مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 25 يوليو 2016

نحن و المغرب ، الإتحاد الإفريقي و الجامعة العربية

بقلم النانة الرشيد

لم تنضم الدولة الصحراوية بعد للجامعة العربية رغم عروبية الشعب و الأرض ، و لم يؤسس المغرب الإتحاد الإفريقي ، مقاطعا قارته لما يربو عن ثلاثين سنة رغم إفريقيته الضاربة في القدم .
و لم يخصص لنا الأشقاء العرب بجامعتهم مقعدا بعد، تتبعا لهوى المغرب المغالط فينا ، و انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية ، غائبا عن مزية تأسيس الإتحاد الأفريقي مُغاضِبا قرار قارته القاضي بانضمام الجمهورية الصحراوية ، فنالت هذه الأخيرة شرف التأسيس مثبتة دعائم دولة استثنائية المنشأ و الكفاح .
واحدة إذن بواحدة ، دولة المغرب الشقيقة ؛عرب الصحراء الغربية خارج الجامعة العربية و أفارقة المغرب خارج الإتحاد الأفريقي . و كما للمغرب ذيول في افريقيا تتبع هباته ، لنا في الوطن العرب أنصار و حلفاء لا يقبلون الضيم ، يحسنون دون منٍ أو أَذًى ، أهمهم الجزائر الشقيقة ، و كما تسيل طرابيش المغرب و خفافه لعاب بعض الأفارقة ، تقف الشرعية الدولية الساطعة عائقا صلبا أمام جهر أي حليف عربي للمغرب بمغربية الصحراء الغربية بمجلس الأمن الدولي و الجمعية العامة للأمم المتحدة .
أستحضرت هذه المعطيات تقديما لمقارنة بسيطة بين دبلوماسية الجمهورية العربية الصحراوية و غريمتها المغربية ، و استخلاصا للعبر من رسالة وجهها ملك المغرب للقادة الأفارقة ، رفضوا جملة و تفصيلا الخوض فيها ، لتعالي صاحبها واستخفافه بقارة صنعت شعوبها حروب التحرير ، و هللت الدعاية المغربية لرسالة الاستجداء هذه مدعية بوادر عودة المغرب ” المظفرة ” للمنظمة القارية .
بعث ملك المغرب رسالة للقمة الافريقية ، يبخس فيها افريقيا حقها ، سلمها مبعوثه للرئيس التشادي باعتباره الرئيس الدوري للإتحاد الأفريقي ، و استغل الوفد السينغالي الإجتماع المغلق ليذكر بالرسالة و ضرورة استقبال المغرب عضوا جديدا بالمنظمة ، بيد أن رئيس الإتحاد رفض رفضا قاطعا نقاش الموضوع واصفا الأمر بالخروج عن جدول اعمال القمة المنعقدة لأجله .
ماذا لو أن الدبلوماسين الصحراويين يفكرون تفكير المغرب السطحي ، و راسل الرئيس الصحراوي الجامعة العربية ؟ و ما المتاح للدولة الصحراوية من إمكانيات و امتيازات و القمة العربية تعقد بدولة موريتانيا الشقيقة و هي عمق و ظهير للشعب الصحراوي و تعترف بجمهوريته ؟ ماذا لو كانت الجزائر رسول الصحراويين الى العرب ؟
لو أن الرئيس الصحراوي أراد مراسلة قادة العرب أثناء انعقاد قمتهم بنواكشوط ،لوجد أمامه ألف رسول و رسول ممن لا يرد لهم سؤال ، لكانت بلد المليون و نصف المليون من الشهداء جسرا معشوشبا بيننا و بين قادة يربطنا بهم التاريخ بانتصاراته و خيباته و يديرون لنا الظهر عنوة و جفاء ، لو أنه شاء مراسلتهم لوجد بالشقيقة موريتانيا ألف خطيب صدوق ، يحمل رسالة عتاب شعب مكلوم بوطنه ، بحرارتها الخالصة . لكن الدبلوماسية الصحراوية تعرف جيدا العصب العربي المترهل عن شد عضد الحقيقة ، و الحفاظ على شعرة معاوية بينها و بين الأشقاء الفرقاء أولى .

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9