مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 1 مايو 2017

ذهـب الذين نحبهم

بقلم/ الكاتبة  :حكيمة شكروبة

ذهب الذين نحبهم ...ذهبوا ...لم تبقى سوى ذكراهم تعبق أوراق دفاترنا المهجورة من ظلالهم...وريحهم العابر لشوارع مدينتنا .
  ذهب الذين نحبهم ذهبوا...        
تنافرت قلوبنا ولم نعد أحبة تفرق شملنا وصار شتات...من يدلني على شمل بقى ملتئما بعد هبوب رياح العاصفة من يدلني؟...تسربت أحلامنا عبر شقوق النوافذ مغادرة إلى الأبد.
من يذكر كيف كان شملنا في شهر يناير مجتمع حول الفرح ملتئما، وضحكاتنا تعانق عنان السماء، وحين يأتي أغسطس يجدنا مجتمعين في الحديقة نتسامر متأملين في أشجار التين والكرم.
 ذهب حلم الطفولة في مهب الريح بعدما اغتالته سهام الخيانة والغدر، ولم تبقى سوى أسمائهم عالقة بذاكرة النسيان تتأرجح.                          
                       ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
في غيابهم انتكست ألوان قوس قزح، وحلت تذكرة أيلول مهلهلة، ولم يبقى من حبنا سوى ستائر بالية، ووشاحا ممزق.
 ذهب الذين نحبهم ذهبوا...                      
تركوا أماكنهم شاغرة ، وذكرياتهم بالدموع مبللة ، والقلوب كسيحة متمزقة من طعنات الظهر الغادر.
                      ذهب الذين نحبهم ذهبوا...
أحن لشهر أدار كما يحن الزهر للغصن، والثرى للغيث ماداما حلمنا يتدرب على وقع سقوط أخر أوراقهم الملغمة، وآخر مناورة تزف أسمائهم المنتحلة لمسميات زائفة، وحين يحل يناير يجد ذكراهم عارية من بقايا حكايتهم المدججة بالكذب...لا زهر ولا عطر بعد وداع حب السنيين، و الحلم بملامسة خيط الفجر وعناق الشمس بعد الرحيل.
                      ذهب الذين نحبهم ذهبوا...           
غابت ريحهم واختفت أحلامهم يوم سبتهم، وأنطفئ الضوء في ليلتهم ،وتركوا عبق الأسى ينسكب من جفون كانت لهم يوما موطن ...ذهبت ريحهم ومعها ذهبوا ...أيامهم كانت لي في الحلم بلسم، وبالعين التي ترى نور الوضوح علقما، إذ كان زمانهم بشرفات منزلنا معبرا أضحى الزمان للشرفات موكبا، وعاما مضى على عين كانت تبصر النور، ولم ترى أن البصائر بالجفون كوكب، ورأت ما لم يروا بعيننا كانت لهم دفء وموقد ...وبعدها جاءت ليالي سحاب غيثها يهطل ثلجا وبردا، واهتزت الجفون وارتعشت لنزول دمع كان لأحزانها معبرا.            
ذهب الذين نحبهم ذهبوا...



موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9