![]() |
بقلم د. نبيل الجزائري |
قرأتُ منذ سنوات عديدة رواية للرجل الجنوب الأفريقي ذي الأصول الانجليزية ألن باتون : pleure, Ô pays bien -aimé أو أبكي .. أيها البلد المحبوب ..
كانت ثورة من خياله ضد النظام العنصري Apartheid .. لكنها في الحقيقة كانت مشروعا سياسيا قد آمن به ، إذ سنة بعد إصدار روايته المناهضة للعنصرية دخل Alan Paton الى بلاده و بدأ في العمل من أجل تأسيس حزب سياسي يجسد الرواية سياسيا و اجتماعيا ..
و قد استطاع فعلا أن يؤسس الحزب الليبرالي سنة ١٩٥٣ الذي استمرت معارضته السلمية لنظام الابرتايد حتى تاريخ حله من طرف السلطات الجنوب الافريقية سنة ١٩٦٨.. السبب أنه كان حزبا متعدد الأعراق multiracial !
مات الروائي باتون عام ١٩٨٨ دون أن يرى روايته تنتصر على الآلات البشرية المتوحشة .. لكنه استطاع أن يبرئ لون الانسان من نعرة اللون .. و أن يصنع من الأدب أداةً للحب و الإخاء و التعايش ..
ما أحوجنا ألى كتاب و أدباء و روائيين و سينمائيين من طينة Paton في زمن انكسر القلم نصفين ، و عاث الحبر فسادا على أوراقنا، يُغرق الكلمات الجميلة القليلة التي بقيٓت حية على أوراقنا تنتظر من يقرؤون المعاني ..
0 التعليقات: