مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 15 ديسمبر 2018

ماهي مواصفات فارس أحلامك ؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Najla Mohamed‎‏‏، و‏يبتسم‏‏
بقلم النجلة محمد
ماهي مواصفات فارس أحلامك ؟ سؤال متوقع دائما . و عادة أجيب بلطف : بأني أقلعت عن رسم تلك المواصفات، و لم اعد انتظر إلا حلول الليل كي اغتنم الحلم وأبتعد بخيالي عن واقعي وأحلق كالعصافير. في الحلم كنت أرى نفسي كاتبة فقيرة تُجمّل الفقر وتصفُ معجزة إنجاب الأطفال، وتحفز الأزواج على دخول غرفة الولادة كي يشاهدوا معجزة ولوج بشر صغير للحياة وكتبت دون تردد بأن الركوع إن لأحد غير الله فسيكون للأمهات فقط، شجعت الرومانسية المحلية وعشق البادية وخبز الحطب و الرمل الساخن" مريفيسة" وأن يكون للزوجين مسواك واحد وأن يغمس كلاهما للآخر الخبز بالحليب ويذهبون سويا لجني الفطر" الترفاس" أو الصمغ " العلك" خلال شهر عسل غير مقلد .
نعم، في زاوية ما من سنة ما في فلك الأماني أرى نفسي أنجب نصوصا انتقامية من الخونة الذين يتركون زوجاتهم مع الأطفال الرضع باحثين عن أجساد لم ترهلها الولادة بعد و أقوم بزركشة نصوص عن الأثداء التي أرهقتها الرضاعة والبطون التي تحمل بصمات تمدد الأجنة فيها على مر تسعة أشهر.
هناك في ربوع الخيال أشعر بهواء الحرية يغسل رئتيَّ جيدا وأنا أرقص تحت المطر وحدي،
و عودة إلى فارس الأحلام؛ فارسي إسمه الأمل هرع لي يمتطي حصانا وانتشلني مرات عديدة من فوق أكوام المصائب وانتظرني عند بوابة قطار العائدين من رحلات الإحباط المظلمة في وضح النهار. فارسي هذا دافع عن حقه في الإقامة الدائمة في قلبي أمام مجلس الخيبات البدينة ومحكمة جثث الأحلام المتناثرة ، و قاضي فيضانات الإخفاق التي سبحت فيها دون سترة نجاة .
في أواخر أبريل من سنة من سنوات الضياع،و بعد حادث سقوطي من أعالي الحب بإحدى ضواحي الألم، ووسط جلبة الإنهيار بقلبي قرفص الأمل قربي يمرر أنامله في شعري المتسخ ويمسح غبار الحيرة عني، يحاول إقناعي أن أنهض و أصعد سلم العافية، أمسك يدي ونظرنا معا الى سماء تلبس غيم الذكريات وهمس في أذني: " أعدك أن كرامتك ستخرج من العناية المركزة و أنك ستقفين قريبا أمام المرآة و تضعين أحمر شفاه شفاف وتبتسمين في وجه الإحباط في صباح الخسارة وتخبريه أن المقاومة والعودة إلى نقطة البداية هي الحل.
أتذكر انقلاب بعض الذين ربطتني بهم حبال المشاعر على الوفاء وأتذكر أيضا تعابيرهم المستعارة وكذبهم الذي يفتقر للإتقان، وأتذكر جيدا أن الأمل لم يكن أبدا مثلهم لا أتذكر أنه تأخر عن مرافقتي؛ على متن طائرة الحماس التي حطت بي كثيرا في مطارات الفشل المستحق، لم يساومني أبدا على شيء ولم يضع حقي في التعليم ورغبتي في بناء هذه النفس المنهكة ضمن أي مفاوضات، لم يزعجني بأماني كأن يتمنى أن أكون سمينة و طويلة، مغلفا تلك الأماني السخيفة بغلاف المزح المصطنع .
نعم فارسي يختلف عن كل الذين صادفتهم واقتربت معهم حينها من حافة القفص الأسري وانجاب اطفال يحملون حمض نووي بصفاتهم الثقيلة. ربما دعوات أمي أنقذتني، لقد تبت توبة نصوح عن رسم مواصفات البشر و أنا التي تعرف تقلبات نفسي العصية على التكيف مع مايراد لها، انتظر العافية والستر و أدعو الله التمسك بسراج التوبة وتتبع ظل الأمان في أيام الحزن الحارقة، أريد إيجاد حل عاجل لهذه الفوضى في ضواحي قلبي و ركام الذكريات الذي يبدو أنه يفكر في التحلل و تتسلل إلي حائطي بفضاء الفيس بوك، أتوق الى الخروج من قبيلة المؤمنين بموت الجهل و الانضمام إلى طائفة من أيقنوا بجهلهم وصعدوا زوارق البحث في بحار المعرفة و أخرى يقودها التواضع في جبال الاستكشاف بعيدا عن التطرف واليقين، أحيي شجاعة الذين يصدقون الحب من أول نظرة أو الذي ولد من رحم قبلة دافئة مسروقة، وأحترم الذين تمسكوا بحقيقة أن الحب لا ينمو ويزدهر دون حليب الإهتمام المنعش ولا يستقر دون الإخلاص بحرية تامة، أسعى لأن أكون مواطنة لا ترمي الاوساخ إلا في القمامة وتزرع شجرة عند باب البيت وتقرأ لأطفالها قبل النوم قصص السندباد ولا تنتظر سقوط المعجزات بل تساهم في إخراجها من رحم الواقع
اخيرا وقد نجحت الفوضى في تعليق نفسها على هذا الحائط سأعلق أنا كل ما أريد على كتف الأمل وأنتظر جرعات عزيمة فذة تدفعني خارج رأسي المزدحم وترغمني على زحزحة نفسي من على سرير الكسل كي أرتدي معطف الحذر قبل الخروج إلى العالم وأتمكن من ركل كل الذين يشككون في عقل المرأة وقدرتها على مواجهة الحياة دون جيب عشيق، أما الآن لا يسعني سوى الخلود إلى النوم المجاني وأدعو الله أن أحلم حلم ليست له علاقة بالرياضيات و البيولوجيا.
الصورة تعكس سعادتي وأنا استند على كتف التاريخ في رحلة استكشاف إلى قلب "الركيز" من أراضي الوطن المحررة.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9