مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 25 أغسطس 2016

أراه أمام المقاهي صباح مساء يطيل البقاء يجيل البصر

بقلم الشاعر الأستاذ محمد عطوي

(القصيدة التي تنبأت فيها بثورات الربيع العربي)
أراه أمام المقاهي صباح مساء
يطيل البقاء يجيل البصر
...
صباحا
بمقهي البريد
مساء
بمقهى المسافر عيني تراه
يفتش عن حاجة تنتظر
طويل العظام
نحويل القوام
محياه ليمونة
كادت الريح تحملها لا تذر
و عيناه غائرتان
كمثل الحجارة وسط الحفر
خواتم شعر على رأسه
مثلما سدرة يبست غاب عنها المطر
و سرواله أزرق النوع مستورد
من الغرب،ضاق فأبدى الذي يستتر
يدخن سيجارة صفرت ثغره
و أثقبت الضرس فيه
فبات نخر
فينفث دخنتها في الهواء
يتابعها بالنظر
و يشرب بنا
يطيل عليه السهر
يحدق في أوجه العابرينا
يسارا يمينا
وفي قلبه النار شاعلة تستعر
فيسهر ليلا طويلا
يناجي القدر
يقول:ألا أيها الليل طال المكوث
جثمت سنين وطال القمر
فهلا شعاعك يبزغ يوما
يزيح الظلام الذي يعتكر
أراني بهذي الصحارى شريدا
أقاسي الهموم وحيدا
يحطمني الموج فوق الصخر
فأين النجاء أيا قدري
وأين الرجاء الذي أنتظر
إذا بسطت لسواي الجبال
تحول دربي إلى جبل أو حفر
فلست أرى غير بوم يغني
يحوم هنا
وهناك
ولا يستقر
سمائي جفت
حياتي عفت
وقد ذبلت ورقات الشجر
ولم تبق غير العظام بناء
إلى الترب تدنو لكي تستتر
تفرق قومي
وغاب الصحاب
و عم الضجر
بلادي السليبة بين الطغاة
تعانق حلم الظفر
وقومي نيام
عليهم سلام
كمن أودعوا في الحفر
تمطوا على بعضهم كالأسود
ولست تراءهم وأعداءهم:
سوى سفن و نهر
فحتى شلاغمهم قلموها
وشابت رؤوسهمو في الصغر
فماذا أقول أيا وطني
وليس لدي سوى ورق و فكر
أنآ ها هنا قادم لا مفر
سأحمل رشاشتي
وسأحمل فأسي
سأدفن آلامي
وسأدفن بؤسي
أنآ لست أرضى القبوعا
سأمضي طليقا
أمد الجناحا
أشق الفيافي
أغني مساء
وأشدو صباحا
لغير الإله أعاف الركوعا
وإن غبت مثل الهلال
فمن أجل أن يطلع الفجر،فجر الحياة
ونشعل تلك الشموعا
أنآ في الممات سأحيا
أنآ لست أرضى الحياة خنوعا
فمن عاش تحت السيوف جبانا
كمن عاش تحت التراب صريعا
أبي أنآ
فإما حياة-حياة
وإما ممات تميت الخضوعا
ممات بها تنبت الأرض صفصافة
في السماء-شموخا-
تمد الضلوعا
بجنب المياه تطول
بقلب التراب تغوض
تصد الرياح
على الأرض تنشر ظلا ظليلا
أبي أنا
أبي أيا وطني
أبيا خلقت وأبقى أبيا
وحصنا منيعا
أنآ لست شيئا أيا وطني
إذا كنت جسرا
يمر العدو عليه
يمد يديه
إلى نخلة أبلحت
إلى نحلة أعسلت
إلى فحلة أنجبت من يعاف الركوعا
أنآ ها هنا
صلاح بسيفي أكر
أرد الجموعا
وحيدا سأمضي
إلى الكون أفضي:
أنآ لن أذل سأبقى رفيعا
وقبل الذهاب سأصرخ في الجامدين:
ألآ،،،انهضوا يا نساء الخدور
ألآ انهضوا يا نيام القبور
ألآ
انهضوا
فلقد زرعت في الحياة الشرور
و أوقظهم صافعا راكلا
و سريعا
أنآ قادم
قادم لا رجوعا
[جامعة عنابة سنة ثانية 1986]

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9