مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

أَلِّ أَحْسَبْ وَحْدُ إِشِيطْلُ


obrero
 بقلم : محمد فاضل محمد اسماعيلobrero




















           تتعالى هذه الأيام بعض الأصوات التي تعطي صورة سوداء عن المؤتمر الشعبي العام الرابع عشر و تنعته بالفشل معللة ذلك بأنه انتخب نفس الوجوه، جاعلة من المؤتمر محطة إنتخاب للقيادة  فقط و إلا، تبعا لاهتماماتها الخاصة، مختزلة القيادة المؤهملة في نفسها و من تراه مؤهلا لذلك، دون اعتبار لسواها و غير آبهة ببقية المقررات، و هي إماءات تنم عن ما يتصف به أصحابها من نظرة ضيقة للقضية، و لو أنهم تجرأوا   على استعراض العملية الإنتخابية لأنجلى الضباب، غير انهم اكتفوأ بتكرار عبارة نفس الوجوه، علما بأنهم ليسوأ ببعيدين عن المؤتمر، فحتى و ان حابيناهم في توصيفاتهم، يحق لنا دائما ان نطرح عدة اسئلة لعلنا نستجيب لمتطلبات المنطق الذي يقفز عليه بعضنا لحاجة في يعقوب :
  في مصلحة من تغيير الوجوه و لماذا؟ و من أجبر المؤتمرين على إنتخاب تلك الوجوه؟..و ان كنا نبحث عن المصلحة الوطنية  دون اعارة اهتمام للاشخاص، ألا تكون المصلحة في قرار اغلبية المؤتمرين؟، و ما العيب في رأي الاغلبية؟، الا  يوحي المبدأ الديمقراطي بالامتثال لقرار الأغلبية؟، هل الإنتخابات كانت حرة و نزيهة و شفافة؟،من منع أصحاب هذه الأصوات من الإحتجاج و الطعن في شرعية الإنتخابات ان كانت لا تعجبهم؟، و ان كانت قد صارت كما يجب، من ذا الذي في مصلحته تغطية الشمس بالغربال؟، و من الذي يروق له رسم صورة قاتمة  عن كل ما يتعلق بقضيتنا؟. و هل من المعقول ان نركب موجة لا ندري في مصلحة من تصب؟ حتى و لو ركبها العدو معنا. و بماذا تفيدنا تلك الأحاديث بعد اختتام المؤتمر و صدور النتائج و التوجه الى تنفيذ المقررات؟.
  لقد انتهى المؤتمر  و مهما حصل من تشويش بغض النظر عن هويته لن يكون الا ما اقره المؤتمر، فلنتعاون على تطبيق المقررات التي هي أهم من القيادة في حد ذاتها، و  بصفتنا وطنيين يهمنا الوطن اكثر من السلطة، اما ان يبقى بعضنا يدور في حلقة مفرغة من الشتائم التي لا طائل من ورائها و ما تفيد الا العدو فليس ذلك من الحكمة في شيئ، فكثير من الكلام لا يجدي نفعا، اذ ان الفعل الميداني الذي يشهد لصاحبه لدى القاصي و الداني دون حاجة الى اصوات الاواني الفارغة هو الذي ينفع صاحبه و ينفع وطنه، و كم من بلد بناه وطنيون لم يعرفوا طعم السلطة اطلاقا.
   قد يدعي الكثير منا ان القيادة التي تم انتخابها ليست هي احسن ما يتوفر عليه شعبنا من رجال و نساء مؤهلين للقيادة و قد يكون محقا، بل هناك قدرات كامنة يجب ان نعرف كيف نفجرها، و هناك الكثير من أصحاب الإستحقاق قد يجهلم الكثير، لكن الناخب إختار حسب معرفته دون مجازفة  و هو حر في ذلك كحرية الاصوات المضادة إلا انها الاغلبية، فمن يريد ان ينتخبه الشعب يتوجب عليه ان يعرف بنفسه بالعمل الميداني خدمة للقضية، و قد لا يقتنع البعض  مِن مَن ترشح للامانة، بعدم فوزه و يعزي ذلك لأسباب قد يكون بعضها صحيحا، لكن الأهم يحجب المهم.
  اما نجاح المؤتمر فلا جدال فيه فهو ناجح بكل المقاييس، رغم انه جدد الثقة في 87 بالمئة من الأمانة السابقة، غير ان نجاح اي مؤتمر لا يقاس بعدد القادة الجدد و قد يحصل العكس احيانا، و انما يقاس بسير اشغاله بإنسجام و نتائجه التي تعبر عنها مقرراته و ما تعكسه من آفاق لخدمة اهدافه، و قد كانت لهذا المؤتمر نتائج جيدة في هذا الاتجاه ان لم نقل ممتازة.
  و ختاما لا ينبغي ان يحجب عنا طموحنا الشخصي و رغبة بعضنا في تولي السلطة و مزايداتنا على بعضنا المصلحة العليا للبلاد و الانتصارات التي يحرزها شعبنا على الدوام و ما يتطلبه ذلك من تضحية بالذات و المصالح، تلك التضحيات التي لن تذهب سدى لان الله  لا يضيع اجر المحسنين. و من اراد السلطة فما عليه الا ان يجتهد ميدانيا للحصول عليها بشرف دون المس بمصالح شعبه و من خالف ذلك سقط في الهاوية لا محالة سواء كان قديما او جديدا، لان “عين الجرادة تحت ابطها”.
  

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9