مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 11 أبريل 2016

رسالة اسد...

بقلم احمد اسلامة بادي


أمي.. والذي رفع السماء عن اﻻرض..! ماملك قلبي ووجداني غيرك،ولا أحد يميل أكف موازين القرار والتصميم إلاك، فالحبل السري الذي حفظني وأنا في ظلمات بطنك الحاني مازال يربطني -رغما عني-بهذه الدنيا الزائلة، هو من يمدني غذاء اﻹرادة والجلد وأنا في محنتي هذه ، إنها ياأمي الشخصية الصحراوية الفريدة التي أرضعتنيها، وجعلت من حياتي منبتا لها فها أنت تجنين الثمر ناضجا رطبا ، فكرا وسلوكا ، تضحية وإيثارا....أما أنت يا ثاني اﻷنثيات قربا إلى القلب والوجدان ، فأعرف أنك ماتزالين تحملين لي بعض العتب ،لكن ،والله ماأخلفت لك والدتي الوعد،عندما طلبت يدك ذلك اليوم .. تذكرين أن أيام أكديم أيزيك شغلتنا جميعا وصهرت كل الهموم والمشاغل ،لصالح الوطن .. لقد تراتبت ياسيدتي الوعود فجأة فوجدتني ملزما بتأدية وعد وعهد سبق فعذرا إن كان اﻹلتزام ،إخلافا لوعدنا ،لكن عزائي وعزاؤك أن حبنا سيبقى عطرا للتاريخ ، كيف لا وقد امتزج عبقه بالوطن والقضية .
إنني أزفك إلي ،منظما لنفسي إحتفالا يعج فرحا وسعادة ،لتكونين مبررا يقنعني بالبقاء .
اليوم وقد تجاوزنا عتبة الشهر ونحن نخوض معركة اﻷمعاء الخاوية أجدكما معي وبداخلي تشدان قوامي رغم الوهن ، وتشحذان همتي رغم التعب ، فأطاول أسوار سجن المخزن الجبان ، أجادل سجاني البائس، فأراه مجرد قزم مسكون بالهلع والتوجس .!
أعرف أنكما هناك تناضلان كي لا أغيب الى اﻷبد، وأتفهم خوفكما على حياتي ، لكنه أقسى شعور أمر به في معركتي هذه ، لذلك أحاول خداعه بإستحضاركما مستعيرا لكما حالة الرضى عن حالتي .. أتمثلكما تزغردان وأنتما تزفاني إلى الشهادة في سبيل الله والوطن .. أغيب عن الوعي ، وأعود فارسا لا يشق له غبار ، ترتعد من فرط عنفوانه أوصال المخزن المغربي التعيس ، فلاهو مرتاح لرحيلي ، ولاهو شجاع ليناظرني وأنا حيا.
آه يا أماه إن غبت إلى اﻷبد هذه المرة فإنما قصدت الصحب واﻷحبة من الشهيدات والشهداء من أجل هذا الوطن ، نعم الوطن الذي تقدم في العهد والوعد ، حينها لا تلوماني مادمت سأظل معكما هامة من الكبرياء والتضحية ، وإرثا لاينضب من العزة والفخر

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9