مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 24 يناير 2018

ميلفا التي ظلمها اينشتاين وظلمتها الانسانية...

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏
تؤكد الخطابات التي كانت بين اينشتاين وزوجته ميلفا ماريك انها أسهمت بشكل كبير في اكتشافاته ونظرياته منذ تعارفهما عام 1896 الى غاية انفصالهما عام 1914، وذلك ما دونه اينشتاين بيده في رسائله اليها وشهد عليه المقربون وولداهما، لكنه كان يمضي مقالاته العلمية باسمه فقط، وقد وقفت ميلفا الى جانبه وشجعته وساعدته علميا ومعنويا وماديا حيث بدءا من العدم، تقول رادميلا ميلانتيافيتش التي أصدرت في العام 2015 السيرة الذاتية الأشمل عن ميلفا "إنه ربما رغبت ميلفا في مساعدة زوجها ليصنع اسماً لنفسه ويعثر على وظيفة حتى يتزوجا"، حتى ان اختراعهما لجهاز الفولتمتر مع كونراد هابيكت فضلت تسجيله باسم اينشتاين وهابيكت و لما سألها هابيكت عن السبب قالت " "لماذا؟ فنحن كصخرة واحدة أو بكلمات أخرى نحن كيان واحد". ضحت ميلفا بالكثير من اجل ان يصمد زواجها، ضحت حتى بحقوقها الزوجية وكانت تقوم بكل اعباء المنزل والولدين حتى يتفرغ هو تماما لابحاثه ، كانت بصمتها حاضرة في كل اعماله ولكن اينشتاين بعدما صنع اسما لنفسه في ميدان العلوم تخلى عنها وانشا علاقة مع ابنة عمه لينفصلا ويتفقا على ان تاخذ ميلفا اموال جائزة نوبل، وهذا ماكان بعد ان هددته بكشف الحقيقة لانه عارض الامر في البداية، فاشترت بناييتن عاشت من دخلهما مع ولديها، حيث اضطرت الى بيعهما من اجل معالجة ادوارد ابنهما الثاني الذي انتهى به الامرفي مصحة بعدما اصيب بالشيزوفرينيا، وقد حاول الاعلام حث ميلفا على الحديث لمعرفة أصل نظرية النسبية الخاصة ومن هوصاحبها، بما أنها أسهمت فيها مباشرة لكنها فضلت الصمت لان ذلك لا يناسب طبيعتها حسب ماكانت تقول اذ انها شخصية متحفظة ومتواضعة ولا تبحث عن الاضواء والمال، حتى ان المسكينة انهت حياتها في فقر شديد.
وانا اقرأ هذه التفاصيل التي حاولت اختصارها تعاطفت كثيرا مع ميلفا الانسانة والباحثة والام والزوجة، ولكنني لمتها في زواجها من اينشتاين لانه كان قد تخلى عن ابنته التي انجباها قبل الزواج، ولا احد يعلم مصيرها والارجح انهما قدماها للتبني، لكن حب وولع ميلفا بانشتاين اعمى عينيها وجعلها تبدو غبية في قرارها رغم انها كانت تفوقه ذكاء بدليل العلامات التي كانت تتحصل عليها عندما كانا يدرسان معا.
ما يؤسف له ان الانسانية ظالمة حتى في الميدان العلمي اذ منعت المحكمة نشر الرسائل التي تعد دليلا قويا على مشاركة ميلفا في ابحاث اينشتاين لاسيما النظرية النسبية اذحاول البعض نشر خطابات ألبرت وميلفا التي كانا يرسلانها إلى ابنيهما، لكن المحكمة منعت ذلك بطلب من المسؤولين عن ميراث أينشتاين، في محاولة للمحافظة على "أسطورة أينشتاين"، كما منعوا منشورات أخرى منها كتاب لكريستيتش العام 1974..
ان المرأة مهما بلغت من النضج الفكري والعقلي الا انها تبقى أما قد تفعل المستحيل من اجل المحافظة على بيتها فقد تتخلى عن المال والمجد والشهرة من اجله ولا اعتقد ان الرجل بامكانه ان يفعل هذا.
ثم ان المراة اذا احبت اعطت بلا حدود والصراحة ان اينشتاين لم يكن اهلا لهذا العطاء وكان انسانا انانيا و زوجا فاشلا وابا مهملا وكم في عالمنا من "ميلفا واينشتاين" ...ميلفا لو كنت مسلمة لترحمت عليك.
بقلم :ندى عبد الرحمن

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9