السماء تمطر شوق المحبين،و تذيب رقائق الجليد في هدوء لتتحد همساتهم التي تقرع لها أجراس المدائن ويعبر العشق أنفاسهم، لتقام لأجلهم مراسيم اللقاء في صمت الرهبان أين يتلاشى ضباب داكن يملأ مكانا علويا تنام فيه أرواح الكادحين، ويغرب فيه الشروق؟، وفي تباين الفصول تتناثر أوراق الياسمين، وأشجار اللوز على حواف الطريق التي تسلكها روح معذبة تتعثر في خطواتها المتبقية ليتعانق كل شيء في هذيان محب يمسك غيمة سوداء تعبر سماء حبيبته المنفلتة من صلب الجفاء ،فيتدحرج في نعومة إحساس بالملل يداهم قلب فرجينيا، ويسرق الدف المتبقي في لحظة خاطفة حين تعبر أنفاس بول تسريحات شعرها الكستنائي ، ويطاردها مظهره البائس، واليأس الذي يظهر غير مناسب رغم تأدبه المفرط في الكآبة، فيزحف متسللا بنظراته النارية تقاسيم وجهها الطفولي ، فتنطفئ أحلامه الباردة في أهدابها ،وتبقى منشغلة بالمارة وشرب القهوة .
تلك الأشواق التي تحفر في قلب بول تذوق منها حلاوة الشقاء ألتطهيري لألامه، فيرى من خلال عذابه هدف مقدس مقرون بعقد يطوق عنق فرجينيا مصنوع من جواهر جيء بها من واد الموت ما يجعل الدم يتدفق في عروق كل من وقعت عيناه على الطوق، وكل المشاعر موجودة بخلاف مشاعر السعادة والحظ ،لذلك لم يدرك يوما بول بشغفه طيفها رغم قوته على تجاوز كل شيء وبلوغ كل شيء، وتبقى سحائبه المتراكمة تسترق غفوة ضبابية محملة بعطر بارد، ورغم تصرفاتها التي تجرحه يحلم بصلة رمزية ......هذا الرمز يمشي عكس تياره، وممنوع على أمله المتبقي، وخوفه من مفارقتها أكبر بكثير من خوفه من الموت ....إن بول يعيش حالة نفسية متأزمة في أعماق ذاته، ولن يتحقق حلمه مهما عاش عذابه المرير، ولقد فشل في محو الجفاء بالوصل بل منح للأمل روح البقاء حتى لا يناله اليأس .....تمثل فرجينا له نموذجا لنساء باريس بشعرها الكستنائي المسدول .حيث يأخذ نفسا عميقا كلما سمع صوتها الذي يبهجه متناسيا خطاياه المقدسة التي ترتكب لأجل الوصول لعناق روحها، والغفران أكيد سيكون من نصيبهما وتلك المعاناة على حد قوله هي أداة تساعد على كبح غرائز الجسد.
تمقت فرجينيا لوحته حين يأتي الظلام، وكل شيء في حضوره يصبح مبهم ومزعج حيث تنام أنوثتها في غيبوبة مستأنسة بحلم وردي يهدهدها ،ويبقيها على موعد مع من يوقد شعلتها ويجعل طيفها يرتعش لشوق يأتي قبالة سريرها ،وفي همسة نارية يطلقها نحو عنان السماء ثم يعيدها لتبحر في حناياه العميقة عمقا لا قرار له عندها فقط سوف تتبدل أحداث ليلتها الباردة، ويلقى الماضي مآثره الملثمة في ملامح ذكريات مشرقة تبوح بالحنين مرصعة بنور الصبح الذي يعبر زجاجة نافذتها ما يجعل أنفاسها الدافئة لا تنقطع في حياتها الجديدة ،فيتهيأ طهرها للخروج من نوم عميق ويعبر طريق طوق جانبيه بأشجار الفلين، وعلى امتداد البصر حقول عاتمة قائمة بذاتها. فتتناثر أوراق الفلين هنا وهناك، ويتطلع من خلالها الليل الملئ بالنجوم وكذلك حكايات الأساطير الأولين.
يتهافت إلي طيف فرجينيا بوح عشقها المكنون في منديل أهداه لها القمر في ليلة الميلاد معبقا بأوراق التوت. فيتظاهر الحنين في الاستغراق في السير كأنه يمثل اللقاء ،وهو مبتسم فتسقط من عقد يطوق عنقها العاجي جوهرة الشوق متدحرجة نحو رف الذكريات المبللة بالدموع ليطرق أهدابها المتعبة من سهر سنيين عجاف بات فيها السهر على الجفن متحوب ، وهي ترقب في وجل وصول طيفه لضفافها، ومطلبه الصفح عن أيام الهجر والصلب ، وفي غربة المكان تنظر في شيخوخة الماضي وذكرى غفوة كاذبة لذئب كان يشتهي التقبيل. فتطلق أشعارها دون التفكير في ذكرياتها التي ارتشفت من كأس الشقاء ، فتتطاير أمامها كريات الثلج المتلألئة، وتنبعث من سقف البيت رائحة الربيع والفحم، فتلامس حدودها السعادة، وهي تجوب رحاب الحقول.
تبوح أجفان بول بأسرار قلبه المحطم، فيبسط كفه لندى الصبح، وتجتاحه موجات الشوق لروحها، فيحدق لطيفها بقلب كسير يبحث عن كلمات الود العالقة في جوفه لينسجها معبرا تقربه من روحها الهاربة فيضيع في هالة لا حدود لها لأنها لا تشبه بقية النساء فلم تعلق يوما مفاتنها على منشر الملابس أو تبعث مدادا يدون ارتحالها في موكب العشاق أو يعصر قلبها رحيق الهوى، فطهرها يشتهيه الليل.
تولد بين أهدابه في كل صبيحة نار متوقدة، وهو يرقب في كثب قبلة منها تداوي جروحه النازفة ،وتعيد له الفرحة المؤجلة، ومن وراء الغيوم تخاطبه بشفاه خائفة من البوح عن مكنوناتها ،ومخبآت الذات ،فيمضي وحيدا مكبلا بأصفاد الجفاء حالما بتوسد ضفائرها فيجلده الهجر على صليب العشق، وينثر عليه طقوس حبه الذي يقيده بأصفاد جنونه، فالجفاء سقى روحه ومضى في درب العذاب مكبلا صارفا ما تبقى من عمره في نسج وشاح اللقاء، وقطف جراح الشوق .
تتوالى الفصول ليأتي يوم يمقت فيه هذا الحب الذي جعله عنوان قصيدة العشاق يحمل في طياته ألف لغز وألف سؤال وألف لون للأحزان ،وينتهي مدمي الفؤاد في زورق الآهات مقتبسا تذكرة من سواد عيونها تذكرة سفر نحو " أيلول" ،وهو يقاوم جحودها ممزقا أخر ورقة دونت عليها كلمة الحب ليجعلها أشلاء .....أشلاء.....أشلاء تعصف به خلف الأسوار ليبحث عن ملجأ يحتمي فيه من وطيس العذاب متأمل في الجفون المارة عله يمسك بطيفها، فلا تتوانى أيادي الجلادين عن صلبه ليسحقه الأسى تحت أنين أشجانه، ويختفي كغروب الشمس خلف الظلال لترسم أولى خطواته نحو الفناء.
شركة مكافحة حشرات بمكة شركة المنزل هى شركة مكافحة حشرات بمكة لدينا العمالة المدربة على استخدام اجود انواع المبيدات المستوردة التى تقضى على الصراصير وبق الفراش والعته والناموس والعقرب والثعابين بمكة كما اننا نقضى على النمل الابيض بأرخص الاسعار .
شركة مكافحة حشرات بمكة شركة المنزل هى شركة مكافحة حشرات بمكة لدينا العمالة المدربة على استخدام اجود انواع المبيدات المستوردة التى تقضى على الصراصير وبق الفراش والعته والناموس والعقرب والثعابين بمكة كما اننا نقضى على النمل الابيض بأرخص الاسعار .
شركة المنزل هى شركة مكافحة حشرات بمكة لدينا العمالة التى تقضى على الحشرات جميعها باستخدام اجود انواع المبيدات المستوردة كما اننا نقضى على الصراصير بمكة والناموس والعته وبق الفراش والثعابين والعقارب بأرخص الاسعار
شركة مكافحة حشرات بمكة
ردحذفشركة المنزل هى شركة مكافحة حشرات بمكة لدينا العمالة المدربة على استخدام اجود انواع المبيدات المستوردة التى تقضى على الصراصير وبق الفراش والعته والناموس والعقرب والثعابين بمكة كما اننا نقضى على النمل الابيض بأرخص الاسعار .
شركة مكافحة النمل الابيض بمكة
http://elmnzel.com/pest-control-makkah/
شركة مكافحة حشرات بمكة
ردحذفشركة المنزل هى شركة مكافحة حشرات بمكة لدينا العمالة المدربة على استخدام اجود انواع المبيدات المستوردة التى تقضى على الصراصير وبق الفراش والعته والناموس والعقرب والثعابين بمكة كما اننا نقضى على النمل الابيض بأرخص الاسعار .
شركة مكافحة النمل الابيض بمكة
http://elmnzel.com/pest-control-makkah/
أعجبني كثيرا المقال
ردحذفحكيمة شكروبة
ردحذفشركة مكافحة صراصير بمكة
شركة المنزل هى شركة مكافحة حشرات بمكة لدينا العمالة التى تقضى على الحشرات جميعها باستخدام اجود انواع المبيدات المستوردة كما اننا نقضى على الصراصير بمكة والناموس والعته وبق الفراش والثعابين والعقارب بأرخص الاسعار
شركة رش مبيدات بمكة
http://elmnzel.com/pest-control-makkah/