مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 29 مايو 2016

برنار ليفي... صديق للثوار العرب وللجيش الإسرائيلي أيضا!




بقلم أسامة ابراهيم



اعتاد الناشطون وقوى المعارضة العربية على وجود الفيلسوف والصحافي الفرنسي "برنار هنري ليفي" في قلب الأحداث التي شهدها العالم العربي على مدار السنوات الماضية واصطلح على تسميتها بالربيع العربي، بداية من طرابلس الغرب، مرورا بالقاهرة، وحتى صنعاء وبغداد ودمشق...

ربما يكون من المفارقات، أن برنار لم يكن يمر بعاصمة عربية إلا وتشهد أحداثا تاريخية جلها يتعلق بالاحتجاجات الشعبية التي تؤدي إلى سقوط هذا النظام أو ذاك، فلا تكاد تخلو ثورة عربية من صوره كأنه أحد ملهميها، بل إن صوره رفعت مع زعماء المعارضة والمحسوبين على قادة الثورة.

هذا الأمر يثير العديد من علامات استفهام حول ليفي من بينها: ماذا يفعل فيلسوف وصحافي فرنسي على أراضي السودان ومصر وليبيا وسوريا؟... وهل تلك التحركات بريئة وحبا في الحرية والديمقراطية- حسب تصريحاته، أم أن لها أهداف أخرى خافية؟

لقد شارك ليفي في العديد من الأحداث والفعاليات الشعبية ليس في المنطقة العربية فحسب بل في بعض البلاد الإسلامية الأخرى، منذ عمله مراسلا حربيا إبان حرب انفصال بنجلادش عن باكستان عام 1971. ومطالبته الدول الغربية بالتدخل في حرب البوسنة عام 1990.

إلا أن شهرة ليفي ذاعت بين المعارضين العرب بتواجده في جنوب السودان بالتزامن مع الأحداث التي أدت إلى انشطار السودان إلى نصفين: شمال وجنوب، مرورا بميدان التحرير في قلب القاهرة، ومن ثم تواصله مع ثوار ليبيا حتى انهيار نظام العقيد معمر القذافي.

لكن المفارقة تبدو واضحة عندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية في تونس والتي انتهت بهروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي خارج البلاد، كان ليفي من المناصرين لنظام بن علي ومساندا له، لذلك لم تطأ قدماه أرض تونس. لكنه شارك المصريين ثورتهم التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من الحكم.

وعندما اندلعت الأحداث في ليبيا ضد نظام القذافي، ابتعثته الحكومة الفرنسية إلى مدينة بنغازي والتقى برئيس المجلس الانتقالي ووفود دول عديدة وحينها أطلق تصريحه الشهير "أنا صديق لاسرائيل وللشعوب العربية، وآمل أن تجمعهم الأخوة البشرية وأن يتخلوا عن العداء.

نشير في الختام إلأ أنه  خلال مؤتمر "الديموقراطية وتحدياتها" في تل أبيب في مايو 2010، تحدث ليفي بحماس عن "جيش الدفاع الإسرائيلي" معتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم. وأضاف "لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية. فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية.
.أسامة ابراهيم : صحفي وكاتب مصري

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9