

بين كهولتنا وطفولتهم الغضة يتمدد الزمن رمادي القسمات..
في عمرهم احتضنتنا الأرض ذاتها متجهمة، فاغرة فاها لتبعث بردا قارسا يلتف كالأفعى بالأجساد الصغيرة المرتعشة.
هي نفسها الأرض غير عابئة بعيني طفل سكنهما الفزع بعد رحلة طويلة مضنية تخطف فيها الموت الأحبة وهو يتربص بهم متلذذا وقد تنكر في هيئة طائرات تقذف النابالم حمما و دبابات حقودة تحصد الأرواح.
حينها افترشنا الأرض ـ غير الممهدة ـ و التحفنا السماء، والتفت الأجساد النحيلة في خرق رثّة..
هي أرض اللجوء نفسها العصية على الترويض الت...ي ما تنفك تفاجئنا بتقلباتها، وقد راعها إصرارنا على البقاء.
نكبر نحن ..ونشيخ..و يأتي جيل بعدنا "يمتطي" الكارثة في تحدّ مثير يرفض أن يغلّه هول الحدث..
الصغار لا يشغلون أنفسهم بتدبير آثار الكارثة وسبل الخروج منها، فثمة من يتولى ذلك..همهم الأول بعثت رسائل تقرأ منها، دون عناء، شارات نصر و نظرة أمل و موقف تحدي.
رغم محنة التهاطلات المطرية..إلا أننا بخير؛ فمن ذخره مثل هؤلاء الصغار لن ينكسر أبدا.
م.س.د
م.س.د
0 التعليقات: