مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 4 يناير 2016

‫#‏زواج_بالمزاد_العلني‬

بقلم الاستاذ و الشاعر محمد عطوي

ها أنا اليوم-وحيدا-كغريب
في بلاد للأجانب
رغم أني في حياتي بين أهل وأقارب
لا قيود في يدي
أو حدود في أمامي
إنني حر طليق
كم رحلت...
فوطئت ذا المكان
كم سعيت...
فخرجت ذا الزمان
في غموض غايتي ليست تبين
اتخذت،في رحيلي،كم زميل و رفيق
و رحلت...
لا زميل
أو أنيس
أو صديق
عائشا كالتائهين
ما دريت،في رحيلي،أي صوب فيه سيري
أو دريت،في رحيلي،أي درب فيه أجري
حائرا كالحائرين
*
يا ترى،أي معنى لحياتي عائشا مثل الشريد
أي معنى لوجودي طائشا مثل الطريد
قد سئمت ذا الرحيلا
ومللت ذا الزميلا
والرفيق والصديق
يا ترى،هل من جديد في الحياة الثانيه
أ يكون من جديد في الحياة الآتيه
قد يكون...
قد يكون ذاك حلما
قد يكون ذاك علما
و سأضحى خاليا
قد أكون كمليك داخل القصر المنيف
فيه أمن وسلام لا يخيف
وتكون في حياتي حسنه
ويكون لي بنون
فأسمي البنت عبله
وأسمي الطفل عنتر
يلعبان كل يوم
في مراح وحبور
يجمعان الياسمين والورود والزهور
يصنعان من رمال البحر بيتا وقصور
حين ذاك:
ينسياني وحدتي
يذهبان وحشتي
يدخلاني جنتي
وتكون الأم جنبي كالأميره
وأنا مثل الأمير
*
غير أن بفؤادي ما يخيف و يثير
قد أكون كغريق لا معين أو نصير
ما العمل؟
ما العمل:
والنفوس تستلذ
كل كشف وارتياد
لا تروم:
لا قبوعا،لا انغلاقا،لا انسداد
قد أكون:
مثل طير في السما
كفراش في الربيع حائما
كحمام قرب عش أو غدير
*
قد عرفت الآن كيف المرء يحيا عازبا
فلأجرب،لا أظل هاربا
غير أن المهر غال
فاق سعر ما يباع
و تساوى بالخيال
إننا دون شراع
لا عموما رحمونا
أو جوارا أسعفونا
لم يعنا أي خال
*
و تباع كل بنت بالمزاد العلني
فتراها بين مد و جزر/ز مفتوحة
كمتاع يقتنى:
من يزيد وسعيد وعمر
صارت البنت لدينا حيوانا لا بشر
فتصور يا رسول و تدخل يا قدر
في زمان الجهل كانت توأد
في زمان النور صارت تشترى
أي عصر نحن فيه
أي نور يا ترى؟!
*
قال صحبي ذات يوم
في جدال من جديد:
أي ضر في زواج بخواتيم حديد
دين يسر ديننا
لقريب أو بعيد
قلت مهلا يا رفاقي:
سوف أحيا عازبا
و سأبقى هاربا
من جدود و أباء
و شباب قابعين
...؟
لا تقل لي يا رفيقي:ذا تشاؤم
لا حياة يا رفيقي في مبيع وشراء
فالحياة في تراض وتفاهم
لست أبغي سلعة
لست تاجر
قال مهلا:
فلنطالب و لنخالب لرجوع حقنا
فلماذا لا اشتراك في المهور بيننا
أي مهر يفترضن هو عبء ضدنا
و النساء في احتياج للرجال مثلنا
*
كم فتاة تتمنى،تأمل:
ما أقول لحبيبي إن أتاني راغبا
ما أقول لحبيبي إن أتاني خاطبا
لحبيبي لا أقول أي شيء:
سأطير
عن يميني لا جناح
عن يساري لا جناح
يحملاني في الرياح
سأطير
وأجول في السماء
وأعود
لأقول لحبيبي:
إن ظهري مركب،هيا امتط
و تعال فنطير
ونروح للفضاء
ونعيش مثل نجم وهلال في السماء
ذاك حلمي ما حييت
ذاك حلمي في صباحي والمساء
*
كم فتاة ضاع منها العندليب
تذرف الدمع تزيد في النحيب
وتنادي و تبوح
اسمعوني!
بح صوتي
وفؤادي يتلظى بالجروح
لا جديد
في حياتي
فحياتي كالورود الذابلات لا تفوح
افهموا!
أين عمري؟
ضاع مني بين دمع و أنين
سرحوني،صار سني أربعين
خلصوني من حياتي التاعسه
سرحوني قد أعيش العانسه!
[1990-ص51-60يوميات الشرود والتحدي طبعة إبداع2004]

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9