مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 7 مارس 2016

بمناسبة عيد المرأة : التدوينة 1


صورة صفحة ‏الشيخ سيدي عبد الله‏ الشخصية
بقلم د.الشيخ سيدي عبد الله

كان بعض الشناقطة يركز في غزله على البعد الأدبي للمرأة، فعلى غير ما هو معروف في بنية غرض الغزل، كانوا ينصرفون إلى مدح الملكة الأدبية للمتغزل بها، ويعتبرون ذلك ميزة، وجمالا، لا يقل شأنا عن الجمال الجسدي والحسي، يقول الشاعر محمد ولد الطلبة اليعقوبي، واصفا نساء من أهله عند منهل (آحميم) شمالي (تيجيريت) :
عهدت بها بيضا أوانس خردا == كواعب عن ريب الزمان غوافلا
ويؤنسهن اللهو والشعر والصبى == وينفرن عن ريب المريب جوافلا
ويقول على لسان زوجته من قصيدة حوارية، غزلية :
ما له قد منحته الود مني == لم يزرني فليته اليوم زارا
ليته زارنا لنقضي بعض اللـــ == ـلــهو يوما وننشد الأشعارا
أما الشاعر محمذن بن ببكر بن احجاب الديماني (1303 هـ - 1885 م) فيعترف في نص غزلي رقيق، أن اهتمام محبوبته بالشعر واللغة، زاده كلفا بالقريض، ويروى أن المتغزل بها، صححت له بيتا أو لحّنته، يقول :
يقول القوم دع قرْضَ القريضِ == وحبَّ الظبي ذي الطرف الغضيضِ
وتقطيعَ المفاوز كلَّ يومٍ == بشَوْشاءٍ مذَكَّرةٍ نَهوض
إلى بيضاءَ آنسةٍ عروبٍ == ترى منها التبّسمَ كالوميض
إلى بيضاءَ آنسةٍ رداحٍ == خؤونِ العهدِ مِخلافٍ نقوض
لقد زاد القريضَ إليَّ حبّاً == مبالاةُ المليحة بالقريض
ومعرفةُ النسيب وما سواه == وتمييز الصحيح من المريض
وما قد كان معتلاً ضروبًا == وما قد كان معتَّل العروض
أعمّر ما أعمّر، مَنْ يَلُمْني == على بنت البراء يكُنْ بغيضي
ومَنْ يطلبْ صدودي عن هواها == تهاوى من علاه إلى الحضيض

ويركز الشيخ محمد حامد بن ألا (ت 1378هـ -1958م) في رثائه لزوجته الأولى (أم الحسين بنت أحمد) على ثقافتها الأدبية، التي لا تقل في نظره عن بقية خصالها، الخلقية والجسدية، يقول :
وفي الفؤاد جروح من تبسمها == ومن دعابتها للخل والجار
ومن فخامتها في عين ناظرها == ومن قبول محيا غير مكشار
ومن حديث كمرجان تقطعه == دأبا بآي و أمثال و أشعار

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9