مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 31 يناير 2015

يوميات طالب...(02)


بقلم : رشيد دحمون 

و نحن نتجول بين أروقة مدرستنا العريقة و التي لا تختلف عن "بـــرج الأبطـــال" في أي شيء, إذ شد انتباهي منظر غريب، منظر أمسى مألوفا على رفات جامعاتنا و شوارعنا... (طالب بهندام جذاب، و تسريحة شعر مدهشة) يرمي كيسا من الفضلات على الأرض، و على بعد خطوات قليلة منه, ترقد سلة مهملات "مهملة"!هنا نطق صديقي المسكين في غيظ شديد مما رأته عيناه، و قال في أسف: (زعما هذا أستاذ...!!!)، إلتفت إليه و قلت:( و هل هاته الأخلاق محصورة على الأستاذ وحده...؟ أعتقد بأنه من المستحسن و الأجدر أن تقول: "زعما هذا إنســــان"!!! فهذا الطالب "إنسان" قبل أن يكون "أستاذا"...)

و بينما نحن منهمكان في إطلاق قنابل اللوم على هذا الطالب الأستاذ, حتى لمحنا أستاذا محاضرا يعرفه كل من كتب له أن يمضي شطرا من حياته بين هاته الأروقة العريقة، يعرفه لشهرته و شهاداته العالية، يمر بقربنا ضاربا الأرض بحذائه الأسود الناصع و كأنه فارس عربي يشق البادية بحوافر فرسه الأصيل، فأول ما جال بخاطرنا حينها أنه سيغرق هذا الطالب بوابل من العتب و التأنيب... لكن الواقع كان غير هذا، فقد كان يتناول سيجارته بكل افتخار و "انتحار"! يستنشق دخانها تارة و ينفخه تارة أخرى، و معه ينفخ جزءا آخر من أجزاء حياته الراسبة بين قلبه و رئتيه... مشى خطوات عدة و إذ به يتناول تلك السيجارة بين أصبعيه ليقذفها على الأرض... ثم يدوسها بذلك الحذاء الأسود اللماع, منظر لا أذكر أني رأيته في حياتي، إلا في أفلام "الكاوبوي" الأمريكية.

ضربت صديقي -الذي كان مشغولا بمتابعة هاته اللقطة السينمائية المشوقة- ضربة خفيفة على كتفه و قلت و في قلبي فسيفساء من الانفعالات المتناقضة:(ذاك الشبل من هذا الأسد)!!! و أردفت قائلا:(هيا لنذهب, فقد مرت عشر دقائق منذ بداية "التطبيق" و أنت تعرف من هو الأستاذ المطبق)!!!

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9