
الخميس، 25 مايو 2017
معنى الاستغفار
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ونشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، ونشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
فإنَّ الله تعالى خلق عبادَه وكلَّفهم بغايةٍ شريفة سامية، وهي عِبادته سبحانه؛ إذ قال: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].
ومن فضله سبحانه وتعالى على عباده أنْ شرَع لهم عبادات يَسيرة وخفيفة على الجوارح بأجورٍ عظيمة؛ كذِكر الله تعالى، قال سبحانه: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا أدلُّكم على خيرِ أعمالكم، وأَزكاها عند ملِيكِكم، وأرفعِها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذَّهب والفضَّة، وخير لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقكم؟))، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ((ذِكر الله تعالى)).
ومن أفضل الذِّكر وأكثره أجرًا الاستغفار؛ إذ قال سبحانه على لسان رسوله نوح عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، وقال أيضًا على لسان هود عليه السلام: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن لَزِم الاستغفار، جعل الله له من كلِّ ضِيق مخرجًا، ومن كلِّ همٍّ فرجًا...)).
وليُحصِّل العبد كاملَ فضل الاستغفار، ويتأسَّى بمعانيه السَّامية، ويتخشَّع قلبه؛ يَنبغي له فَهم معانيه الجليَّة والخفيَّة، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال أيضًا: ﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ﴾ [الأعراف: 184]، وقال أيضًا: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].
معنى "أستغفر الله"؛ أي: طلب العبد مِن ربِّه أن يمحو ذنوبَه ويستر عيوبَه، ومن أسمائه تعالى الغفور؛ أي: الذي يَتجاوز عن ذنوب عباده ويَستر عيوبَهم، أصله في اللُّغة من المِغفر؛ أي: الساتِر الحديدي الذي يَضعه المقاتِل على رأسه.
الهمزة تفيد الحضور؛ أي: حضور القلب والعقل؛ لأنَّه لو عُبِّر بالياء "يستغفر" لكان للغائب، وحضور القلب أَثناء الذِّكر مرتبة قد تُوصل صاحبَها إلى مقام الإحسان، الذي عرَّفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أن تعبد اللهَ كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك))، وتفيد الهمزةُ أيضًا التواضع والتخلُّص من الكِبْر، الذي قال فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنَّةَ مَن كان في قلبه مِثقال ذرَّة من كِبر))، والذي كان سببًا في كُفر إبليس وطَرده من رحمة الله، قال تعال: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 344]؛ لأنَّه سبحانه وتعالى غالبًا يتكلَّم عن نفسه بنون الجَمع المفيدَة للتعظيم، ويُشرِّع الأذكارَ بهمزة الإفراد الدالَّة على ضَعف العبد.
والسين والتاء الطلبيَّة تدلُّ على أنَّ أصل هذا الذِّكر دعاء: اللهمَّ اغفر لي، والدُّعاء خير العبادات، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((الدُّعاء هو العِبادة))؛ أي: أُطلِق الجزء على الكلِّ لبيان شرَفه، وقيل: كلُّ عبادةٍ أصلها دعاء قَلبي؛ فمثلاً أصوم وقلبي يسأل اللهَ القَبولَ والأجرَ والثواب.
وحتى يُقبل الاستغفار لا بدَّ من توفُّر الشروط التالية:
أولاً: السلامة من الشِّرك والكفر: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وقال أيضًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48].
ثانيًا: السلامة من كسب الحرام: قال عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ الله طيِّب لا يقبل إلاَّ طيبًا، وقد أمر المؤمنين بما أمر به المرسَلين، فقال جلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال جلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثمَّ ذكر الرجلَ يطيل السفرَ، أشعث أغبر، يمدُّ يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمُه حرام، ومَشربه حرام، وملبسُه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟!)).
ثالثًا: اليقين باستجابة الله: قال عليه الصلاة والسلام: ((ادعوا اللهَ وأنتم موقِنون بالإجابة))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يموتنَّ أحدكم إلاَّ وهو يُحسن الظنَّ بربِّه))، والإجابة إمَّا تكون بإعطاء السائل مسألتَه، أو بردِّ بلاءٍ عَنه، أو بادِّخارها له حسنات يوم القِيامة؛ كما ورد في الرِّوايات الصحيحة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
رابعًا: ألاَّ يكون اعتداء في الدعاء: كسؤال الله تعالى شيئًا محرَّمًا أو مستحيلاً، دلَّت الأدلةُ أنَّه يخالِف إرادته سبحانه؛ كالذي يدعو ربَّه ألاَّ يموت.
وقد جاء في الرِّوايات الصحيحة أوقات إجابة الدعاء؛ وهي عندما يكون العبد ساجدًا، وعند التحام الصفوف في الجِهاد، وعند سقوط المطَر، وفي السفر، وفي الثُّلث الأخير من الليل، وعند رفع الأذان، وعند ارتقاء الإمام على المنبر يوم الجُمعة، وفي آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، وعند إفطار الصائم، وغيرها.
والفعل المضارع "أستغفِر": يفيد الاستمرار، عكس الماضِي الذي يفيد الانقِطاع؛ أي: أستمرُّ على الاستغفار حتى ألقى ربِّي، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ))، وعن عائشة رضي الله عنها قالَت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "وكان أحب الدِّين إليه ما دَاوَمَ عليه صاحبُه".
والفاعِل ضمير مستتِر تقديره: أنا، وهو ضمير الحاضر يُفيد توكيد إحضار القلب عند الذِّكر.
الله: لفظ الجلالة مفعولٌ به اختياري، ومعناه هو المعبود الذي يتقرَّب إليه عبادُه بشتَّى الطاعات حبًّا وتعظيمًا، مشتقٌّ من مادَّة أَله يأْله إلهة، وقيل: الذي حيَّر العقولَ، مشتقٌّ من مادَّة الوله؛ أي: الحيرة، والمشهور الصَّحيح: القول الأول، وهو أعظم اسمٍ من أسماء الله الحسنى، وأصلها جميعًا؛ لأنَّ اتِّصافه بالكمال وتسميته نفسه بأسماء الجَلال والجمال استحقَّ أن يُعبد وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 211].
ومن فوائد هذا الاسم أيضًا: أنَّ مخلوقات الله تعالى لا بداية لها، بمعنى أنها متسلسلة لا إلى أول، لأن الله لم يزل خالقا، فعالَم يَفنى ويخلُق الله بعده عالَمًا آخر؛ لأنَّه المعبود، وهذا الاسم لا بداية له ولا نهاية، فيقتضي إذًا أنَّه كان له عباد على الدوام.
"فأستغفر" عبادة، والفاعل "أنا" العابد، والمعبود هو الله عزَّ وجلَّ، وهذا هو التوحيد: إفراد العبد ربَّه بالعبادة، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((حقُّ الله على العباد أن يَعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحقُّ العِباد على الله أن لا يعذِّب من لا يُشرك به)).
ومن أراد الاطلاعَ على فوائد الاستغفار، فندعوه لقراءة مقالتنا: "استثمار العبد البار في الاستغفار".
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/91292/#ixzz4i6iLhfJY
الاثنين، 22 مايو 2017
الرحــــــيل
![]() |
| بقلم حكيمة شكروبة |
التفت بهدوء، فلم اسمع سوى همس المكان ،ونظرات سرقت من الماضي تبادلني الألم في صمت... قد أعود لذلك المكان، وقد لا أعود ،واشعر أني أخون الحقيقة حين ازعم أنني لن اشتاق.
الاثنين، 15 مايو 2017
القناعة لا تجزأ...
![]() |
| حمادي الناصري |
حقد الاعداء ولا حقد اشباه المناضلين الذين لا يمتلكون الجرأة ولا الشجاعة للبوح والتعبير عن مواقف لا نسمع عنها الا في صالونات الدردشة والاصطفافات المقيتة ،فقراء فكريا كل شيء لديهم يدخل في اطار التكتيك والمناورة على سلطات الاحتلال بما في ذلك الدعوة للمشاركة فيها, بل التصويت فيها دون حياء، منهم من استنجد بلثامه لاخفاء ذلك حتى وصوله صناديق الاقتراع، يدعون المثالية النضالية ويتواطؤون مع الجميع" سلطات منتخبون " يخرجون ككل مرة خرجات فلكورية لضمان الاستمرار في الضحك على ذقون بعض من يصدقونهم ولم يستوعبوا بعد اي نوع هذا ممن يدعون النضال.غيروا كل شيء من اجل الحفاظ على تقمص صفة "المناضل " حتى المفاهيم السياسية التي جاءت بها الانتفاضة بعد ان رفع السقف السياسي بحمل العلم الوطني والشعارات الداعية لجلاء الاحتلال، تم تغييرها بمفاهيم عشق الجغرافيا وحبها من اجل البقاء بين المنزلتين المصالح والنضال الصوري .
هل تكذبون على انفسكم ام تكذبون على اعدائكم ؟
تبا للتقاطعات التي يعتقد البعض انها تجمع معكم...
الجمعة، 12 مايو 2017
الى بطل "أكديم ازيك"

مستاء تقول...
وتحرك ليّ
البندول...
تحرك فتى
كي يجول...
في سيارات مسرعة نحو المجهول
سيارات
العصابات التي تأكل المعقول
سيارات
كجياد قيصر وأفراس المغول
تجرّ عربات
فيها البطل مكبل ومغلول
فتًى طاعنٌ
في الكبرياء...
قابضٌ في يدِه
نجماتُ السماءِ...
من فَمِه
يفوحُ العطرُ
ويشع النُّور
والضياء...
لقد ودّعنا
ورحل
ولن يستطيعوا
أن يقتلوه
ان يبيعوه
او يشتروه...
إنه اختار
ان يبقى حيّاً
خالداً في
الزّمان...
لقد اغتال
المكان
لا يعنيه
في زنزانة كان
او في
محكمة...سيان
عربة
بلا زجاج
مسرعة
زوبعة في فنجان...
بقلم حمدي حمودي
الثلاثاء، 9 مايو 2017
عن الشهيد الولي أتحدث ، عن عمر لا يشبه أي عمر...
![]() |
| بقلم النانة لبات الرشيد |
ويحدثونك عن ماكرون ، رجل يصارع أواخر عقده الرابع ، ولد و بفمه ملعقة ذهب ، بدولة عمرها مئات السنين ، وصل لسدة الحكم ، هو وجه سلطة تعودت تغيير أقنعتها حسب الفصول السياسية ، لكن دواليبها ثابتة .
و أحدثك عن الولي ، رجل قدم روحه فداء ً لوطن منشود ، فجر الثورة و أسس الدولة ، و بنى جسور الوحدة الوطنية، و حبر فكره الخالد ، و استشهد ، و هو بالكاد يمد يديه لعمره المتفتح كزهرة أقحوان .
يحدثونك عن الشباب في بلاد الغرب ، و قد سخرت لهم استراتيجيات الدول ما يقوي طموحهم ، و ذللت مناهجها الصعاب أمام أحلامهم .
و أحدثك عن شاب يافع ، رفع و أترابه حلما تنوء عن رفعه الجبال، من غياهب المجهول الى الحقيقة الساطعة .
و يحدثونك بتهكم ، عن رجل عشق سيدة بعمر أمه ، حثت الخطى أمامه و خلفه و بجواره لبلوغ غايته في النفوذ و الحكم .
و أحدثك بفخر عن شاب لم يلهه عشق أو غريزة عن ثورته المجيدة ، شاب كان يرى في وجوه نساء بلده وجه شقيقته المعتقلة مريم .
عن الشهيد الولي أتحدث ، عن عمر لا يشبه أي عمر ، عن طموح لا يشبه غيره، و عن إرادة تفتت الصخر .
عمر الولي ، لم يكن طفولة فشباب ، فقدر محتوم ، بل كان شعلة نور ، أضاءت وطنا موجوعا ، فسارت فيه جسارة و فتوة ، عمر الولي يقاس بمراحل التاريخ و حقبه ، بهزاته و انكساراته، هو يعيش في حنين اللاجئين و شوق المبعدين ، هو روح المعتقلين و المقاتلين ، هو في قلوب الثائرين و كفى .
كان الشهيد الولي مصطفى السيد عشريني عندما فكر بالدولة و قرر الثورة ، فكيف نكون من شعب الولي و يبهرنا ماكرون ؟؟؟؟
الاثنين، 1 مايو 2017
ذهـب الذين نحبهم
![]() |
| بقلم/ الكاتبة :حكيمة شكروبة |
ذهب الذين نحبهم ...ذهبوا ...لم تبقى سوى ذكراهم تعبق أوراق دفاترنا المهجورة من ظلالهم...وريحهم العابر لشوارع مدينتنا .
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
تنافرت قلوبنا ولم نعد أحبة تفرق شملنا وصار شتات...من
يدلني على شمل بقى ملتئما بعد هبوب رياح العاصفة من يدلني؟...تسربت أحلامنا عبر
شقوق النوافذ مغادرة إلى الأبد.
من يذكر كيف كان شملنا في شهر يناير مجتمع حول الفرح ملتئما، وضحكاتنا تعانق عنان السماء، وحين يأتي أغسطس يجدنا مجتمعين في الحديقة نتسامر متأملين في أشجار التين والكرم.
من يذكر كيف كان شملنا في شهر يناير مجتمع حول الفرح ملتئما، وضحكاتنا تعانق عنان السماء، وحين يأتي أغسطس يجدنا مجتمعين في الحديقة نتسامر متأملين في أشجار التين والكرم.
ذهب حلم الطفولة في مهب الريح
بعدما اغتالته سهام الخيانة والغدر، ولم تبقى سوى أسمائهم عالقة بذاكرة النسيان تتأرجح.
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
في غيابهم انتكست ألوان قوس قزح، وحلت تذكرة أيلول مهلهلة، ولم يبقى من حبنا سوى ستائر بالية، ووشاحا ممزق.
في غيابهم انتكست ألوان قوس قزح، وحلت تذكرة أيلول مهلهلة، ولم يبقى من حبنا سوى ستائر بالية، ووشاحا ممزق.
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
تركوا أماكنهم شاغرة ، وذكرياتهم بالدموع مبللة ، والقلوب كسيحة متمزقة من طعنات الظهر الغادر.
تركوا أماكنهم شاغرة ، وذكرياتهم بالدموع مبللة ، والقلوب كسيحة متمزقة من طعنات الظهر الغادر.
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
أحن لشهر أدار كما يحن الزهر للغصن، والثرى للغيث ماداما حلمنا يتدرب على وقع سقوط أخر أوراقهم الملغمة، وآخر مناورة تزف أسمائهم المنتحلة لمسميات زائفة، وحين يحل يناير يجد ذكراهم عارية من بقايا حكايتهم المدججة بالكذب...لا زهر ولا عطر بعد وداع حب السنيين، و الحلم بملامسة خيط الفجر وعناق الشمس بعد الرحيل.
أحن لشهر أدار كما يحن الزهر للغصن، والثرى للغيث ماداما حلمنا يتدرب على وقع سقوط أخر أوراقهم الملغمة، وآخر مناورة تزف أسمائهم المنتحلة لمسميات زائفة، وحين يحل يناير يجد ذكراهم عارية من بقايا حكايتهم المدججة بالكذب...لا زهر ولا عطر بعد وداع حب السنيين، و الحلم بملامسة خيط الفجر وعناق الشمس بعد الرحيل.
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
غابت ريحهم واختفت أحلامهم يوم سبتهم، وأنطفئ الضوء في ليلتهم ،وتركوا عبق الأسى ينسكب من جفون كانت لهم يوما موطن ...ذهبت ريحهم ومعها ذهبوا ...أيامهم كانت لي في الحلم بلسم، وبالعين التي ترى نور الوضوح علقما، إذ كان زمانهم بشرفات منزلنا معبرا أضحى الزمان للشرفات موكبا، وعاما مضى على عين كانت تبصر النور، ولم ترى أن البصائر بالجفون كوكب، ورأت ما لم يروا بعيننا كانت لهم دفء وموقد ...وبعدها جاءت ليالي سحاب غيثها يهطل ثلجا وبردا، واهتزت الجفون وارتعشت لنزول دمع كان لأحزانها معبرا.
غابت ريحهم واختفت أحلامهم يوم سبتهم، وأنطفئ الضوء في ليلتهم ،وتركوا عبق الأسى ينسكب من جفون كانت لهم يوما موطن ...ذهبت ريحهم ومعها ذهبوا ...أيامهم كانت لي في الحلم بلسم، وبالعين التي ترى نور الوضوح علقما، إذ كان زمانهم بشرفات منزلنا معبرا أضحى الزمان للشرفات موكبا، وعاما مضى على عين كانت تبصر النور، ولم ترى أن البصائر بالجفون كوكب، ورأت ما لم يروا بعيننا كانت لهم دفء وموقد ...وبعدها جاءت ليالي سحاب غيثها يهطل ثلجا وبردا، واهتزت الجفون وارتعشت لنزول دمع كان لأحزانها معبرا.
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...



