مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 24 أغسطس 2015

عفوا ،الشهداء لايموتون،

Ali Salem Tamek
بقلم /اعلي سالم التامك

ما أعظم أن يستشهد الانسان من أجل قضية يعتقدها ،ويؤمن بها،وأكثر من ذلك أن يختار إراديا وبشكل طوعي مخيمات اللاجئين الصحراويين ،وما يرمز له هذا المكان بالنسبة للمخيال الجمعي للصحراويين، من استماتة وصمود أسطوري يجسد الجوهر للوجود الصحراوي والارتباط الذاتي والعاطفي والموضوعي به، ويحيل بذلك على منظومة من القيم وفي صدارتها قيمة الوفاء، والاخلاص بشكل عقائدي للقضية ،وللمشروع الوطني الذي يؤسس للكبرياء الصحراوي .
ذاك ماعنته بالضبط وبدون شك، الرفيقة والرمز الفنانة العظيمة الشهيدة ،مريم منت الحسان ،لأنه كان بامكانها البقاء في الخارج وهي تصارع الموت ، وقد يقول قائل بأن الموت يفاجئ و يأتي على حين غرة أو يمكن أن تفرضه ظروف صحية قاهرة وموت الانسان في مكان ما لايختاره هو بنفسه، بل تحدده ظروف قاهرة تتجاوز إرادة البشر،وهذا طرح يحمل أسباب الوجاهة و الموضوعية ،ولكن مريم الاستثناء أرادت عن قصد أن تعيش لحظاتها الاخيرة جسديا ،في المكان الذي يختزن كل معاني الانتماء والارتباط بالمشروع التحرري الصحراوي .
مريم بتصميم منها ،أختارت أن تضفي على استشهادها الارادي ،كل هذه الخصوصية والرمزية المكثفة ،لتعزز مسارها النضالي والوطني الغني بهذه الاضافة النوعية والفريدة ،وهو مسلك إستثنائي لايسلكها الا العظماء من البشر ،الذين يدركون المعنى الفلسفي والحقيقي للموت ،الذي لايعني مطلقا الموت البيولوجي ،بل الموت هو موت الفكر والضمير والمبادئ والعواطف والاخلاق وكل القيم والمثل التي ترمز للانسان ،بمعنى أدق كون الخلود ليس بمعناه التقليداني والمنحصر في البعد البيولوجي ،بل خلود الانسان كفكر ومشروع ومسار وغير ذلك .
بالتأكيد ماتركته رفيقتنا مريم منت الحسان التي لم ولن تمت ،لأن الشهداء لايموتون كما يقال ،من انتاج فني وانساني غزير ينتمي الى صنف الغناء الملتزم ،هو
ما يجعلها حاضرة بيننا ،تخترق افئدتنا ودواخلناوفكرنا عبر كل مسامات الجسد بدون استئذان ،عنوان كبير ومشع للترافع والوفاء حتى الثمالة لانتزاع الاعتراف بوجودنا تحت الشمس.
أعزي كل أبناء شعبنا العظيم في فقدان مريم منت الحسان ،وتحية التبجيل والتقديس لشهيدات الأغنية الصحراوية من أمثال : سغرا خطري والخالدة وتفرح والسالكة منت بدا وفرحانة... ،ونفس التحية والتي لاحدود لها من الاعتبار والصمود لأعلام كبيرة تمثل الوجه المشرق للكلمة والفن الصحراوي الملتزم ،أم أرقية عبدالله،أم دليلة منت الحزام ولد حنود ،سالمة منت سعيد المعروفة بشويطة ،وفتاتة ،وبيطورة منت مولاي أحمد واحديدهم أعبيد لقطاب وتيتة لعبيد وفاطمتو منت عالي والكيطنة منت أحمدسالم وخبوزة منت محمدلمين عينا والدكجة والعشرات من الفنانات القديرات ......
ومزيدا من العطاء وتكريس قيمة الوفاء - تأصيلا للبعد الأخلاقي للثورة- للمساهمين في بناء وصناعة هذه التجربة الكفاحية الوطنية .
كلنا مريم منت الحسان ،كلنا شهداء شعبنا العظيم.
مرة أخرى أقول لمن يعتقد بأن الشهداء يموتون أقول له عفوا الشهداء لايموتون.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9