مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 2 أبريل 2017

قراءة في مستجدات الساحة السياسية والعسكرية: الروسي فلاديمير بوتين يغازل العرب بفكر يمجد التعاون الإقتصادي والسياسي والعسكري

 
    بقلم /شكروبة حكيمة 


تسعى روسيا الاتحادية  إلى تحقيق نجاح في العلاقات الدولية ،وهذا لأجل تحسين صورته عند الرأي العام، وخاصة عند الدول العربية التي سادها الغموض وتضارب الآراء نحو هذا العملاق الذي كان مرفوض بدون استثناء قبل سنة 1955 .
بالنسبة للأجيال التي عاشت وولدت بعد نجاح الثورة البولشيفية في روسيا عام 1917 لا تعرف عن الاتحاد السوفيتي سوى ما تذيعه عنه وسائل الإعلام الغربية على انه مجتمع لا دين له ، يسوده الانحلال الخلقي، ولا يعترف بالملكية الشخصية ،لكن البعثات المصرية إلى موسكو وتواصلها مع الشعب الروسي كشفت حقيقة تلك الإشاعات التي كان مفادها أن العالم الغربي كان يروج لأغراض جيوسياسية ،وهو أسلوب معتمد لتشويه الحياة في الاتحاد السوفياتي  الذي  يميزه عن باقي الدول الغربية لأنه يطمح حقا لمساعدة العرب للتخلص من النفوذ الغربي ، ورغم الصراعات القائمة.
والنزاعات الطائفية وتزايد بؤر التوتر في بعض دول أفريقيا واسيا ،فأمريكا نجحت لحد كبير في بداية القرن الواحد والعشرين في تعزيز علاقاتها، ونفوذها في بعض الدول العربية .وتقليص أي نفوذ سوفيتي في تلك الدول التي لم تعرف استقلال سياسي. فمعظم الدول في العالم تعيش تحت السيطرة السياسية والسيطرة الثقافية  تحت مسميات الترغيب والترهيب والابتزاز ،وإن منعت الظروف المناسبة في تغيب سلطتها خلقت أمريكا أرضية مناسبة لتدخلها، ولا تنسحب قوتها العسكرية حتى تحقق مأربها السياسية والاقتصادية، وبالنسبة للدعم  الأمريكي لإسرائيل هو استثمار سياسي
عسكري، وما يصب في مصلحة إسرائيل  يخدم مصلحة الولايات المتحدة ، وكل من الطرفين يعملان على تجزئة العالم العربي، ولو بحثنا عن أدلة ندين بها الطرفين فيما حدث ،وما يحدث من حروب طائفية وتزايد بؤر التوتر في العالم وإعصار الربيع العربي فلا نملك أدلة قاطعة ، ولكننا إذ ربطنا بين الاتهام ومن يستفيد من هذه الزوبعة فإننا نجد الأدلة موجهة للمستفيدين  وعملائهم.
 هناك خصم عنيد لا يمكن تجاهله يحمل بذور قوته في التركيبة البشرية آلا وهو الإتحاد السوفيتي  هذا العملاق الذي يطمح للسيطرة، وحلمه الكبير في الاقتراب من المحيط
الهندي والخليج عبر إيران، ومن بين الطرق الأخرى لتحقيق أهدافه عبر تركيا والدول العربية ، والهدف من استغلاله لأبار البترول المتواجدة بإيران لضعف احتمال تدخل الدول الغربية عسكريا ضده عكس البترول المتواجد في الدول العربية كالعراق ودول الخليج، فإنه يذهب إلى الدول الغربية  وأمريكا،واستيلاء السوفيات عليه يكون مبررا كافيا لتدخل أمريكا والدول الغربية عسكريا و شن حرب ضد الإتحاد السوفيتي.
  شهدت الساحة السياسية أثناء حكم الرئيس السابق باراك أوباما  تشنجا في العلاقة بين الطرفين، ومن بين أهدافه الغامضة من مخطط دعمه للمعارضة أنه كان يطمح إلى
تقديم الرئيس السوري بشار الأسد للمحاكمة على إثر ارتكابه الجرائم المتسلسلة منذ سنة 2010 ضد المعارضة السورية  ،وعلى إثر التجاوزات الأمنية كعمليات الهجمات بالأسلحة الكيماوية ،وعلى هامش تلك الأحداث قام الرئيس باراك أوباما بإمضاء مسودة مع نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول قضية المسؤولية من هذه العملية ،وبطلب من أمريكا اقترحت من الأمين العام للمنظمة الدولية باين كي مون، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تشكيل فريق من المحققين لتحديد المسؤولية عن غاز سام في سوريا ،وكون روسيا تملك حق الفيتو في الأمن وهي حليفة نظام سوريا عملت على
حماية حكومة الرئيس بشار الأسد من أي إجراء في الأمم المتحدة منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد،وهذا النزاع خلص في  الأخير لعزوف أمريكا عن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ما عزز تواجد  روسيا على ارض سوريا، وساهم في ظهورها مجددا سياسيا وعسكريا،  فمنحها فرصة إعادة اعتبارها ، وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة أمام الدورة ل 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة عن خطورة الوضع معتبرا الأزمة السورية أكبر التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن كما صرح في السابق الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما انه كل من الرئيس
بشار أسد، وحلفاءه لا يمكن أن يأتوا بالسلام في وجه شعب تم اضطهاده ،وقصفه بالأسلحة الكيماوية معبرا عن تأسفه عن حكومات تقمع معارضيها ،بإتباع سياسة الترهيب للتستر على فشلها الذر يع في احتوائهم ما يثبت ضعفها وليس قوتها مضيفا إلى أن الأنظمة التي تخشى شعوبها هي التي ستنهار .
لم تعرف العلاقات الثنائية  بين البلدين روسا، وأمريكا انتعاشا رغم انتهاء الحرب الباردة وأصبح  الحكم في العالم أحادي القطبية ،وعلى غرار الخلفيات القائمة بين حكومة بشار الأسد والمعارضة حيث طلب الرئبس أوباما بتنحية لرئيس بشار الأسد
بشار أسد، وحلفاءه لا يمكن أن يأتوا بالسلام في وجه شعب تم اضطهاده ،وقصفه بالأسلحة الكيماوية معبرا عن تأسفه عن حكومات تقمع معارضيها ،بإتباع سياسة الترهيب للتستر على فشلها الذر يع في احتوائهم ما يثبت ضعفها وليس قوتها مضيفا إلى أن الأنظمة التي تخشى شعوبها هي التي ستنهار .
لم تعرف العلاقات الثنائية  بين البلدين روسا، وأمريكا انتعاشا رغم انتهاء الحرب الباردة وأصبح  الحكم في العالم أحادي القطبية ،وعلى غرار الخلفيات القائمة بين حكومة بشار الأسد والمعارضة حيث طلب الرئبس أوباما بتنحية لرئيس بشار الأسد لكن فلاديمير بوتين دعم بشار الأسد بعد طلبه الأخير المساعدة من موسكو وعلى إثر تدخل الروس شهد الوضع على أرض سوريا ممارسات غير إنسانية  مارستها بتوقيعها عقوبات راح ضحيتها العديد من المدنيين السوريين ،وبعد هجمات طاحنة وحرب ضروسة مارست فيها جنونها العسكري واستنزفت قوة المعارضين والمدنيين السوريين رحبت بوقف إطلاق النار، وهذا  يخدم المعارضة السياسية والمعارضة المسلحة التي عجزت عن اختراق النظام السوري ومقاومة الهجمات الروسية ،وفي ظل البحث الدبلوماسي السياسي سوف تتضح أهداف ورؤى لموسكو بما بخدم مصالحها ويؤمن
تمركزها في سوريا ،وهذا يتعارض  مع مصالح إسرائيل ويشكل خطر كبيرا لان وضعها لا يسمح لها بمواجهة موسكو وحزب الله ،وهذه الثغرات قد تعزز من قوة روسيا وتغير في الحدود الجغرافية، وهذه المستجدات قد تدفع بأمريكا إلى الظهور مجددا في الساحة السياسة لفرض عقوبات ،وكسب رهانات جديدة  تخدم إسرائيل  وتضمن بقاء هيمنتها. وخلاصة القول أن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى إلى إطالة النزيف ليضمن بقاءه في الشرق الأوسط ،وتحسين علاقاته الثنائية مع الدول العربية التي تمتلك الذهب الأسود، والسعي لعقد اتفاقيات من اجل توسيع الاستثمارات، واستقطاب دول
جديدة متعاونة ،وتجنب الانتكاسات مع العرب، ومن الناحية الإستراتجية هو تهديد وردع يهدف من وراءه  ضرب أطراف أخرى وحسب تصريح  بوشاكوف لم يتم بحث مواعيد اجتماع روسي أمريكي على طاولة المفاوضات ،وهذا يعكس اهتمام الطرفين في ضبط  الشؤون الداخلية وتسوية الخلافات حيث قام مؤخرا الرئيس بوتين بعدة إجراءات كإقالة 16 جنرالا من وزارتي الداخلية ،والطوارئ ولجنة التحقيق الروسية ، وهذا قصد التصفيات وكذا تجديد وبعث خطط بديلة لرسلكة القطاع العسكري حيث تم  ترقية ضباط في مناصب قيادية عليا وتجديد في الجانب التكتيكي  كالعمل على
زيادة القدرات في الأسلحة الهجومية في تطوير القدرات الدفاعية للبلاد  لردع العدو ،وحماية المواطنين و الحلفاء، وكذا زيادة في الميزان التجاري الذي بتناسب طردا بزيادة حصة المبيعات للأسلحة ،وعلى الصعيد السياسي قام بتعين سيرغي كوزلوف سفيرا مفوضا لدى المملكة السعودية في حين قام بإعفاء اوليغ اوزيرو من مهامه، وتغيره للوجوه الدبلوماسية في الشرق الأوسط يسعى من خلالها تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين  أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل حاليا على حماية نفسه وأمريكا بوضع لائحة من التعليمات تحتوي على قرارات وجوب تنفيذها من بينها قرار يعلق
برنامج استقبال ألاجئين السوريين ،وحضر سبعة دول من السفر نحو أمريكا وهذا يخالف عرف العلاقات بين الدول، وممارستة للعنصرية ضد الأقلية من الشعوب،وتصريحاته بشان بعض القوانين في أمريكا ورغبته في تغييرها جاء في هذا القرار المخالف لقانون الهجرة الذي شرعه الكونغرس الأمريكي في 1965 "يحظر التمييز ضد أي شخص عند إصدار تأشيرة هجرة بسبب العرق أو الجنس أو الجنسية أو مكان الميلاوقد يحدث في المستقبل القريب تغير جذري في خريطة العلاقات العربية مع كل من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وقد تؤثر سياسة أمريكا الخاطئة تجاه الدول العربية على مجمل العلاقات وفي المقابل لن تغير سياستها اتجاه الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي فإن حلفاء أمريكا من العرب سوف يتناقصون لصالح  روسيا الاتحادية.
                






موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9