مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 18 يوليو 2016

بعض سمات المرحلة القادمة...

                سمات المرحلة القادمة  نراها في قسمات , الفأل الحسن و المعنويات العالية , في تلك الروح الكريمة و الكبرياء و  عزة  النفس , تلك الرصاصات السريعة الغاضبة القاتلة التي اطلقها كل شهيد في زمن عاصف , تلك الحركة السريعة و القفزات الموفقة والالتفاف على مناورات الأعداء , و كسر مخططاتهم ورفض الانبطاح و الاستسلام و كل مظاهر الذل و الخنوع و الإهانة في تحد ندر مثيله و قلت أنداده...!!!
        لم يكن ذلك صعبا أو عسيرا  على شعب شهم  ورث ذلك الإباء و نبذ الركوع لغير الله  أبا عن جد , وضرب الطاولة التي حيكت عليها  مخططات إبادته في مدريد بل و في أذهان المستعمرين , بقبضته القوية , بل قلبها بالكامل على من استصغره , و قال لا و الف لا ...!!! في وجه كل من يحتقره أو يذله أو يهينه أو ينهب خيراته و يستعمر أرضه , كانت المعنويات هي زاده  و الإيمان العميق بنصر الله  وربح معركة الحق هي قوته وغذاؤه...
        تدور تلك الدماء الخاصة اليوم في العروق و الشرايين و تضخ الآن في قلوب مئات الآلاف من الأطفال ساخنة  , يحملونها  في شارات النصر و ترتسم هوية  صحراوية  عزيزة في وجوههم و ضحكاتهم  وأصواتهم و تبرق  أملا و مستقبلا زاهرا  في عيونهم ...
        لم يمح الخط الذي خطه يوما ذلك الشهيد بعود من شجرة الطلح و هو يخطط  لهجوم جريء و معركة ناجحة في حرب طويلة الأمد حتى النصر ,,,
و لا تزال مخطوطة في القلوب و العقول و منقوشة  طريق الحرية ذاك الذي عبِّد بالدّم لا تمحيه هبوب الرياح و لا تقلبات الطقوس ...
            و ستظل  صخرة الو حدة الوطنية و صدي تلك الطلقات و القذائف المدمّرة  التي برقت في ليل مدلهم , تجلس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كرسيها , في الاتحاد الإفريقي في رحلة ستكمل آخر العقد في  نسج و حياكة حصيرة الوطن قريبا رغم كيد الأعداء...
         سمات المرحلة القادمة نراها في العزلة الدولية القاتلة التي يتخبط فيها "الملك الشاب" ذي العقلية الاستعمارية  عقلية المخزن المتعفنة  واحتقار الشعوب و الطبقية  و نهب المال العام  و استعباد الإنسان المغربي , الملك  الذي صار يناطح وحيدا , فقد تكسرت مؤامرات الإبادة التي أراد لشعبنا و الحلم الذي توهم أباه ذات يوم من أواخر 1975م  وها هو الشعب الموريتاني الذي زُج به آنذاك في حرب ضد شقيقه الشعب الصحراوي يجلس معه على حصيرة واحدة يتألم لآلامه و يفرح لفرحه , وها هو الشعب الإسباني على امتداداته يرفع علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في كل مقاطعاته في قطيعة و ندم على التفريط  الذي قامت به مملكتهم ومؤامرتها مع المستعمر الفرنسي و ملك المغرب المغرور ... 
       لقد لقن الشعب الصحراوي برجاله و نسائه و أطفاله  درسا لمملكة الرباط لن تنساه  أبدا  عبر التاريخ ,,, !!!و سيظل عبرة للعالم أجمع و لمن يعتبر , ليس في الحرب فقط , بخروج المغرب بخسائر فادحة  عشرات الآلاف من جنود الحسن الثاني  ناهيك عن الخسائر في المعدات و يكفي ان نعرف انه عند توقفت الحرب  ب2700 أسيرا مغربي مقابل 66 أسيرا صحراويا ,,,!!! بل وفي  معركة السلم  معركة الصبر و المناورة و التخطيط فقد وصل المغرب إلى عزلة دولية قاتلة و مواجهة لا يحسد عليها مع الجارين موريتانيا و الجزائر  مع الممثل الخاص للأمم المتحدة مع الأمين العام نفسه و أخيرا مع  الجمعية العامة للأمم المتحدة و أخيرا مع مجلس الأمن نفسه...
        سمات المرحلة القادمة نرى  أولى تجلياتها  في المخزن الذي بدأ يستجدي إفريقيا و يقف راكعا على قدميه ,لأفريقيا التي لا تفهم لغة الركوع وتقبيل الأيدي , ماذا سيقدم المغرب الاستعماري لإفريقيا التحررية بأي وجه يتوجه الملك الشاب  أبوجه الحسن الثاني؟ القبيح العبوس , ظلّ الاستعمار في إفريقيا , و العالم العربي ووكر إسرائيل و عميل الغرب ...؟؟؟ الذي قهر شعبه و جار على الشعب الصحراوي , ماذا  يقدم المغرب للقارة الإفريقية الذي عاداها و سخر منها و أستصغر قدراتها و ارتمى في أحضان الغرب  الذي لفظه بعيدا فمن يريد ان يضم نظام المخزن المتعفن  ؟؟؟!!!...
                 لولا عقلية شعوب أفريقيا الحرة التي سارت على تصميم  هوارِي بومدين و نلسون مانديلا و جمال عبد الناصر و  الولي مصطفى السيد  رجال كرمتهم أفريقيا في عيدها الخمسين  زعماء و جبال ذوي شكيمة وعزيمة لا تذل و لا تهين , و دول تؤمن بحرية الإنسان قبل لقمته ,  و لولا الثقة في النفس لما كان لإفريقيا مستقبل ...!!!
               سمات المرحلة القادمة  يتصدرها  استصدار إفريقيا لجواز سفر إفريقي لما له من رمزية كبيرة في قلب كل إفريقي وسيكون الرئيس الصحراوي مع كل إخوته الرؤساء اول من يحمل هوية افريقيا و يتوجه بها نحو المستقبل المشترك للقارة في حين يتفكك الاتحاد الأوروبي الذي كان المغرب فرحا بظلال و دفء فرنسا و حنانها الذي سيظل يرضع منها كل غباء الاستعمار و شروره...
 بقلم حمدي حمودي
          

          

         

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9