مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 16 يناير 2016

عندما تبيع السويد المبادىء مقابل الخبز

بقلم  د.غالي حمادي الزبير

لم يفاجيء تراجع السويد عن اعترافها بالدولة الصحراوية المتابعين في منطقتنا فحسب، بل وحتى بعض الأصدقاء السويديين الذين كانوا يتمنون أن تقود دولتهم قافلة الاعترافات بالدولة الصحراوية في القارة الأوروبية وما يمكن أن يخلق ذلك من تأثير إيجابي في تطورات الملف الصحراوي لكن المتابعون لحادثة الخلاف بين السويد والعربية السعودية يدركون ان ساسة السويد يخضعون دائما لمنطق من الرائع التمسك بالمبادىء غير أن الحصول على الخبز أروع.
لفهم كيف انتهى الخلاف ال...سويدي مع السعودية في ملف حقوق الإنسان يقول الكاتب الإسرائيلي "سمدار بات ادم": في مقال نشرته "رأي اليوم".. السعودية تصرفت بتصميم وهجومية. أعادت السفير الى البيت ونشرت اعلان استنكار بسبب تدخل السويد في المحاكم السعودية التي تستند الى الشريعة وتوقفت عن منح تأشيرات الدخول لرجال الاعمال السويديين وطلبت من حليفاتها الانضمام اليها. وقد انضمت دول الخليج جميعها واستنكرت السويد.
نهاية القصة مثلما في الاساطير ترتبط بالملك. حينما وجدت المملكة نفسها أمام خطر اقتصادي فعلي تم استدعاء غوستاف كارل السادس عشر، حيث أنه حسب الدستور والعرف السويدي، فانه لا يوجد له دور تنفيذي، وعبر عن قلقه حول العلاقات المتدهورة مع السعودية، واستدعى مارغوت لمحادثة في المملكة. أخي، قال ملك السويد لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الذي جلس في كرسيه، كل شيء بيننا على ما يرام.
وهذا ما حدث. مارغوت واعضاء الحكومة تنكروا بسرعة للخلاف مع السعودية. هذا الخلاف النابع من مواقفهم في صالح حقوق الانسان من اجل المصالح الاقتصادية، وعلمونا درسا هاما في الاجابة على سؤال ما الذي تفعله دولة سليمة حينما تضطر الى الاختيار بين الضرر الاقتصادي وبين المباديء...".
سلوك السويد مع العربية السعودية في مجال حقوق الانسان يفسر ببساطة تراجعها عن الاحتراف بدولة عضو مؤسس للاتحاد الافريقي وترتبط مع عشرات الدول بعلاقات ديبلوماسية تعود لعقود من الزمن ومحاولة السعي إلى فهم التفسيرات التي قدمتها السويد حول تراجعها المشين عن عمل كان سيدخلها التاريخ كمن يحاول اكتشاف العجلة يظهر أن سياسة العقاب الاقتصادي هو ما "فعفع" وهز مباديء الاشتراكية الاسكندنافية التي صدقها الكثيرون من سذج المثاليات في عالم يقوم على أن "من يدفع يحق له اختيار الموسيقى التي ستعزف". والدرس الذي علينا استيعابه من هذه التجربة يلخصه قال الشاعر:
فإنما رُجل الدنيا وواحدها من لايعولُ في الدنيا على رجلِ

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9