الخميس، 28 أكتوبر 2021

موضوع للتفكير فقط... الساحات...من الرابح ومن الخاسر في الصراع على الصحراء الغربية؟

 

رجلان يجلسان الى طاولة كل يريد أن ينازل الآخر دق كل واحد مرفقه الى الطاولة وقبض على يد غريمه وبدأ لي الذراع من يكسب نزال الصبر والتكتيك والمقاومة والقوة واللعب على الأعصاب يربح.
إن ساحة المعركة سطح الطاولة لا تتعدى مترا أو مترين فقط، بدل اللكم والرفس والأضرار الكثيرة.
رجلان يستعرضان القوة الفكرية على ربح نزال على رقعة شطرنج لا تتعدى سنتمترات.
إنها ساحات الصراع عبر التاريخ تتغير واليوم تتسع الى النزال في من يملك القوة العلمية والتقنيات والأفكار وغيرها.
وتتبعنا نقل قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي "خُشْقِجَ" بالسفارة السعودية بدل أن يتم ذلك له في الولايات المتحدة الأمريكية أين يقيم.
إن ذلك يعني نقل ساحة المعركة الى إسطنبول بدل واشنطن.
الميدان ظل عبر التاريخ مؤشرا لمكان استعراض القوة من جهة ونقل المرض الى جسم آخر واستئصاله منه، كما تنقل الأمراض الى الفئران المخبرية وإجراء التجربة داخلها بدل جسم الإنسان مباشرة.
تطبيقات نقل الساحة نجدها بمرارة أكبر في عمليات الانفجارات والتجارب النووية التي نفذت في ساحة الصحراء الجزائرية بدل الأراضي الفرنسية.
غير أنه أيضا كلما بعدت ساحة المعركة عن بلدك كلما كنت أكثر أمنا، لذلك كانت ضربة 11 سبتمبر في عمق الولايات المتحدة أخطر من غزو مباشر عبر الحدود لان المعركة انتقلت من حدود الاتحاد السوفيتي المنهار الى قلب واشنطن لتعيدها الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة في سلسلة نقلات الى أفغانستان، ثم لاحقا الى العراق وبعدها الى العالم العربي لتبقى هي في مأمن من أن تكون الميدان والحلبة.
غير أن إسقاط ذلك على الصراع بين الشعب الصحراوي وبين الحاشية المالكة في المغرب التي نقلت ساحة المعركة من داخل المغرب بعد سلسلة الانقلابات على البلاط قام بها ضباط أحرار مغاربة، لتحول ساحة النزال الى الصحراء الغربية وليظل طرفي الصراع الجيش المغربي والشعب الصحراوي في ثنائية غير متوازنة يبقى فيها العرش الملكي في المغرب بعيدا عن ساحة المعركة وخارج الحلبة تماما.
وبعد هذه السنين الطويلة من النزال لا يزال الصراع على فتح ساحات للصراع وتحديد مكانها رهان من رهانات القوة، فانتقلت المعركة دبلوماسيا الى قارة إفريقيا وهي خطوة للمغرب وان كان الاتحاد الإفريقي ساحة ملغومة يملك خريطتها الأفارقة وحفّوها باستحالة دخول المغرب إلا بتنازلات قاتلة وظلت خطوات المغرب تحت الانفجارات وتوقعها وخسر أكثر من ما كان يرجو كسبه غير انه كان ارحم من الصراع في الساحة الأوروبية التي خسر فيها وكسرت ذراعه بعد القرار التاريخي للمحكمة الأوروبية، التي أقرت أن الصحراء الغربية مستقلة عن المملكة المغربية نتيجة أن المحاكم الأوروبية تبنى عليها انطلاقات جديدة.
ساحة الصراع انفجرت داخل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وأخيرا داخل المملكة المغربية في الريف والشرق المغربي ولا يزال النزال مستمرا.
والسؤال المطروح رغم أن ساحات الصراع يبدو إنها من ربح صاحب حق القانون والشرعية الدولية بعد توقف الحرب لسنوات إلا أننا لا نجد ليا واضحا لذراع الغريم لابد من أننا لا زلنا لم نستغل كل القدرات الكامنة لدينا ومنها تطوير الأساليب والتكتيكات والخطط فليست (المهرجانات والاحتفالات الوسيلة الوحيدة) ولا بد من تعطيل اليد التي تسند العدو.
إننا من خلال التحركات الاسبانية نقف مباشرة على العلة والسبب المباشر ضف الى ذلك الموقف الفرنسي الواضح المعالم الداعم رسميا للمغرب في غزوه للأرض الصحراوية. ومع قوة الباطل.
إن هناك الكثير من الإمكانيات القادرة على ابرزا قوة الحق في إسبانيا من الطرق والأساليب العلمية والفكرية المتاحة خاصة في معركة توصيل صوت الشعب الصحراوي وإحراج وفضح الحكومات المتواطئة مع العدو من مثقفين بطريقة شفافة مستمرة ودائمة وغير مكلفة، وليس علينا إلا أن نطور تفكيرنا ولا نبقى جامدين في المكان نراوح ونهز الأرض تحت أقدامنا ولكن دون أن نخطو للأمام .
إن التخطيط العلمي المدروس وليس الفوضى الخلاقة التي لم تعد تجدي نفعا هو ما يمكن مواجهة به العدو في المناطق المحتلة وفي كل ساحات النزال وميادينه دون أن نضيع مراكمة التجارب الناجحة والفاشلة في نفس الكفة للاستفادة منها.
لابد أن نقف على لمسات الجيل الجديد، فبدون التخطيط العلمي المبرمج نعيش في فوضى كبيرة أضعف إخفاقاتها هو تبذير قدرات الشعب وميزانياته وعدم القدرة على مراجعة أعمال منفردة ومرتجلة.
لا بد من الاستفادة من المتعاطفين الكبار مع قضيتنا بشكل مدروس ومنظم ومحكم ومبرمج، وليس بالعلاقات الخاصة والوفود بل بتكوين نواة صلبة تعمل وحدها من اجل شعبنا في كل بقاع العالم، وتكثير ما هو موجود وتطوير أساليب عمله ليبلغ الغاية التي هي تحرير الوطن.
إن الهجوم هو أفضل طريق للدفاع ولنا مثال في الدبلوماسية النشطة الجزائرية التي اتخذت شعارا "الدبلوماسية الهجومية الوقائية" بدل الدفاعية وردات الفعل.
لا بد من نقل ساحة المعركة الى داخل المناطق المحتلة وفي عمق العدو موازاة مع صواريخ جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي تقصف عمق قواعد العدو ليل نهار.
لا بد من نقل ساحة الصراع الدبلوماسية من مجلس الأمن حيث يوجد "الفيتو الفرنسي" وكسر الأصابع الخمس التي تقبض كيد على مصير أرضنا تلك اليد الغريبة التي من خارج قارتنا الإفريقية ومحيطنا الإقليمي.
الساحة التي يجب أن تكون بارزة هي الصراع القانوني كما في محكمة الاتحاد الاوروبي وليس ساحة المصالح فالمغرب سارق ويبيع على هواه فكما يقال بأي شيء ما باع السارق فهو رابح ، ونجد ذلك في البيع للصهاينة وغيرهم.
نربح حينما تكون ساحة الصراع قانونية حقوقيةبدل مصالح وتوازنات...
ربح الصحراويين هو استقرار للمنطقة وبعد المتاهات التي يقودها فيها حاشية من الملك المغربي والمنتفعين والخاسر هو الشعب المغربي وشعوب المنطقة المغاربية والافريقية والعالم أجمع...
الرابح في استمرار الصراع هو النظام الاستعماري الفرنسي التي تتبرأ منه يوميا إفريقيا الحرة .

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

رأي خاص... المغرب وضع المعول في يد إسبانيا لكسر محكمة العدل الأوروبية...


مقاضاة إسبانيا في نهبها المستمر وشراءها الفوسفات الصحراوي بشكل مخالف للقانون الأوروبي هو الحل وليس فتح المخارج للحكومة الاسبانية للتفكير والمفاوضات مع الدولة الصحراوية . بعقد صفقات معها، إن الدولة الصحراوية تلقي للجارة إسبانيا طوق النجاة ولكن طبقة "كونزاليس" و ثاباتيرو وأمثالهما من المرتشين والمتمصلحين في اسبانيا وليس الشعب الاسباني ولا التاريخ ولا المستقبل الاسباني ولا القانون الدولي هم من يقفون في وجه ذلك لحماية مصالحهم وشركاتهم الخاصة ورواتبهم كمستشارين للملك المغربي.
برلمانيون اسبان باعوا اصواتها في التصويتات المتتالية في البرلمان الاوروبي وقبضوا المقابل الرشوة حتى تحت كمرات المراقبة.
لا تفهم إسبانيا الا لغة الضغط والطأطاة للنظام في الرباط ومحاباته حتى في هجومه على سبتة ومليلة تم إهداؤه رأس وزيرة الخارجية الاسبانية كضحية وتبديلها لإرضائه بدل معاقبته وقطع العلاقات معه.
وزير الخارجية الإسبانية يصرح أن الجزائر مؤمنة وملتزمة في اتفاقياتها، فالجزائر لا تخدع ولا تبدل مبادئها ونحن نتتبع الفيديوهات والتعليقات من الطبقة السياسية الإسبانية المتمصلحة ومن جماعة كونزاليس بالذات وتلامذته الذي علمهم الخداع تكيل الكيل المستمر من السباب واتهام الجزائر وتشويهها في حين أنها هي التي تقدم الغاز لكل بيت إسباني كي يطبخ ويتدفأ، في حين يصدر لهم المغرب ما لا يملك ثروات مسروقة من فم الشعب الصحراوي ومخدرات بشكل يومي أما الهجرة فحدث ولا حرج بل يهددهم ويغرقهم عمدا جهارا نهارا برعاياه وعبيده.
وكما قال الدبلوماسي الصحراوي الراحل البخاري أحمد أنه لم يستطيع تفسير سلوك "كونزالس"، غير أننا نقول أنه التجرد من القيم ومن السلوك القويم والمبادئ الإنسانية والقبول بفتاة المسروقات التي يأخذها عن يد صاغرة من الحسن الثاني سابقا وابنه اليوم، وعلى غراره تتبعه البقية التي ورثت منه هذا السلوك المشين الذي أصبح من عادات الكثير من الساسة الإسبان.
ولكن من جهة أخري هناك الكثير من المؤيدين في إسبانيا والمتعاطفين مع الشعب الصحراوي من كتاب وصحفيين ودكاترة والطبقة المثقفة التي يمكن أن تقدم رؤية متزنة في السياسة الاسبانية التي تحتاجه بلادهم في عقد شراكات نزيهة مع الشعب الصحراوي وعلينا نحن الصحراويون أن نفتح المجال مع هؤلاء الشرفاء والنبلاء.
كيف ذلك؟
ومتى؟
وإلى متى ننتظر؟
إنها لا شك قوة إضافية في مسيرة تضامن جديدة تحتاج الى تمهيد الطريق لإسبانيا من أجل شراكة مبنية على الحق والقانون والعدالة وليس على الحزبية والمناصب والتصويت، انهم أولئك الشرفاء من المفكرين والمثقفين وليس جمعيات الدعم الإنساني فقط ولا حركة البوليساريو الحالية نحو الدولة الاسبانية المنفعلة المتحركة المصالح والضغوط والغارقة في الفساد والتي كانت لسنوات طوال تمجد الملك السابق كإنسان مثالي وهو سارق محترف وحتى ولده الحال تبرأ من ميراثه .
دراسات، وندوات ومنابر للمرافعة بالحق، توضح رؤية مستقبلية لإسبانيا جادة ومتخلصة من الضغوط ومخالفة القانون الأوروبي والدولي، الذي تعتبر الدولة الاسبانية بسبب المصالح الضيقة غارقة في وحله وطينه الى الأذنين.
يمكن لمثل هذه الرؤى الواضحة أن تؤسس شراكة اقتصادية مع المغرب العربي الجديد، مستقرة وثابتة، والتي لا يمكن أن تكون على حساب الشعب الصحراوي ودولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
سنوات طوال من الدعم والمساندة المستمرة للملكية المتعفنة في المغرب، لقتل الشعب الصحراوي ولكن لن يستمر ذلك الى ما لا نهاية.
لقد كانت الكثير من الشخصيات الاسبانية المنفردة والمجتمعة تطالب بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية وتدعوا للكف عن العلاقات التي تمس أو تعطي إشارات للمحتل المغربي في الاستمرار في احتلال أراضي الشعب الصحراوي.
وأعتقد أن إسبانيا اليوم غير قادرة على الوقوف على مدى فداحة الخسارة بسبب تأييدها للمغرب الذي يخاف القانون الدولي والأوروبي ويتهرب من إجراء الاستفتاء.
أو لم تسأل إسبانيا نفسها : إذا كان صيدها في شواطئ الصحراء الغربية مخالف للقانون الدولي والأوروبي وتعاقب حكومتها التي حرضت المفوضية الأوروبية على ارتكاب الجريمة معها؟ علته هي أن الصحراء الغربية بلد منفصل عن المغرب ؟
فبأي حق يحتل المغرب الصحراء الغربية ومادامت المحكمة الأوروبية أقرت أن الصحراء الغربية ليست مغربية فأية جريمة يرتكبها الملك المغربي ونظامه وبأي حق يمكن عقد صفقات مع مجرم وسارق؟
والسؤال الأكبر هذا الشعب الذي أرضه الصحراء الغربية والذي تمثله جبهة البوليساريو لما ذا ولا ندعمه في حل قضيته؟ أو على أقل تقدير لا نعين عليه؟ أو نشجع من ظلمه؟
ملايير الدولارات من النهب حينما تقاضي جبهة البوليساريو الشركات الاسبانية وهو ثمن التوريط الذي يخدع به الساسة الإسبان المتمصلحون أنفسهم ودولتهم لإرضاء ملك المغرب.
إسبانيا اليوم تحمل معول كسر القوانين الأوروبية وتهشم وجه المحكمة الأوروبية وتجدع انفها وكبريائها، إنها تبحث عن المخرج من الورطة والخيانة التي وضعهم فيها نظام المخزن.
لقد خرج المخزن منتصرا وضع المعول في يد إسبانيا لكسر قلعة العدالة الأوروبية.
لكن هل ستقبل 27 دولة لم تقم بالصيد ولا شراء الثروات الصحراوية ولم تمتص دم الشعب الصحراوي بكسر قوانين المحكمة وخداع النفس بالالتفاف على القانون الدولي؟ وما هي انعكاسات ذلك على العلاقات بين دول الإتحاد الأوروبي وهل ستقبل بذاك الالتفاف على قوانينها وفي مصلحة من؟ وهل سيكون ذلك السلوك مفيدا في سياسات الاتحاد الأوروبي؟ وما انعكاساته على العلاقات مع المغرب؟ وهل ستستمر تلك السياسة؟ الأيام كفيلة بكشف التداعيات التي يبدو أن كتلة كبيرة مع ألمانيا غير راضية عنها وربما هو سبب إضافي للانفعال والغضب المغربي والحساسية من القانون الدولي وأحكامه العادلة، فهو لا يعيش إلا في الفوضى وخلط الأوراق وهي صفة المجرم والهارب من القانون ومرتكب الجرم...
وفي الأخير أن النجاح في التقدم أمام المحكمة الأوروبية يؤشر إلى طريق سالك في التظلم والمقاضاة أمام محاكم أخرى و بطرق أخرى و لمواد أخرى وهنا نقول لا تستهن بحركة ولو تبدو معزولة وصغيرة فالإصرار على حك عودين سيشعل نارا قد تأتي على غابة...
بقلم حمدي حمودي