مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 24 يونيو 2016

أنا بريطانيا و لست فرنسيا و لا المانيا .... !!!


  
  يختار الإنسان البريطاني المبادئ و الروح على الحلم في تكتل اقتصاد أوروبي سعى اليه دون ان يجد في قدحه سوى المصالح و التكتيكات الفرنسية و جاراتها و المصالح الألمانية  و تابعاتها , اختار الإنسان البريطاني إن يبقى بريطانيا , و أن لا يصير إسبانيا أو رومانيا أو حتى إيطاليا , اختيار اختيار الله في تنوع البشر و اختلاف شخصياتهم و ميولهم و أفقهم و بكل ديمقراطية و حرية اختيار اختيار المواطن الذي يسكن فوق تلك الجزر الصغيرة التي ظلت لعقود تسيطر على العالم , و أثبت أهمية  كما في الاستفتاء السابق في انضمام أسكوتلندا إلى بريطانيا أو انفصالها ذلك  المبدأ المقدس  مبدأ  "تقرير المصير" أو "الاختيار الحر" , و إعطاء الكلمة الأخيرة لمالك الأرض الحقيقي "المواطن" فليست السلطة في النهاية إلا أشخاص موكول لهم تسيير البلاد لا امتلاك رقاب العباد.
       و في اتصال بقضيتنا و في جو الحرية و ريحها الذي هب من بريطانيا و تقرير المصير المكرر مرتين , يؤكد فشل الرهانات المغربية و من ورائها طبعا الفرنسية  في تقويض ذلك المبدأ العالمي
و الإرث الإنساني العميق و سيفكك القيود و الالتزامات الأوروبية من يد بريطانيا حتى يمكنها من قول الكلمة الفعالة و الكاملة في مجلس الامن في حق "تقرير المصير".
      إن خرجت بريطانيا من التكتل الاقتصادي و السياسي من أوروبا لن يخرجها من الخريطة الأوروبية , فبريطانيا هي أوروبا و بريطانيا هي الولايات المتحدة الأمريكية و هي كندا و أستراليا و جنوب أفريقيا و هي البوابة الأوروبية على آسيا المتعاظمة ماض و حاضر.
      ان الانسان البريطاني يجمع في قبضته الكثير من الخيوط خيوط تمتد حتى  عبر الماضي و سيكون لها الفرصة في الإبقاء على المصالح البريطانية  ثنائية مما يمكن اقتصادها من كثير من المرونة و عدم تحمل عبء شرق أوروبا النامي والصراع على قيادة كتلة جسدية غير متنافسة الحركة و غير متناغمة الروح ...
      إن الدعاية المغربية في الأيام السابقة كانت تروج إن خروج بريطانيا من الاتحاد سيفتح المجال لها في تمرير السياسات الاستعمارية على الاتحاد الأوروبي من خلال فرنسا و إسبانيا التي لا تزال تستفيد من الريع الاستعماري غير ان الأمر في مجلس الأمن سيقوض تلك المحاولات من خلال الزام أوروبا باحترام القانون الدولي خاصة اذا وضعنا في الاعتبار ان بريطانيا ستكون لها الحرية الكاملة  دون الضغوط تحت قبة الاتحاد و ستعود إلى سابق عهدها في الالتحام مع الولايات المتحدة الأمريكية من جديد..
       كما أن خروج دولة بوزن بريطانيا سيضعف كثيرا الاتحاد الأوروبي و بالتالي الغطرسة الفرنسية التي سيقع عليها المزيد من الحمل الاقتصادي و الالتزامات المالية التي لن تتحملها و بالتالي لن تقف في مواجهة في مجلس الأمن كما السابق و لن تظل تدافع عن المغرب بتلك القوة  في اطار تكتل الاتحاد الأوروبي الذي ستكون هذه اللبنة التي سحبت من جداره سببا للانهيار له  شيئا فشيئا او تكتله بطرق أخرى ....
بقلم حمدي حمودي

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9