحفاظ على آلية التنسيق الوزارية الحالية التي تجتمع كل سنة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفيما يلي النص الكامل للبيان كما توصل به موقع أخبار الساحل”:
إعلان شرم الشيخ عن الجلسة المشتركة للبرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا
               “الشراكة الاستراتيجية الأفريقية-العربية: دور البرلمانين”
                                                10 أكتوبر 2016
نحن أعضاء البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا المجتمعين في أول جلسة مشتركة بين البرلمانين، المنعقدة بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، يوم 10 أكتوبر 2016، لبحث التحديات الراهنة التي تواجه الدول العربية والأفريقية على حد سواء ودور البرلمانين العربي والأفريقي في تفعيل التعاون في شتى المجالات التي حددتها بوضوح قرارات القمم الأفريقية-العربية.
. إذ نقدر عاليا حضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، أعمال هذه الجلسة تأكيدا للأهمية القصوى التي توليها القيادات الأفريقية والعربية للعلاقات البينية التي تقوم على شراكة استراتيجية وضعت أسسها قمة القاهرة عام 1977، وكرستها قمة سرت (ليبيا) في 2010 وعملت قمة الكويت في 2013 على تجسيدها لترسيخ التعاون في مختلف مجالات المنفعة المشتركة بين المنطقتين،
. وإذ نهنئ جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وشعباً بمرور مائة وخمسون عاماً على إنشاء البرلمان المصري العريق ونعرب عن امتناننا لمجلس النواب المصري ورئيسه على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة وتوفير كافة الظروف لنجاح أول جلسة مشتركة بين البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا.
. وإذ نؤكد على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به كل من البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا في تفعيل استراتيجية الشراكة الأفريقية–العربية من أجل مستقبل أفضل.
. واذ ندرك عمق الروابط والمصالح المشتركة والاعتبارات التاريخية والجغرافية والثقافية ومسيرة الكفاح والنضال المشترك لدعم قضايا التحرر والتنمية في المنطقتين وروابط الأخوة والصداقة وحسن الجوار والمصير المشترك لشعوبنا.
. ووعياً منا بأهمية تعزيز العلاقة بين المؤسسات البرلمانية والشعبية الأفريقية-العربية، وتجديد مناهج العمل المشترك، وتجسيداً للبعد الشعبي في تطوير التعاون الأفريقي-العربي، والعمل من أجل التنسيق وانتظام آلية اللقاءات المشتركة، وتعزيز التضامن والصداقة بين شعوبنا القائمة على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
. انطلاقاً من مذكرة التفاهم المبرمة بين البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا عام 2013، والتي أرست أسس التنسيق والتعاون إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعكس تطلعات الشعوب الأفريقية والعربية، فقد اجتمعنا للتعبير عن آمال المواطنين لتحقيق التكامل الاقليمي وزيادة حجم الاستثمار والتجارة البينية وتحقيق التنمية المستدامة،
وانطلاقاً مما تقدم نعلن اتفاقنا على ما يلي:
1- دعم ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها، والعيش في سلام طبقا لمبادئ القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
2- تشجيع الحكومات على تنشيط وتطوير التعاون الأفريقي-العربي لمواجهة التحديات الراهنة التي تعيشها المنطقة الأفريقية والعربية، وعلى نحو خاص في مجالات تحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية وفي إطار أجندة التنمية 2030 ووفقا لأهداف الشراكة الإستراتيجية العربية-الأفريقية.
3- الاشادة بديمومة دورية انعقاد القمة الأفريقية-العربية كل ثلاث سنوات مما يستدعي ضرورة السهر على وضع آليات التنفيذ
والمتابعة والتنسيق ما بين القمم ومنها على وجه الخصوص:
. أن تكون الاجتماعات منتظمة مرة سنوياً على الأقل، وتسبق انعقاد القمم الأفريقية والعربية، يرفع كل برلمان تقريرا حول متابعته لتنفيذ توصيات القمم الأفريقية-العربية.
. عقد اجتماع لوزارء الخارجية العرب والأفارقة في منتصف الفترة وقبل كل قمة إلى جانب الحفاظ على آلية التنسيق الوزارية الحالية التي تجتمع كل سنة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
. دعوة وزراء الاقتصاد والمالية والموازنة، نظرا لصلاحيتهم الواسعة، إلى عقد اجتماعات تحضيرية للقمة العربية-الأفريقية كل ثلاث سنوات.
. الحفاظ على اجتماع دوري لوزارء الزراعة والأمن الغذائي نظرا للأهمية الاستراتيجية للموضوع، وكذا اجتماع دوري لوزراء الشؤون الاجتماعية.
4- الترحيب بإجراء مشاورات ولقاءات منتظمة بين البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا على كافة المستويات ومن خلال أجهزة البرلمانين المناظرة بشأن القضايا ذات المصلحة المشتركة بغية تحقيق آمال المواطن العربي والأفريقي؛
5- تعزيز العلاقات البرلمانية من خلال تبني فكرة إنشاء مجموعة صداقة برلمانية أفريقية-عربية وفق نظام عمل خاص يحدد (أهدافها، واجتماعاتها، ومجالات التعاون المقترحة) بما يعزز توثيق العلاقات البرلمانية بين دول المنطقتين،
6- السعي المشترك لإنشاء منتدى برلماني أفريقي-عربي على هامش الاجتماعات الرسمية للبرلمانات الدولية والهيئات القارية والإقليمية والدولية؛ لاستمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين في كافة المحافل الدولية بما يحقق التوافق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
7- تشجيع جهود حكومات الدول العربية والأفريقية لتنفيذ قرارات القمم العربية-الأفريقية في مختلف دوراتها، لاسيما الخاصة
بالآتي:
– التعاون والتنسيق بشأن تعزيز التشريعات الضرورية التي تكفل التصدى للتهديدات الأمنية الجديدة ومكافحة الجريمة المنظمة المرتبطة بالاتجار غير المشروع للأسلحة وعمليات الاختطاف والابتزاز وما يرتبط بها من جرائم الفساد وغسل الأموال، والمخدرات، وكافة الأنشطة التي تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية والأفريقية.
– العمل على إعادة النظر فى التشريعات والاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب بما يتلاءم مع التحديات المستجدة وتمدد التنظيمات الإرهابية، وكافة المجموعات والمنظمات الإرهابية.
– الدفع نحو التكامل الاقتصادي العربي-الأفريقي، باعتباره جزءً لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي للشعوب العربية والأفريقية، بما في ذلك تعزيز التعاون وتشجيع وتسهيل الاستثمار وزيادة التجارة البينية ودعم مبادرات التنمية والحد من الفقر والاستغلال الأمثل للموارد وتضييق الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب في المنطقتين؛
8- دعم جهود كل من مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتحديث خطة العمل المشتركة (2011-2016) لتغطي فترة الخمس سنوات القادمة ودعوة المؤسسات والصناديق المالية القائمة في المنطقتين لتشكيل فريق عمل لتنسيق جهودها ولتنفيذ المشروعات الأفريقية-العربية المشتركة الأخرى؛
9- البناء على ما أنتجته القمم العربية-الأفريقية والعمل على تشجيع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني على وضع آليات عمل تنفيذية خلال مدة زمنية محددة للنهوض بالقطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي باعتباره أهم ركائز الاستقرار في المنطقة العربية والأفريقية؛
10- تشجيع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني للتعاون في المجال الصناعي، وتنفيذ برامج تطوير البنية التحتية في المنطقتين العربية والأفريقية؛
11- التنسيق بين البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا لوضع خطة برلمانية لدعم الدول الأقل نماءً لضمان دفع عملية التنمية وتمكينها من إحراز التقدم الاقتصادي والاجتماعي ومكافحة الفقر وتحقيق أهداف التنمية.
12- تشجيع برامج التعاون الثقافي خاصةً في مجال التعليم والبحث العلمي وتشجيع تبادل البعثات العلمية وتعليم اللغة العربية واللغات الأفريقية؛
13- دعم برامج بناء القدرات وتبادل الخبرات وتحقيق التقارب بين الحكومات والبرلمانات والشعوب العربية والأفريقية في مختلف المجالات،
14- بذل كافة الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للاجئين ومساعدة الدول العربية والأفريقية المضيفة، بما يمكنها من توفير الخدمات اللازمة لهم.
15- تأكيد التعاون بين البرلمانين العربي والأفريقي على مواصلة العمل وبذل الجهود اللازمة لتمكين المرأة العربية والأفريقية وتعزيز مكانتها ودورها في المجتمع، وحقها في المشاركة الفاعلة في كافة المجالات وتمكينها اقتصاديا واجتماعياً.
16- تمكين وإدماج الشباب العربي والأفريقي في العمل العام من خلال الانفتاح والشفافية وتحمل المسؤولية والفعالية على الساحة السياسية والاقتصادية، وتحصينه من تأثير الأفكار المتطرفة.
وفى النهاية،
نوصى بالعرض على القمة العربية-الأفريقية الرابعة (غنيا الإستوايئة-مالابو 2016)، بما يلى:
1- اعتماد دور كل من برلمان عموم أفريقيا والبرلمان العربي كآلية مؤسسية وشعبية لدعم ومتابعة تنفيذ مخرجات القمم العربية-الأفريقية،
2- يقدم رئيسا برلمان عموم أفريقيا والبرلمان العربي تقريراً حول متابعة التنفيذ والتوصيات العملية أمام القمة الأفريقية-العربية الدورية.
3- يرفع هذا الإعلان إلى القمة العربية-الأفريقية.
تم إقرار الإعلان في مدينة شرم الشيخ-جمهورية مصر العربية
بتاريخ: 10 أكتوبر 2016
منقول عن اخبار الساحل

النظام في المغرب ينهار... كتابات النخب المغربية نموذجا

النظام في المغرب ينهار...
كتابات النخب المغربية نموذجا
نتيجة بحث الصور عن محمد حمداوي
محمد حمداوي

منقول عن رأي اليوم ....
وطأة الظلم المتزايد والتهميش المستمر والتفقير المتعاظم (12 مليون مغربي تحت خط الفقر..! ) كل ذلك يشكل مخاطر حقيقية على الاستقرار الظاهر الحال
محمد حمداوي
بعد استقلال المغرب سنة 1956 وجدت الحركة الوطنية التي قادت حرب التحرير نفسها خارج دائرة الحكم بشكل كلي . وهذا أمر قد يكون من الاستثناءات الفريدة عالميا ، إذ في كل حروب التحرير كانت الجهة القائدة للتحرير هي المخولة منطقيا وعمليا وشعبيا لتتسلم حكم البلد..لكن في المغرب أغلب الذين تسلموا السلطة بعد الجلاء العسكري للمستعمر كانو ممن عملوا مع هذا المستعمر مباشرة أو في الإدارة ..بل إن أطرافا كثيرة في الحركة الوطنية تعرضت لتصفيات وملاحقات ليس هذا موضوع التفصيل فيها…وعاش البلد بدون دستور إلى سنة 1962 حيث تم التأسيس للعهد القديم الجديد ، عهد الدساتير الممنوحة..
واستمر الشق السياسي للحركة الوطنية ممثلا في حزب الاستقلال في الصمود ومعارضة النظام ثم دخل الحكومة ؛ هو بهدف التغيير من الداخل ، في حين كان هدف المخزن الاحتواء والتوظيف والإضعاف بالإغراءات والإفساد وببث الفرقة والتقسيم ..لأن استراتيجية النظام كانت واضحة منذ البداية : عدم ترك أي طرف قوي في الساحة والعمل على إضعاف الجميع بالإغراء والاحتواء أو بالقمع والمواجهة والتنكيل ..
انشق الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عن حزب الاستقلال سنة 1959 وصار حزبا قويا فواجهه النظام بكل السبل إلى أن انشق عليه حزب الاتحاد الإشتراكي سنة 1975 وآثر الدخول في مربع العمل المخزني وكان أيضا حزبا قويا بوجوهه النضالية وبنقابته وبشبيبته وبإعلامه وبوجوده النسبي في الإدارة..وفي كل انتخابات مخزنية كان يحاول الحصول على أغلبية راضيا بمسلسل التزوير المخزني حتى جاء عام 1997 حين احتاج النظام لوهم ديمقراطي قوي يخيل للناس أنه يسعى فعلا لتغيير حقيقي يضمن نقل الملك من الملك المريض إلى خلفه محمد السادس فأعطاهم الأغلبية ورآسة الحكومة سنة 1998 بدون أي تفاوض سياسي أو اتفاق أو ميثاق سياسي معلن أو خفي ، وحل شطرا من المشكل الاقتصادي بالخوصصة المعلومة لمعظم المؤسسات العمومية المهمة..واشتغلت الحكومة بنفس المنهجية غير الديمقراطية : تصرف مطلق للنظام مع هامش في مجال السياسات العمومية للحكومة …
.في 2002 صار واضحا الاستقرار السياسي للنظام فاستغنى عن خدمات المعارضة البرلمانية القديمة واحتج الإتحاد الاشتراكي احتجاج الديك الذبيح وبقية القصة معروفة بانفصال الشبيبة والنقابة التي كانت عتيدة وتراجع الأداء الإعلامي الحزبي..و ظهر التراجع الواضح لشعبية الأحزاب المهمة بسبب دسائس النظام ومجاراته في استدراجاته واختياراته غير الديمقراطية وغير الشعبية ، وكذلك وأساسا في غياب الديمقراطية الداخلية للأحزاب وغياب الوفاء والإخلاص للمبادئ والثبات عليها ..مقابل ذلك تصاعد مد الصحوة الإسلامية والحركات الإسلامية فنزل النظام سنة 2008 لتأسيس حزب يتموقع يمين النظام مباشرة ويكون قادرا على مواجهة الإسلاميين سياسيا وجمعويا ، مع إعادة ترتيب ” الوضع الحزبي ” لعدة أحزاب لخدمة الأجندة المخزنية الثابتة المستقرة والمستمرة..
جاء الربيع العربي عام 2011 ليخرج الشعب المغربي مطالبا بالديمقراطية والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية في حركة 20 فبراير التي أطرتها وشاركت فيها بقوة جماعة العدل والإحسان وبعض أحزاب اليسار منها النهج الديمقراطي والاشتراكي الموحد بينما عارضتها كل الأحزاب الممثلة في البرلمان . فاستبق النظام الأمر وطرح مبكرا (9مارس 2011) تغييرا للدستور وانتخابات مبكرة ..لكن الدستور جاء ممنوحا وكرس مؤسسات شكلية عديمة الصلاحيات لم تعط للمنتخب الدور المعروف في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية ..قبلت الأحزاب السياسية هذا الدستور وترأس حزب العدالة والتنمية الحكومة لمدة خمس سنوات اشتكى منها قبل غيره من التحكم المطلق للقصر في مقاليد الأمور ..وكانت سنوات استمرار التردي في كل شيء ( 30 مليار دولار ديون الدولة سنة 2011….و81 مليار دولار سنة 2016 ..!! من ناتج داخلي خام يبلغ 100 مليار دولار…اي نسبة الديون الآن 81% ..!!)

(كان حجم مديونية تركيا مثلا لصندوق النقد الدولي 23.5 مليار دولار سنة 2002، ليتم سدادها عن آخرها سنة 2013 .
كان إجمالي الدخل العام السنوي 2002 ما قدره 236 مليار دولار ، ليبلغ سنة 2014 ما قدره 800 مليار دولار.)

كما استمر البلد في ذيل ترتيب معظم المؤشرات الدولية.
(تقرير 2015 شمل 188 دولة : قطر في المرتبة 32 السعودية 48. سلطنة عمان 52، ولبنان 67، الأردن 80، والجزائر 83، وتونس 96،مصر108، فلسطين 113، العراق121، المغرب126، سوريا134. موريتانيا156، جزرالقمر159، .)

(كانت تحتل تركيا مثلا المرتبة 111 سنة 2002، ثم أصبحت في المرتبة 6 بين الدول الأوربية 27 ، و لتصل للمرتبة 17 عالميا ، فتلتحق بأقوى الاقتصادات العشرين G 20 عالميا.)

كما تم استهداف نظام المقاصة الذي يبلغ حوالي 4 مليار دولار في حين لا يسأل أحد عن 5مليار دولار أرباح سنوية صافية من الفسفاط لا تدخل الخزينة..! و5ملايير دولار حجم الأموال المهربة سنويا منذ عشر سنوات !!..ووضعية كارثية للتعليم انتهت باكتظاظ رهيب هذه السنة (أكثر من سبعين في القسم في حالات كثيرة ) وتدني المستوى والهدر المدرسي وارتفاع نسبة الأمية وتدهور معظم الخدمات الاجتماعية الأساسية وعلى رأسها الصحة والبنية التحتية والتشغيل ..ومع ذلك استمر الجميع نظام وأحزاب في نفس المسار دون وقفة تاريخية جدية تصحح المسار الأعوج ؛ وجاءت انتخابات 7 أكتوبر 2016 تكرس نفس الوضعية البئيسة ..( تصدر حزب العدالة والتنمية بحكم تفوقه على باقي الأحزاب تنظيما وانضباطا وتعاطف الناخب مع كل خيار إسلامي ودعم السلطة الفج لحزب الأصالة والمعاصرة .. ).
وفي خضم الفراغ السياسي المهول المغيب لكل إرادة حقيقية في التغيير ولكل صلاحيات حقيقية للمؤسسات المنتخبة ( الملك يرأس مجلس الوزراء الذي يحدد السياسة العامة الأساسية للبلد إقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ،ويعين الوزراء ويقيلهم ويعين السفراء ويقيلهم ويرأس السلطة القضائية والمجلس الديني الأعلى والمجلس الأعلى للأمن ويحل البرلمان ويعين مسؤولي المؤسسات الكبرى الإستراتيجية ..) ..في خضم هذا الفراغ يصنع النظام ملهاة الانتخابات تصرف عليها أموال كبيرة لتسويق وهم ديمقراطي للداخل والخارج ليكون الناتج مؤسسات مشلولة يوظف أصحابها ويشترى صمتهم بأموال من خيرات الوطن يرى النظام أنه تفضل بها عليهم ..