![]() |
الشاعر و الاديب :رشيد دحمون |
كان سطح مكتب حاسوبي هذه الأمسية على غير ما ألفته.. ملئيا بعدد كبير من الأيقونات العديدة الأنواع و الأشكال و التي أنا متأكّد من أنّي مررت بها في حياتي.. و لكن ما قصّتها؟ و لمَ لم تظهر حتّى أمسية اليوم؟ و أين كانت مختفية..؟
حسب ما أتذكّر.. فإنه آخر مرة استعملت فيها حاسوبي ( ليلة أمس) قد تركت سطح مكتبه خاليا من أيّ ملفّ.. إلاّ أيقونة "سلّة المحذوفات" التي تؤنسني من حين إلى آخر حين يقودني الحنين إليها لأقف على أضرحة بعض الراحلين الذين كانوا متميزين يوما.. كانوا..
حرّكت الفأرة فوق سطح المكتب الذي لا بقعة فيه شاغرة.. ما إن أمر بالمؤشّر فوق أيقونة ما حتى يكبر حجمها و يزداد شكلها إثارة و بهاء.. و كأنّها كانت تترجاني كي أفتحها و أكتشف ما تودّ أن تبوح لي به.. كنت أتفادى في كلّ مرة أن أنقر فوقها خوفا من أن تكون ثغرة لـ"فيروس" ما..
حاولت أن أحذف إحدى هذه الأيقونات فنقرت عليها بالزرّ الأيمن للفأرة و اخترتُ خاصية الحذف.. بدون جدوى.. حاولت مرّة أخرى ففقدتُ السيطرة على المؤشر.. لتنطلق في الوقت نفسه موسيقى هادئة.. لي معها ذكريات عديدة.. و لكن -و حسب ما أتذكّر- فإنّي حذفتها منذ مدّة حذفًا نهائيا.. فما الذي أتى بها؟ بل ما الذي حدث للحاسوب أصلا؟
كان يبدو أنّ لتلك الأيقونات حديثا طويلا تريد أن تلقيه في داخلي.. عتاب ، اعتراف بحُبّ مختبئ ، اعتذار عن خطإ من الماضي ، و أشياء كثيرة أخرى..
في هذه الأحيان نبّهتني بطارية الحاسوب إلى أنّه لم يبق منها إلا أقلّ من خمس دقائق.. خمس دقائق؟ يا لِحظّي التّعيس.. الشاحن ليس معي.. و الأيقونات تترجّاني مبعثرة هنا و هناك أن أمنحها دقائق وقتي التعيس..
تماما هي هكذا اللحظات الأخيرة من كلّ مشوار في حياتنا.. لحظات يصير فيه كلّ ما (و من) كان عاديا من قبل.. ثمينا و عزيزا.. حتى الذي كنت لا أتحمّله بالأمس صرتُ اليوم أشعر برغبة قوية بأن أحضنه و أنفجر بالبكاء..
خمس دقائق.. ضيّعتها أيضا شاردا.. و محتارا لأيّ الأيقونات أمنحها.. و هكذا في أغلب الأحيان تُسرقُ أيضا اللّحظات الأخيرة من محطات حياتنا المهمة.. بين حنين مُسبق ، و رجفة خانقة..
هوت على خدّي دمعات لطالما أخفيتها.. لا أدري ما الذي أسقطها..؟ هل تراهُ الضّوء المنبعث من الحاسوب.. أم ذلك الشعور الذي اتقد في داخلي..
في هذه اللحظات بالضبط.. نفدت البطارية ، انطفأ الحاسوب.. و استمرّت العين تذرف.. و ثمّة تأكّدت مِن سبب سقوط ذلك الرّذاذ من عينيّ..
حسب ما أتذكّر.. فإنه آخر مرة استعملت فيها حاسوبي ( ليلة أمس) قد تركت سطح مكتبه خاليا من أيّ ملفّ.. إلاّ أيقونة "سلّة المحذوفات" التي تؤنسني من حين إلى آخر حين يقودني الحنين إليها لأقف على أضرحة بعض الراحلين الذين كانوا متميزين يوما.. كانوا..
حرّكت الفأرة فوق سطح المكتب الذي لا بقعة فيه شاغرة.. ما إن أمر بالمؤشّر فوق أيقونة ما حتى يكبر حجمها و يزداد شكلها إثارة و بهاء.. و كأنّها كانت تترجاني كي أفتحها و أكتشف ما تودّ أن تبوح لي به.. كنت أتفادى في كلّ مرة أن أنقر فوقها خوفا من أن تكون ثغرة لـ"فيروس" ما..
حاولت أن أحذف إحدى هذه الأيقونات فنقرت عليها بالزرّ الأيمن للفأرة و اخترتُ خاصية الحذف.. بدون جدوى.. حاولت مرّة أخرى ففقدتُ السيطرة على المؤشر.. لتنطلق في الوقت نفسه موسيقى هادئة.. لي معها ذكريات عديدة.. و لكن -و حسب ما أتذكّر- فإنّي حذفتها منذ مدّة حذفًا نهائيا.. فما الذي أتى بها؟ بل ما الذي حدث للحاسوب أصلا؟
كان يبدو أنّ لتلك الأيقونات حديثا طويلا تريد أن تلقيه في داخلي.. عتاب ، اعتراف بحُبّ مختبئ ، اعتذار عن خطإ من الماضي ، و أشياء كثيرة أخرى..
في هذه الأحيان نبّهتني بطارية الحاسوب إلى أنّه لم يبق منها إلا أقلّ من خمس دقائق.. خمس دقائق؟ يا لِحظّي التّعيس.. الشاحن ليس معي.. و الأيقونات تترجّاني مبعثرة هنا و هناك أن أمنحها دقائق وقتي التعيس..
تماما هي هكذا اللحظات الأخيرة من كلّ مشوار في حياتنا.. لحظات يصير فيه كلّ ما (و من) كان عاديا من قبل.. ثمينا و عزيزا.. حتى الذي كنت لا أتحمّله بالأمس صرتُ اليوم أشعر برغبة قوية بأن أحضنه و أنفجر بالبكاء..
خمس دقائق.. ضيّعتها أيضا شاردا.. و محتارا لأيّ الأيقونات أمنحها.. و هكذا في أغلب الأحيان تُسرقُ أيضا اللّحظات الأخيرة من محطات حياتنا المهمة.. بين حنين مُسبق ، و رجفة خانقة..
هوت على خدّي دمعات لطالما أخفيتها.. لا أدري ما الذي أسقطها..؟ هل تراهُ الضّوء المنبعث من الحاسوب.. أم ذلك الشعور الذي اتقد في داخلي..
في هذه اللحظات بالضبط.. نفدت البطارية ، انطفأ الحاسوب.. و استمرّت العين تذرف.. و ثمّة تأكّدت مِن سبب سقوط ذلك الرّذاذ من عينيّ..
0 التعليقات: