وجهة نظر....
ان تم انضمام المغرب الى الاتحاد الافريقي سيكون أكبر خطإ استراتيجي ترتكبه القارة الافريقية...
كتب كثير في قضية انضمام المحتل المغربي الى الاتحاد الافريقي كمؤسسة جديدة خارجة من شرنقة مؤسسة الوحدة الافريقية , وهناك نقاط جوهرية نطرحهما هنا كمتتبعين للملف وهي تتركز حول غرض المغرب أوهدفه من الانضمام نحو الاتحاد لا شك وهنا لن ندخل في التفاصيل التي يعرف الجميع ملخصها وهو إفشال توجه إفريقيا في فرض حلول في مجلس الامن و المنظمات القارية الأخرى و حتى على مستوى الدول في قضية إيجاد حل سريع للقضية الصحراوية و تكريس الدولة الصحراوية في غياب المغرب الذي يجد فقط دول خارج محيطه الطبيعي مثل فرنسا و اسبانيا و غيرهما كدول الخليج و غيره.
غير ان القارة الافريقية لا بد لها من تبرير رفضها للمغرب بمبررات واضحة و تتماشى مع قوانينها التي تبنى على الديمقراطية و احترام التعهدات و المواثيق.
وبناء عليه يأتي المهم ما هي الشروط التعجيزية التي يمكن طرحها على المملكة المغربية التي تجعلها برفضها يتم إقصاؤها من القارة و رفض ملفها لسببها ؟
لقد كان المغرب قد اعترف بالجمهورية الصحراوية ضمنيا مؤخرا برفع رايته في دول ترفع راية الجمهورية الصحراوية مثل بنما و قد وافق المغرب على انه سيجلس جنبا الى جنب الى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وسيرفع علمه الى جنب علم الدولة الصحراوية لما في ذلك من هزيمة دبلوماسية و خسارة سياسية تكرس احقية اعتراف العالم اجمع بالدولة الصحراوية و سيكون مبررا في يد الصحراويين في مطالبة العالم بالاعتراف لدى الأمم المتحدة و المنظمات القارية بدولتهم و ان كانت لا تبسط سيادتها على كل الأرض ولكن على الأقل على بعضها و كذا يعتبرالاعتراف بها ككيان مستقل من الخصم هو اكبر انتصار لها.
سيكون من العقبات في وجه المغرب تقديمه لخريطة واضحة المعالم يعترف بها بالجمهورية الصحراوية و بحدوده لحظة الاستقلال و برسم نهائي لحدوده مع الجار الجزائري و غيره و احترام سيادة الدول بما فيها الجمهورية الصحراوية وهنا لا ندري كيف يمكن ان يجتاز الاختبار و لكن نتوقع ان يقدم المغرب على القبول على مضض بكل تلك التعهدات بما فيها خريطة أيضا للصحراء الغربية على انها تابعة له الى حين تسوية النزاع في الأمم المتحدة .
لكن الإشكالية هي الوفاء بالتعهدات ؟؟؟
وبكلمة أخرى ما هي الضمانات التي يمكن أن تبقى في يد القارة و ما هي الوسائل الملموسة التي يمكن فرضها عليه في حالة التراجع عن تلك التعهدات ؟
لا اعتقد ان المغرب يمكن ان تُفرض عليه تحديات كبيرة خاصة حينما نجد أنه لدى اكبر مجلس للعالم مجلس الامن يصول و يلعب ويرفض و يتراجع عن الاستفتاء دون أي عقاب و لا أي ردع بل بالعكس تدافع و تنافح عنه دول كبرى كفرنسا و غيرها .
و بالتالي يجب لزاما وضع حاجز او متراس قوي والاستمرار في تمديد فترة دخوله و فرض عليه حلول تعجيزية خاصة اذا علمنا ان القارة صارت كتلة موحدة وتستطيع قبل ان تقبله ان تحقق معه المستحيل ما دام خارج طاولة اللعب و لم يمسك الأوراق.
ان هدف رفض المغرب في الاتحاد الافريقي سيكون في مصلحة القارة الافريقية و قبوله سيكون كارثة لانه سيعمل عل كسر وحدة القارة و تشتيت لحمتها و افشال مشاريعها وبالتالي فرض استمرار تحكم فرنسا والدول الاستعمارية التي ستوقع اتفاقيات مع قارة مشتتة ضعيفة و غارقة في صراعات داخلية في غنى عنها.
ان الحاجز الرئيسي الذي يمكن ان يجعل المغرب يرفض الانصياع هو الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية رسميا وهو ما سيسبب مشاكل مع دول كثيرة سيجد الجميع ان عدم دخوله للقارة هو الحل الوحيد لبقائها موحدة.
ان غير هدا السبيل سيبقى مجرد تعهدات على الورق و كلام ينتهي مفعوله عندما يصبح المغرب عضوا في الاتحاد وستفرض خيارات أخرى وطرق لعب مختلفة , والخاسر هو القارة الافريقية و القضية الصحراوية التي لن تستطيع ان ترافع عنها القارة أنداك و سيكون خطأ استراتيجيا للافارقة المشتتة صفوفهم تتنابشهم أطماع الدول العظمى وستتم كل الاتفاقيات معهم وهم ضعاف وسيعيش المغرب دائما و يسمن على حساب الآخرين كما فعل مع شعبنا و ارضنا التي ينهب خيراتها كل يوم.
إن هذا المعطى سيكون له انعكاسات سلبية على مخطط السلام الاممي لا محالة و سيكون علينا خيارات أخرى لا شك ان من بينها الحرب و لكن بعد ان دخل المغرب الاتحاد الافريقي , ان التصعيد اليوم و ليس غدا والضغط المستمر على المغرب سيكون له ردود فعل قوية من المغرب وقد تكون مبررا لرفضه في الدخول القارة
0 التعليقات: