![]() |
الدكتور نبيل الجزائري |
سيناريو انقلاب نزّار و جماعته سبق الذي خطّط له السيسي و عصابته بأكثر من أربع و عشرين سنة . و لقد تبعته حرب أهلية أزهقت ارواحا يفوق عددها بعشرات المرات ممّا كان في مصر .
لا اظنّ أن الجيش الجزائري اليوم سيقع في فخّ مواجهة الشعب الذي هو منه و له مرّة أخرى ، فقيادته اليوم عروبية وطنية ، و باستثناء قائد الأركان فمعظم الألوية و العمداء من جيل الاستقلال و من العائلات الشعبية البسيطة .
تعيين اللواء الشاب قايدي محمد مديرا للمخابرات خلفا لطرطاق رسالة واضحة و هامة من الجيش إلى أعداء الجزائر و المتربّصين بها ، خصوصا مع تحرّكات ميايشيات حفتر نحو حدودنا الشرقية ، و ظهور مناورات لأوساط مشبوهة في وسط الحراك الشعبي تغذّي الجهوية و الخلافات الأيديولوجية ، و ترفع بعض الطابوهات إلى السطح بوقاحة مقصودة .
الجيش الجزائري يملك معطيات كثيرة بالغة الأهمية و الخطورة لا يملكها الشعب ، فهو حكم البلد لسبع و خمسين سنة ، و هو الذي يعيّن الرؤساء و ينهي مهامهم حتّى الآن . بيان الجيش الأخير الذي قرأه قائد الأركان يحمل رسائل مهمّة و جدّية قد تغيّر منظومة الحكم في بلادنا و ينهي وصاية الجيش على المؤسّسات المدنية التي تصبح تحت السيادة المباشرة للشعب .
يبقى أن نفهم أن الجيش ، بحكم ارتدادات عملية الانتقال الديمقراطي لنظام الحكم على الجانب الأمني و وحدة البلاد نظرا لترسّبات سياسية و ثقافية و حتّى تاريخية طيلة قرابة ستّة عقود ، و تخوّف بعض الانظمة من تحوّل الجزائر إلى بلد ديمقراطي قوى ، ينبغي أن يكون قويّا و متماسكا و موحّدا لمرافقة هذا الحراك خطوة بخطوة ، بكل حذر و مسؤولية حتّى تستقرّ المؤسّسات المدنية بما يختاره الشعب .
حراكنا أزعج كثيرا من الدول المجاورة و المعادية ، و ينبغي أن يستمر بكل سلمية و إخاء بيننا ، و لنترك خلافاتنا جانبا يحكم فيها بيننا الصندوق بكل شفافية و قبول لنبنيَ سويّا دولة مدنية نوفمبرية يكون فيها القانون هو الفاصل و ليس التليفون .
الجيش الشعب خاوة خاوة
0 التعليقات: