الجمعة، 31 أكتوبر 2014

القدس

الاستاذ الشاعر الجزائري محمد عطوي

يا شباب العرب هيا*نتصدى للأعادي
نرفع الرشاش نورا*ذاك درب للرشاد
لا تقولوا بد:لا،لا*فتكونوا كالجماد
ما الحياة دون عز*ما الحياة في سواد
أن نعيش الشرفاء*أو نموت في الجهاد
قدسنا يهوي عيانا*مستغيثا و مناد:
أدركوني قبل حيني*إن موتي موت ضادي
اسمعوني!بح صوتي*و فؤادي هو صادي
أزهقت أرواح قومي*قبل حين للفساد
إن صهيون تمادى*إذ شخرنا في الرقاد
فاستباح كل عرض*لسعيد و سعاد
قبلة الرسل أضاءت*كل أفق من سواد
درة الإسلام قدسي*كذبيح بالضماد
يتلظى من قريب*و الرفاق،في البعاد
كم سمعنا من أنين*بين أنياب حداد
و رأينا بالعيون*كل خسف و تماد
لم تفر فينا دماء*قد شغلنا بسعاد
لست أدري ما اعترانا*من جمود و كساد
لست أدري ما دهانا*كثمود،مثل عاد
كيف نغفو عن حمانا*و الدواهي في ازدياد
كيف نرضى أن نهان*و نعيش في الحداد
نحن نجم في السماء*كيف صرنا في الرماد
مر جيل بعد جيل*و صمود بالمداد
ما يفيد البحر حبرا*مع سمع في انسداد
زمن المنبر ولى*في زمان الارتياد
بل سعير النار برء*و شفاء من عباد:
دنسوا الأرض و عاثوا*ملؤوها بالفساد
فتعالوا نشبك الأيدي و نمضي للتفادي
نشنق الدب و نفري الجلد منه للرقاد
نسحق العظم دقيقا*كي يضم للسماد
نصنع الصابون منه*اغتسالا للأيادي
كالمحيط الأطلسي*لو نثور في اتحاد
و ستعلو إن عزمنا*راية في كل ناد
و نغني راقصين*رائحين و غواد:
يا بلادي في هواك*ذاب قلبي و فؤادي
قد عزمنا فانتصرنا*فاشهدي لي يا بلادي
(محمد عطوي1984الجزائر)

الخميس، 30 أكتوبر 2014

ام ادريكة كي لا ننسى(خاطرة)

بقلم : حمدي حمادي

يوم 31 اكتوبر كان الغزو المغربي العسكري 
و بالمناسبة نذكر بمذبحة " ام ادريكة " 18 فبراير التي تلت الاجتياح لا الحصر لما لاقاه الشعب الصحراوي من المؤامرات التي تفننت اسبانيا و فرنسا و غيرها في صناعة القتل و اعطاء الاشقاء المغرب و موريتانيا الضوء الاخضر بتنفيذ مهمة "داعش" الذبح بالوكالة...


ام ادريكة كي لا ننسى ...


اهداه جده محبرة و قلما و سكينا كمنجرة...
و عدة و صايا مسطرة و سجادة و بندقية و خزنة رصاص معطرة...
و جمل حرب مدربا براحلته و قربته و اشياء على كفله مكورة...


و اهدته في ما اهدته الجدة مع اشياء اخرة...
دمعة معصورة مقطرة...
و شهقة و زفرة و ضمة مدمرة...
و ادعية بلا حجاب دون السماء...مكررة...


و اخت له حائرة في عينيها دمعة منتظرة ...
و غصة في حلقها مستنفرة...
و ودعنا الجيران و اختفت وراءنا الخيم البيضاء و السوداء المعمرة...


و مضينا نبدل الحنان المحفور في الحنايا... بحنق شديد يغلي جمره...
فاعددنا للعدو و جبة من سم زعاف و حنظل مر مغرغره...


وبعد اوبتنا وجدنا الخيم بالارض سويت..... عبثت بها ايد جيران غادرة...
فياليتك مت قبل ان ترى عبث الغول البرابرة...
جثث للاهالى مكومة و مبعثرة و محرقة و مغورة...
و اطفال اوصالهم مقطعة و اشلاؤهم مفحمة ممزقة مشطرة...
و خيم بقصف الطائرات محرقة بالنابالم و الفو سفور الابيض و روائح الموت منتشرة...
و ياليتك مت قبل ان ترى اما مكلومة فقدت كل ابنائها بكماء هائمة حائرة...
و ياليتك ما رايت راي العين اطفالا يبكون اما مدفونة في حفرة غائرة...
و ياليتك مت قبل ان ترى الاشجار صارت شواهدا للمقبرة...
و يا ليتك مت قبل ان ترى يوما من ايام الاخرة...


و رحلت من ام ادريكة الحفنة الجريحة عن المقبرة...
عن المدفن الاليم الذي ابقى في القلوب ما ابقى من اثره...
لا يمحى ابدا!!!
كيف تنسى
الجريمة...
المحرقة...
المسلخة...
المجزره...


رحلت البذرة النواة الصلبة التي ستنبت الدولة المنتظرة...
ستنبت مئات الآلاف من الشجر من البشر ذي القناعات المتجذرة...
هي كالهجرة النبوية قدر عليها ان لا تكون الا بعد معاناة عسرة...
قد ابدلنا اليوم الجمل... بالناقلة المجنزرة...
و بندقية الجد...بالرشاش و المدفع و صرنا جيوشا مدربة و كل كلمة تعني القوة و المقدرة ...
وكم ثأرنا... و كم قتلنا... و كم اسرنا... من جنود... و ضباط... و ربان... و كم اسقطنا من طائرة...
و كم و كم و كم ...
و لكننا لم نقتل طفلا و لا امرأة و لا شيخا و لا شجرة...
فنحن براء من تلك الطباع المنفرة...
طباع الضباع و الذئاب طباع البرابرة...


لكننا لن ننسى ام ادريكة....
الجريمة و المحرقة و المجزرة...
الابادة الجماعية...
و الخطة المدبرة...

ثمن الحرية(شعر)

بقلم:حمدي حمادي

تحت السكون تخفي صحرائي ما تخفي من اسرار و حكايا و اقدار …
ونفس الابي تبدي ماخفي من تحد وصمود واصرار…
و قس على ذلك ان شئت فالموت و الحياة ليست الا من اقدار…
كالغمام كالرياح كالامطار كالقعود كالرحيل كمشقات الاسفار …
و ستسيل الدماء يو ما و حتما ستشتعل النار..
فدية و قربان و كبش فداء و كاس و عطايا للاقدار…
لا ترضى سواها لا كلام يسكرها ولا صفقات تجار…
و لا همهمات الكهان و لا طلاسم السحرة و لا مفاوض مهما امتلك من قدرات و افكار …
اقسمت الحرية يوما على مهر لا يدفع لها الا من جماجم و رفات الاحرار…
...................................................................................................
نشرت من قبل...

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

الإنسان الذئب

الاستاذ و الشاعر الجزائري محمد عطوي
أيها الإنسان قف
ينبغي أن تعترف
أنت ذئب محترف

تركب الليل شراعا و شراعا
تذرع الأرض ذراعا و ذراعا
بقناع تلتحف
كم خدعت الناس جهرا
و ارتكبت الجرم قهرا
لابسا ثوب الشرف
فلحق الغير تجري
و لمال الشعب تمشي
خفية كي تغترف
أنت لص و لئيم
و دنيء النفس حقا
أنت بغل يعتلف
إنما الإنسان أنس
و مع الإنسان دوما
يأتلف
لا خصيم و عدو،
و لئيم و زنيم،
طول عمر يختلف
كم حكمت الشعب جيلا
و طعنت الطهر ظلما
في شغف
ليس يعنيك وئام
أو سلام
إنما أنت القرف
كلما قلنا:سحاب مقبل
يمطرنا،
كنت له ريح السحف
فاتق الله اتقاء
و ارتق في الكون إنسا
و من الله،فخف

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

أنْدَلُسِيَّة ٌ(شعر)


 أحمد شوقي 1868-1932

يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينانشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
ماذا تقص علينا غير أن يــداقصت جناحك جالت فى حواشينا
رمى بنا البين أيكا غير سامرناأخـا الغريب : وظلا غير نادينا
كل رمته النوى ريش الفراق لناسهماً ، وسل عليك البين سكينا
إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدعمـن الجناحين عي لا يلبينــا
فإن يك الجنس يابن الطلح فرقناإن المصائب يجمعن المصابينـا
لــم تأل ماءك تحنانا ولا ظلماًولا أدكارا ، ولا شجوا أفانينــا
تجـر من فنن ساقا إلى فنــنوتسحـب الذى ترتاد المؤاسينـا
أساة جسمك شتى حين تطلبـهمفمن لروحك بالنطس المداوينـا
آهــا لنا نازحى إيك بأندلـسوإن حللنا رفيـفاً من روابينــا
رسم وقفنا على رسم الوفاء لـهنجيش بالدمع ، والإجلال يثنينـا
لفتيـه لا تنـال الأرض أدمعهمولا مفارقــهم إلا مصلينـــا
لـو لـم يسودا بدين فيه منبهةللناس كانت لهم أخلاقهم دينــا

إني رجعت(شعر)

الشاعرالموريتاني سيدي محمد ولد بمب
إني رجعت فضميني وغني لي .. حديث حبك يا أحلى بساتيني

إني رجعت ودمعي موجهُ ندم .. على الذي كان من جهلي وتكويني

أحببتني يوم كان الحب أغنية جميلة .. تطرب الآلاف من دوني

ما كنتُ أعلم يوم كنتِ عاشقتي .. أن الذي منك حب كان يعنيني

وأن قلبك عصفور يطير ضحىَ .. معي وحبك سيف في شراييني

قد كنت طفلاً وقلبي لا أحس به .. إلا بحب بجمر الآن يكويني

أو صورة في خيالي كنت أرسمها .. عن التي حبها بحر سيرويني

أما هواك فجسر ما عبرت به .. يوماً إليك وأنت لم تقوديني

أشعلت ناراً من الآهات وانطفأت .. دوني وكنت إلى شوق لتهديني

وثرتي ليلاً براكين محمّلة .. من الدموع ولكن لم تناجيني

يا بلبلاً لم يكن في القلب مسكنه .. بنيت عشاً من الأوهام والطين

عشقي شظايا جراح لا يلملمها .. إلا الدموع على الشفاه تسقيني

أو طعنة من شفاه حين ألثمها .. تغتالني زفرات الحين والحين

لا تظلميني فإن الحب قافلة .. إما أسوق وإما أن تسوقيني..

قدر حبه ولا مفر للقلوب(شعر)

للشاعر الجزائري محمد جربوعة
طبشورةٌ صغيرةٌ
ينفخها غلامْ
يكتب في سبورةٍ:
"الله والرسول والإسلامْ"

يحبه الغلاْم
وتهمس الشفاه في حرارةٍ
تحرقها الدموع في تشهّد السلامْ

تحبه الصفوف في صلاتها
يحبه المؤتم في ماليزيا
وفي جوار البيت في مكّتهِ
يحبه الإمامْ

تحبه صبيةٌ
تنضّد العقيق في أفريقيا
يحبه مزارع يحفر في نخلته (محمدٌ)
في شاطئ الفرات في ابتسامْ

تحبه فلاحة ملامح الصعيد في سحنتها
تَذْكره وهي تذرّ قمحها
لتطعم الحمامْ

يحبه مولّهٌ
على جبال الألب والأنديزفي زقْروسَ
في جليد القطبِ في تجمّد العظامْ
يذكره مستقبِلا
تخرج من شفافه الحروف في بخارها
تختال في تكبيرة الإحرامْ

تحبه صغيرة من القوقازِ
في عيونها الزرقاء مثل بركةٍ
يسرح في ضفافها اليمامْ

يحبه مشرّد مُسترجعٌ
ينظر من خيمتهِ
لبائس الخيامْ

تحبه أرملة تبلل الرغيف من دموعها
في ليلة الصيامْ

تحبه تلميذة (شطّورةٌ) في (عين أزال) عندنا
تكتب في دفترها:
"إلا الرسول أحمدا
وصحبه الكرامْ"
وتسأل الدمية في أحضانها:
 تهوينهُ ؟
تهزها من رأسها لكي تقول:إي نعمْ
وبعدها تنامْ

يحبه الحمام في قبابهِ
يطير في ارتفاعة الأذان في أسرابهِ
ليدهش الأنظارْ

تحبه منابر حطّمها الغزاة في آهاتها
في بصرة العراقِ
أو في غروزَني
أو غزةِ الحصارْ

يحبّهُ من عبَدَ الأحجارَ في ضلالهِ
وبعدها كسّرها وعلق الفؤوس في رقابهاَ
وخلفه استدارْ
لعالم الأنوارْ
يحبه لأنّه أخرجه من معبد الأحجارْ
لمسجد القهارْ

يحبّه من يكثر الأسفارْ
يراه في تكسر الأهوار والأمواج في البحار
يراه في أجوائه مهيمنا
فيرسل العيون في اندهاشها
ويرسل الشفاه في همساتها:
"الله يا قهار!"
وشاعر يحبّهُ
يعصره في ليله الإلهامُ في رهبتهِ
 فتشرق العيون والشفاه بالأنوارْ
فتولد الأشعارْ
ضوئيةَ العيون في مديحهِ
من عسجدٍ حروفها
ونقط الحروف في جمالها
كأنها أقمارْ

يحبه في غربة الأوطان في ضياعها الثوارْ
يستخرجون سيفهُ من غمدهِ
لينصروا الضعيفَ في ارتجافهِ
ويقطعوا الأسلاك في دوائر الحصارْ

تحبه صبية تذهب في صويحباتها
لتملأ الجرارْ
تقول في حيائها
"أنقذنا من وأدنا"
وتمسح الدموع بالخمارْ

تحبه نفسٌ هنا منفوسةٌ
تحفر في زنزانةٍ
بحرقة الأظفارْ:
"محمدٌ لم يأتِ بالسجون للأحرارْ.."
تنكسر الأظفار في نقوشها
ويخجل الجدارْ

تحبه قبائلٌ
كانت هنا ظلالها
تدور حول النارْ
ترقص في طبولها وبينها
كؤوسها برغوة تدارْ
قلائد العظام في رقابها
والمعبد الصخريُّ في بخورهِ
همهمة الأحبارْ
تحبه لأنهُ
أخرجها من ليلها
لروعة النهارْ

تحبه الصحراء في رمالها
ما كانت الصحراءُ في مضارب الأعرابِ في سباسب القفارْ ؟
ما كانت الصحراء في أولها ؟
هل غير لاتٍ وهوى
والغدرِ بالجوارْ ؟
هل غير سيفٍ جائرٍ
وغارةٍ وثارْ ؟

تحبه القلوبُ في نبضاتها
ما كانت القلوب في أهوائها من قبلهِ ؟
ليلى وهندا والتي (.....)
مهتوكة الأستارْ
وقربة الخمور في تمايلِ الخمّارْ ؟!

تحبه الزهور والنجوم والأفعال والأسماء والإعرابُ
والسطور والأقلام والأفكارْ
يحبه الجوريّ والنسرين والنوارْ
يحبه النخيل والصفصاف والعرعارْ
يحبهُ الهواء والخريف والرماد والتراب والغبارْ
تحبه البهائم العجماء في رحمتهِ
يحبه الكفارْ
لكنهم يكابرون حبهُ
ويدفنون الحب في جوانح الأسرارْ

تحبهُ
يحبه
نحبه
لأننا نستنشق الهواء من أنفاسهِ
ودورة الدماء في عروقنا
من قلبه الكبير في عروقنا تُدارْ
نحبهُ
لأنه الهواء والأنفاس والنبضات والعيون والأرواح والأعمارْ
نحبه لأنه بجملة بسيطة:
من أروع الأقدار في حياتنا
من أروع الأقدارْ
ونحن في إسلامنا عقيدة
نسلّم القلوب للأقدارْ

عاطفات الحبِّ(شعر)

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
26تموز1899-27تموز1997

عاطفات الحبِّ ما أبْدَعَها
هذّبتْ طبعي وصفَّتْ خُلُقي
حُرَقٌ تملاء روحي رقةٍأنا لا أُنكِرُ فضلِ الحُرَق
أنا باهَيْتُ في الهوىلا بشوقي أين من لم يَشْتَق
ثق بأن القلبَ لا تشغَلُهُذكرياتٌ غيرُ ذكراك ثق
لستَ تدري بالذي قاسيتُهُكيف تدري طعمَ ما لم تَذُق
لم تدعْ مِنّيَ إلا رَمَقاًوفداءٌ لك حتى رمقي
مُصبحي في الحزن لا أكرهُهُإنما أطيبُ منه مَغْبَقي
إن هذا الشعر يشجي نقلُهُكيف لو تسمعُه من منطقي
ربّ بيتٍ كسرت نبرتهزفرات أخذت في مخنقي
أنا ما عشت على دين الهوىفهواكم بَيْعةٌ في عنقي

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

الابدية 1(ترجمة)

شاعر فرنسي آرثر رامبو


لقد تم العثور عليها !
ماذا ؟ الأبدية !
إنها البحر الذاهب
مع الشمس .
أيتها الروح المترصدة
لنهمس بالاعتراف
رغما عن الليل الرديء
و النهار الموغل في النار
بشر للتأييد ،
حماسات مشتركة واندفاعات
هنا أنت تنفلتين
وتحلقين وفقا لـ ....
بما أنه منك فقط ،
أنت ، جمرات الساتان
يضوع الواجب
دون أن نقول : أخيرا.
هنا ما ثمة أمل ،
ولا أي فجر جديد
معرفة مع صبر
و النكال أكيد
قد تم العثور عليها !
ماذا؟ ــــ الأبدية.
إنها البحر
المرتحل مع الشمس
*
ترجمة: آسية السخيري

كيوبيد كرسّـام منظر طبيعي(ترجمة)

اديب و شاعر الماني يوهان فولفجانج فون جوته

مبكِّـراً جلستُ على رأس صخرة حادّة،
محـدِّقا بعينـيَّ المتصـلِّبـتين في الضَّباب،
الذي تمـدد كخـيمة رمـاديـّة،
مُـغطِّـياً كلَّ شيء سـفلاً وعلـواً.

حـطَّ إلى جـانبي صبـيّ، وقال :
ما لكَ تحـدِّق جامدَ النظرات،
هادئـاً، يا صديقي العزيز، في
تلك الخيمة الخـاويـة ؟
هل فقدتَ مُـتـعةَ الرسم وابتداع
الصّـور إلى الأبد ؟

نظرتُ إلى الصَّـبيِّ وفكَّـرتُ في نفسي،
أيـريد هـذا الصَّـبيّ ُ الصًّـغير
أن يصيرَ المعلِّمَ!
إذا أردتَ أنْ تبقى متجـهِّماً دوماً وخاملاً،
فلا شيءَ حسـناً ينتج عن ذلك؛ قال الصـّبيّ،
أنظر، سأرسم لك صورة حالاً،
وأعلِّـمكَ كيف ترسم صورة صغيرة جميلة.

وصـوَّبَ سـبّـابـته،
التي كانت حمراءَ كوردة،
نحو القماش العريض الممـتدّ،
وبدأ يرسم بإصبـعـه.

في الأعلى رسم شمساً جميلة،
شـعّـتْ في عينيَّ بقوة،
وصنع حواشـيَ الغيوم ذهبية،
جاعلاً الأشـعّـةَ تخترق الغيـوم،
ثـمَّ رسـمَ الرؤوسَ اللطيفة لأشجار جديدة غضّـة،
سحب التَّـلال، واحداً فواحداً، خـلفها؛
وفي أسفلها لم يترك الماء بعيداً عنها،
رسم النهرَ طبيعياً جداً،
فَـيُـرى متلألئـاً بأشعَّـة الشمس،
ويُـرى تيّـاره مُـرتـطـماً بضفـافه العـالية.

آه، عند النهر تنـتظم الزهـور،
وهناك الألوان على المَـرج،
ذهَب وميـنا وأرجوان وأخضـر،
كلـّـُها مثل زمـرّد وياقـوت!
وأضاف لمعـاناً على السَّـماء
وصيّـر الجبالَ الزرقَ تبعد وتبعد،
حيث أنّي افتـتاناً ذ ُهلتُ وولدتُ من جديد،
نظرتُ فوراً إلى الرسّام، ونظرتُ فوراً إلى الصّورة.

هكذا برهنتُ لك حقـّاً،
أنني أفهم حرفة اليد هذه جيداً،
قالها وأكمل :
ولكنَّ الأصعبَ لم يأتِ طبعـاً بعـد.

رسم بعد هذا برأس إصبعـه
وبعناية كبيرة عند الغابة الصّـغيـرة،
تمـاماً عند نهـايتها، حيث الشمسُ
تُـعـكَـس بقوة من الأرض اللمّـاعة،
رسم أجملَ الفتـيـات،
بتـكوين قويـم، وملابس أنيـقة،
وجنات متوردة تحت شعر أسمر،
وكانت الوجنات بلون
الإصبع الصّـغيرة التي رسمتها.

آه يا فتـايَ، صرختُ،
يا له من معلِّم، هذا الذي
اختارك في مدرستـه،
أنْ تكون بمثل هذه السرعة، ومثل هذه الفطرة،
فتبدأ كلَّ شيء ببراعة وتُـنهيه جيداً ؟

بينا أنا لا أزال في قولي، هبّتْ نُـسَـيْمـة
وحرّكتْ قمّـة الجبل،
جعّـدتْ كلَّ أمواج النهر،
نفختْ حجابَ الفتاة المتكاملة،
والذي أدهشني أكثرَ من دهشتي التي أنا فيها،
أنَّ الفتاةَ أخذتْ تُـحرِّك قدميها،
بدأتْ تمشي، واقـتربتْ من البقعـة،
التي كنتُ جالساً مع المعـلِّـم الطلـيق.

الآن كلّ ُ شيء، كلّ ُ شيء تحـرَّك،
أشجار، نهر وزهور، والحجاب
والقدم الرقيقة لأجمل المخلـوقات،
هل تعتـقدون حـقـّاً أنني بقيت
على صخرتي هادئـاً كصخرة دون حَـراك ؟

ترجمة: د. بهجت عباس

الأحد، 26 أكتوبر 2014

ثأر غزة(شعر)

بقلم : حمدي حمادي


قد هيأت يا صهيون ارضا هي صدري ...

فاغرس الحقد من يغرس شيئا يجن ثماره... 
ازرع الغضب في نفسي وفي قلبي ابذر ناره ...
و يحك ما ستحصد غير دوي انفجاره...
و يلك ما ستكسب من الظلم غير عاره...
من يموت له صبي كيف لا يأخذ  ثاره...
من يموت له اب سوف يأخذ له ثاره...
من تموت له ام من تحرق له داره...
من يهدم له دكان من يقبر له جاره...
من يبقى بلا وطن يبقى له ثاره...

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا ( شعر)

عمرو بن كلثوم


أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـافَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍنَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍتُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداًمَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْعَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْوَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتتَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍبِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍأَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُزُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاًبِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُبِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌفَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍتَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراًوَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَىرَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـىتَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـاوَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـاوَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـاوَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْوَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـاوَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْأَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْكَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـيوَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍتَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاًرَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍتُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌعُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاًكَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍوَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌنُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداًإِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاًوَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّقَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـاكَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْبُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍخَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍتَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌوَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَيحَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّإِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــاوَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـاوَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـاوَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـاوَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواًوَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـاوَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاًأَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـاوَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّتَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا