مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 18 يونيو 2016

اعتكاف الشعر (قصيدة)

قُلْ لِلضُّحى أَضحى كَقلبٍ حَافِ

أَينَ الضِّياءُ يُنيرُ صبحَ الغَافي؟



أينَ البَلابلُ كَي تُثيرَ خَمائلِي

وَتُعيدَ لِلبَوح ِ الجَميل ِ قَوَافي؟



نادَيتُ لِلعُشَّاقِ: هل مِن عَارفٍ

مِن أينَ يُخمَدُ جَمْرُ شوقِ أَثافي؟


فارْتدَّ مِن صَوتي صَدًى، وَأَجابَني

- بِلطافةٍ - هَمسُ الحَياءِ الخَافي:



مَرساكِ – يَا أَبياتُ - في أَنهارهِ

لِتُعيدَ مَجرًى بَعْدَ طُولِ مَنافٍ



فِرِّي إلَيهِ فَليسَ ثمَّةَ مَلجأٌ

إلاَّهُ.. نعْمَ المُلْتَجَا وَالكافي



ربَّاهُ، قدْ حجَّتْ إليكَ قَصائدي

وسَعَتْ إليكَ بمَنْسكٍ وطَوافِ



قدْ أَحْرمَتْ عِندَ الفُؤادِ وبَوحُها:

لَبَّيكَ مَولايَ الكَبيرَ الشَّافي



لبَّيكَ.. أَشعارٌ إلَيكَ أزُفُّها

زفَّ العَروسِ بثَوبِ حَفلِ زَفافِ



صلَّتْ لكَ الأَقمارُ في دَيجُورِها

صَلَّتْ لكَ الواحاتُ وسْطَ فَيافي



صلَّتْ لكَ الحِيتَانُ في أَعماقِها

بالذِّكرِ تَغلبُ مَوجَها المُتَجافي



صلَّتْ لك الأَقواسُ تلمَعُ في الضُّحى

أَلوانُهَا.. تَذكارُ حُبٍّ دَافي



صلَّى لك الطَّيرُ الشَّريدُ بصَوتهِ

يَشدُو بفَجر ٍ سُورة َ الإِيلافِ



ذكَرتْكَ أَغصانٌ وَأَوراقٌ بها

صلَّتْ لكَ الأَثمارُ حِينَ قِطافِ



ذَكَرتكَ أَمطارٌ بجَوفِ سَحابةٍ

ورُعودُها تَهليلُ نَجم ٍ طافِ



ذكَرتْكَ أَسحارٌ تُخالِطُ فَجرَنا

وأَذانُهُ ضَوءُ الشُّروقِ الصَّافي



ذكَرَتكَ آسادُ الوَغَى في غَابةٍ

مَن ليَّنَ الأسدَ الهصُورَ الجافي؟!



ذكَرتْكَ جَوهرة ٌ تُزيِّنُ خاتَماً

وعُبَيْدُكَ المختومُ عَنكَ لَغافٍ



ربُّ الحُسينِ وربُّ فاطمةَ التي

هيَ روضة ٌسُقِيَتْ بماءِ عفافِ



هوَ ربُّ حَفصةَ، ربُّ عائشةَ النُّهَى

قَمرانِ للمُختارِ من أَشرافِ



هُوَ ربُّ أحمدَ.. يا مشاتِلُ أزْهِري

بروائح ٍ لتعطِّري أَريافِي



أَوَغيرُ خالِقنا يُنفِّسُ كَربَنا؟

لا والَّذي جعَلَ الدُّعاءَ هُتافِي



لا القَبْرُ يُنجدُنا ولا المَوتى ولا

عظمٌ تحلَّلَ تحتَ ترْبِ سِجَافِ



من أمَّنَ المَفزوعَ مُوسَى إذ غَدا

طِفلاً رَضيعاً في عُبابٍ طافِ



مَن قالَ للنِّيرانِ كُوني رحمةً

إيَّاكِ أن تؤذِي الخَليلَ الوافي



وتحوَّلي بَرداً، سلاماً، إنَّهُ

ضيفُ الوَدودِ، فأَكرِمي أَضْيافِي



ومَنِ الذي كشَفَ الهُمومَ وغُمَّة ً

نزلَتْ بيُونُسَ في ظَلامٍ سافي؟



في جَوفِ حُوتٍ يَستَغِيثُ مُسبِّحاً

يدعُو المُغيثَ بِخاطِرٍ رجَّافِ



فأجابَ ربُّ البَحرِ صوتَ ندائِهِ

وقضى عَليهِ بأَحكَمِ الأَلطافِ



أنجَاهُ لِلْبرِّ القريبِ برحْمةٍ

وكساهُ يَقطيناً كثوبٍ ضافِ

مَعْبُودُ مَن فِي الأَرْضِ فِي تِلْكَ السَّما

وبما حواهُ الكونُ من أطيافِ


مَعبودُها حقًّا بلا ريبٍ ولا

شكٍّ يُخالطُ مهجَتي وشِغافِي


خَشعَتْ لهُ كلُّ البرايا خِيفةً

ومحبَّةً، برَجائها المُتضافي



فلَه الكمالُ مِنَ الصِّفاتِ جَمِيعِها

أكرِمْ بذِي الأَسماءِ والأوصافِ



كمْ صامَ في التَّحنانِ ريقُ قصائدي

واليومَ يُفطِرُ بعدَ طولِ جَفافِ



إنَّ اعتكافَ الشِّعرِ في ملكوتهِ

مثلُ اعتكافِ الدرِّ في الأصدافِ

الشاعر الليبي:

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9