---------------------- شعر : جلال عابدين
ليس الفتى من قال : " ها أنذا "
إن الفتى من قال : " كان أبى "
وقد اكدت نسوة الحى أنى :
شبيه أبى
فأنفى نبيل .. كما أنفه
وكفى جميل .. كما كفه
وكتفى سبيل .. كما كتفه
سيفى طويل .. كما سيفه
وكم قد أذاعوا ..
بإن الذى فوق رأسى طربوشه
وكان بحق حليف النساء
ويعرف كيف يدق كعوب الفداء
ويزرع صفصافة الحلم فى رئة العاشقين
فأحببته ..
وكم كنت مسخا إذا ما جرؤت وقلدته
إذا ما تراقص مثل الحمام
ورفرف فى برجه كاليمام
وأصبحت ديكا .. كما كان ديكا
يؤذن فجرا وظهرا وعصرا ..
وعند العشاء
يؤذن حين يشاء .. وحيث يشاء
وحين تجئ اليمامات ظمأى
لكى تستر حن على كتفه
وتلقط شهد السنابل من كفه
وصرت كما كان أرجوحة للعذارى
وصرت كتفاحة الحلم ..
تسقط دون اختيار بحجر النساء
إن الفتى من قال : " كان أبى "
وقد اكدت نسوة الحى أنى :
شبيه أبى
فأنفى نبيل .. كما أنفه
وكفى جميل .. كما كفه
وكتفى سبيل .. كما كتفه
سيفى طويل .. كما سيفه
وكم قد أذاعوا ..
بإن الذى فوق رأسى طربوشه
وكان بحق حليف النساء
ويعرف كيف يدق كعوب الفداء
ويزرع صفصافة الحلم فى رئة العاشقين
فأحببته ..
وكم كنت مسخا إذا ما جرؤت وقلدته
إذا ما تراقص مثل الحمام
ورفرف فى برجه كاليمام
وأصبحت ديكا .. كما كان ديكا
يؤذن فجرا وظهرا وعصرا ..
وعند العشاء
يؤذن حين يشاء .. وحيث يشاء
وحين تجئ اليمامات ظمأى
لكى تستر حن على كتفه
وتلقط شهد السنابل من كفه
وصرت كما كان أرجوحة للعذارى
وصرت كتفاحة الحلم ..
تسقط دون اختيار بحجر النساء
*****
ليس الفتى من قال : " ها آنذا "
إن الفتى من قال : : كان أبى "
وكان ابى .. يستبيح حقائبى المدرسية
يحاصرها بالبكاء على زمن ضاع منه ..
بدون اعتناق حروف الكتابة ..
والغوص فى لؤلؤ الأبجدية
فيسكن فيها كتابا قديما ..
تعطر بالحب والشاعرية
وكم راح يرسم فى دفترى
قصورا من الشمس والامنيات البهية
ودون ادعاء ..
يؤلف أبيات شعر ومسألة فى الحساب
ودون الطباشير .
راحت أنامله فوق رمل الطريق
تعد .. وتحصى ..
فأعجب .. كيف أتى بالجواب
وكم كان يعدل فى قسمة الحلم ما بيننا
لى المجد .. والوجد له
لى الشهد .. والصهد له
لى الورد .. والشوك له
ويقسم رغم انهزامى كثيرا ..
بأنى سأصبح يوما نخيلا
وحلما نبيلا
يعلقه فوق سارية العشق فى صدره
ويقسم أنى من نبته
وكنت إذا ما كبوت ..
يردد لى بعض أشعاره العنترية
فأحمل سيف الأمانى ..
وأنشد بعضا من الأغنيات الصبية
وكان يهدهدنى حين اغفو ..
يردد لى فى اقتدار عجيب ..
حكايا الأميرة والسندباد
ويهمس لى قبل نومى ..
بأنى سأصبح يوما اميرا لقومى
وأحكم بالشعر تلك البلاد
ليس الفتى من قال : " ها آنذا "
إن الفتى من قال : : كان أبى "
وكان ابى .. يستبيح حقائبى المدرسية
يحاصرها بالبكاء على زمن ضاع منه ..
بدون اعتناق حروف الكتابة ..
والغوص فى لؤلؤ الأبجدية
فيسكن فيها كتابا قديما ..
تعطر بالحب والشاعرية
وكم راح يرسم فى دفترى
قصورا من الشمس والامنيات البهية
ودون ادعاء ..
يؤلف أبيات شعر ومسألة فى الحساب
ودون الطباشير .
راحت أنامله فوق رمل الطريق
تعد .. وتحصى ..
فأعجب .. كيف أتى بالجواب
وكم كان يعدل فى قسمة الحلم ما بيننا
لى المجد .. والوجد له
لى الشهد .. والصهد له
لى الورد .. والشوك له
ويقسم رغم انهزامى كثيرا ..
بأنى سأصبح يوما نخيلا
وحلما نبيلا
يعلقه فوق سارية العشق فى صدره
ويقسم أنى من نبته
وكنت إذا ما كبوت ..
يردد لى بعض أشعاره العنترية
فأحمل سيف الأمانى ..
وأنشد بعضا من الأغنيات الصبية
وكان يهدهدنى حين اغفو ..
يردد لى فى اقتدار عجيب ..
حكايا الأميرة والسندباد
ويهمس لى قبل نومى ..
بأنى سأصبح يوما اميرا لقومى
وأحكم بالشعر تلك البلاد
*********
ليس الفتى من قال : " ها انذا "
إن الفتى من قال : " كان أبى "
ومن روحه قد وجدت كفوفى
بدون عناء تطول السماء
وها أنذا قد سرقت عصاه ..
وسيفا تململ فى غمده
تخفيت تحت عباءته القرمزية
وبسملت مثل أبى
وحوقلت مثل أبى
وحمحمت مثل أبى
حين كان يدق على بابنا فى العشية
وكم ضحكت نسوة الحى منى ..
حينما قد وقعت ..
وحين تعثرت فى بردتى
وكل البنات بكين على صبوتى
وراحت رجال القبيلة ..
تعجب من غفلتى
فما عاد هذا الزمان زمانى ..
وليس الزمان زمان أبى
وقد أجمعوا أننى مثل مسخ صغير ..
وما كنت أشبه يوما أبى
فما كان انفى .. كما أنفه
ولا كان كفى .. كما كفه
ولا كان كتفى .. كما كتفه
ولا كان سيفى .. كما سيفه
وليس الذى فوق رأسى .. طربوشه
ولا انا ديك لا يحزنون
ولا كنت يوما أجيد الصهيل
كما يزعمون .
ليس الفتى من قال : " ها انذا "
إن الفتى من قال : " كان أبى "
ومن روحه قد وجدت كفوفى
بدون عناء تطول السماء
وها أنذا قد سرقت عصاه ..
وسيفا تململ فى غمده
تخفيت تحت عباءته القرمزية
وبسملت مثل أبى
وحوقلت مثل أبى
وحمحمت مثل أبى
حين كان يدق على بابنا فى العشية
وكم ضحكت نسوة الحى منى ..
حينما قد وقعت ..
وحين تعثرت فى بردتى
وكل البنات بكين على صبوتى
وراحت رجال القبيلة ..
تعجب من غفلتى
فما عاد هذا الزمان زمانى ..
وليس الزمان زمان أبى
وقد أجمعوا أننى مثل مسخ صغير ..
وما كنت أشبه يوما أبى
فما كان انفى .. كما أنفه
ولا كان كفى .. كما كفه
ولا كان كتفى .. كما كتفه
ولا كان سيفى .. كما سيفه
وليس الذى فوق رأسى .. طربوشه
ولا انا ديك لا يحزنون
ولا كنت يوما أجيد الصهيل
كما يزعمون .
( نشرت بمجلة صباح الخير )
0 التعليقات: