مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

المشروع الحضاري و القيادة الناجحة

بقلم  نبيل الجزائري

في عصر المعلوماتية و المهارات النوعية لا يمكن لقيادة مفصولة عن قاعدتها عضويا و فكريا و استراتيجيا من تحقيق تطلعات مجتمعها . إن القاعدة تنجز ما لا تستطيع إنجازه القيادة الفوقية ، ذلك لانها أقرب الى الواقع في رؤيتها لصناعة المستقبل ، و ذكاؤها اجتماعي محض ، و اهتماماتها متقاربة و مشتركة ، و هي مؤهلة أكثر من قيادتها في تحقيق الفعالية المرجوة من أجل التغيير .
رجال مثل ابن باديس و المودودي و البنا و أربكان استطاعوا أن يعطوا نموذجا حيا للقيادة الرشيدة التي تفهم رسالتها بنصوصها و أهدافها ، و تتكامل مع قواعدها النضالية فريقا واحدا يعمل كجهاز واحد حتى لا تعتريها الانقسامات و الانشقاقات و الانشطارات من هزات داخلية أو خارجية . مبدأ القيادة عند هؤلاء كان يقوم على أساس بناء أوضاع امتياز و تنسيق تُفهم العمل الرسالي للقاعدة و ما يقتضيه إنتاجه في إطار غاية الجماعة .
و عليه فإن المشروع الحضاري الاسلامي ينبغي أن تكون له رؤية واقعية شاملة بعيدة تستحق المتابعة ، غنية بالمعلومات الفنية و التقنية في التعامل مع المشروع المضاد ، و لا يدور حولها اختلاف بين أقطابه في المسائل المبدئية و أهمية غاية الجماعة . و هذا لن يتحقق الا اذا وُجدت القيادة الناجحة التي تذوب مع القواعد لتشكل قوة دفع منظمة و موجهة لريادة المجتمع الإنساني نحو الخلاص .

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9