وأنها مقابل المشاركة في دوران الأسطوانة المشروخة للمسلسل السياسي المخزني لتبقى المعادلة القائمة كالتالي منذ الاستقلال إلى الآن : نظام مصر على الاستبداد وإطلاق العنان للفساد بشتى أنواعه خدمة للأجندة التسلطية ،والحرص على الاستفراد في التصرف في الثروة الوطنية الأساسية ، واعتبار الأحزاب السياسية أدوات تزيينية لمشهد ديمقراطي مغشوش توظف في تنفيذ جزء من عمل الآلة المخزنية أساسا في مجال السياسات العمومية مع الحذر كل الحذر من قوتها (تضخمها في مفهومه..) لذا ينبغي أن تخضع باستمرار لمتتالية الإخضاع والتوظيف والإضعاف .. في هذه الأجواء فإنه لا جدوى من قيمة من يتصدر الانتخابات لأن الغرض الأساس وأقول الغرض الأساس هو تجديد السلطوية وبعث نفس متجدد في الاستبداد..لهذا سئم المواطن من مهزلة الانتخابات وكانت المقاطعة مدوية ( الدولة بهالتها ووسائلها المختلفة وبإعلامها وخطبائها و30 حزبا وآلاف الجمعيات والنوادي أقنعت 6.7 مليون من أصل 26 مليون ناخب من أجل الذهاب للصناديق مع قرابة 1 مليون أو أكثر بطاقة ملغاة..) إذ لم تتعد النسبة الحقيقية للمشاركة 25 % على أكثر تقدير إن صدقنا أرقام الداخلية…
إن المطلوب للمغرب واضح وجلي إن كانت هناك غيرة حقيقية على الوطن وعلى مصيره ومصير أبنائه المستقبلي : لا مناص ولا مفر من إرادة حقيقية في التغيير ومن دستور ديمقراطي يتوافق حوله الجميع و يؤسس للمقومات الأساسية للدولة الديمقراطية منها صلاحيات حقيقية للمؤسسات ولفصل واضح للسلط ومن حرية وعدالة اجتماعية تسع الجميع دون إقصاء أو تمييز..وعلى القوى الوطنية ومن ضمنها العدل والإحسان أن توحد جهودها وتواصل عملها السلمي من أجل إقرار هذه المقومات وتجنيب البلد كل مآل لفوضى أو فتنة..ولابد من خطوة سياسية جادة لهذه القوى يمثل رجع صدى حقيقيا متجاوبا مع النسبة الكبيرة للمقاطعة.. مع انتباه الجميع أن وطأة الظلم المتزايد والتهميش المستمر والتفقير المتعاظم (12 مليون مغربي تحت خط الفقر..! ) كل ذلك يشكل مخاطر حقيقية على الاستقرار الظاهر الحالي.وعلى كل تأخير للمعالجة الجذرية لأصل الداء..!والسلام.

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

الوحدة الوطنية هي الاصابع التي جمعت لتكون قبضة...

حمدي حمودي

لا يمكن لأحد ان ينفذ اليه ذلك الإحساس و ذلك الشعور...!!!
لا يمكن لاحد ان يتلمس تلك الزخارف التي تطفو رؤوسها فقط كقرون زهرة لم  تتفتح كليا...
لا يمكن ان تأخذ الا رأس الخيط لتكتشف انها كبة ضخمة بلا نهاية...
كثقب في الأرض كبئر من آبار تيرس التي يقال انها هاوية بلا قعر و بلا حدود ,,,
تلك العبارات التي تحدث بها الكثير من الأجانب ...في ذكرى الوحدة الوطنية
حول منعة الشعب الصحراوي و قوته و أن  السعادة الحقيقية في تلك الكرامة التي تلمع في عيون الأطفال الصحراويين  , في تلك الرؤية الواضحة  للشعب الصحراوي حول طريق الوصول التي مهدها منذ ان اعلن عن وحدته
عن جمع تلك الأصابع  قبضة قوية  و رفعها عاليا  لكسر  طاولة مؤامرة التقسيم و خطة الإبادة التي حيكت في مدريد...
لايمكن لمنصف ان يقول الا كما قال اغلبهم اننا عندما نأتي الى هذا الشعب نجد كأنه يولد من جديد و كأنه اجتمع لأول مرة
اننا نرى الانقسامات و الدول تنهار تباعا و حتى التآلفات الإقليمية مهددة بالانفجار و نرى شعوبا تنفصل تباعا عن السلطات
و نرى الإحباط و التراخي والهون هنا و هناك ...
 غير اننا كلما نزور الشعب الصحراوي نتعلم منه معنى و ثمن الحرية و عزة النفس نتعلم التصميم و نتسلح بشحنات من الإرادة والقوة الكامنة ...
 اننا نثق كل الثقة في قدرة الشعب الصحراوي على إضافة الكثير الى العالم من إضافة انسان قوي متماسك اجتماعيا سياسيا و شعب واع بمصيره و ثابت على طريق الوصول لا يحيد و لا يحاد...
ان ذلك السر يخفى علينا و لا نراه الا في مظاهره و لكن هو عميق في نفس كل صحراوي و لا يمكن إخفاء ذلك و قد برهنت الأيام
عن تلك القوة الكامنة و اقتنع العالم ان هذا الشعب يستحق الحياة الكريمة فوق ارضه ووطنه و لا يمكن بلعه او اهماله...
صحيح ان سر قوتنا في وحدتنا و يبقى ان نقويها و نتعلم من انفسنا ان شعبنا قادر ان يرفع كل التحديات و يجب ان ننظم تلك القدرات و أن نوجهها في الاتجاه الصحيح , و ان نثق في انفسنا وان يعطى الشعب الفرصة في بلورة تلك القدرات في قضية واحدة أساسية
هي تنفيذ و إنجاز تلك البرامج في كل المؤسسات التي صادق عليها كل الشعب في كل المؤتمرات حتى لا تبقى حبرا على ورق وهي الكفيلة بتحقيق قولة : "قل و افعل" و لتبقى وحدتنا دائما لها هدف هو الحفاظ على مكاسبنا و صنع الجديد المفيد.




الاثنين، 10 أكتوبر 2016

النخبة المغربية تقر ببدأ العد التنازلي لإنهيار النظام في المغرب

سعيد الوجاني
المغرب ينهار ...
المغرب بيع و ما تبقى يتجه الى الخوصصة أو البيع ,. الجميع منهمك للحياز على بقية الكعكة المغرب يتجه نحو المجهول ....الوضع قابل للانفجار ... او انه منفجر و منصهر دون دخان ....
نقدم نموذج من الكتابات المغربية ....
هل اصبح النظام المغربي معزولا دوليا ؟
سعيد الوجاني
الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من خلال الرجوع الى مختلف التطورات التي عرفها ملف الصحراء الغربية منذ بدأه في سنة 1975 ، ومن خلال المستجدات الحاصلة مؤخرا منذ زيارة بانكيمون للمنطقة ، والتصريحات التي فاه بها ، وأخطرها اعتبار التواجد المغربي بمثابة احتلال يستوجب انهاءه . نطرح السؤال الاساس : هل اضحى النظام في المغرب معزولا دوليا ؟
الجواب يتطلب الرجوع الى مواقف الاطراف الدولية من النزاع ، ويتطلب الاحاطة بالقرارات الاممية التي اصدرتها الجمعية العامة ، وأصدرها مجلس الامن الى حين القرار الاخير 2285 .
1 ) العالم الحر : من خلال الرجوع الى مختلف مواقف النظام الحر ( العالم الغربي امريكا وأوربة ) فإننا نجد تأكيدا فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير طبقا لما نصت عليه الشرعية الدولية ، ومن ثم فان العالم الحر لا يعير ادنى اهتمام لمقترح النظام حول الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به .
ان الاتحاد الاوربي ، والبرلمان الاوربي ، والقضاء الاوربي من خلال قرار حكم محكمة العدل الاوربية ، يؤكدون على تشبثهم بالحل الأممي ، ويجددون الثقة في المبعوث الشخصي للامين العام السيد كريستوفر رووس . اي يؤكدون على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، مع العلم ان الاوربيين والأمريكيين واثقون من ان تنظيم الاستفتاء بالصحراء سيؤدي الى الانفصال بنسب قد تتجاوز 99 في المائة ، ورغم معرفتهم المسبقة بان الانفصال بعد اربعين سنة من التواجد بالصحراء ، يعني النهاية الحتمية للنظام .
هنا لا بد من التذكير من ان كل العواصم الاوربية ، بها ممثل لجبهة البوليساريو ، وبها مكاتب للجبهة كتمثيليات اعلامية وسياسية ، كما ان للجبهة ممثلية ومندوب رسمي بالعاصمة واشنطن ، وممثل بنيويورك بالأمم المتحدة . ان هذا يعني ان العالم الحر يعترف بالجبهة كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي كما اكدت ذلك مؤخرا مجموعة 24 التابعة للأمم المتحدة .
ان هذا الموقف يعني ، ان العالم الحر في واد والنظام المغربي في آخر ورغم التطور الذي كاد ان يقلب الوضع بعد تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، وتفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 ، حيث سبق للرئيس الامريكي جورج بوش الابن ان صرح بعد هذه التفجيرات ، بأنه لن يفرض شيئا على المغرب في نزاع الصحراء ، إلاّ ان الامور تغيرت بما خدم ويخدم مصالح البوليساريو ، وليس اطروحة النظام الفاشلة حول نزاع الصحراء .
2 ) الامم المتحدة : منذ ان طرح نزاع الصحراء على انظار الامم المتحدة في سنة 1963 ، وهي تصوت لصالح الاستفتاء وتقرير المصير . وهنا يجدر التذكير بالقرار 1514 الذي يعتبر الصحراء اراضي تخضع لتصفية الاستعمار ، وبالقرار 34/37 الذي يعتبر جبهة البوليساريو ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الصحراوي وهو الاعتراف الذي اكدته مؤخرا مجموعة 24 التابعة للأمم المتحدة ، هذا دون ان ننسى كل القرارات التي خرجت بها الجمعية العامة بناء على توصيات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، والتي تدعو فقط الى الاستفتاء وتقرير المصير .
اما عن القرارات التي إتخذها مجلس الامن منذ 1975 حين اشتعلت الحرب بالمنقطة فكلها تنص فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، ودون اعطاء اهمية لحل الحكم الذاتي المقترح من قبل النظام .
لقد وصلت الازمة بين الامانة العامة للأمم المتحدة ، وبين النظام المغربي قصويتها ، حين زار بانكيمون المنطقة ، وأدلى بتصريحات منحازة للجبهة ، حين اعتبر التواجد المغربي بمثابة احتلال يتعين وضع حد له باللجوء الى الشرعية الدولية . وقد بلغت الازمة حدّتها حين طرد النظام المغربي الفريق السياسي للمينورسو المكلف بتنظيم الاستفتاء ، كاحتجاج على تصريحات الامين العام ، واعتبر النظام قرار الابعاد قرارا سياديا لا رجعة فيه . لكن بعد صدور القرار 2285 عن مجلس الامن ، والداعي الى وجوب العودة اللاّمشروطة والأكيدة للفريق السياسي المكلف بتنظيم الاستفتاء ، وخوفا من احتمال العقوبات خرّ النظام وخضع لقرار مجلس الامن بعودة الفريق السياسي لمباشرة اعماله كما كان عليه الحال قبل الطرد .
إذن . من خلال هذه المعاينة الكاشفة ، يتبين ان الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال تصويتها بالإجماع على توصية اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، وكل قرارات مجلس الامن ، هي مع الاستفتاء وتقرير المصير الذي يخدم بدرجة اولى جبهة البوليساريو والجزائر ، ولا يخدم في شيء اطروحة النظام حول الصحراء . اي بما فيها حل الحكم الذاتي المرفوض دوليا وإقليميا .
3 ) الاتحاد الافريقي : المغرب كان من الدول الاساسية التي انشأت منظمة الوحدة الافريقية في سنة 1961 ، لكنه سيغادرها في سنة 1984 بعد ان قبلت بعضوية الجمهورية الصحراوية لاعتبارات سياسية وإيديولوجية تعود الى الحرب الباردة . ان الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، كان خطأ استراتيجيا للمنظمة ، لان الذي انشأ الجمهورية كانت الجزائر وليبيا ، ولم ينشئها الصحراويون الذين يعترف لهم مجلس الامن والجمعية العامة بهذا الحق . وقد لعب دولار البترول الجزائري الذي كان سخيا دورا في هذه السابقة الخارجة عن الاعراف والقوانين الدولية .
الجديد الآن وبعد هذا الغياب الذي دام لأكثر من اثنتي وثلاثين سنة ، يقرر النظام مجددا العودة الى الاتحاد الافريقي الذي خلف منظمة الوحدة الافريقية التي تم انشائها في ستينات القرن الماضي . فهل تعتبر الرسالة الملكية الى القمة السابعة والعشرين بكيكالي ( رواندا ) طلبا بالعودة كما سارت على ذلك صحف النظام المختلفة ؟
لا تعتبر الرسالة الملكية الموجهة الى القمة طلبا بالعودة ، بل هي مجرد ارتسامات وخواطر لنوع العلاقة التي ستربط بين النظام وبين الاتحاد الافريقي . من السهل الخروج من اية منظمة ، لكن من الصعب الرجوع اليها ، لان الرجوع يخضع لمسطرة معروفة توجد بالقانون الاساسي للاتحاد الافريقي .
فهل تقدم النظام بطلب مكتوب يعبر فيه عن ارادته في العودة ؟ لا شيء حصل من هذا القبيل . ومن جهة اخرى فهل استرجاع النظام لمقعده الفارغ ، هذا إذا قبلت به الدول الاعضاء بعد ان يكون قد استجاب لشروطها ، ومنها الاعتراف الرسمي بالجمهورية الصحراوية ، يكون قد حقق كسبا في صراعه مع الجزائر ومع جبهة البولساريو التي يطالب بطردها من الاتحاد وهو الذي لا يزال خارجه ؟
وهل الدول الافريقية التي تعترف بالجمهورية الصحراوية سترضخ لطلب النظام الوافد الجديد ، وهي التي عاصرت وواكبت الجمهورية الصحراوية بالاتحاد لما يفوق اثنتا وثلاثين سنة خلت ؟
ثم هل إذا قبل الاتحاد بعودة النظام الى حظيرته ودون طرد الجمهورية الصحراوية ، هل يكون النظام الذي جلس بمقعد الى جانب مقعد الجمهورية الصحراوية بمن يعترف بها الى جانب اعترافات الدول الاعضاء بها كذلك ؟
لكن لنتساءل . هل يفكر النظام في حالة قبول عضويته مجددا الى جانب عضوية الجمهورية الصحراوية ، بإحداث شرخ في صفوف الاتحاد ليصبح اتحادين . اتحاد مع النظام واتحاد مع الجزائر البوليساريو وضد النظام . وان نجح في هذا المخطط سيفرض على المجتمع الدولي ، ومنه الامم المتحدة ، ومجلس الامن التعامل مع اتحادين لا التعامل مع اتحاد واحد ، ومن ثم ينجح النظام في خلط الاوراق وتعطيل اي حل لا يخدم اطروحة النظام من نزاع الصحراء ؟
وإذا كان كل شيء ممكن لحسم الصراع ، فهل الاتحاد الافريقي سيقبل بعودة النظام إذا كان اساس هذه العودة هو شق الاتحاد الى اتحادين ؟
وإن نحن تمعنّا في خطوات النظام الاخيرة ، وكلها اهانات للمغرب وللمغاربة ، ومن بينها الرضوخ والركوع لقرار مجلس الامن 2285 بعودة المينورسو بدون شروط ، وهو الفريق الذي مهمته تتحدد فقط في تنظيم الاستفتاء ، وإن نحن اضفنا رسائل الاستعطاف التي حملها اعوان النظام الى الرئيس الجزائري المشلول ، والى الرئيس الموريتاني الذي رفض استقبال اعوان النظام حين احالهم الى وزير الخارجية ، و إن نحن علمنا انه وبالموازاة مع قراءة الرسالة الملكية الى القمة ، وقف كل رؤساء الدول الافريقية بالاتحاد الافريقي دقيقة صمت على روح رئيس الجمهورية الصحراوية المرحوم محمد عبدالعزيز ، وتأكيد مفوضية الاتحاد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، والمساندة المطلقة للجمهورية الصحراوية ، وترحيب كل دول الاتحاد الافريقي بالرئيس الجديد للجمهورية الصحراوية ، وإن نحن علمنا ان المؤتمر لم يعر الرسالة الملكية ادنى اهتمام او اعتبار حين لم تحظى بمناقشة الاعضاء بدعوى انها لم تكن ضمن جدول الاعمال ، وإن علمنا بالانحياز التام لموريتانيا لأطروحة جبهة البوليساريو ، وهي التي اوفدت وفدا هاما لحضور اشغال مؤتمر الجبهة الاستثنائي بتفاريتي المغربية ، والتي تعلنها البوليساريو ارضا لجمهوريتها ، وهذا ليس له من تفسير غير اعتراف موريتانيا بالجمهورية الصحراوية ، وإقدام هذه على رفع العلم الموريتاني بالكويرة في تحد للنظام المغربي ... لخ لا يسعنا الى القول بان النظام المغربي معزول دوليا ، بل حتى عربيا عندما تنشر القنوات العربية خريطة المغرب وخيط يتيم يفصل عنها الصحراء .
لقد فشل النظام فشلا دريعا في ملف الصحراء التي اصبحت قاب قوسين من الانفصال ، وبسبب مواقفه الارتجالية والعشوائية وبسبب سياسته ( الاستراتيجية – ولو طارت معزة ) اضحى معزولا أمميا ، كما اضحى معزولا داخليا بسبب الفساد المستشري على نطاق واسع ، وبسبب الازمة الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة . ورغم انه نجح نسبيا في تنصيب مجرمين على رأس الاجهزة الامنية ومنحهم كل السلطات في الاعتداء على الناس والجماعات ، وتعويم الوضع بما يخدم مصالح هؤلاء ، وعلى رأسهم صديق الملك الحميم ومستشاره الخاص الوحيد المدعو فؤاد الهمة ، والمدعو الشرقي ضريس ، والمدعو عبداللطيف الحموشي ، والمدعو نور الدين بن ابراهيم .... لخ ، فان تلاحم العزلة الدولية مع العزلة الداخلية ، ستعجل بتغييرات اساسية تضرب كل مفاصل الدولة . فهل إذا ذهبت الصحراء وهي ذاهبة و ذهابها دخل مرحلة العد العكسي ، سيتمكن النظام مرة اخرى من الافلات ؟
ان كل السلالات التي حكمت المغرب جاءت من الصحراء ، وسقطت كذلك من الصحراء . انّ ما يتواجد تحت الكثبان الرملية سيشجع الشعب على النزول الى الشارع ، والجيش هذه المرة لن يجرأ على اطلاق رصاصة واحدة ، وإن فعلها ستكون المحكمة الجنائية الدولية ، مجلس الامن والأمم المتحدة .
النظام معزول وعزلته فاقت كل الحدود .
منقول عن الحوار المتمدن