![]() |
بقلم : رشيد دحمون |
من
كثرة ما سمع عنها من أخبار صار يتوهمها
قصرا خرافيا ينافس ناطحات "نيويوك"
شموخا،
و مطار "اسطمبول"
فخامة،
و صحراء العرب شساعة...
و
ها هو ذا اليوم يدخلها زائرا، هذه الزيارة
التي كسرت أوهام تصوراته المزورة و كشفت
له حقيقتها التي هي -في
حد ذاتها-
تبحث
عن حقيقتها!
ما
إن وطأت أقدامه في حرمها حتى نظر إلي و
قال:
أأتيت
بي إلى مدرسة عليا أم إلى "برج
الأبطال"؟
التفتت إليه ضاحكا و قلت:
المهم
أنها ليست برجا "للبطالين"
مثل
جامعتكم و أخواتها...
رد
علي متهكما بسؤال هو وحده من يعرف إجابته:
هناك
فرق وحيد -لا
ثاني له-
بين
"بوزريعتكم"
و
"برج
الأبطال"...
أتعلم
ما هو؟ قلت متعجبا:
و
أنى لي أن أعرفه!
فضيوف
"بوزريعة"
قد
صاروا أدرى بأسرارها!
فأجاب
مبتسما:
"برج
الأبطال"
فيه
"سميرة
زيتوني"
واحدة
فقط,
أما
مدرستكم فأغلب طلبتها هن "سميرات"...
حتى
أني حين دخلتها ظننت أني أدخل إقامة للبنات
لا مدرسة أساتذة.
اكتفيت
بالرد على سؤاله بابتسامة عريضة، ليردف
قائلا:
أتعلم...؟
هناك صنف من الطالبات عندكم و الله لئن
مهنة التعليم تناسبهن جدا...
التفتت
إليه و قلت في عجب:
أي
صنف هذا؟ و كيف أيقنت أن مهنة التعليم
تناسبهن؟ قرب فاه من أذني و قال ضاحكا:
فتيات
يطلين وجوههن بشتى ألوان "الماكياج"
حتى
أنك لا تكاد تفرق بينهن و بين "البهلوانين"
و
"المهرجين"...
و
هكذا سيجعلن التلاميذ يتفاعلون معهن ظنا
منهم أنهن "مهرجات"
لا
"معلمات"...
ما
أكمل حديثه حتى انفجرت ضاحكا و أنا أردد:
بالله
عليك كفى ملاحظات، و إلا سيعرف أعوان
الأمن -المنتشرون
كالمخبرين السريين-
أنك
دخيل هنا، و يلقون القبض عليك متلبسا
ليقودوك إلى "الشيخ
الخشخاش",
فمدرستنا
لا أحد فيها يطبق القانون إلا أعوان الأمن,
رغم
أنهم لا يعرفون شيئا عن القانون.
0 التعليقات: