محمد كان يمثل الامل ، كان و رغم طول المسيرة و تعرجات الطريق ربانا ماهرا يقود سفينة الخلاص التي و ان اختلفنا و تباينت وجهات النظر و درجات الارتياح من عدمه في مطبات طريقها و في تقديرات وجوب الاسراع او البطء في تجاوز ما يعترضها من امواج و عواصف ، الا اننا كنا جميعا مرتاحين و مطمئنين لحكمة و حنكة و خبرة الربان . كنا جميع مسلمين لرجل الاجماع و لبطل المعارك الصبور ، البسيط ، الرفيق بنا، الحكيم .
مع مر الايام اصبح الرجل جزءا منا ، من كفاحنا، بل من املنا بفعله و عبقريته . كنا نراه مختلفا عن جل من هم حوله ، كنا نلوم عليه احيانا تسامحه لا غلظته ، نلوم رفقه لا شدته ، نلوم حلمه و عفوه لا حقده او غضبه . لم نكن في واقع الحال نلومه هو بقدر ما كنا نلوم الظروف و الواقع .
لم اعرف محمد الانسان الا من خلال معرفتي بمحمد القائد ، ترعرت و جيلي و اجيال بعده على على سماع صوته من خلال تدخلاته ، خطاباته و متابعة انجازاته . طبعت الصورة في مخيلة الطفولة في قصص البطولات و الملاحم و بناء الدولة و قيادة مسيرة التحرير بنجاجاتها و اخفاقاتها ، بالامها و معاناتها ، لتكتمل عبر توالي الايام و السنين واضحة جلية عن عبقرية سياسية و عسكرية كرست حياتها للقضية ، ثابرت و كابدت و اعطت و بقت وفية للعهد حتى اخر رمق .
محمد القائد هو جوهرة اخرى تزين عقد الشهادة الذي يوشح به الشعب الصحراوي صدره و لن يكون الاخير ،
رحل القائد و من سبقوه و هم على يقين اننا سنسير على دربهم، رحلوا و نحن قوة بعد ضعف ، و دولة بعد عدم ، و شعب بعد شتات .
رحلوا و نحن لم نصل المبتغى بعد ، فلنكمل المسيرة و لنواصل الكفاح و لنفيئ بالعهد .
رحلوا و هم يوصون بارجاع اللاجيئات و صون الامانة و خلق عناصر القوة بالوحدة ثم الوحدة
الامتحان صعب و لكن ارادة الشعب اكبر و اقوى .
حزننا شارة عرفان و تبجيل و تقدير لا علامة ياس او هزيمة او استسلام ، فليستمر الكفاح و لتتوالى اعراس الشهادة حتى تحقيق النصر الاكيد بحول الله تعالى .
رحم الله القائد و الاب المجاهد محمد عبد العزيز و جميع شهداء و شهيدات القضية و انا لله و انا اليه راجعون .
منقول عن المستقبل الصحراوي
بقلم : ابالحبيب
0 التعليقات: