مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

بعد سنين

تِد كوسر

بعد سنين
رأيتك اليوم من بعيدٍ
تسيرين،
ومن دون صوتٍ
انسابتْ إلى البحرِ
صفحةُ نهرٍ جليدي،
وفي كِمبرلاندَ
سقطتْ سنديانةٌ عجوزٌ
لم يكن فى غصونها
أكثرُ من حفنةٍ من الورق،
وعجوزٌ
تنثر الذرة لدجاجها
رفعتْ رأسها لبرهةٍ،
وفي الطرف الآخر
من المجرةِ
نجمةٌُ
يفوق حجمها حجم شمسنا
خمسا وثلاثين مرةً
انفجرتْ
وتلاشتْ
تاركةً بقعةً خضراءَ
على شبكيةِ عين الفلكيِّ
الذي اعتلى
قُبَّةَ قلبي الكبيرةَ المشرعةَ
وما كان ثمة أحدٌ
ليحكي له.
عيد ميلاد سعيد
جلستُ هذا المساءَ
بجانب شباكٍ مفتوحٍ
وقرأتُ إلى أن ذوى النورُ
وأمسى الكتابُ والظلامُ
شيئًا واحدًا.
ما كان أسهل أن أشعل مصباحًا
لكنني شئتُ أن أمتطي
النهارَ وحده إلى الليلِ
أن أجلس وحدي
أتحسس صفحةً تستحيل قراءتها
بشبح يدي الرمادي الشاحب.
انتقاء قارئة
أريدها أولا
أن تكون جميلة
تسير برفق إلى حيث يوجد شِعري
في أشد لحظات العصر وحدةً
وشعرها المبلول لا يزال بعد الحمام
ملتصقًا برقبتها
ويكون عليها معطفُ مطرٍ
قديمٌ
متسخٌ
لأن نقودها لا تكفي لأجر المغسلة.
ستخلع نظارتها
وتتصفح قصائدي في المكتبة
قبل أن تعيد الكتابَ إلى الرفِّ
وهي تقول لنفسها
"بمبلغ كهذا
أستطيع أن أرسل معطفي
إلى المغسلة"
وسوف تفعل.
*
ترجمة: أحمد شافعي
نبذة عن الشاعر
تِد كوسر
????
(1939-....)

بعد تقاعده من العمل كنائب لرئيس مجلس إدارة إحدى شركات التأمين، وبعد عشرة دواوين، وبعد انتهاء مدة ولاية الشاعرة لويز جليك كأميرة لشعراء أمريكا، أعلن بيان صادر عن مكتبة الكونجرس عن اختيار تِد كوسر أميرا لشعراء أمريكا للعام 2004/2005.

هو شاعر ـ كما يقول لينتُن ويكس فى واشنطن بوست 12/8/2004 ـ يكتب عن النجوم والبقر وما بينهما شعرا سهلا نال عنه عددا كبيرا من الجوائز: جائزة بوشكارت، جائزة ستانلى كونيتز، جائزة جيمس بوترايت وغيرها.

وأخيرا اتصلت به مكتبة الكونجرس مساء الجمعة الماضية وهو مشغول بما سيتناوله على العشاء لإبلاغه

باختياره مستشارا شعريا للمكتبة وأميرا لشعراء أمريكا لمدة عام يلقى خلاله قصائده في عدد محدود من الأمسيات ويتبنى ما تتفتق عنه قريحته من مشروعات كفيلة بالترويج للشعر وإكسابه أرضا جديدة في أمريكا، وذلك في مقابل خمسة وثلاثين ألف دولار.

يقول بيلي كولينز أمير شعراء أمريكا الأسبق إن تد كوسر يستحق من الشهرة أكثر مما يتمتع به بالفعل، فالرجل يهتم في شعره بأن يضع القارئ أمام مشهد يأسره بدلا من أن يأخذه في رحلة صعبة ومعقدة.

وهي إشارة طبيعية من بيلي كولينز الذي نال كثيرا مما ناله من مجد لسهولة شعره وسرعة وصوله إلى القارئ. كما يشير كولينز إلى أن كوسر يذكر على نحو ما بالشاعر الأمريكي الكبير والاس ستيفنس، الذي كان هو الآخر يعمل في شركة تأمين. ويعلق كوسر على هذه المقولة بقوله إن وظيفة ستيفنس كانت أفضل بكثير، ومن غير المستبعد أنه كان يكتب أثناء أوقات العمل. أما كوسر فلم يكن يتكلم عن الشعر في العمل إطلاقا، وإن اعتاد بين الحين والآخر أن يعرض قصائده على زملائه، وإذا لم يفهموها كان يعود إليها من جديد إلى أن يفهموها وتصل إليهم.

جاء في حيثيات إعلان تتويج كوسر أنه "صوت من أهم الأصوات في مدن أمريكا وبلدانها الصغيرة. وسيكون بتتويجه أول أمير للشعراء يأتي من الوسط الأمريكي" وهي المنطقة التي يرى كولينز أنها "كانت بحاجة ماسة إلى مزيد من التمثيل على ساحة الشعر الأمريكي".

ولد كوسر عام 1939 في ولاية ايوا وتخرج في جامعتها عام 1962، ويعمل الآن أستاذا زائرا للغة الإنجليزية بجامعة نبراسكا.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9