مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 29 مارس 2019

فلسطين. الروح لا تنشطر والقمر لا يفقد مساره بينما القلب ينفطر لغيث ينزل من جفون ماسية.

بقلم حكيمة شكروبة



هناك شعور يلازمني يشعرني بالمرارة والألم لشدة ما صارعت من أجل شهادة ميلاد تثبت الهوية والحلم بحياة أكثر هدنة لذلك حلمت بالأمان و رتلتها كالصلاة الأمان...الأمان...الأمان اجل كل شيء يفنى يفنيه هدير البحر فلا يبقى سوى عظيم الأسى أسى الماضي والحاضر وأحلام تغتال بداخلي والحلم بتربة ارضنا تحضن ابناءها ورحيل من يشاركني خريطتي بالقمع وهذا ما يشعرني باختناق كأنني أتنفس برئة واحدة فشوقي لرفح وحيفا وغزة وشتيلة.....والقدس وكل شبر من فلسطين أنحته من الوريد.
ليتني ارتحت من الميتات المتقطعة والأيادي المتداولة على جغرافيتنا فالجراح تنزف في كامل حدودها ما سلبني قوتي وأثقل كاهلي لكن رغم هذه المأساة لن تلين أصعدتي أو تنكسر شوكتي ففتيل شعلة أحلامي لن تنطفئ وصمتي كل هذا الدهر ليس لعجزي بل صمود وتحدي للمجازر التي ترتكب أمام عين العالم وسأكون شاهدة على موت أحبائي فوق هذه الأرض المقدسة وسأبقى أبكيهم من بعد موتهم فجسدي لم يعد يأبه لوحشيتهم او يخشى تدنيسهم فغدرهم تركني احتفظ بالأسود وكم كنت جريئة حينا يأمل فهو السبب الوحيد الذي يجعلني أرغب في العيش لأشهد مصرعهم أو سيشهده من سيأتي من بعدي لأنهم لن يسلبونا حلمنا وسنناضل ليتغير مصيرنا وسنحدث مخططات جديدة لم تكن موجودة من قبل ولن نمضي حياتنا في البكاء بل نقوي أنفسنا ونخطط لأكبر لعبة دموية ولن تنقضي آمالنا قبل معاقبتهم بل سنجعلهم يغادرون أهاليهم دون وداع ومهما تظاهروا بالقوة فهم ضعفاء وسيأتي اليوم الذي ينهارون فيه لأن الطريق لديه فرعان طريق مضيء وطريق مظلم وهم سيختارون المظلم وهذه طبيعتهم لأنه يوجد فراغ مظلم بداخلهم عندها ستظهر ذنوبهم في الظلام فنقاتلهم حتى لن نبقي على أحد منهم وسنعيش لأجل هذا الحلم لأن طموحاتهم موجهة الوجهة الخطأ ومقاييس نجاحاهم وانتصارهم مشوهة وسنمحوا آثار مطامعهم من سجل حياتنا وستشهد تقلبات الأيام على طردهم من ديارنا وطلبهم للموت لأجل الراحة لأنهم لا يملكون شيئا يستعينون به في حياتهم وسيذهب الدهر بجميع قواهم ولن تترك لهم الحياة عينا تنظر ولا أذنا تسمع أو فكرا يعي وسيذهلون حتى يتسرب اليأس إلى أعماقهم ويسيطر على أذهانهم فيصبحون فريسة سهلة فلا يقدرون على تكالب وآلام الحياة فتصرعهم ويسهل أمرهم علينا يامن مقامه فوق الوجود والعدم سنبقى ننتظر حنين النهاية فالحقيقة ستبقى لكن يجب أن نراها أومن سيأتي بعدنا لذلك مهما فعلوا لن نيأس أو ينقصوا ذرة من حبنا لهذا الوطن لأننا عهدناه منذ الأزل وقبل ميلادنا على حبنا وولائنا.
       بقلم /حكيمة شكروبة

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9