مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 16 يوليو 2016

النقش في الذاكرة...!!! ........................بقلم : ازعور ابراهيم

(1)

              ما ينقش علي القلوب تحمل به ، حتى يدفن معها .

          سيظل منظر ذلك المخيّم الصّغير، الخائف، المتباعد الصّفوف، الذي أقيم علي ارض مالحة ، غير ممهدة ، منقوشا في ذاكرتي , أنا الطفل ذو التسع سنوات اواخر ابريل من سنة 1976.

       كأنني رأيته أمسا القريب، كان مخيم "النبكة" يرسم لوحة لمأساة غير مألوفة ويبدو فاتحا فمه كتمساح صغير، يلتهم افواجا، وراء افواج من اللاجئين المتوافدين اليه لا يشبع ابدا، يشدّك اليه، يغريك لتصير جزءا منه بمجرد أن يمنحك المنظمون خيمة بلاستيكية صغيرة، تساعدك علي تجاوز الخوف والفزع، وتقيك شرّ الظروف المناخية القاسية.

     ربما أن السنوات الطويلة، التي قضاها سكان المخيم، وهو ينتظرون عودة كريمة من حيث أتوا قد حولت ارضه الي مطار كبير، حطت به اجيال كثيرة، ورحلت منه اجيال كثيرة، ومنهم والدتي التي جاءت وهي تأخذ بيدي الي هذا المكان، ومنه اعيد انا الطفل حينها ذو التسع سنوات  كتابة هذه القصة، وقد تجاوز عمرها اليوم 40 سنة، وهي واحدة من بين آلاف القصص، التي أشم رائحتها مدفونة هنا وراء كل حجر، وكلّ قطعة طوب منسية...!

      نصب المخيم في البداية علي ارض غير ممهدة، تفصل بينها بعض الرّبى بها بقايا نبات "الطّرفة"، وكانت صفوفه متباعدة، نتيجة هاجس أن يتعرض المخيم للقصف من قبل الطّيران المغربي، علي غرار ما حدث في كل من مخيمات: أم ادريكة، والكلته، والتفارتي، وكانت هناك مجموعة صغيرة من الرجال من كبار السن، يسمونهم (ميليشيا) تتولى حراسة المخيم، مسلحين بأسلحة تكرارية من نوع (مات36) ,فخورون بوظيفتهم الجديدة وملابسهم الواسعة ذات اللون الكاكي، كنّا نحن الصّغار نتبعهم الى كلّ مكان ونسير علي خطاهم، علي أمل أن نكبر بسرعة لننضم اليهم…..يتبع





.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9