![]() |
الاستاذ نبيل الجزائري |
الفسخ و المسخ و النسخ .. أو هكذا قالها مولود قاسم يوما رحمه الله عن الغرب في موضوع صراع الحضارات ..
العجيب في عالم الأخلاق و القيم أنه أصبح لعبة في أيدي من يصنعون القانون الدولي و السياسة المصرفية العالمية ، لقد أصبحت منظومتنا الأخلاقية و الثقافية و القيمية بندا عاما من بنود الاتفاقيات الدولية الملزمة .
المشكل أن هذه الاتفاقيات لها اتجاه واحد و هدف وحيد ، و هو ببساطة الذوبان في ظاهرة عولمة الثقافة القائمة على الإباحية و النخر و الانسلاخ من المنجزات الحضارية لكل بلد ، حتى الصين لم تعد حصينة من توابعها.
و لعل الأسلوب الفج و المتعسف الذي اعتمدته هذه الليبرالية الغربية المنحلة أزعجت الفاتيكان عندهم ، و هو يقوم على أساس تشويه الصورة النموذجية للأم و المدرسة و العالم كما ذكر ذلك المهدي المنجرة - رحمه الله - الخبير في الدراسات المستقبلية. فحين تغيب المرجعيات التربوية و الفكرية و الدينية تُهدر القيم و تُداس و تُهدم الأخلاق بعد أن تُخلخل بشوائب شذوذ مرضى النفوس و أصحاب الشهوات و عباد الغرائز .
إن التفاعل و التناسق بين أفراد المجتمع ضروريان و متكاملان ، فإذا انتشرت الجرأة في الانحطاط الخلقي بينهم انهارت المؤسسات و على رأسها الاسرة ، و تجاوزت المفاهيم الحضارية الموروثة ، و تحول بلد الحكمة الى بلد الرقص و الغُنا و التفاهة ، تجعل من الهر يحكي لنا عن صولة الاسد دون ندم في قرارة النفس . صراحةً .. هذا ما يبتغيه الغرب من كل الأقمار التي تدور حوله بمكر و خداع يضج منهما العاقل الراشد ، سعيا منهم لتجاوز قرون من عمر الحضارات الانسانية و بدون مقابل .
0 التعليقات: