مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

أوّلُ القَطراتِ ما بعْد فصلِ النّسيانِ..

الشاعر الجزائري
رشيد دحمون 

أ (خديـجُ) حَقّا قدْ نَسيتِ الأسْمَرَا
مِـنْ بَـعْـدِ مَـا ألْـهَـمْـتِـهِ فَتَفَـجّـرا؟
و سَـقـيـتِـهِ من وجْنَتَـيْـكِ نَـضارةً
فشَدَا لأجْلكِ ذا القَصِيدَ.. ومَا دَرَى
هُـوَ لمْ يكُـنْ كالمُبـدعـينَ مُعـلّـقا
بِـعُـيُــونِ أنْـثَـى.. إنْ رآهــا أزْهَــرَا
أبدًا.. و لَـمْ يُـفْـتـنْ بِـأيّ جـمـيـلةٍ
نـثَـرتْ شِـبـاكَ عُـيُــونـهـا فَـتَـأثّـرا
هُــوَ رغْـم رقّــة حَــرفـه مُـتـكـبّـر
يُخفي البشاشةَ بلْ يظلٌّ مُكَشّرا
إنْ باغَـتَـتْـهُ مِـن الظّـبـاءِ شَـقـيّـةٌ
طردَ اللّباقة في الحَديثِ.. و قصّرا
(أهلًا، فشكرًا، بالسّلامَة..) هكَذَا
معـهُ الحديثُ.. مُرتّب.. لا يُشتَرى
إنّ الـكَـــلامَ إذا تَــمَـــدّدَ حَـبْـلُــهُ
جرفَ الفُؤاد إلى الجُنونِ.. مُـخـدّرا
و أقـام مِـنْ لفْـظ (السّلام) علاقةً
و سرَى بِنا نحْو العـذابِ.. لنَسْكَرا
قَلبِي عنيـدٌ ليْـس يُكشفُ سِـرّهُ
و لـكُـلّ قـلْـبٍ كَـبْــوَةٌ.. لَنْ أُنْـكِـرا
و لـكـلّ عـبــدٍ مُـنــذُ آدمَ نِـصْـفـهُ
مِنْ غيْرهِ مَهْمَا سَعَى.. لنْ يَصْبِرَا
مَـاذا إذا كـانَ الخَلـيـلُ بِـحُـسْـنِـهِ
قمَرًا.. و كانَ الوصْـفُ فِيـهِ مُقصّرا؟
مــاذا إذا حَـجّــتْ إلـيـهِ دفـَـاتِـري
و رأتْ بِـذاكَ الوَجْـهِ خَـدّا مُـزهِـرَا؟
مَاذا إذا (...)؟ إنّي تَعِبْتُ و أحْرُفي
مِـنْ وصـف وجْـهٍ إنْ رآنـي أدْبَــرا
لـمْ يَـبْـقَ إلّا أنْ أسِيـرَ مُـطَأطِـئًـا
أُلْقِي فُـؤادي للـقَـضَـاءِ.. مـدمـرا
كَمْ شاعرٍ هـزَمَ الحِسانَ بِشِعْرهِ
لَـكِـنّـه قُـرْبَ الحِسَـانِ.. تَسَـمّـرا
همْ لمْ يَـرَوا ما قدْ رأيتُ و لنْ يَرَوا
وحْدي أنا.. مَـنْ خَالِقِي لِي قَـدّرا
وحْـدي أنـا ناظَـرْتُ قَافِيـةَ الهَـوَى
و الكحْلَ و الثّغْر الجميـلَ الأحْمَرا
مِنْ حَـقّ (عبلة)أن تُقَاطِعَ (عَنْتَرًا)
و (خَدِيجُ) أنْ تَنْسَى الغَريبَ الأسْمَرا.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9