![]() |
بقلم حمدي حمودي |
في هذه الأيام , تنقسم الأفكار إلى أقسام ,وتنقسم الأقسام حسب الأقساط ,كل قسط له نصيب لا بد من دفعه , والى الأمام باستمرار وإلا ولّى كل شيء إلى الخلف ,إن حركة الحياة الحقيقية إلى صعود دائما و لا تنحدر الا الى القبر أو الموت ...
إن الدخان ولهب النار يصعد دوما الى أعلى , بينما البرودة الجليدية تتكسر و تذوب تحت الاقدام,,,,
إن فكرة التسلق و صعود الجبال هي صرخة الهمة و العزم , ولذلك كان يؤمر المجاهد أو المصارع برفع الرأس الى اعلى عن الصغائر و الرؤية الى الهدف أو الطريق الصحيح الرئيس بدل السبل الجانبية ...
و هكذا تتباين الشعوب في القمم و تختلف القيادات في طول النفس , ففي حين يتساقط الكثيرون في أبسط نتوء في الأرض وعلى الربوة القصيرة و على الهضبة يصل آخرون بسرعة الى القمم الشماء...
و كثيرا من الهزائم تمت بسبب شهوة الطمع والغنائم الآنية و الإلتهاء عن المعركة الكبرى...
و يبقى على الذي في الأمام أو القمة إيصال الجميع الى نفس الرؤية البعيدة ,فما هي فائدة وصوله وحيدا في حين يبقى الآخرون؟
لذلك يكون عليه حمل تمهيد الطريق والجر وحتى الهبوط لأسفل دائما لدفع الآخرين الى النجاح ,وسيلجأ الى التواضع لحثهم ولتفهيمهم سبل الصعود و طرق و تكتيكات العلو و القفز و الصبر.
ان الأطر التي لا تستطيع ان ترفع القاعدة الشعبية إلى مستواها ستنفصل تلقائيا عنها , او تتهاوى اليها , وبالتالي سنرجع الى التسلط والتكبر ,أو الى فقدان روح النموذج والمثالية , ونبقى بلا رأس و لا ربان ولا فكر أو رأس كبيرة لا يمكن للجسد حملها...
علينا جميعا أن نعي كإطارات ان علينا أن ندفع جميعا بالقاطرة الى الأمام , ونتواضع من خلال التخلي عن الجلوس والانتظار وننطلق الى العمل كلنا وكل بما يستطيع وان يقدم نفسه للوطن ويبادر ونرجع كما كنا مجاهدين متطوعين ورجال خلقوا للصعود إلى القمم و ليس الجلوس وقضم الأظافر.
إن السبيل إلى ذلك ليس بالنقد رغم أهمية ذلك و ضرورته لتقييم الذات , بل بتقديم البدائل الملموسة من خلال العمل وكل يبدأ بنفسه و يطرح السؤال عليها ماذا قدمت انا أمس واليوم وما الذي أستطيع أن أعين به شعبي بل نفسي في رحلة كسر القيود و تحقيق النصر , ونحن نقول "قطرة قطرة اسيل الواد" فكل يستطيع فعل شيء مفيد...
أن ابطال انتفاضة المناطق المحتلة والهبة التي قام بها جيش التحرير الشعبي الصحراوي في كسر شوكة العدو لحوافز قوية في تحقيق روح التحدي روح الكركرات في كل مؤسسة بل وفي كل نفس صحراوية وأن يكون السؤال و الحديث و التساؤل ماذا قدمنا نحن في ما يوازي ابناءنا الذين يقدمون اغلى ما يملكون انفسهم بكل فخر و شهامة على اكفهم...
0 التعليقات: