![]() |
بقلم الكاتب ازعور ابراهيم |
عكس ما وعدهم به الحسن الثاني،وجد الغزاة المغاربة من المحن والشدائد في الصحراء الغربية ما هو أكثر من الذهب.ومع طول أمد النزاع،واستحالة التنبؤ بنهاية قريبة له،أخذ الصراع المغرب إلي ما هو أبعد،بحيث أن مشكل الصحراء الغربية،صار مكلفا بالنسبة لمربع الحكم في هذا البلد المثقل بالديون،وصارت الصحراء ازمة متشظية إلي ازمات كثيرة،داخلية وخارجية.ومن هذا المنطلق،فإن التصرفات المغربية بخصوص هذا الملف كثيرا ما خضعت لإختبار مصلحة ما.
وبعيدا عن ثورة الشك...،وأبطالها،ممن تحركهم العواطف،فإنه من المفيد لنا إضافة تصور آخر يفسر أسباب التصرف المغربي الأخير،والذي وجد له مدخلا عنوانه"المخاوف الأمنية".و أن ما يقوم به المغرب،يأتي في وجه الزيارة الوشيكة للمبعوث الأممي إلي الصحراء الغربية،ونية هذه المنظمة التركيز علي حل يراع اجراء استفتاء لتقرير المصير.ولتفادي فرض هذا الحل،والذي سيترك مشروع الحكم الذاتي وراءه،والذي سبق للمغرب أن تنبأ به واصفا إياه ب"الخروج عن المعايير المحددة في قرارات مجلس الأمن" يلجأ المغرب إلي التصعيد،وقطع الطريق أمام هذا الحل،وهذه طريقة لإعادة صياغة الظروف،وإنهاء"الأزمة" بالطريقة التي يريدها.في هذه الحالة لا أعتقد بأن نتائج هذه المعركة ستصب في صالح المغرب،وأن رسائل الجبهة إلي المسؤولين الأمميين ليست تبديدا للكلمات،ولا دليلا علي عجزها عن الرد الدامي إن هي قررت،إنما هو ثمن ديبلوماسي قد يؤدي إلي ولادة المزيد من المشاكل بين المغرب والأمم المتحدة،وجرها من خناقها لتكون طرفا مباشرا في الصراع مع المغرب.
بالنسبة لموريتانيا،التي شخصت خطورة نشوب حرب يهدد بذبح اقتصادها من الوريد إلي الوريد،سارعت إلي ارسال قواتها لمراقبة الحدود المسامية مع الصحراء الغربية،وفتح رئيسها إدارة أزمة في مدينة انواذيبو القريبة.
0 التعليقات: