ظل المغرب يعيرنا
بأنه القادر على دق أجراس أوروبا لسنوات طويلة, لإلهائنا عن انتصاراتنا وتموقعنا
الاستراتيجي في افريقيا ,واليوم يعود ليدق الطبل الافريقي رغم ما يترتب على ذلك له
من نكسة دبلوماسية وعقدية وفكرية وسياسية لإلهائنا عن الانتصار المجلجل لنا في أوروبا,
لقد خسر المغرب في أوروبا وبالتالي خسرت فرنسا
في الرهان على جر المحكمة الأوروبية الى دوامات الثقب الأسود و النفق المظلم, ضد
القرارات التي ضحت البشرية ودفعت الملايين من سكان الأرض من اجل الحفاظ عليها لحقن
انهار الدم الذي سالت في أوروبا خصوصا وبيدت من اجلها شعوبا وعانى وقاسى الانسان
من عواقبها ومخلفاتها من تدمير وشقاء وتعاسة. انه حق الشعوب في تقرير مصيرها وحريتها
واختياراتها.
لقد خسروا في ان قررت
المحكمة الأوروبية وضع سقف لكل ذلك النهم والجشع. وبعد سنوات طويلة قال الأوروبيون
الكلمة النهائية ,التي تستند فيها الى القانون الدولي
الصحراء الغربية ليست
من أراضي المملكة المغربية.
الصحراء الغربية ارض
الشعب الصحراوي ولا يمكن القفز على الحقيقة ولا مجال للمراوغة ولا مبرر للخداع.
الشعب الصحراوي تمثله
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي صادقت على اتفاقية جنيف الرابعة
التي تحترم الانسان وغيرها من المعاهدات التي اثبتت الجبهة الشعبية على قدرتها على
الالتزام بها و تعتبر اول حركة تحرير توقعها ,كما ان الجمهورية الصحراوية دولة
قائمة في القارة الافريقية وتلتزم بالقوانين و تساير بكل احترام القانون الإنساني و
الدولي وتسير دواليبها بكل حنكة و براعة ولها تجربة تزيد على الأربعين سنة في
تسيير المؤسسات الجمهورية.
كما اثبت الشعب
الصحراوي بكل طوائفه وحدته وتمسكه بتلك الدولة والتفافه حول الجبهة الشعبية لتحرير
الساقية الحمراء ووادي الذهب.
لا يمكن للمغرب ان
يلهينا بالصراعات الوهمية في افريقيا بعودته او عدمها ,فقد وضعت في يدنا أوروبا السلاح
الفعال و لا يمكن ان يقنعنا احد انه لا يمكن ان يقطع بمهارة وحدة شريان وخرطوم
البعوضة المغربية التي تمص الدم والثروات الصحراوية المعدنية كالفوسفات الذي يكسب
منه الملك المغربي في السنة ما يبني 100000
الف شقة سكنية للصحراويين فخلال 5 سنوات من الاستقلال يمكن
يمتلك كل صحراوي بيت في مدن محترمة و غيره من
الثروات البحرية والزراعية و البيئية.
لا يمكن للمغرب ان يلهينا عن الصعوبات الكبيرة التي يواجها الآن و يقينا ان
شاء الله سيواجهها في المستقبل القريب في تسويق الثروات نحو أوروبا.
لا يمكن ان يلهينا عن مئات المصفحات العسكرية والتشكيلات المخزنية والأمنية
التي ترابط في كل زقاق في العيون المحتلة وغيرها من المدن المحتلة وان المدن
المحتلة تحولت الى معتقلات وسجون كبيرة مغلقة لا يزورها العالم ويمنع كل سنة
المئات من النشطاء والصحفيين والدبلوماسيين والبرلمانيين وغيرهم كثير من المنظمات
الحقوقية العالمية من الدخول الى الجزء المحتل من الصحراء الغربية ويرحلون بكل
فظاظة الى خارج الوطن المحتل.
لا يمكن عن ان يلهينا عن نضع السبابة والوسطى في عينيه لانهما تمثلان معركتا
انتهاك حقوق الانسان ونهب الثروات الطبيعية و ان نرفعهما شارتي نصر كما يفعل أطفال
الانتفاضة في المناطق المحتلة كل يوم في المناطق المحتلة و ابطالنا في المعتقلات
المغربية.
ان ساحة الصراع التي يلهينا عنها في اعلامه المخادع عن أوروبا يجب ان لا
تنطلي علينا بل يجب ان نحزم امرنا ونتجه الى شغل الفراغ في أوروبا بكل قوة ونجعل
من تلك القرارات الأوروبية سلم جديد لرفع القضية الى فضاءات أرحب ومستويات اعلى.
ان تصريح الثري المليونير "فيلبي كون سالس" الرأسمالي الذي يتخفى
وراء برقع الاشتراكية الذي تمنى ان يكون هناك جدار بينه والشعب الصحراوي لا يمكن
ان نفسره الا في هذا الاطار على انه إقرار صريح بالهزيمة في أوروبا وهو يرى رأي
العين التداعيات الناجمة عن ذلك الفشل الذي بدأ بملاحقة السفينة الصرصور سارقة
الزيت kEY
BAY GIBRALTAR " والشكوى بها الشيء الذي يصعد من تمكن روح الخوف من ازلام النظام المغربي وخدامه
وبحثهم عن جدران يتقوقعون خلفها كما فعل جيش الملك بعد انكساره وهزيمته اما ابطال
جيش التحرير الشعبي الصحراوي في الحرب المتحركة.
اعتقد ان الدبلوماسية الصحراوية يجب ان تلعب بكل عناصر فريقها الرئيسيين في
الملعب الأوروبي ,دون اغفال الملاعب الأخرى ويجب ان تنتبه الى ان المغرب لا يمد لإفريقيا
الا باردة رؤوس اصابعه اليسرى لانه لا ينوي لها السلام ابدا,اما اليد اليمنى فمنشغلة
تحاول فتح الصنبور الأوروبي .
وان الدموع التي ذرفها حارة ملك المغرب ليست حبا لإفريقيا التي ظل يعاملها
باحتقار كأمة، بل ندما على عمر ضاع خسارة في حب من طرف واحد لأوروبا التي قلبها من
صخر لا تلهيه صكصكة وعود الدراهم المغربية كما تذيب قلوب بعض الرؤساء الافارقة تلك
تماثيل الشمع المنحوتة في باريس.
بقلم حمدي حمودي
0 التعليقات: