مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 10 يوليو 2016

آخر كلام!

بقلم مصطفى محمد سيد البشير

بزغ نجم المفكر الأمريكي ذات الأصول اليهودية، نعوم تشومسكي، الذي عرف بقول الحقيقة حتى و إن كانت علقما في فم الحكومة الأمريكية، و من يدور في فلكها، حين أهتم بتفحص صحافة بلاده، و شن عواطف نقدية لاذعة للإعلام الأمريكي، بغية إصلاحه، و بسبب مايراه اختلالا لقطاع حساس، و إخلالا بميثاق الشرف الذي يحكم المهنة.
لم يسلم نعوم تشومسكي من النقد حينها، ولا حتى من بعض الإتهامات الجارحة التي طالته من بعبع الإعلام الذي مازال هاجسا يستحوذ على قلوب الطبقة الوسطى، لكنه أصر، و صبر سهام ا...لإعلاميين، و بهتان " قارئات الفنجان" اللائي ينازعن الله علم القلوب بالتشكيك في نوايا البشر، حتى ذاع صيته، و هو الآن من أرقى أعلام الفكر و الفلسفة.
قال كلمته في "كديم إزيك" حين صمت العالم! هل تذكرون؟
يا سادة يا كرام! نقد وسائل الإعلام عمل نبيل، من لم يدرك هذه الحقيقة اليوم، فسيدركها ذات يوم، و يدرك معها كم كان متأخرا في عملية الإدراك.
إنني هنا أحارب اجحاف وسائل الإعلام في حق متابعيها و أنا واحد منهم، و تطاولها في التلاعب بعقول العامة، و تشويه الحقائق، و إستغلال الثغرات المجهرية، لتمرير مواد موجهة أو حتى غير موجهة _لايهم مادام أن في عملية الاتصال إن و أخوات إن و جيرانهن_.
و أقوم بهذا انطلاقا مما تمليه علي واجباتي كصحفي، يتحترم نفسه و يحترم الآخرين، حين يحترمون عقول المتلقين، و حين أُريهم في أنفسهم ما يراد لنا أن نراه في غيرهم.
و سألتزم بأن أحافظ على المسافة نفسها من الجميع، و دون أي غاية أخرى، عدا الدفاع عن شرف المهنة.
أنا مستعد لأن أصبح وحيدا في وسطي الإعلامي يصحبني في وحدتي ضمير مرتاح، لكنني لن أقوى على أعيش وسط ملايين المصفقين لصمتي، و أنا أحمل ضميرا يرقص حافي القدمين على الشوك الذي سأكون حينها واحد ممن زرعوه!.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9