بعض الناس كلما أمعنت في رفعهم خفضوك، وإذا أعززتهم أذلوك وحين ترش طريقهم بماء الورد يعبدون دربك بالقذى والأشواك ،وإن كنت لأسرارهم الحجاب الواقي كانوا لسرك أزعج من صدى البوق ،هذا النمط من البشر يترجم العطف واللين والأدب ضعفا والسماحة خنوعا و التغاضي خوفا فهم آخر من يقدر الصداقة ،يحترمها ويحافظ على أواصرها ،تحملهم الريح أنما هبّت ،لايخجلون من إضرام النار في صداقة عمر ما أن تلوح لهم على الرصيف الآخر مصلحة لأنهم يمثلون الأنانية في أبشع صورها وتدني الضمير وانعدام الوازع الأخلاقي ،فلا يحق لمن ابتله الحياة بنموذج كهذا أن يتجرع غصات الأسى أو يترك للندم في قلبه مكانا وعليه أن يعتبر تجاوزاتهم في حقه محض تجربة أثارت في نفسه الشفقة والإزدراء والتساؤل ترى هل يحيا مثل هؤلاء البشر وأي نكهة يحمل لهم مكرهم ونفاقهم ؟ وينتهي التفكير في الحثالة
من يهن يسهل الهوان عليه
**ما لجرح بميت إيلام !
...................................................
بيت الشعر للمتنبي**
0 التعليقات: