لا يمكن ان نتوقف عن الحلم ابدا , لا يمكن ان نتوقف عن الامل , لا يمكنك ان تقنعني بالواقعية و كيف يمكنك ان تقنعني بان الجهاز الذي اكتب عليه الآن لم يكن حلما , و ان المصابيح التي تطرد الظلام من البيوت لم تكن حلما , و لكن سأكون منصفا معك في ان تقول : أحلم و أمل و ضعْ فكرتك و خذْ المبادرة و اعمل على تحقيقها , و ان لم تتحقق في عصرك فستتحقق يوما ما ,,,,
إنْ توقّف الحلم لما حلمنا بالجنّة , و لما حلمنا بنعيمها , و لولا الحلم لتوقف العالم عن الحركة و لاثبطت الهمم , و لمات الناس جوعا و عطشا بل ظلما و جورا ,,,
و يقترن الحلم بالهمة و هي الحركة الجادة لانجاح الأمل , و طرحه على بساط الواقع , و تفكيك مفرداته و تبسيطها و البحث في اسرارها و مجاهيلها و حل معضلاتها ,
ان الروح المعنوية العالية , و النشاط المتواصل و الحماس لهي أسلحة فعّالة في تسخين الفرن الذي تشوى فيه الافكار لتنضج ,,
ان التثبيط و التكاسل و التراخي و البرودة لا تطهو خبزا و لا تشعل نارا , ولا تنبت المحاصيل الا بفلح الارض , و همة الفلاح و نشاطه ,,,,
ان المتكاسلين و المثبطين و السوداويين و المتخاذلين هم الذين يعيشون تعساء و فقراء و اشقياء , لان الحياة متعلقة بالقلب فإذا مات القلب فماذا يبقى من الانسان؟
لذلك كانت همة الصحراويين عالية و حققوا بها تلك المقاومة بل النجاح المبهر في كسر المتآمرين , كيف لثلة قليلة من المقاتلين ان يهزم جيوشا جرارة من عهد الاسبان الى عهد المغاربة و النظام الموريتاني , و معهما الدعم الجوي الفرنسي , و الحلف الاطلسي و الدعم السخي العربي وغيره,,,
كان السر في الحماس و المعنويات الفولادية و الهمة العالية و الامل و الحلم برفض الانبطاح و الذل و الخنوع و الاستسلام و نفض الجهل و استشراق المستقبل ,,,,
ان من يحاول تثبيطنا و تخويفنا و وضع المتاريس امام روح الاقدام المتجذرة فينا قد اختار السبيل الخطأ و اختار ان يحيا و هو ميت , و نحن قد اخترنا طريقا آخر هو الموت من اجل الحياة ,,
بقلم حمدي حمودي
0 التعليقات: